عملية تخطيط للعضلات
*************************
بيقولوا عنا الختايرة : ''ما بيعرف غَلاوة الوَلَدْ ، إلَّا إللي راحلْو وَلَدْ'' أيوا الله صَحْ٠٠٠ وأنا -هاظا إزا صَحِّلِّي أحكي- فأقول إسقاطاً وإستنباطاً : ''ما حدا بيعرف نفْضِة الكهرباء ، إلَّا إللي جرَّبها!٠٠٠''٠٠٠٠
أنا خطَرْ عَ بالي إنُّو أحكي هالحكي ، لأنُّو أوَّل مبارح صارت معي شغلة ذكَّرتني بآلام وعذاب المعتقلين السياسيين والأسرى /عندَ ذوي القُربى وعند الأعادي/ حين يتم صعقهم وتعذيبهم بالكهربا٠٠٠وهادا هوِّ إللي صار معي ، طبعاً مع فارق التشبيه!٠٠٠
أنا يا إخوان ، وبلا فخر، حائز على {شهادة ''فقدان الصلاحية''} المؤقتة وبالتالي فإنِّي مضطر ،كلّ ثلاث سنوات، لأنْ أمثُلَ أمام لجنة طبِيَّة لكي تمنحني شرف تجديد أو تمديد {شهادة ''فقدان الصلاحية''} !٠٠٠٠ (وهاي الشغلة إلْها حكاية طوييييلة ورحْ تقروها عمَّا قريب ، إزا الله أحْيَانا ، وظَلِّينا طيبين٠٠٠٠قولوا إنشالله!٠٠) وبالتالي فالمطلوب منِّي أن أجري قائمة طويلة من الفحوصات الطبيَّة، إِلها أوَّل وما إِلهاشْ آخر !٠٠٠
المهم ، يا جماعة الخير، أوَّلْ مبارح كان علي أن أجري فحص [EMG] ، يعني بالعربي إنِّي أساوي عملية ''تخطيط كهربائي للعضلات'' ، حيث يُعرَّض الجسم لصدمات كهربائية فتقوم الأعصاب بنقل التنبيهات الى العضلات فتنتفض هذه الأخيرة ، نتيجة ذلك ، فيتلقف جهازٌ خاص الذبذبات ويسجِّلها على شكل تخطيطات / تشبه إلى حدٍّ كبير عملية تخطيط القلب[ECG]/٠٠٠٠
طبعاً قبل ما أفوت عند الدكتور المختص ، ما كان عندي أي فكرة عن هاي الشغلة[الفحص]،يعني ،متل ما بيقولوا : '' يا غافل إِلَكْ الله''!٠٠٠
دقِّيت عَ باب الدكتور ففتحلي الباب زلمة عملاق بكلِّ المقاييس ورحبَ بي ثمَّ قال لي : تفضَل ، وأضاف بلهجة جافَّة و آمِرَة : إخلع نعليكَ ،إنزع جواربكَ ٠٠٠وشمِّر عن رجليْكَ وسَاعديكْ!٠٠٠٠٠
فعلتُ ما أمرني ، فأردَف قائلاً : تعال هنا وتمدَّدْ على السرير على ظهرك!٠٠فإمتثَلتُ له٠٠شو يعني فيني أساوي غير هيك ، أصلاً ما عندي أي خَيَار٠٠٠
إتطلَّع فيني الدكتور وقد برقَتْ عيناه وقالّلي: رحْ أوصِّل كهربا لرجلك وإيدك منشان أكشف عن مدى ناقليّة أعصابك ومدى إستجابة عضلاتك!٠٠٠ وقال سأعِّدْ ; واحد ، تنين، تلاته و بعدين أنفضَكْ [يعني, أوصِّل لجسمَكْ التيَّار الكهربائي]٠٠٠ والله لا يورجيكوا شَرْ٠٠٠يا يمَّا ، يا يمَّا٠٠٠ويا بَيِّيييهْ ، نفضَتني الكهربا يا يمَّا!٠٠٠شو نفْضَة٠٠٠٠ما بتمنَّاها حتّى للعدوِّيين!٠٠ ، بسْ شو بأقدَرْ أساوي طبعاً ؟، ولا إشي ، و كَمانْ حاولت إنِّي أتماسكْ من تأثير هالنَّفضة ، يعني عيب كمان إنُّو أصير أصرِّخ زي النَساوينْ اللي عم تولَدْ ومو حلْوِة بِحقِّي إنِي صير أعيِّط زَي الوْلاد الصغار٠٠٠فتماسكت وشدِيتْ ع سناني ٠٠٠وأعاد الدكتور هذه العملية(توصيل الكهربا إلي) عدِّة مرات تقولوا إنِي موتور سيَّارة وعم يحاولْ يشَغلُّو!٠٠٠٠
أنا لمَا شُفت هاظا الدكتور السمين جدا وبلِحِيته الحمراء ونظَارتْو السميكة ، بصراحَة ، شبَّهتْ عليه ، وقلتْ لَحَالي إنِّي واللهِ شايفُهْ من قَبِلْ وإنُّو هالوِجِهْ مِشْ غريبْ عليِّ بس وين يا تُرى أنا شايفُه، وين ، وين ؟٠٠٠٠ وفجأة تذكرت وأنا متسَطِّح عَ التخت إنُّو هاظا الدكتور هو ''يهودي بلغاري'' و إنُّو المريض الملقَّحْ على السرير / يعني-بلا مؤاخَذة- حضِرتي/''فلسطيني بلغاري''[ إحنا بنعرِف بعضنا البعض ، من قبل ، لإنُو ; أوَّلْ شي المستشفى قريب من محلّ النظارات والعيادة تبعتنا ، وتاني شي وكمان هاظا الزلَمة ، يعني الدكتور ، هوِّ كمان زبون مداوِمْ عنَّا في المحل (والله وكيلكو نظَّاراتو أسمك مِن نظَّاراتي) ، وبالطبع ياما كُنَا نتناقش حول القضية الفلسطينية]٠٠٠٠٠قلت لنفسي; خَلَصْ يا أبو الشباب ، واللهِ هالمرَّة راحَتْ عليك ; فلسطيني و وقِعِتْ بإيد يهودي, وما إلَكْ غير الله٠٠٠٠٠
ولا بدَّ هنا ، إنصافاَ للحقيقة ، بأن أذكر بأن الطبيب نسيموف[وهذا هو إسمه نسيم-وف] كان ينبِّهني ''في كلِّ مرَّة'' ، وبكلِّ لطافة، إلى أنّي سأتعرَّض الآن إلى شحنة كهرباء وأن عضلتي سوف تنتفض وكان في منتهى الأدب ، بل تطوعَ ومن ذاتْ نفسِه بالمبالغة أثناء كتابته التقرير الطبي عن سوء حالتي ، كخدمة لي أمم اللجنة الفاحصة ، وطبعاً ما نِسي في الختام أن يفاوضني ويساومني على نظارة جديدة من محلِّنا ورفض أن يتقاضى رسوم الفحص و وعدته من طرفي بالحصول على إطار نظارات مجَّاني وهكذا كانْ٠٠٠٠٠
وبعيداً عن المزاحِ والدُّعابة
تذكَّرتُ بالفعل ، في هذه اللحظات ، التي يتعرَّض كان جسدي فيها لجرعاتٍ بسيطةٍ ومحسوبَةٍ من الكهرباء ، تذكَّرتُ إخواناً لنا وهم سجناءٌ ومعتقلونَ أو أسرى- في سجون الأشقَّاء والأعداءِ ، على حد السّواء-ويتعرَّضون إلى عمليات تعذيب رهيبة بالكهرباء!٠٠ وإستشعرتُ مدى العذاب والآلام التي يعانون منها جرَّاء ذلكْ!٠٠٠٠٠ تحيَّة لأسرانا الأبطال والحريَّة لكلِّ الأسرى والمعتقلين أينما كانوا٠٠٠
كان اللهُ في عونهم وفكَّ أسرهمْ ودحرَ كل الظالمين٠
د٠ محمد طرزان العيق
24.11.2013
*************************
بيقولوا عنا الختايرة : ''ما بيعرف غَلاوة الوَلَدْ ، إلَّا إللي راحلْو وَلَدْ'' أيوا الله صَحْ٠٠٠ وأنا -هاظا إزا صَحِّلِّي أحكي- فأقول إسقاطاً وإستنباطاً : ''ما حدا بيعرف نفْضِة الكهرباء ، إلَّا إللي جرَّبها!٠٠٠''٠٠٠٠
أنا خطَرْ عَ بالي إنُّو أحكي هالحكي ، لأنُّو أوَّل مبارح صارت معي شغلة ذكَّرتني بآلام وعذاب المعتقلين السياسيين والأسرى /عندَ ذوي القُربى وعند الأعادي/ حين يتم صعقهم وتعذيبهم بالكهربا٠٠٠وهادا هوِّ إللي صار معي ، طبعاً مع فارق التشبيه!٠٠٠
أنا يا إخوان ، وبلا فخر، حائز على {شهادة ''فقدان الصلاحية''} المؤقتة وبالتالي فإنِّي مضطر ،كلّ ثلاث سنوات، لأنْ أمثُلَ أمام لجنة طبِيَّة لكي تمنحني شرف تجديد أو تمديد {شهادة ''فقدان الصلاحية''} !٠٠٠٠ (وهاي الشغلة إلْها حكاية طوييييلة ورحْ تقروها عمَّا قريب ، إزا الله أحْيَانا ، وظَلِّينا طيبين٠٠٠٠قولوا إنشالله!٠٠) وبالتالي فالمطلوب منِّي أن أجري قائمة طويلة من الفحوصات الطبيَّة، إِلها أوَّل وما إِلهاشْ آخر !٠٠٠
المهم ، يا جماعة الخير، أوَّلْ مبارح كان علي أن أجري فحص [EMG] ، يعني بالعربي إنِّي أساوي عملية ''تخطيط كهربائي للعضلات'' ، حيث يُعرَّض الجسم لصدمات كهربائية فتقوم الأعصاب بنقل التنبيهات الى العضلات فتنتفض هذه الأخيرة ، نتيجة ذلك ، فيتلقف جهازٌ خاص الذبذبات ويسجِّلها على شكل تخطيطات / تشبه إلى حدٍّ كبير عملية تخطيط القلب[ECG]/٠٠٠٠
طبعاً قبل ما أفوت عند الدكتور المختص ، ما كان عندي أي فكرة عن هاي الشغلة[الفحص]،يعني ،متل ما بيقولوا : '' يا غافل إِلَكْ الله''!٠٠٠
دقِّيت عَ باب الدكتور ففتحلي الباب زلمة عملاق بكلِّ المقاييس ورحبَ بي ثمَّ قال لي : تفضَل ، وأضاف بلهجة جافَّة و آمِرَة : إخلع نعليكَ ،إنزع جواربكَ ٠٠٠وشمِّر عن رجليْكَ وسَاعديكْ!٠٠٠٠٠
فعلتُ ما أمرني ، فأردَف قائلاً : تعال هنا وتمدَّدْ على السرير على ظهرك!٠٠فإمتثَلتُ له٠٠شو يعني فيني أساوي غير هيك ، أصلاً ما عندي أي خَيَار٠٠٠
إتطلَّع فيني الدكتور وقد برقَتْ عيناه وقالّلي: رحْ أوصِّل كهربا لرجلك وإيدك منشان أكشف عن مدى ناقليّة أعصابك ومدى إستجابة عضلاتك!٠٠٠ وقال سأعِّدْ ; واحد ، تنين، تلاته و بعدين أنفضَكْ [يعني, أوصِّل لجسمَكْ التيَّار الكهربائي]٠٠٠ والله لا يورجيكوا شَرْ٠٠٠يا يمَّا ، يا يمَّا٠٠٠ويا بَيِّيييهْ ، نفضَتني الكهربا يا يمَّا!٠٠٠شو نفْضَة٠٠٠٠ما بتمنَّاها حتّى للعدوِّيين!٠٠ ، بسْ شو بأقدَرْ أساوي طبعاً ؟، ولا إشي ، و كَمانْ حاولت إنِّي أتماسكْ من تأثير هالنَّفضة ، يعني عيب كمان إنُّو أصير أصرِّخ زي النَساوينْ اللي عم تولَدْ ومو حلْوِة بِحقِّي إنِي صير أعيِّط زَي الوْلاد الصغار٠٠٠فتماسكت وشدِيتْ ع سناني ٠٠٠وأعاد الدكتور هذه العملية(توصيل الكهربا إلي) عدِّة مرات تقولوا إنِي موتور سيَّارة وعم يحاولْ يشَغلُّو!٠٠٠٠
أنا لمَا شُفت هاظا الدكتور السمين جدا وبلِحِيته الحمراء ونظَارتْو السميكة ، بصراحَة ، شبَّهتْ عليه ، وقلتْ لَحَالي إنِّي واللهِ شايفُهْ من قَبِلْ وإنُّو هالوِجِهْ مِشْ غريبْ عليِّ بس وين يا تُرى أنا شايفُه، وين ، وين ؟٠٠٠٠ وفجأة تذكرت وأنا متسَطِّح عَ التخت إنُّو هاظا الدكتور هو ''يهودي بلغاري'' و إنُّو المريض الملقَّحْ على السرير / يعني-بلا مؤاخَذة- حضِرتي/''فلسطيني بلغاري''[ إحنا بنعرِف بعضنا البعض ، من قبل ، لإنُو ; أوَّلْ شي المستشفى قريب من محلّ النظارات والعيادة تبعتنا ، وتاني شي وكمان هاظا الزلَمة ، يعني الدكتور ، هوِّ كمان زبون مداوِمْ عنَّا في المحل (والله وكيلكو نظَّاراتو أسمك مِن نظَّاراتي) ، وبالطبع ياما كُنَا نتناقش حول القضية الفلسطينية]٠٠٠٠٠قلت لنفسي; خَلَصْ يا أبو الشباب ، واللهِ هالمرَّة راحَتْ عليك ; فلسطيني و وقِعِتْ بإيد يهودي, وما إلَكْ غير الله٠٠٠٠٠
ولا بدَّ هنا ، إنصافاَ للحقيقة ، بأن أذكر بأن الطبيب نسيموف[وهذا هو إسمه نسيم-وف] كان ينبِّهني ''في كلِّ مرَّة'' ، وبكلِّ لطافة، إلى أنّي سأتعرَّض الآن إلى شحنة كهرباء وأن عضلتي سوف تنتفض وكان في منتهى الأدب ، بل تطوعَ ومن ذاتْ نفسِه بالمبالغة أثناء كتابته التقرير الطبي عن سوء حالتي ، كخدمة لي أمم اللجنة الفاحصة ، وطبعاً ما نِسي في الختام أن يفاوضني ويساومني على نظارة جديدة من محلِّنا ورفض أن يتقاضى رسوم الفحص و وعدته من طرفي بالحصول على إطار نظارات مجَّاني وهكذا كانْ٠٠٠٠٠
وبعيداً عن المزاحِ والدُّعابة
تذكَّرتُ بالفعل ، في هذه اللحظات ، التي يتعرَّض كان جسدي فيها لجرعاتٍ بسيطةٍ ومحسوبَةٍ من الكهرباء ، تذكَّرتُ إخواناً لنا وهم سجناءٌ ومعتقلونَ أو أسرى- في سجون الأشقَّاء والأعداءِ ، على حد السّواء-ويتعرَّضون إلى عمليات تعذيب رهيبة بالكهرباء!٠٠ وإستشعرتُ مدى العذاب والآلام التي يعانون منها جرَّاء ذلكْ!٠٠٠٠٠ تحيَّة لأسرانا الأبطال والحريَّة لكلِّ الأسرى والمعتقلين أينما كانوا٠٠٠
كان اللهُ في عونهم وفكَّ أسرهمْ ودحرَ كل الظالمين٠
د٠ محمد طرزان العيق
24.11.2013
