الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

روشتات خاطئة ..بقلم:أسامة جمال الدحدوح

تاريخ النشر : 2015-07-07
بسم الله الرحمن الرحيم
روشتات خاطئة .. 
أسامة جمال الدحدوح 
------------
تعال .. تعال واترك ما بيدك من شوكولاتة .. وأما هذه الألعاب .. أيها الولد الشقي .. لن تراها بعد اليوم .. أتعرف لماذا ؟! لأنني سألقي بها في حاوية المخلفات .. وصدقني .. سأهشم هذا الكمبيوتر ألف قطعة .. لا أريد أجهزة في البيت ولا ألعاب ولا شوكولاتة .. واعتبر نفسك مداسة كصرصور ينط في هذا البيت .. لو رأيتك .. تنزل إلى الشارع .. ممنوع عليك اللعب .. وممنوع عليك أن ترى الشمس إلا عند ذهابك للمدرسة .. ومن بعدها .. اعتبر نفسك في إقامة جبرية .. أواه ما أشقاني .. إقامة جبرية .. أنت حتى لا تعرف أن تكتب اسمك .. ولا أن تفك حرفاً .. ولا أن تميز بين الألوان .. وأقطع دون قسم .. أنك لا تعرف إلا الأكل واللعب والنوم .. وأما النزول إلى الشارع .. فهو عندك ألذ من الببسي كولا في ذروة يوم شديد الحرارة .. وألذ من قطع الكعك الساخن في سهرة ليلية عامرة .. ما تظن نفسك .. أيها الولد اللعوب .. همك في المسليات فقط ؟! ما فكرت يوماً في تنظيم دراستك جيداً .. ولا تهتم لتنمية قدراتك في مجال تميل إليه نفسك .. قدرات ؟! .. أنت لا تعرف الشمس من القمر حتى تعرف القدرات .. والمصيبة التي لا غفران لها .. نسيانك تلاوة القرآن .. أما الصلاة فالحديث عن تقصيرك فيها .. فلا حيف لو كان بلا حرج .. ولولا طني وزني .. مساء كل عودة إلى هذا البيت المنكود .. بسبب شقائك .. وتساهلات أمك .. ولامبالاتكما أنتما الاثنان معاً.. منهوكاً وممضوغاً تحت أنياب عملي الشاق .. لتركت الصلاة .. مؤثراً أزقة الشارع على ما سواه من واجبات .. هذا حد لا يطاق .. كثيراً سامحتك .. وأكثر من صفحي عنك .. اغضاضي الطرف عن مشاكلك اليومية .. آه أيها الولد التعس .. أأنسى ؟! معقول أن أنسى تلك المشكلة التي لولا فضل الله علي ثم لولا رجال الخير لكنت اليوم سجيناً بسبب شقائك .. ويومها بكيت بين يدي كطفل ألثغ .. وعاهدتني على أن تتوب ولا توبة قاتل سفاح .. ولكن عهدك تبخر .. ووعدك ابتلعه الزمن .. وأنت أنت .. لا تصحو من نومك إلا بعد طوشة وحويشة .. وكالمريض المحزون تذهب الى المدرسة .. وكالمنبوذ ترجع منها .. تدخل وأنت تتأفف .. تلتهم الطعام قبل أن تصلي .. وتلعب على الكمبيوتر قبل أن تحل الواجبات .. وتنزل الى الشارع قبل أن ترتب غرفتك الفوضوية .. ولا ترجع من الشارع الا لتسفك الماء على جسدك المغبر كأنك تستنزفه من أعماق بحر .. تقضي ساعة كاملة وأنت تنظف بدنك .. هل أنت أجرب الى هذا الحد .. أم أنك تستلذ بالماء وهو يبكي من مقلتيه الحديدتين .. كأنْ ليس لك قلب .. ولا لديك في نفسك زاجر .. 
قبل قليل خرجت من الامتحانات النهائية .. ما مستوى نجاحك فيها ؟! أعرف جوابك .. ولو نجحت فيها فكأنك تجلس بذلك النجاح .. على شفير الرسوب .. لا يفصلك عنه غير ترفيعة قوية من مدرس رحيم .. ألا تحمر وجنتيك خجلاً من نفسك عندما تعلم .. أن صديقاً كان يجاورك في الفصل .. لا فرق بينكما .. وأجزم أن عندك من وسائل الحياة ونعيمها ما ليس له .. يفوقك بعشرات العشرات من الدرجات .. ؟! لن تهتم لأمر تفوقه .. إنه أمر اعتيادي لديك .. لا يثير فيك أية رغبة للحاق به .. لن يدغدغك دافع الغبطة له .. أتعرف لماذا ؟! لأنك ما تنفست تسارع الى الشارع كأنه جنتك ومستقبلك .. لن ألقي عليك باللائمة وحدك .. ولن أحملك وزر ما أتيت به .. فأنا أعرف أن أمك هي السبب .. إن ذلك لا يخفى علي .. أين هي الآن .. قل لي أين هي .. خرجت الى السوق ؟! أعرف ذلك .. وعندما ستعود تجلس الى المسلسل الفلاني والمسلسل العلاني .. وكما أرختْ لك الحبل على غاربه .. ها أنت بكلتا يديك تقطعه .. وليتك قطعته وحسب .. بل مزقته مُزقاً شتى .. غير مبال بما منتحك إياه أمك ( المتساهلة فوق الحد ) من حرية .. إنني لأجزم أنها هي من دلك على ذلك الطريق الوعر .. فمعاً أنتما طرقتماه ..إن أمك هي من رطَّب لك الاجواء لتسكر تحت سقف من هواء منعش .. بألعابك .. وشارعك .. وشوكولاتتك أيها النهم .. المبذر .. لأنها منحتك الكأس بكلتا يديها دون اهتمام بك في مختلف جوانب حياتك .. فأصبحت قوياً في التسلية والترفيه .. أعمى عما سوى ذلك .. ناسية أو متناسية تحت حجج الأمومة الممجوجة .. والحنان المتهور .. ضرورة الموازنة بين متطلباتك الجسدية من اللعب والتنزه ومرافقة الخلان .. وبين متطلباتك الروحانية والفكرية .. كالصلاة وقرآة القران .. ومذاكرة الدروس .. ومراجعة موادك المدرسية .. نعم .. هي السبب الاول .. لما وصلت اليه اليوم .. وصدقني .. أيها الولد الشقي .. لن أرحكما بعد اليوم .. لا أنت ولا أمك .. ولن أمنحكما ذرة من عطف .. حتى ترجعا الى نفسيكما .. وتهتما بتطوير ذاتيكما .. وسأرى هل سأكون عند مسؤولياتي أم أترك لكما باب الفوضى مفتوحاً على مصراعيه ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف