الأخبار
حمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماً
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التسامح ضد التسامح ..بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2015-07-28
التسامح ضد التسامح ..بقلم:فاطمة المزروعي
التسامح ضد التسامح !

فاطمة المزروعي

نمتلك قيما نبيلة متوارثة عن الآباء والأجداد، وهي من صميم ديننا وتربيتنا، ومن لبّ عاداتنا وتقاليدنا.

لعل من أهم هذه الخصال النبيلة التسامح، وتحمل لنا الذاكرة الشفوية الكثير من القصص التي ساد فيها التسامح، ومن قيمة التسامح تتفرع قيم أخرى تتبعه، فبالتسامح تنتشر الرحمة والعفو ويسود العدل، وبه تقوى قيم المساواة والإنصاف، وتنتشر حرية الرأي وتقبل الآخر.

التسامح قيمة مهولة وكبيرة لا تتوفر في أي مجتمع وتنتشر فيه زواياه إلا وكانت النتيجة الحتمية قوة وتفوقاً في الإنتاج وتميزا لهذا المجتمع، لأن قيمة التسامح عندما تسود تلغى الطبقية والمخاوف وتنتشر حرية العمل والتفكير ويبدأ العقل الإنساني بالتفرغ للتفكير في كيفية التطور؛ فالأساسيات الحياتية تم حسمها، والأساسيات هي الأمان والأمن الفكري، ولن يتحقق أمن حياتي أو فكري من دون التسامح.

ورغم وهج قيمة التسامح وأثرها العميق الكبير، إلا أنه لا يمكن إطلاقه وترك العنان له دون حواجز وضوابط وقيود – نعم لا يمكننا التسامح دائما – والسبب ببساطة متناهية أن التسامح المفرط قد يدمر قيمته ومن ثم قد يدمر المجتمع الذي ينتشر فيه، بمعنى أن تسامحنا مع التطرف، ومع الأفكار الشاذة التي تحاول إلغاء الآخر بل القضاء على التسامح نفسه، هؤلاء يجب أن لا يتم التساهل معهم وترك العنان لهم كيفما أرادوا، يتحدثون وينشرون خطاباتهم التي تحمل الكراهية والبغض للآخر، لعل في كلمة للدكتور كارل ريموند، والذي يعد من أهم المؤلفين في فلسفة العلم في القرن العشرين، وخاصة في الفلسفة الاجتماعية والسياسية، دلالة وتوضيح للقصد حيث يقول: " سيقودُ التسامح غير المشروط حتمًا إلى اختفاء التسامح نفسه، ففي حال مدّدنا تسامحنا غير المحدود لیشملَ حتى أولئك المتعصِّبین، وإن لم نكن مستعدين للدفاع عن مُجتمعنا المتسامح ضدّ مخالب المُتعصِّبین، فسنكون بذلك قد دّمرنا حتى المُتسامح وتسامحُه معهم، ولذلك فعلينا أن نُطالبَ باِسمِ التسامح- الحقَّ في عدم التساهُل مع المتعصِّبین، علينا أن نُطالب باِعتبارِ أيِّ حركةٍ تَعظُ بالتعصُّب خارجةً على القانون، وعلينا اِعتبارُ التحريضِ على التعصُّب والاضطهادِ جريمةً، تمامًا مثلما نعتبرُ التحريضَ على القتل، أو على الاختطاف، أو على الدعوة إلى الرجوع للمُتاجرةِ بالعبيدِ جريمة".

وطبيعة الحال أن لدينا في هذا العصر الكثير من الشواهد الماثلة لتسامح بعض المجتمعات وتقديمها لتسهيلات لبعض المتطرفين ومنحهم مساحة للتحرك والقاء خطاباتهم ثم شاهدنا كيف انقضوا على مجتمعاتهم مدفوعين بنار التطرف والكراهية، هذه الحركات لا يمكن بأي حال من الأحول التساهل معها بحجة التسامح وقيم الحرية وسماع الطرف الآخر، لأن هؤلاء ضد الإنسانية ضد الحياة، ولو قدر لهم وأمسكوا بزمام الأمور فإن أول ما سيفعلونه هو قتل التسامح والقضاء على الحريات، ولعل في داعش والقاعدة وغيرهما خير مثال.

نحن أمام قيمة عظيمة لا نحتاج للتبشير بها، يكفي أن نستمد من تراثنا وقيم الآباء والأجداد المواقف والقصص التي تدل عليها، وأيضاً من ديننا الحنيف، لذا لا نريد من أي حركة سياسية أو حتى اجتماعية أن تزعم أنها تنادي وتدعو لنشر قيم التسامح، نحن نعرفه بل هو مغروس في وجداننا، ونعرف أين يتوقف، ومن الذي يهدد قيمنا ومبادئنا، ويريد النيل منها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف