الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

داعش... وألف علامة استفهام !8 بقلم:د. عمران الكبيسي

تاريخ النشر : 2015-07-06
داعش... وألف علامة استفهام !8 بقلم:د. عمران الكبيسي
داعش... وألف علامة استفهام ! (8)
د.عمران الكبيسي

مر عام كامل على سيطرة داعش على نصف مساحة العراق، بعد أن سيطرة على مساحات لا يستهان بها من الأراضي السورية، ومنذ ذلك الحين تبين للقاصي والداني من دول العالم الثالث والمتقدم على السواء، أن داعش لم تعد مجرد فريق مقاتل من المعارضة السورية تصطدم بنظام الأسد أو ظاهرة محدودة، وإنما قوة موجودة على الأرض في أكثر من دولة فرضت نفسها بحكم الواقع، ولها قدرة على الصمود في الهجوم والدفاع، وليس من اليسير اجتثاثها بمجابهة عسكرية. وحملات إعلامية هزيلة تشيطن أو تسفه تنظيم الدولة الإسلامية بطريقة بدائية لا تحترم عقول الناس، وهو ما أفقد الإعلام الرسمي الدولي مصداقيته، وأضعفت ثقة الكثيرين بما يقال ويشاع عن داعش وأخواتها. فهل اقتنعت الدول الصناعية الغنية وصاحبة القدرات التكنولوجية والنووية العظمى بان الحلول العسكرية والأمنية والتهريج الإعلامي  أدوات غير كافية لدحر تنظيم كداعش تغلغل بين أوساط المجتمعات؟

إن العنف والتطرف ليس من فطرة الإنسان وإنما نتيجة ممارسات قهرية ظالمة لا إنسانية تمارس عليه بشكل فوقي فتدفع بأكثر الناس هدوءا ورقة إلى الجنوح إلى الوحشية والهمجية بين عشية وضحاها، والإنسان حينما يعجز عن استرداد حقوقه بالطرق السلمية يلجأ إلى العنف، وفي الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان، ولاسيما في بلاد يكثر فيها الفساد والفقر والجهل والمرض، المجتمعات والشعوب لا تمارس العنف  إلا كرد فعل لممارسة قوى تسلطت ومارست العنف الرسمي المنظم ضدها. فما الذي أعده العالم موضوعيا وجديا لوقف مسلسل العنف الذي بدأ يجتاح العالم من سنوات، غير الخلط بين الإرهاب ونقيضه كالمقاومة فمثل هذا الخلط إذا نجح في فترة قصيرة، ستكون نتائجه عكسية ويعود على المجتمعات بالوبال، وكم قالوا: الوقاية خير من العلاج، في زمن لم تعد فيه الشعوب من السذاجة بمكان بحيث يمكن تضليلها بالكلمات والوعود.

 ما يجري في المنطقة العربية نتيجة لجناية دولية على شعوبنا تقاسمت فيها الدول العظمى المنطقة ووضعتها تحت الاحتلال ثم صنعت منها دويلات متناحرة على الحدود والزعامات، والثانية أسهمت بوصول العسكر إلى قمة هرم السلطة ومنحتهم شرعية التعسف والتسلط على الرقاب، فعشش الإرهاب في هذه الدول من فوق قادتها وأسفل منهم، رأينا نظام الأسد الجائر في سوريا، وورثة الاحتلال في العراق، ونظام مبارك بمصر، والقذافي في ليبيا، وعلى عبد لله صالح في اليمن، وعلي زين العابدين في تونس وما ترك هؤلاء لشعوبهم من إرث حرام، هؤلاء العسكر هم من أسهموا بغرس بذرة العنف والإرهاب بأنظمة بوليسية ترى الرعية بهائم وتتعامل معهم كالبعوض، وما دروا أن البعوضة تدمي مقلة الأسد.

إن حلم داعش بدولة إسلامية على غرار خلافة الراشدين أو خلافة الدولة الأموية والعباسية والعثمانية ليس جديدا، وإنما وليد طموحات لجماعات وأحزاب متعددة تأسست منذ أكثر من قرن ومنذ تنحية السلطان العثماني عبد الحميد وخلعه بدفع من الصهاينة، ولم تلتفت الدول الكبرى إلى الحد الأدنى من طموحات العرب والمسلمين وأوغلت في تقسيم دولتهم وإذلالهم منتشية بالنصر العسكري الذي حققته في الحرب العالمية الأولى على الدولة العثمانية، وتجاهلت أمجاد العرب الحضارية وطموحاتهم، بل خدعتهم وطعنتهم من الخلف بعد أن منتهم ووعدتهم بدولة كبرى موحدة، فظلت تطلعات العرب مكتومة ومكبوتة في النفوس تتوالد مع الأجيال وتحن إلى أمجاد الماضي، حتى وجدت لها منفذا جادت به الظروف ولم يكن لهم حين برزت داعش غير خيار الدولة الإسلامية. والظمآن  يحسب السراب ماء.

 حركات الإرهاب قد تنجح باستقطاب أفراد، وخديعة وإيهام المئات وتجنيد هم، ولكن حينما تجند هذه الحركة عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف توفر مستلزماتهم وتديرهم وتقاوم حكومات وجيوش بأسلحة ثقيلة وحديثة برا وجوا، وتحكم الملايين تدبر شئونهم وتسير حياتهم تكون حركات فكرية لها جذور وحواضن، لا تجتث إلا بالفكر والثقافة، وقد تستطيع الدول العربية التخلص من داعش بمساعدة الدول العظمى والدول الإقليمية إيران وتركيا طوعا وكرها، وهذا ما نتوقعه، ولكن لن تستطيع وقف العنف في ظل سلب الحقوق والحريات، وغياب العقل وثقافة السلم الاجتماعي، وتوعية الشعوب والأجيال الصاعدة أن المطالبة بالحقوق واستردادها بالمعروف سلما أولى من الشدة والجهر بالمنكر، وأجدى وأفضل عند الله والعباد من العنف المفرط الذي ينتهك إنسانية الإنسان وحرماته ومقدساته، وقد فشلت كل الحلول الأمنية والعسكري فشلا ذريعا بالقضاء على العنف بدل المرة مرات. وأفضل وسيلة لوقف العنف اليوم أن تكف الدولة الكبرى عن التدخل في شئون الدول الصغيرة، وأن تنحني أجهزة الدول الدكتاتورية الفاسدة أمام شعوبها بالحسنى وتعالج أخطأها  قبل أن تكسر وتقتلع، وتصطلح الحكومات مع شعوبها بالعمل وليس بالقول، وعندها يدخل الناس بالسلم كافة.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف