الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لنصفعهم قليلاً!بقلم:محمد قاسم الخزامي

تاريخ النشر : 2015-07-07
لنصفعهم قليلاً!بقلم:محمد قاسم الخزامي
كل طفل هو فنان لكن المشكلة هي كيف تظل فنانا عندما تكبر.
"بابلو بيكاسو"
******

سابقًا رفع شعار يقول stop making stupid people famous وهو يعني كفوا عن جعل الحمقى مشاهيرًا، وكتبت على الجدران وحتى على الطرقات واللافتات والملابس أيضًا، ففي أمريكا، من حقّ الجماهير إسقاط من تشاء من مسرح الفنّ إذا بدا.. أحمقًا في عيونهم، لكننا... ورثنا منهم عادة أخرى وهي إسقاط من نشاء من المسارح الفنيّة بالطماطم (البندورة) وهو ما رفع قليلًا من الالتباس علينا، لذا اليوم، حين نقرأ بخط عريض أنَّ أحدهم هوجم بالطماطم، ندرك حتمًا أنّه فنان، وأنّ من يهاجم بالحذاء هو حتمًا سياسي !
وإن كانت الأحذية التي صفع بها كبار الطغاة أن تغدو مشتهاة الحصول عليها بالمزاد العلني، فلا بأس أن تصبح الطماطم التي ضرب بها من يخالون أنفسهم كبارًا فنيا في المزاد العلني أيضًا ليتحول هذا المشروع، الحلّ الأنجع لمحاربة أصحاب الأغاني الخليعة والفنّ الهابط والكلمات التي لا معنى لهَا... والغريبْ عندما يعود هؤلاء إلى منازلهم يأسًا ووجوهم ملطخة بالطماطم ينشرون : "ضربوني بعين"، احتجاجًا على ضربهم بالطماطم ! وربما كان أحدهم في سره ينوي لو أنّه يستطيع مطالبة أسواق الخضر، أن لا تغتنم السوق السوداء، وتمنعَ ألبوماته من السوق الفنيّة مادامت قد رفعت هذه الكرات الحمراء الاقتصاد أكثر من الأغاني التي سجلَّهَا... لفرط ما دخلت بها الجماهير المسارح.. المساكين.. لعلّهم فهموا ما جرى للكبير فريد الأطرش بالخطأ.
بشهادة وردة الجزائريّة والفرڤاني وغيرهما من الفنّانين الكبار يؤكدون ما حصل لفريد الأطرش، الذي حين قدمَ الجزائر ليعتلي من جسور قسنطينة الغناء ومن عنابة الاطلاع على ينابيع الحياة، وغيرها مما زار، أن سببت له لاحقًا رائعته "بساط الريح" أن يحاول كثرين التحكم في رحاله الفنيّة، فهو قد أشعل حسد البعض ما جعلهم يقذفونه بالطماطم، لكونه كان أنيقًا أناقة تلهب نساء الجزائر شغفًا به لا أنيقًا بمظهر "فوتوشوبي" كما تُجملّ هؤلاء اليوم من أجل أن تبيع من أجسادهم ووجوههم الماركات العالميّة للفساتين أو المشروبات الغازيّة لا أصواتهم.
والأعجب أن يطمح هؤلاء أن يكونوا بفنهم الهابط من نجوم الصفوف الأولىَ، وذلك بشهادة نسب التصويت التي يباهون لها كل مرة، متأخرين نقول أنّه فاتنا أن نصنع برامجًا للموهوبين علميًا أكثر فهم على كثرتهم يصنعون فوضى فنيّة، ولا تدري من منهم تتابع، جاعلين لنا كل هذا روتينا فنيا للصخب لا الطرب في النهاية تبثه صباحًا مساءً "روتانا" وغيرهَا..وحدهم قلّة منهم مازلوا أكفاء بالفنّ الذي يغنونه.
لولا أنّ الطامة الأكبر هي في اكتساح أصحاب الفن المبتذل المسارح الكبرى، هذا العام مرة أخرى في مسرح قرطاج، وعجبت كثيرًا أن يجدوا حلّا مقنعًا لمنع" إليسا "و" نانسي عجرم" من دخوله حسب وزير الثقافة ذاك لكونهما بنظره كافرات ولا يحق لهما الغناء في مسرح قرطاج، ما يزيد العتب بين المسلمين والمسيحيين، وفتح الباب هذا العام بالمقابل لــ "كافون" صاحب الشعر الكث لا الكلمات المكثفة بالعبارات والشعر الذي يليق بمسرح غنت فيه ماجدة الرومي روائع نزار قباني، الذي تحتوي جلّ أغانيه على المسبات فتضحك كيف أن الناس أصبحوا يلحنون حتى الكلام البذيء لفرط ما تتعجب .
إنّها إهانة لمسارح غنى فيها الكبار، يوم كانت أغانيهم منابر صوتيّة يعيد الآخرون غنائها لفرط ما حققت من نجاحات، ولا تملك أن تحارب هؤلاء الهابطين خولاً من أحد، ذلك أنّهم نجحوا في استقطاب جماهير، حدّ اتهامك بأنك تهاجم معهم مستمعيهم ولو كان هؤلاء يلقون عن أشياء غير اللهفة على المخدرات والجنس لما استمع لهم أحد، فالموبقات هي آخر ما يبقى للأوغاد لتحقيق الشهرة.
ولعلّ مهمتنا في العالم العربيّ الوحيدة التي نجحنا في تحقيقها حتى الآن هي أننا جعلنا من الحمقى مشاهيرًا ومن اللاَّمثقفين رايّة فنيّة مقدسة لها حرمة شعبيّة بأتباعها ومنظريها ومستشرقين يباهون ببروز "ثورة فنّيّة" وولادة رموز جديدة هي في الأصل كما يظهر لنا، تحريك الأصابع الوسطى والسبابة كلما سبوا، بحجة أنّه فن يحاكي الواقع ويطمح إلى تغييره طبعًا، تغييره إلى الأسوأ !
في اعتراف آخر، فاجأنا أكثر من جمهور بتصريحات فنيّة لم يسبق أن قالها أيّ جمهور عربيّ أو غربيّ هو أنهم يحضرون المسارح من أجل أن يجدوا راحتهم في شرب الخمر وربما التغزل ببنات الجمهور وإقامة علاقات معهن على مدى الحفل، أمَّا في لندن فرمي one direction بالملابس الداخليّة والصور وأرقام الهواتف والرسائل، وانتظار تلك القبلات البعيدة التي حين يرميها الفنان لإحدى معجباته، تعتقد كل الحاضرات في الحفل أن القبلة لها وحدها !
من له طماطم أو فردة حذاء.. لنصفعهم قليلًا !
محمد قاسم الخزامي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف