الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

" قاع المدينة " ( الوجه الآخر للمدينة ) بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2015-07-05
" قاع المدينة " ( الوجه الآخر للمدينة ) بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
" قاع المدينة "
( الوجه الآخر للمدينة )
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================

تنويه :
شخوص وأحداث النص حقيقة ولها وجود على أرض الواقع بالفعل .. وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .

إهداء متواضع :
إلى كل الذين يعيشون على هامش الحياة في .. " قاع المدينة " ..
( الكاتب )
-----------------

" قاع المدينة "
( الوجه الآخر للمدينة )

.. بعيد انبلاج الفجر .. وقبل شروق الشمس , كان يسير بهمه ونشاط يقطع الشارع الرئيس في الحيّ الأرستقراطي , وقد عزم أمراً استغرق تفكيره طوال الليلة الماضية .. بعد أن تقطعت به السبل وأعيته الحيل .
كان قد وطد العزم على أن يبدأ العمل الذي انتواه من أول بيت يقع في الحيّ .. وقبل أن يأتي أصحاب المهمة الأصليين لبدء عملهم اليومي المعتاد .
توقف أمام باب أول بيت .. لم يطرق الباب لأن الأمر لم يكن يستدعي ذلك.. تناول " كيس النفايات " الذي كان ملقىًً أمام باب " الفيلا " الأنيقة من الخارج .. وضعه في كيس كبير كان قد أعده سلفاًً لمثل هذه المهمة .. لم ينسَ أن يتحسس محتويات " كيس الزبالة " قبل أن يضعه في الكيس الكبير .. ولم يلبث أن ابتسم ابتسامة ذات مغزى .
انتقل إلى باب المنزل التالي , وقام بنفس المهمة بنشاط وهمة عالية .. ثم باب المنزل الذي يليه و" الفيلا " التالية .. ثم .. ثم ...
أحس بأن الكيس الكبير قد امتلأ عن آخره .. ولم يعد يستوعب أية كميات جديدة أخرى .. كما لم يعد باستطاعته حمل الكيس الثقيل ... حمل الكيس الضخم على ظهره ... وسار قليلا ... ثم انتحى جانباَ قصياَ .. بعيداً عن أنظار السابلة .. وأخذ يفرغ محتويات الكيس الضخم على ضوء أشعة شمس الصباح التي أخذت تغمر المكان .
راح يفرز المحتويات بدقه وعناية , فيضع ما استهواه من أشياءٍ في أحد الأكياس , بينما كان يلقي بالمحتويات الأخرى في أحد صناديق القمامة .
ما هي سوى عدة دقائق حتى كان قد أكمل المهمة التي كان يقوم بها , نهض من مكانه وهو يحمل الكيس المتواضع بين يديه .. بينما كانت ابتسامة الرضى ترتسم على محياه .
هو .. لم يكن عامل من عمال النظافة يقوم بمهمة العمل المنوطة به , ولكنه كان عاطلاً عن العمل بسبب الظروف العصيبة الخانقة والبطالة المتفشية والحصار الرهيب.
طوال الليلة الفائتة ؛ كان يفكر في القيام بمثل هذا الأمر.. وأعد الخطة اللازمة للتطبيق العملي .. وقد درس جيدًا مسبقاً مواعيد ومواقيت حضور عمال النظافة إلى الأمكنة المرصودة للقيام بعملهم .
كان قد قرر أن يأتي مبكراً .. وقبل وصولهم بساعة على الأقل لكي يستولي على محتويات صناديق القمامة وأكياس النفايات ، دون أن يُعلم أحداً أو يخبره بما انتواه من فعل .
وقد كان له ما أراد .
وصل منزله المتواضع .. لم يشأ أن يوقظ " أم العيال " ولا الأطفال والأبناء ..فلقد قرر أن يكمل المأمورية بنفسه وحتى نهاية الشوط .
توجه إلى المكان الذي يشبه المطبخ المتواضع , وقام بإفراغ وتنظيف محتويات الكيس الذي كان يحمله ، وقام بغسلها جيداً بالماء ووضعها في أطباق .
قام بفرز المحتويات بشكل جيد , فلقد وضع كل صنف أو ما يشابهه على حده في طبق , ولم يتوان عن تذوق بعضاً منها بتلذذ .
لحظات .. وكان ينهي المأمورية وبشكل جيد .. ثم قام بإعداد المائدة المتواضعة .. بعد ذلك اندفع نحو زوجته وأطفاله يوقظهم من النوم للالتفاف حول المائدة .
التف الجميع حول المائدة المتواضعة .. التي حوت شتى الصنوف ومختلف الأنواع من بقايا الطعام الذي لم يكونوا يعرفونه .. ولا يعرفون اسمه .
بعض الكسر من الخبز الفاخر متباينة الأشكال والأحجام .. قطع من الجبن الأبيض والأصفر والوردي الفاخر .. وثمة قطع من لحوم الحيوانات والطيور .. وثمة حبات من الزيتون الأسود المستورد .. وبعض القطع من " الحلاوة " المستوردة ..وثمة بقايا " مربى " وحلويات مختلفة .. وبعض البقايا من الفواكه الغالية والمكسرات الغريبة .. وبعض الأصناف التي لم يكن الجميع يعرفونها فيسألون الأب عنها .. فيؤكد لهم بأنه لا يعرفها بالمطلق ولم يرَ مثلها في حياته مسبقاً .. ولكنهم وجدوا في النهاية بأن لها مذاقاً طيباً .
تناول الجميع وجبة إفطار شهية .. مختلفة .. لم يتناولوا مثلها في يوم من الأيام من قبل .. وقبل أن يَنفَضَ الجميع من حول المائدة التي أصبحت خاوية بعد أن أتوا على كل ما فيها من أشياء .. اندفع طفل صغير نحو الأب وهو ما زال يلوك في فمه بعض الطعام ... عانقه الأب بحرارة .. احتضنه .. قبله قبلة طويلة .. هتف الطفل ببراءة الطفولة :
- ليتك يا أبي تأتينا في كل صباح بمثل هذه الوجبة اللذيذة ؟؟!! ..
هز الأب برأسه بإيماءة غامضة .. وابتسم ابتسامة غريبة تحمل مليون معنى لم يدرك الطفل أيٍ منها .
لم يلبث الطفل أن عاود الاندفاع والهجوم الطفولي البريء نحو الأب يكيل له القبلات متمتماً بسعادة :
- .. وليتك يا أبي تحضر لنا في المرة القادمة شيئاً من ذلك الطعام الذي سمعت البعض يطلقون عليه اسم " البيتزا " ؟؟!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف