الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بحيرة جنيفا والثّراء الفاحش بقلم:جميل السلحوت

تاريخ النشر : 2015-07-05
بحيرة جنيفا والثّراء الفاحش بقلم:جميل السلحوت
جميل السلحوت
في بحيرة جنيفا
أصرّ قيس وزوجته أن يصطحبانا " أنا وزوجتي أمّ قيس" هذا اليوم 4 تموز 2015 لنقضي يومنا في بحيرة جنيفا Geneva Lake، وتبعد عن مركز مدينة شيكاغو حوالي 132 كم. وتبلغ مساحة هذه البحيرة حوالي 21 كم مربع، ومتوسط عمق مياهها هو 19 مترا، وتقع في ولاية ويسكنسن Wesconson التي تشتهر بتربية الأبقار وانتاج الجبن، وببحيراتها التي يزيد عددها على الخمس عشرة الف بحيرة مختلفة المساحات. ومياه بحيرة جنيفا عذبة متجدّدة.
اسم البحيرة والمدينة
جاء اسم البحيرة والمدينة من "جنيف" عاصمة سويسرا، وقد أطلق المهاجرون السويسريون هذا الاسم على تلك المنطقة تخليدا لعاصمة بلادهم التي هاجروا منها إلى أمريكا.
حريق شيكاغو وبدايات بحيرة جنيفا
عام 1871 اندلع حريق أتى على مدينة شيكاغو وحوّلها إلى رماد، وهناك عدّة روايات حول أسباب ذلك الحريق، ويرجّحون أنّ ثورا هائجا قلب فانوسا نفطيّا فاشتعلت النّيران في مزرعة الأبقار، وامتدّت إلى الأشجار والبيوت الخشبيّة الأخرى، واحترقت المدينة بكاملها، ممّا أجبر سكانها على الهروب منها طلبا للنّجاة بحياتهم...ووصل أثرياء المدينة إلى بحيرة جنيفا حيث كانت أخر محطّة يصل إليها القطار في حينه، وكانت وقتئذ منطقة خالية تطغى عليها الغابات، واستقروا هناك، فكانت هذه بداية تأسيس "مدينة بحيرة جنيفا".
في الطّريق إلى البحيرة
الطريق إلى البحيرات تحفّ جانبيه الأشجار الحرجيّة المعمّرة من بقايا الغابات التي كانت تطغى على القارّة الأمريكيّة، وما أن يخرج المرء من حدود ضواحي شيكاغو حتّى يدخل ريف ولاية ويسكنسن، وهو ريف زراعيّ تنتشر فيه مزارع تربية الأبقار الذي تشتهر بها الولاية.
بحيرة جنيفا
لم نتجوّل في "مدينة بحيرة جنيفا،وهي مدينة سياحيّة لا يزيد عدد سكانها المقيمين فيها على 7500 شخص، لأنّ غالبية بيوتها يملكها أثرياء يأتونها للاستجمام فقط وفي أوقات متباعدة. دخلنا طرف المدينة من جهة البحيرة حيث المنطقة السّياحيّة، والمسابح، وتسمى Rivera ومنها يكشف المرء امتداد البحيرة التي تحيط بها الأشجار الحرجيّة الكثيفة...يرى المرء من هناك قوارب على شاطئ البحيرة، عدا عن القوارب التي تمخر عباب مياهها، ومن منطقة الرّيفيرا استقلّينا قاربا سياحيّا يتّسع لخمسين شخصا، وفيه مرشد يشرح عن القصور الفاخرة المقامة على شاطئي البحيرة وسط الأشجار الكثيفة، ليكتشف المرء أنّ لكلّ بيت موقفا لقاربه أو أكثر من موقف لأكثر من قارب، وهذه المواقف يجري رفعها عند بداية موسم تجمّد البحيرة ما بين كانون أوّل ـ ديسمبر ـ و آذار ـ مارس ـ من كلّ عام. ويكلّف ذلك مبلغ ثلاثة آلاف دولار.
وممّا قاله المرشد أنّهم كانوا يشترطون عند ترخيص الأبينية المحيطة بشاطئ بالبحيرة أن لا يكون للبيت الجديد شبيه في البيوت المقامة، لذا فإنّ المارّ بالقارب السّياحيّ سيرى بيوتا لافتة حجما وهندسة. ويتراوح ثمن البيوت الأرخص سعرا على شاطئ البحيرة ما بين ثلاثة ونصف وأربعة ملايين دولار، في حين يزيد ثمن بعض البيوت عن العشرة ملايين دولار، وتتراوح ضريبة السّكن على هذه البيوت ما بين 40 و 60 ألف دولار في السّنة.
مصائب قوم عند قوم فوائد
مررنا بقصر فخم بناه مليونير من أصل ألماني عام 1901 بتكلفة مليوني دولار في حينه، وهو مكوّن من أكثر من مئة غرفة، وقصّة هذا القصر أنّ صاحبه اشترى مساحات شاسعة من أراضي شيكاغو المحترقة بثمن بخس، ولمّا أعيد بناء المدينة اغتني من الأراضي التي باعها بأسعار مرتفعة، ممّا أثار غيرة أثرياء المدينة الذين بنوا بيوتا في مدينة بحيرة جنيفا، فاختار نكاية بهم تلّة تعلو بيوتهم جميعها ويراهم منه ويرونه هم ايضا وبنى قصره هذا عليها.
الثّراء للمبدعين
ومن اللافت أنّ هناك قصورا متجاورة وعلى مساحات شاسعة لأبناء عائلات توارثت الثّراء عن جدّهم الأوّل، مثل عائلة Wriggley التي تعتبر من أشهر عائلات شيكاغو وأكثرها ثراء، وهم يملكون مصانع وملاعب رياضيّة وغيرها، وكانت بدايات ثرائهم صناعة " بان السّهم" وبعض الحلويات مثل Mars وغيرها.
ومن خلال ما يقوله المرشد يظهر بأنّ أصحاب هذه القصور كانوا مبادرين ومخترعين فمثلا أشار إلى قصر عظيم وقال: هذا قصر مخترع ثلاجات حفظ الطّعام التي تجوب الشّوارع لتوزيعه على المحلات، وذاك قصر صاحب ومؤسس صحيفة شيكاغو سن تايمز Chicago Suntimes" وذاك قصر المدير المالي لجامعة شيكاغو...الخ.
وقصور شاطئ بحيرة جنيفا يملكها أثرياء من مختلف أنحاء أمريكا، الذين يفاخر الواحد منهم أنّه يملك بيتا في هذه المنطقة الجميلة.
والعجيب أنّهم لا يسكنون هذه القصور الفارهة، بل يقضون فيها اجازاتهم الأسبوعيّة، ويقيمون فيها احتفالاتهم ومناسباتهم كالاحتفال بعيد ميلاد أحدهم.
5 تموز 2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف