شتان بين ماض حافل بالإنجازات، وحاضر زاخر بالتحديات ..؟؟
طلال قديح *
أدمنا – نحن العرب – الحنين للماضي والبكاء عليه، والتحسر على ما كان فيه ، وما حفل به من ذكريات ومنجزات الآباء والأجداد التي ظلت لنا خير زاد به نقتات على مر الأعوام.
ومهما كان ذاك الماضي، فإننا لن نفرط فيه ولن ندير له ظهورنا ، بل سيظل دافعا لنا لنترسم خطا سابقينا ، وحافزا لنبقى خير خلف لخير سلف. فنكد ونعمل ، ونجد ونجتهد بلا كلل أو ملل حتى الوصول للقمة وبلوغ الكمال ، فنكون عند حسن ظن أهلنا الأخيار الذين أهدوا البشرية إنجازات عظيمة في كل الميادين لا ينكرها أحد أبدا.
صحيح أن كل شيء تغير وتبدل، حتى الناس وسماتهم والعلاقات بينهم وسمها الزمان بسمات أصبحت موضع الاستغراب والاستهجان .. حتى لم يعد الرجال رجالا ولا النساء نساء، ولا الإخوة والأخوات والأبناء والبنات كما عرفنا ما كان عليه الأجداد والجدات، من طباع وأخلاقيات.
ولعلنا لا ولن نذهب بعيداً إذا قلنا إن التغيير والتبديل قد أصاب كل شيء، وأصبح واقعاً معاشاً لا نملك الفكاك منه، مهما تعددت المحاولات وبلغت التجاوزات.
لكن المقارنة بين الأمس واليوم، تتجدد صباح مساء، فتملأ نفوسنا حنينا إلى الزمن الجميل، حيث كان الجميع يعيشون في سعادة وهناء ، يقتسمون الشدة والرخاء ، بلا تذمرأو شكوى ، راضين بالقدر والقضاء، وألسنتهم تردد: الحمد لله..الحمد لله.
الآن ، من من النساء كأسماء بنت أبي بكر؟ والخنساء التي أبكتنا على أخيها على مدار التاريخ؟ وهل علاقة الأخت بأخيها ظلت على ما كانت عليه من محبة وداد ووفاء؟ تفدي أخاها بروحها كما فعلت خولة بنت الأزور، وهل بقيت علاقة الأبناء والبنات بالآباء والأمهات وعموم الأقرباء والجيران كما عهدناها على مر السنين؟؟
ومن من الرجال كخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ومحمد بن القاسم وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي..؟؟؟
ذاك زمان ولّى بكل ما زخر به من عباقرة وإنجازات، تستحق البكاء عليها مدى الحياة..
ولعل ما يدفعنا للحنين للماضي والبكاء عليه، الواقع الأليم الذي يعيشه عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج ، افتقد العرب فيه كل مقومات الأمن والاستقرار، واستنزفوا فيه الثروات ، تصديا للعصابات التي انهالت من كل الاتجاهات ولا هم لها إلا القتل والتدمير بلا وازع من دين أواعتبار لضمير..
كل هذا يدفعنا إلى البكاء على الماضي الجميل ، والتحسر عليه، مع كل الآهات والعَبرات.. وإن كنا ندرك أن لا خير في ذلك إذا لم يكن حافزا للأجيال ونبراسا هاديا يضيء لها الطريق نحو مستقبل مشرق وضاء ينعمون فيه بالأمن والرخاء والسعادة والهناء. ولسان حالهم يردد:
لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثلما فعلوا
ولله در الشاعر محمود غنيم إذ يقول محفزاً الهمم ، وداعياً للجد والعمل:
أبناء يعرب لا حياة لأمة بالذكريات بل الحياة مساع
فثبوا إلى الأهداف وثب مغامر لا واجف قلبا ولا مرتاع
من عالج الباب العصيّ فلم يلن ليديه حطم جانب المصراع
• كاتب ومفكر عربي
• 26/3/2015م
طلال قديح *
أدمنا – نحن العرب – الحنين للماضي والبكاء عليه، والتحسر على ما كان فيه ، وما حفل به من ذكريات ومنجزات الآباء والأجداد التي ظلت لنا خير زاد به نقتات على مر الأعوام.
ومهما كان ذاك الماضي، فإننا لن نفرط فيه ولن ندير له ظهورنا ، بل سيظل دافعا لنا لنترسم خطا سابقينا ، وحافزا لنبقى خير خلف لخير سلف. فنكد ونعمل ، ونجد ونجتهد بلا كلل أو ملل حتى الوصول للقمة وبلوغ الكمال ، فنكون عند حسن ظن أهلنا الأخيار الذين أهدوا البشرية إنجازات عظيمة في كل الميادين لا ينكرها أحد أبدا.
صحيح أن كل شيء تغير وتبدل، حتى الناس وسماتهم والعلاقات بينهم وسمها الزمان بسمات أصبحت موضع الاستغراب والاستهجان .. حتى لم يعد الرجال رجالا ولا النساء نساء، ولا الإخوة والأخوات والأبناء والبنات كما عرفنا ما كان عليه الأجداد والجدات، من طباع وأخلاقيات.
ولعلنا لا ولن نذهب بعيداً إذا قلنا إن التغيير والتبديل قد أصاب كل شيء، وأصبح واقعاً معاشاً لا نملك الفكاك منه، مهما تعددت المحاولات وبلغت التجاوزات.
لكن المقارنة بين الأمس واليوم، تتجدد صباح مساء، فتملأ نفوسنا حنينا إلى الزمن الجميل، حيث كان الجميع يعيشون في سعادة وهناء ، يقتسمون الشدة والرخاء ، بلا تذمرأو شكوى ، راضين بالقدر والقضاء، وألسنتهم تردد: الحمد لله..الحمد لله.
الآن ، من من النساء كأسماء بنت أبي بكر؟ والخنساء التي أبكتنا على أخيها على مدار التاريخ؟ وهل علاقة الأخت بأخيها ظلت على ما كانت عليه من محبة وداد ووفاء؟ تفدي أخاها بروحها كما فعلت خولة بنت الأزور، وهل بقيت علاقة الأبناء والبنات بالآباء والأمهات وعموم الأقرباء والجيران كما عهدناها على مر السنين؟؟
ومن من الرجال كخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ومحمد بن القاسم وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي..؟؟؟
ذاك زمان ولّى بكل ما زخر به من عباقرة وإنجازات، تستحق البكاء عليها مدى الحياة..
ولعل ما يدفعنا للحنين للماضي والبكاء عليه، الواقع الأليم الذي يعيشه عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج ، افتقد العرب فيه كل مقومات الأمن والاستقرار، واستنزفوا فيه الثروات ، تصديا للعصابات التي انهالت من كل الاتجاهات ولا هم لها إلا القتل والتدمير بلا وازع من دين أواعتبار لضمير..
كل هذا يدفعنا إلى البكاء على الماضي الجميل ، والتحسر عليه، مع كل الآهات والعَبرات.. وإن كنا ندرك أن لا خير في ذلك إذا لم يكن حافزا للأجيال ونبراسا هاديا يضيء لها الطريق نحو مستقبل مشرق وضاء ينعمون فيه بالأمن والرخاء والسعادة والهناء. ولسان حالهم يردد:
لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثلما فعلوا
ولله در الشاعر محمود غنيم إذ يقول محفزاً الهمم ، وداعياً للجد والعمل:
أبناء يعرب لا حياة لأمة بالذكريات بل الحياة مساع
فثبوا إلى الأهداف وثب مغامر لا واجف قلبا ولا مرتاع
من عالج الباب العصيّ فلم يلن ليديه حطم جانب المصراع
• كاتب ومفكر عربي
• 26/3/2015م