الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقال هل ستبرم اسرائيل صفقة مع حماس؟بقلم: عماد أبو الروس

تاريخ النشر : 2015-07-26
هل ستبرم اسرائيل صفقة مع حماس؟

بقلم: عماد أبو الروس

قبل عدة سنوات وعندما كان نتنياهو رئيساً للوزراء كما الآن، استطاعت حماس إبرام صفقة تبادل أسرى استمرت جولاتها عدة سنوات ما بين مد وجزر اسرائيلي، راهن الاحتلال حينها على عامل الوقت في ثني حماس اقتصادياً وسياسياً واخضاعها للقبول في تسليم شاليط بالحد الأدنى من الشروط التي فرضتها حماس، بالإضافة للحراك الاستخباراتي الاسرائيلي الباحث عن شاليط دون دفع أي ثمن.

أبرم الاحتلال على طول سنين مضت العديد من صفقات تبادل الأسرى مع الفلسطينيين وغيرهم، فما زلنا نسمع صدى صفقة تبادل الأسرى بين الجبهة الشعبية " القيادة العامة " والاحتلال عام 1985م بعد مفاوضات طويلة عقب أسر الجبهة لثلاثة جنود اسرائيليين، تكللت في النهاية بإطلاق سراح الجنود الثلاثة مقابل 1150 أسير كان من أبرزهم الشيخ أحمد ياسين، والعديد من الأسرى الذين كان من المستحيل أن تطلق اسرائيل سراحهم لضلوعهم بتنفيذ عمليات وقتل العديد من الاسرائيليين.

وقد تلى هذه الصفقة صفقات أخرى مع حزب الله اللبناني، أحدهم عام 2004 بعد مفاوضات استمرت لـأربع سنوات، وصفقة أخرى عام 2008 بعد مفاوضات استمرت عامين، خضع فيه الاحتلال لشروط المقاومة اللبنانية.

ثم كانت صفقة جلعاد شاليط عام 2011 والتي استمرت وسط مفاوضات عقيمة بين الاحتلال وحماس لخمس سنوات، تكللت في النهاية بإبرامها وخروج العديد من كبار الاسرى والذين كانت خلال المفاوضات بين الطرفين تحاول اسرائيل عدم شملهم في الصفقة، إلا أنها تمت على مرحلتين واستطاعت حماس تحقيق مطالبها بالحد الأعلى، فكانت جولة من المفاوضات قسمت ظهر الاحتلال، جعلته يبحث عن حلول مستقبلية للتعامل مع حالات الأسر للجنود.

جاءت معركة العصف المأكول والحرب العدوانية على قطاع غزة في يوليو/2014م والتي استمرت 51 يوماً استطاعت خلالها كتائب القسام وفصائل المقاومة من تغيير قواعد المعركة بابتكاراتهم وصلابة جأشهم وعزيمتهم البطولية والتي أذهلت الاحتلال بإستبسالهم المستميت وخاصة على نقاط التماس فيما بات يعرف بالاشتباك من " مسافة الصفر" وحرب الأنفاق التي أرعبت العدو، والتي كان لها دور كبير من تمكن القسام من أسر عدد من الجنود الإسرائليين والذين أصبحوا في عداد المفقودين، فيما أكدت كتاب القسام بانها تمتلك صناديق سوداء وطالبت العدو والرأي العام الإسرائيلي من التحقق من ذلك في اشارة بأن قيادة الجيش الاسرائيلي مازالت تخفي خسائرها وتعداد جنودها.

وفي الذكرى السنوية الأولى للمعركة بدأت بعض الخيوط بالتكشف ففي تقرير لـ " إذاعة تل أبيب " مع قائد كتيبة "101" في وحدة المظليين في جيش الاحتلال الاسرائيلي ورد بأنه هناك جندي في منطقة خانيونس قد فقدت آثاره في المعركة التي خاضها الجيش مع القسام في المناطق الشرقية لخانيونس، ومازالت رقابة الاحتلال العسكرية تتكتم عن الكشف عن أي تفاصيل بخصوصه، وبنفس الوقت لم تنفي ما تم نشره على لسان قائد الكتيبة، بالإضافة للإعلان المسبق من فقدان جنديين اسرائيليين أعلن عنهما أثناء المعركة يجزم الجيش بأنهما قتلا وان القسام يحتفظ بجثمانيهما، فيما زال القسام يتكتم عن الكشف عن مصير الجنديين إن كانا أحياء أم في عداد القتلى.

بالاضافة لإعلان الإحتلال قبل عدة أيام عن فقدان آخرين أحدهما من أصل أثيوبي تنكر الاحتلال له أكثر من مرة، وآخر من أصول عربية لكنه مجند لدى جيش الاحتلال، مازالت خيوط وتفاصيل كيفية وتوقيت أسرهما غامضه لم يفصح الاحتلال عنها بشكل تفصيلي ودقيق.

من الواضح بأن معركة سياسية ومفاوضات سرية بإنتظار كل هؤلاء تختلف عن سابقاتها من المفاوضات مع المقاومة كما حدث مع مفاوضات شاليط حيث كانت تتركز على جندي اسرائيلي واحد وليس عدد أكبر كما هو الآن، وقد أكدت اسرائيل تكليف الجنرال "ليؤور لوتين " لإدارة ملف جنودها المفقودين، في المقابل عينت حماس " يحيى السنوار " عضو المكتب السياسي فيها وأحد الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار مسؤولا عن ملف الأسرى المحررين، ويأتي ذلك في الإطار العملي لنية الطرفين بالخوض بشكل عملي في تفاصيل ابرام الصفقة، مع التنويه بأن حماس حظرت على دوائرها الإعلامية والسياسية عن الحديث بأي تفاصيل أو أي تصريح أمام وسائل الإعلام مستفيدة من صفقة وفاء الأحرار ومفاوضات شاليط.

بشكل عام استفاد الخصمان ( حماس والاحتلال الاسرائيلي) من تجربة مفاوضات شاليط، وبات يعرف كل منهما الآخر، وخاصة الإحتلال بمدى جدية وصلابة حركة حماس في مثل هذه العملية من التفاوض وسياسة النفس الطويل التي تمارسه حماس في ادارة هذا الملف، ففي صفقة شاليط استمر التفاوض لخمسة أعوام لم تسقط حماس أي شرط من شروطها بل وواجهت الضغوطات التي مارسها الوسطاء عليها.

كما وأن عملية التفاوض تأتي في ظل التعقيدات التي يعيشها قطاع غزة بحكومة تتنصل من القطاع، وحصار يزداد خنقاً، ومطالب مقاومة لم تتحقق ولم يلتزم بها العدو مما قد يتوقع بأن تقوم حماس بفتحها، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب الأسرى الفلسطينيين الذين ينتظرون أمل الحرية من جديد كمن سبقهم من الأسرى الذين فقدوا الحرية ولكنهم نالوها في صفقة شاليط.

في نهاية المطاف فإن طالت مدة المفاوضات في هذا الملف أم قصرت فليس لدى الاحتلال سوى الرضوخ لشروط حماس حفاظاً على كينونة جيشه، وحفاظاً على الحكومة الاسرائيلية الهشة والتي قد يعصفها مثل هذا الأمر وتأثير الرأي العام الاسرائيلي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف