فيسبوك نيولوك بقلم:أ.يحيى نافع الفرا

الحياة تستمر بحلوها ومرها وبتغييرات ومؤثرات سواء للاصلح أو للأسوأ وليس كل ما يكون تطوراً وتحضراً صالحاً ومفيداً ، قد يكون هناك تطورات تسبب اساءة للآخرين بطريق استخدامها والتصرفات الناتجة عن المستخدم لأن الآلة ليس لها ذنب فهي شيء طوع تحت امر المستخدم ، والتطور لا يعيبه شيء كونه من تسميته يحمل كل ما هو راقي ومتجدد في عجلة الحياة عندما ينتج منتج يجعلك تتحادث وتتواصل من مكانك مع أي شخص آخر مهما بعدت المسافات بينكما وأن يكون العالم كله بين يديك وأصبح بمثابة قرية صغيرة بل أقل من ذلك بفضل التطور التكنولوجي المتجدد يوماً بعد يوم ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر لهذا التطور فضله في مساهمته في شتى المجالات من رقي وتحضر وانتشار واسع للثقافات والمهارات المتعددة إلا أنه لا يمكن أن نغفل ما يحمله من عيوب وكثيرة جداً وخطيرة على مجتمعنا العربي المسلم المحافظ ، لأن الغرب لا ينامون ليل نهار في الكيد لنا عبر الغزو الفكري والثقافي الذي يعتبر هو الأخطر على شعوبنا العربية والإسلامية بكافة فئاته العمرية والجنسية ومن بين هذه الاختراعات مواقع التواصل الاجتماعي وأشهرها ما يسمى الفيس بوك والذي غزى كافة البيوت دون استثناء وكافة الشباب والفتيات والرجال والنساء حتى منهم الصغير والكبير والطاعنين في العمر تجد الكل يلهف ويلهث على هذه الصفحة التي انتشرت بكل ما بها من محاسن ومساوئ وقد تجد انها تصل لحد الادمان الفكري لدى البعض وتسبب شلل دماغي لدى الآخرين وتتنوع استخدامه وتختلف من شخص لآخر فمنهم من يستخدمها للمتابعة والتتبع للأخبار ومنهم من ينشر من خلالها أفكار مسمومه ومعلومات مغلوطة ومنهم من يسئ من خلالها للآخرين وينشر من خلالها أعراض الناس ومنهم من يجعلها مجالاً للابتزاز والنصب والسرقات التي من خلالها يسيئ لصاحب الحساب والصفحة بنشر بعض المقاطع والمواقع الاباحية التي تسيئ لصاحبها في نظر أصدقاؤه المقربين له على صفحته ، ومنهم من يقوم بنشر كل حركة وكل عمل يقوم به بالصور والتعليقات حتى قد يصل لدى البعض من كثرة التصوير الذي يصل لفوبيا التصوير أن يقوم بتصوير نفسه وهو داخل وخارج من الحمام ، ناهيك عن نشر الأكلات خاصة ما بين الإناث وقد تدعي أنه من صنعها وتجده من مواقع خاصة بالطبخ والحلويات ، ويصل الأمر أن يقوم البعض بالتصوير مع جده أو جدته أو أحد الوالدين ويكتب عبارات جميلة ورائعة ومرققة للقلوب وينشرها وقد يشعرك بأنه لا مثيل له في الحب والرفق والود وفي واقع الأمر قد تجده لا يراهم إلا في المناسبات ولا يرعى شئونهم ولكن الأمر لا يتعدى سوى اعجاب بلايك وتعليق عند البعض على ما يقوم به من انجاز عظيم وهو يقبل يداهم من اجل النشر فقط ، ووصل الأمر لدى البعض أن يستخدمه في الدردشات الخارجة عن الأخلاق ولا تفرق ما بين فئة عمرية سواء سن المراهقة الحقيقي أو سن المراهقة المتقدم ، كما ان ينضوي بطياتها التقليد والتنافس في نشر الرذيلة وتتبع عورات المسلمين من خلال إنشاء صفحات وهمية للدخول لبعض الناس من خلال تلك الأسماء الوهمية بهدف إما التسلية أو التوريط في أمور اخلاقية أو نصب وابتزاز من خلال تلك المواقع والاختراقات لبعض الحسابات وسرقة ما هو خاص من صور لصاحب ذلك الحساب ولأفراد عائلته الذي بدوره يستهتر في ما يقوم به من نشر لصور خاصة ويعتقد بانها أمر طبيعي وعادي جداً ينسى أو تنسى بأن تلك الصورة وإن كانت عادية قد تستخدمها أسوأ استخدام ، ومن يجلسون امام الكاميرا والحديث المباشر وقد يكون في غرف نوم يفعلون كل شيء ويظهر بينهم كل شيء وما يبقى سوى القليل وقد يتم عبر الاتصال اللاسلكي كذلك .
إن عالم الفيس بوك هو عالم في حقيقة الأمر وهمي لم يتم إنشاؤه عشوائياً للترفيه والتنفيس عن هموم الشباب وأن يكون بوابة للتفريغ النفسي والعاطفي والهروب من ضغوطات الحياة ، بل أنه مخطط صهيوني ومن أهم أهدافه التعرف على كل من يرتاد تلك المواقع من مشاكل ومعاناة مالية وعاطفية وجنسية ومشاكل عائلية دون بذل أي جهد يذكر ومن ثم يتم تخزين تلك القاعدة الدسمة من البيانات والعمل من خلالها على إسقاط الشباب والفتيات وربطهم وابتزازهم ومواجهتهم بما اكتشف من خلال تلك المواقع من معلومات وأسرار في حسابهم الخاص الذي يعتقد البعض أنه مستودع أسرارهم ولا يطلع عليه أحد .
لم يصنع الغرب أي شيئ ويخترع إلا يكون من وراء ذلك أهداف مهمة جداً لهم ولنهم يعرفون بأن العرب شعوبها مقلدة ومستهلكة ولا يمكن أن تستخدم عقولها فيما هو مفيد إلا القليل منهم من يبدع ويستثمر الأسلحة التكنولوجية المتطورة ويطوعها في خدمة الوطن والدين والمواطن ، ودون ذلك فإن ما يتم على صفحات الفيس بوك لهو خير دليل على محدودية الثقافة لدى الشباب والفتيات والرعونة واضحة من خلال مواضيعهم المعروضة على الفيس بوك وقد يعتقد بعضهم أنه يمارس من خلال تلك العبارات والمشاركات ابداعات وأعمالاً وطنية ناهيك عن الذين يستخدمون عبارات ورموز (يشعر بالسعادة ، يشعر بالمرض ....الخ ) فلا أعرف ما فائدتها وعن ماذا تنم إلى عن جهل وثقافة معدومة وتفاهة عقول .
يجب أن يكون لدينا وعي اكبر من ذلك وأن نستغل كل عمل متطور في الصالح العالم وللنهوض بكل من حولنا لما هو أفضل حتى نحاربهم بما يحاربوننا به وان نوصل لهم رسالة شكر على صنيعهم الذي صنعوه لنا ومن خلاله نوصل لهم بأننا استخدمناه كما نريد نحن وليس كما خططتم لنا .
فتلك مواقع متطورة وحديثة والحذر منها مطلوب وخاصة الفتيات اللواتي يقمن بنشر صور خاصة لهن . كما انه مطلوب الحذر من التواصل مع أي شخص مجهول الهوية لك وأن يبقى التواصل فقط عبر منشورات ومتابعات عامة فيها تبادل معلومات بشتى المجالات وترك المهاترات ونشر الصور الخاصة وترك الدردشة الخاصة التي قد تستدرج ممارسها لأفعال خارجة عن الأدب والأخلاق .