أمير العدل
( إن الشيطان ليخاف منك يا عمر !! )
فشلت البشرية على مر عصورها و بكل تجاربها أن تقيم نظاما سياسيا يحقق العدل و المساواة ،ينتهي بالناس إلى الطمأنينة و الرضا و الأمن ، نظاما لا يفرق بين السيد و المسود و لا الأسود و الأبيض ، ما زالت البشرية تشكو الظلم و الجور رغم مذاهبها السياسية المختلفة ، فالنفس البشربة فيها القناعة وفيها الطمع وفيها الوفاء وفيها الجحود فهي معرضة دائما للفحص و للزلل !!
( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ، لأخذت من الأغنياء فضول أموالهم فرددتها على الفقراء ) عمر الفاروق رضي الله عنه ، لم تعرف البشرية عبر تاريخها الطويل أميرا حاول تحقيق العدالة مثلما جاهد عمر الفاروق في ذلك ، هذا ما أكدته مراجع التاريخ بما اشتملت عليه من أقوال مسندة لمن عاصره و أكده المؤرخون و محققوا التاريخ فقد آثر العدل على كل شيء ، بين جنباته حمل ضميرا حيا حساسا قلما تجده عند بني البشر ، عرف مرامه من الدنيا كما عرف ذلك من آخرته ، عمل بجهد وإنصاف ليصون الناس من فتن الدنيا ؛ خاصة مع كثرة الفيء و الخراج ، أدار الناس بعدل ودراية وكأنه على علم واسع بخفايا النفس !! تذكر العدل فتتذكر عمر ، وتذكر عمر فتتذكر العدل ، وكأن العدل اتصف به !! كأن العدل دين عليه يسعى لسداده !! ( إِيِه يا ابن الخطَّاب فَوالَّذي نَفسي بِيده ما لَقيك الشَّيطَان قَطُّ سالكا فَجّا إِلا سلَك فَجّا غَير فَجّك )أعطى الرعية حقهم كاملا في أن يطيعوه ما استقام ويقوموه إن إعوج ، لم يتحايل في العدل ، ولو كان على نفسه فعدله نافذ دون مواربة أو مجاملة ، كره الظلم كأنه كره ضررا شنيعا يصيبه أو يصيب أهله ، أقام العدل على بينة ظاهرة ،حتى أنه أقام الحد على ابنه عبيد الله حتى مات !! لا يحابي ظالما على مظلوما ، يسخط على الظلم ويغار على الحق ، شديد الخجل من خذلان المظلوم ،شديد الألم من ظلم الظالم واثق من نصرة الله في الحق ، فهذا منهج دين قويم يقوم على العدل و المساوة ، فنهى الأقوياء عن الظلم وطمأن الضعفاء ، إذا نهى الناس عن أمر ، جمع أهله وحذرهم فيقول : ( إني نهيت المسلمين عن كذا وحذرتهم العقوبة ، وإن الناس ينظرون إليكم لمكانكم مني ؛ فلا أعرفن أن أحدكم قد أتى ما نهيت عنه الناس إلا أضعفت له العقوبة ) فهوعلى عهد الله ورسوله المصطفى الأمين : ( و أيم الله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ، لم يبخل يحقق العدل حتى و لو كان شاقا إلا ونفذه بادئا بنفسه ، لا تأخذه لومة لائم في الحق ، اقتص من نفسه ومن عماله ، كما كان يقتص من العامة ، ساوى بينه و بين أضعف رعيته ، عدل أساسه كما قال : ( شدة من غير عنف ، ولين من غير ضعف ) لقد خاف على الناس الفتنة وخاف منهم الفتنة.
و السؤال لماذا تضجّ الناس من سلطان العدل كما تضج من قسوة الظلم ؟!!! عجيبة النفس البشرية صعبة المراس ، فالناس شاقوا الأنبياء فما بالك بغير الأنبياء ( إرضاء الناس غاية لا تدرك )
ليس في العدل قسوة إنما له سلطان نافذ ، والعدل له دلالة واحدة هي رحمة المظلومين .
أيها الفاروق ، اسمح للبسطاء أن يتوجوك أميرًا للعدل إلى الأبد
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
( إن الشيطان ليخاف منك يا عمر !! )
فشلت البشرية على مر عصورها و بكل تجاربها أن تقيم نظاما سياسيا يحقق العدل و المساواة ،ينتهي بالناس إلى الطمأنينة و الرضا و الأمن ، نظاما لا يفرق بين السيد و المسود و لا الأسود و الأبيض ، ما زالت البشرية تشكو الظلم و الجور رغم مذاهبها السياسية المختلفة ، فالنفس البشربة فيها القناعة وفيها الطمع وفيها الوفاء وفيها الجحود فهي معرضة دائما للفحص و للزلل !!
( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ، لأخذت من الأغنياء فضول أموالهم فرددتها على الفقراء ) عمر الفاروق رضي الله عنه ، لم تعرف البشرية عبر تاريخها الطويل أميرا حاول تحقيق العدالة مثلما جاهد عمر الفاروق في ذلك ، هذا ما أكدته مراجع التاريخ بما اشتملت عليه من أقوال مسندة لمن عاصره و أكده المؤرخون و محققوا التاريخ فقد آثر العدل على كل شيء ، بين جنباته حمل ضميرا حيا حساسا قلما تجده عند بني البشر ، عرف مرامه من الدنيا كما عرف ذلك من آخرته ، عمل بجهد وإنصاف ليصون الناس من فتن الدنيا ؛ خاصة مع كثرة الفيء و الخراج ، أدار الناس بعدل ودراية وكأنه على علم واسع بخفايا النفس !! تذكر العدل فتتذكر عمر ، وتذكر عمر فتتذكر العدل ، وكأن العدل اتصف به !! كأن العدل دين عليه يسعى لسداده !! ( إِيِه يا ابن الخطَّاب فَوالَّذي نَفسي بِيده ما لَقيك الشَّيطَان قَطُّ سالكا فَجّا إِلا سلَك فَجّا غَير فَجّك )أعطى الرعية حقهم كاملا في أن يطيعوه ما استقام ويقوموه إن إعوج ، لم يتحايل في العدل ، ولو كان على نفسه فعدله نافذ دون مواربة أو مجاملة ، كره الظلم كأنه كره ضررا شنيعا يصيبه أو يصيب أهله ، أقام العدل على بينة ظاهرة ،حتى أنه أقام الحد على ابنه عبيد الله حتى مات !! لا يحابي ظالما على مظلوما ، يسخط على الظلم ويغار على الحق ، شديد الخجل من خذلان المظلوم ،شديد الألم من ظلم الظالم واثق من نصرة الله في الحق ، فهذا منهج دين قويم يقوم على العدل و المساوة ، فنهى الأقوياء عن الظلم وطمأن الضعفاء ، إذا نهى الناس عن أمر ، جمع أهله وحذرهم فيقول : ( إني نهيت المسلمين عن كذا وحذرتهم العقوبة ، وإن الناس ينظرون إليكم لمكانكم مني ؛ فلا أعرفن أن أحدكم قد أتى ما نهيت عنه الناس إلا أضعفت له العقوبة ) فهوعلى عهد الله ورسوله المصطفى الأمين : ( و أيم الله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ، لم يبخل يحقق العدل حتى و لو كان شاقا إلا ونفذه بادئا بنفسه ، لا تأخذه لومة لائم في الحق ، اقتص من نفسه ومن عماله ، كما كان يقتص من العامة ، ساوى بينه و بين أضعف رعيته ، عدل أساسه كما قال : ( شدة من غير عنف ، ولين من غير ضعف ) لقد خاف على الناس الفتنة وخاف منهم الفتنة.
و السؤال لماذا تضجّ الناس من سلطان العدل كما تضج من قسوة الظلم ؟!!! عجيبة النفس البشرية صعبة المراس ، فالناس شاقوا الأنبياء فما بالك بغير الأنبياء ( إرضاء الناس غاية لا تدرك )
ليس في العدل قسوة إنما له سلطان نافذ ، والعدل له دلالة واحدة هي رحمة المظلومين .
أيها الفاروق ، اسمح للبسطاء أن يتوجوك أميرًا للعدل إلى الأبد
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )