الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مطلوب ظريف عربي بقلم:الشربيني المهندس

تاريخ النشر : 2015-07-27
مطلوب ظريف عربي بقلم:الشربيني المهندس
مطلوب ظريف عربي  ..

هل هناك فارق بين الصلاة علي سجادة فارسي وسجادة صيني .. السؤال ظريف لكن حديثنا عن جانب مختلف لحكايات الظرفاء في التاريخ العربي والحديث ..

مع هاشتاج متخيل (أردوغان –كاكا- غيره معفن )ودخول تركيا حلبة الإرهاب والصراع مع داعش ..يبدو أن الظريف يحتاج للمعرفة أكثر من التعريف ..

يحكي أن أبا العباس الذي كان إماما للنحو اقترب من أبي نواس ظريف عصره وسأله .. الظبي معرفة أم نكرة فأجابه بسرعة بديهة إن كان مشويا وموضوعا علي المائدة أمامنا فهو ولاشك معرفة وإن كا طليقا حرا في الصحراء فهو نكرة ..

تري ماذا كان سيقول ميكافيللي داهية السياسة في هذا الموقف .. مع ظلال شهر الصيام الكريم نتذكر هذه الحكاية ..

 رؤى أعرابي وهو يأكل فاكهة في نهار رمضان فقيل له: ما هذا ؟ فقال الأعرابي على الفور: قرأت في كتاب الله "وكلوا من ثمره إذا أثمر " والإنسان لا يضمن عمره وقد خفت أن أموت قبل وقت الإفطار فأكون قد مت عاصياً .. فهل مازال شروق كل يوم يحمل معه من الوعود قدراً كافياً ما يجعل لدينا أسباباً للنهوض من فراشنا أم أن هذا مجازا أو طرفة من حكايات الظرفاء ..

لا شك أن جحا وأبي نواس من أشهر ظرفاء العرب تاريخيا الذين أضحكتنا نوادرهم .. بالمناسبة من ظرفاء العرب جحا وهناك جحا العربي من العراق وجحا الرومي من استانبول ولا يوجد جحا فارسي  لكن هناك ظريف الفارسي بطل مفاوضات النووي بين القوي الكبري وإيران .. ونسأل هل هناك ظريف عربي الآن أم علينا أن نسأل هل حان وقت الخروج من النفق العربي مع من تسيباس اليوناني أم ظريف الفارسي أم أردوغان التركي الذي ابتعد من الصورة قليلا في الأيام الأخيرة ..   لايمكن تفويت الاتفاق الذي عقدته طهران مع واشنطن في الأيام القليلة الماضية، دون النظر إلى الدور المحوري الذي لعبه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الخروج بمشهد الوفاق بين "محور الشر" و"الشيطان الأكبر" على هذا النحو.
لقد جاء اختيار ظريف ليعكس إرادة إيرانية في إجراء تسوية معقولة مع الأمريكان. لذا تم اختياررجل درس بالولايات المتحدة وعمل سفيرا لبلاده بها ويتحدث الإنجليزية بلكنة أمريكية، ويدرك جيدا مكونات "العقل" الأمريكي وكيف تتجانس وتتصارع سويا لتنتهي إلى قرار ما في سياساتها الخارجية وقد اختار معاونيه علي هذا الأساس أيضا .
الفارق بين ظريف والمفاوضين السابقين كعلي لاريجاني وسعيد جليلي أشبه بالفارق بين أسامة بن لادن ومايكل جاكسون مثلا .
فكل من لاريجاني وجليلي –رغم تاريخهما الأكاديمي- أقرب لرجلي دين يعتنقان نسخة شيعية كئيبة وحزينة من التاريخ الإسلامي في وجدانيهما ويسترجعاناها طوال الوقت، بحيث تبدو كل جلسة مفاوضات مع واشنطن أقرب لـ"مشهد تحكيم"، سينتهي بخداعهما كما خٌدع أبومسى الأشعري –رضي الله عنه- يوما ما! لذلك كان طبيعيا أن يصفه المفاوضون الغربيون بأنه الرجل الإيراني المفضل لهم، لأنهم يعرفون كيف يتفاهمون معه وكيف يتفاهم معهم. الأمر يتخطى حاجز الخلاف السياسي بتفاصيله العريضة والجامدة لصالح اللمحات الإنسانية الدقيقة وقدرتها على سوق المفاوضات في اتجاه بعينه بسلاسة، أو تأخيرها عن وجهة بعينها بهدوء.
وهذا ما مارسه ظريف طوال فترة المفاوضات عن فهم أريب للمفاوض الغربي عموما والأمريكي خصوصا. صادر ظريف- بذكاء- وجود أي دور لجيرانه العرب في تحديد مصير الشرق الأوسط، وتحدث عن تاريخ بلاده العريق وقدمها بوصفها الفاعل الوحيد في المنطقة الذي يمكن التعاطي والتفاهم معه لحفظ صمام أمان الكوكب.وهو ما يتجلى بطبيعة الحال في حرص جواد ظريف أن يظهر مبتسما في الصور التي التقطها له الصحفيون على مدار المفاوضات،ورسالة تقول أن العرب قوم لا يبتسمون مع كل هذا القتل والتدمير للطبيعة ، فكأنه يدرك قيمة الظهور مبتسما أمام المتلقي الأمريكي، وانعكاسات الابتسام بكل ما يشي به من ثقة بالنفس وود وترحيب بـ"التواصل" و"التفاهم". وحكاية السقف الصائم قد تصلح كطرفة هنا كان أحد الفقراء يسكن في بيت قديم، وكان يسمع لسقفه قرقعة لأية حركة مستمرة فلما جاء صاحب المنزل قال له الساكن، أصلح الله حالك فأجابه صاحب المنزل .لا تخف إن السقف صائم يسبح ربه فقال الساكن: أخشى بعد الإفطار أن يطيل السجود وهو يصلي القيام فلا يقوم ولا أقوم .. الدرس المستفاد أن إدارة عمل دبلوماسي ضخم لا يتم بالأموال فحسب ولا بالخطابات البلاغية الخاوية فقط.
الأداء الدبلوماسي.. صناعة ثقيلة، تتضافر فيها الخبرات العريضة مع اللمحات الشخصية الدقيقة، مع إرادة سياسية تعرف ما تريد وكيف تصل إليه بأي أدوات متاحة كان لدينا وزير خارجية تربي بطريقة أمريكاني وصف علاقة مصر وأمريكا بالزواج وتم تغييره من باب التغيير والسلام لعل وعسي ولم يتحسن موقفنا مع العالم الخارجي مقارنة بما كان قبل انتفاضة يناير أو الربيع العربي لنبتعد عن الثورات والانقلابات ونبحث عمن يعيد الابتسامة بيننا وبين القوي الكبري فهل خلت مصر والعالم العربي من ظريف عربي 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف