الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موائد رمضان.. شهادة على اهانة الفقراء ام على ضعف القادرين على رد الظلم؟بقلم:ابتسام اسكافي

تاريخ النشر : 2015-07-06
موائد رمضان.. شهادة على اهانة الفقراء ام على ضعف القادرين على رد الظلم؟

ابتسام اسكافي

اعتدنا في كل عام من الشهر الفضيل ومنذ زمن طويل على وجود ظاهرة تاريخية تتمثل "بالتكية" في القدس: تكية خاصكي سلطان، وفي الخليل تكية سيدنا ابراهيم الخليل، وفي كثير من المدن الفلسطينية الرئيسية وكلها تقدم الطعام للفقراء الذين يرتادونها سواء مسجلين او غير مسجلين.

الايجابي في ما تقدم، انه يحافظ على ظاهرة اجتماعية اقتصادية اخلاقية تنتظم خلالها العلاقة بين الفقير والغني بسلاسة ويسر وبشكل متوازن حيث لا يعرف احد عن الفقراء وعددهم واماكن تواجدهم سوى القائمين على هذا النشاط القائم التعاوني ومن هم في موضع المسؤولية السياسية والاجتماعية سواء حكومة او عشائر او أي نظام كل حسب منطقته.

اما مشهدية ما يحدث اليوم، خاصة الموائد التي تنتشر في المساجد فانه شئ مختلف عما سبقه حيث هي مشهدية لا يلتقي فيها التكسب مع الحاجة، ولا الكرم مع التباهي، ولا الفوضى مع النظام، ولا الاحترام للمائدة مع الاسراف والدوس على ما تبقى من طعام، ولا الرسالة الانسانية والوطنية مع التسابق ما بين القائمين عليها ولا هي الرسالة الحقيقية والعمل الحقيقي مع ما تحتاجه فلسطين؛ اذا هي الفوضى والتناقض حيث الفقير قل ما تجده في مثل هذه الاماكن التي تنتشر فيها تلك الموائد الرمضانية حيث له نظامه وعاداته التي لا يفقهها احد سواه..

لا اقصد هنا، عدم اطعام الفقراء لكن هناك تساؤل يطرح نفسه حيث اختلف الهدف الحقيقي لتلك الموائد اختلافا كليا عما عرفنا سابقا، فالسوال، في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه القدس والخليل وبقية الاراضي الفلسطينة المحتلة: هل نحن بحاجة إلى موائد طعام في شهر رمضان بحاجة إلى ان تكرس جهود القائمين على تلك الموائد لاهداف اعلى واعظم واهم من موائد باتت مرتعا للفوضى وعكس صورة سلبية عن مجتمع هو بالاساس محتل وقبل ذلك مجتمع فلاحي زراعي بسيط؟ هل هذه الموائد هي الشئ الوحيد المتبقي للتعبير من خلالها عن قوة الاشخاص والدول التي تقيم تلك الموائد تجاه القدس وفلسطين؟ ام انها الانعكاس الحقيقي على ضعف المواجهة امام المحتل وتحويل الانظار باتجاه الفقراء لاسقاط الواجب المترتب على القادرين سياسيا واقتصاديا والتخلص من المسؤوليات الحقيقية تجاه شعب محتل والتمظهر اجتماعيا على ظهر الفقراء واغلاق افواه غير القادرين على مواجهة المحتل بلقيمات قليلية توزعونها عليهم مرة في العام؟ حيث باتت مشهدية لا تليق بالشعب الفلسطيني وما يحمل من ارث حضاري تعاوني وطني بالدرجة الاولى وان كانت الامور نسبية بالنسبة للبعض، لكنها حين تلتقي مع مشهديات اخرى تعرض عبر وسائل الاعلام التي تعرض الفقراء دون احترام لهم ولخصوصيتهم فلا بد حينها من اختيار وصف ومسمى آخر لا يليق بنا..!!

فبدلا من اهدار الطعام بغير حق واظهار الناس بصورة سلبية باتت تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل محرج ومسئ فهناك قضايا وامور اهم: من بينها مثلا توفير غرف صفية للطلبة المتسربين من المدارس، او المساعدة في توفير سكن للفئة الشابة او المساهمة في سداد ديون المواطنين والتجار بسبب ملاحقة الضرائب والارنونا او ايجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل وربما الاهم توفير جامعات او معاهد علمية وصناعية وزراعية مجانية او شبه مجانية حيث التعليم في فلسطين يرهق كاهل الاهل والطلبة بشكل اجرامي يجعلهم يتعففون عن طلب الحاجة وربما يبيعون ما يملكون من اجل تعليم ابناءهم وفي النهاية يضطر الخريج إلى ترك وطنه والخروج منه دون رجعة بهدف الحصول على فرصة تعليمية مجانية او فرصة عمل يوفر من خلالها ابسط الحاجيات والالتزامات لعائلته، وكم هي اعداد الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحصول على شهاداتهم منذ سنوات طويلة مضت على تخرجهم بسبب عدم اكمال المستحقات المالية.

فالشعب الفلسطيني له تاريخ حافل، يتحمل الجوع والعطش وتحمل التعذيب والقهر ففي ايامات الاضراب والاجتياحات  لم يتبق بيت واحد دون ان تنقص منه المواد الغذائية وجاع اطفاله ويبقون دون طعام او حليب او خبز حيث كان طعامهم الارادة والصبر وتحمل كل المصاعب وهو ما نشهده كل يوم عبر عذابات معتقلينا الاشاوس الجبابرة في المعتقلات الاسرائيلية حيث كان الهدف الاسمى وما زال هو فلسطين وآخر ما يفكرون به هو الطعام، فهل اختلف الهدف وبات الشعب ينشد الطعام والشراب فقط لدرجة اننا نظهر عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي كمن يعيش من اجل ان ياكل لا ان ياكل من ان ان يعيش؟

هل نسينا اننا اصحاب اكبر مشهدية تاريخية واننا الشعب الذي اضرب ستة اشهر في نيسان من العام 1936، واضرابات الاسرى من بينها اضراب نفحة عام 1980 لمدة 32 يوما  من اجل كرامة فلسطين، هل نسينا اهلنا في اليرموك الذين يوموتون يوميا بالف سبب وسبب؟ هل نسينا اهلنا في الدول الغربية الذين اصبحت مكبات النفايات مرجعيتهم الوحيدة لايجاد الطعام؟ هل نسينا ان هناك نساء واطفال وشبان وكبار سن دفعتهم الحاجة للعمل في اسوأ المهن وفي اسوأ الاماكن في العالم مبحرين عبر طرق مختلفة للموت برا وبحرا من اجل البقاء ولا شئ غير البقاء في عالم لا يختلف عن الغابة سوى في شكل المخلوقات التي تعيش فيه.     

في جميع المناسبات يرفض الجميع تلك المشهديات التي لا تنتمي لمجتمعنا الفلسطيني الحقيقي، لكن دون فعل او تغيير من أي جهة؛

فالفوضى والتلاعب في قيمة الحياة الفلسطينية في ابرز صوره ، والامر برمته بات يمس كرامة الفلسطيني وازاحة نظره عن استحقاقات وطنية جوهرية واذلاله لا نصرته بطريقة من المفترض ان لا يسمح بها في مجتمعنا، وكانها تكريس لمظاهر الطبقية بالمجتمع عن طريق استعراض واصطفاف المحتاجين بشكل فوضوي يتطلب لجان نظام وشد الايادي لخلق النظام اجبارياً، الأمر الذي يخدش كرامة وعزة العائلات المحتاجة التي لا تتواجد بالاساس".

يجب ان تكون تلك القضية موضع بحث سريع
بهدف حماية الفئات الهشة في المجتمع ومن المجتمع المحيط

وبعيدا عن البيروقراطية التي تتوسع في فلسطين وكانها اقطاعية تدور في فلك والفقراء في فلك آخر، حيث تكديس الدولارات لا يلتقي مع تكديس المآسي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف