الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رسائل إلى أمي بقلم:إلهام الحدابي

تاريخ النشر : 2015-07-27
رسائل إلى أمي

(5)
عن الفرح

هل أرتدي الفستان الأحمر أم الأبيض ؟!
كان هذا هو السؤال الملح في زمن الطفولة ..
ينتهي المشهد غالباَ بقرارك أنت يا أمي..
ستردين الفستان الأزرق في أول يوم من العيد
والأحمر عندما نزور جدتك...
شكل تسريحة الشعر؛ نقشة اليد؛ حقيبة الحلوى والعيدية كانت هذه هي مواضيع همومي في ذلك الزمن..
وكبرت يا أمي..
أصبحت أقرأ ( عيد بأية حال عدت يا عيد) بقلب آخر..
بعين أخرى..
وبفهم آخر..
جاوزت عقدي الثاني حتى أفهم ذلك البيت..
جاوزت زمن الحلوى ولون الفستان الأبيض والأحمر حتى أفهم ماذا يعني الانكسار الذي يسكن الأحداق التي ترفض البوح..
جاوزت الكثير من التفاصيل الكبيرة والصغير حتى أتمكن من فهم أوضاع الحزن والانكسار والريبة التي تسكننا عنوة في زمن الغدر هذا..
لكنهم لم يتجاوزوا عقدهم الأول بعد أولئك الأطفال الذين عرفوا كل هذه التفاصيل التي ينوء بثقلها الكبار.
عرفوا أن العيد لا يعني حلوى أو ملابس جديدة..
فهموا أن العيد الذي يمر وأنت لا زلت على قيد يعني عيد !
وتعلموا أن الخبز الجاف يصلح أن يكون مادة خام لحلم حقيقي في زمن الجفاف الذي نعيشه..
ورأوا أن العيد الذي يحتفل به المسلمون في الصباح بينما يواصلون ذبح بعضهم البعض في المساء لا يصلح أن يكون عيداً يسترون به عورة طفولتهم المجروحة..
لم يرددوا بيت المتنبي..
ولا أشعار المتنبي..
ولا قصائد الأولين والآخرين
كل ما فعلوه هو أنهم قرروا أن يحتفلوا بالعيد بطريقتهم..
ابتسموا للحزن ليخنقوه في أحداقهم..
لكنهم لم يتغلبوا بعد على نظرة الانكسار التي تهدم طفولتهم من الداخل.
..............
في صورة شخصية تضعها أحد صدقاتي على حسابها في الـ(واتس أب)
بدت الفتاة ذات السبعة أعوام معاقة عن التفكير...
بدت كمسنة رغم سنينها السبع.
كانت ترتدي ملابس جديدة.
يرتص خلفها سرب من الفتيات اللاتي يمددن أيديهن لتلقي العيدية وبعض الحلوى؛ وقفت هي في أول الصف ولم تمد يديها..
كانت تبصر بأحداقها الفارغة إلى علبة الحلوى تلك..
لكنها لم تأخذ ولا قطعة واحدة..
ببساطة كانت الأطراف العلوية لفستانها الموشى بنقوش الأزهار فارغ؛ يتضح من ذلك المشهد أنها فقدت يديها في أحد غارات البراميل السورية المتفجرة..
حلم الحصول على الحلوى بيديها؛ كان بعيداً..
بعيداً عن أحداقها الصغيرة التي عرفت مبكراً معنى العجز !
...........
في زقاق الحي القديم جلست خولة تظفر شعر سلمى
كانتا تبتسمان لكل شيء..
للغادين والرائحين
للريح؛ ولقيض الشمس..
للغبار الذي يلفح أحداقهن 
لم يكن الفستان الجديد هو سر ابتسامتها اللامعة..
ولم تكن الحلوى بالطبع..
كما لم تكن العيدية...
كانتا تبتسمان فقط لأنهما تملكان القدرة على التبسم في العيد..
في هذا الزمان
تجلس سلمى حاسرة الشعر..
لم يعد ثمة ظفيرة تدلى من رأسها..
الفراغ يقتل تفكيرها منذ رحلت خولة في هودج الرحيل..
لكن بعد زمن عادة خولة وظفرت مجدداً شعر سلمى 
ولم يكن المشهد يحتاج لعيد حتى تبتسمان بجذل
كل ما فيه هو حكاية القدرة على التبسم ليس أكثر..
في هذا الزمن تجلس إنجي وتظفر شعر ريما
ليس في الزقاق ..
وإنما في مكان مغلق وجميل
صباح العيد يحل...
الكثير من الملابس تتهدل في أرفف خزائن الملابس
الحلوى، وكثير من مواضيع الفرح تحل قريباً من دارهن..
لا يبتسمن لأنهن ببساطة لا يملكن القدرة على الفرح..
تعتقدان أن الفرح ليس شيئاً متاحاً طالما أن الأشياء المتاحة لا تكف عن التجدد..
لم ترحل إنجي، ولم تختفي ريما؛ بقيتا في صباح العيد يلعنان الحظ العاثر !
................
ما الفرح يا أمي...
الفرح بالنسبة لي هو ابتسامة الصباح..
وبالنسبة لك اكتمال زمن القصيدة في نص شفيف..
بالنسبة لحارس العمارة علاوة يحصل عليها في صباح العيد، ولعلها إجازة استثنائية كان يحلم بها منذ زمن..
ما الفرح ؟!
أعدت تعريف هذه الكلمات كثيراً يا أمي..
يوم تخرجت من الثانوية...
ويوم حصلت على المركز الأول في تخصصي الجامعي..
ويوم حصلت على فرص كثيرة..
لكني اليوم يا أمي
لا أستطيع أن أحدق فوق السور...
العاصمة تختنق
والمدن الأخرى تذوب تحت أزيز الرصاص
العيد يزورنا 
ونحن نحاول أن نبتسم
نحاول أن نعيش..
في صباح العيد أحاول أن أعرف الفرح...
تخونني حروفي
نظري يتعلق على السور الذي يمتد في أفق بصري..
أستطيع أن أخبرك عن تعريف آني أعرف به الفرح هذه اللحظة..
الفرح يا أمي
هو أننا لا زلنا نستطيع الأمل.

17/7/2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف