الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نظرة في تفسير قوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2015-07-04
نظرة في تفسير قوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه) بقلم خليل الصمادي
في تفسير قوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه)

خليل الصمادي

.

وقفت حائرا أمام قوله تعالى في سورة البقرة : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهٌ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) ١٨٤

وراجعت كتب التفاسير فوجدت اضطرابا كبيرا ومما وجدته:

* قرأ ابن عباس ومجاهد وعلى الذين لا يطيقونه ، واعتقد أن هذه الرواية ضعيفة وقد أوردها من لا يريد البحث والتحري ، فلو كانت القراءة صحيحة لانتهى البحث فمعناها وأما الذين لا يتحملون الصوم فعليهم فدية وليس عليهم أيام أخر، وهو الحكم الذي يلزم أصحاب الأعذار الذين لا يستطيعون الصوم كالشيوخ المتقدمين بالسن والمرضى المزمنيين وأصحاب المهن الشاقة طيلة العام كالخبازين الذين يقفون أمام بيوت النار وعمال المناجم وغيرهم.

* معنى يطيقونه أي يتكلفون به مع المشقة وكما جاء في تفسير المنار لرشيد رضا : لا تقول العرب أطاق الشيء إلا إذا كانت قدرته عليه في نهاية الضعف بحيث يتحمل من الفعل مشقة شديدة، ومعنى الآية هنا بتفسيرهم أن الذين يعانون من الصيام كأصحاب المهن الشاقة وكبار السن الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم، ومن تطوع خيرا فهو خير له أي تطوع بإطعام أكثر من مسكين.

* قال الفراء الضمير في يطيقونه يجوز أن يعود على الفدية، أي يقدرون ويطيقون دفع الفدية من المرضى والمسافرين أو الصائمين عموما .

* بعض المفسرين قال : معطوفة على جملة ( كتب عليكم الصيام ) أي كتب عليكم وعلى الذين يطيقونه.

* ادعوا أن ابن عباس قرأ وعلى الذين يٰطٓوٓقونه بضم الياء وفتح الطاء وتشديد الواو ؛ ومعناها الذين يعانون من الصيام وهم الشيخ والشيخة والحامل والمرضع .

* قالوا إن الذين يطيقونه كتب عليهم الصوم وعليهم أيضا دفع فدية طعام مسكين أي يصوموا ويدفعوا فدية، وفسروا قوله تعالى ( ومن تطوع خيرا فهو خير له ) أي من تطوع بالصوم مع الفدية كما في تفسير الطبري

وألطف ما وجدته هو تفسير الشيخ الشعراوي يرحمه الله ومما أتى به بعض المفسرين القدماء ما يلي :

أن الآية منسوخة بالآية التي تليها مباشرة ، (شهر رمضان الذي ....) فذكر الشعراوي أن الصيام كان في الإسلام على قسمين :

أولا : أياما معدودات قبل أن يفرض شهر رمضان وكان الصوم قد كتب على المسلمين أياما معدودات أي ثلاثة أيام في الشهر وهناك كان المسلم مخير بين الصوم أو دفع كفارة لمن لم يرد الصوم كالأغنياء القادرين على الصوم وهو المقصود بقوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه ) وأما المريض والمسافر فعدة من أيام أخر كما في الآية المنسوخة

ثانيا : الصوم المفروض وهو ما جاءت به الآية التالية :( شهر رمضان الذي أنزل ....) وقد فرض هنا على الفقير والغني ولم يعد التخيير جائزا لذا ذكر الله في هذه الآية أصحاب الأعذار المريض والمسافر ولم يذكر الذين يطيقونه كما في الآية السابقة.

أقول : جعل الله تعالى الكثير من الآيات الكريمة تحتمل التأويل وأكثر من التفسير كما في (يطيقونه) وهذا من إعجاز القرآن فليس القرآن إلا كتاب للتدبروالتأمل والتفكير والعصف الذهني فبمثل هذه المتشابهات اشتغل علماء الأمة في التفكير وشحذ العقول ومما لا شك فيه أن هذا المتشابه من القرآن كان بمثابة تعليم الأمة أن عليها البحث والتحري لا في القرآن فحسب بل في الحياة كلها في أمور الطبيعة وتحسين وسائل العيش والاختراعات فما من اختراع إلا ويكون قبله بحوث واطلاع وتحر وتقص ونقد ومتابعة وهذا ما وصل إليه علماؤنا في أوج حضارتنا التي كانت مشعلا للبشرية جمعاء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف