عذراً سوريا... العرب خارج التغطية!!!
بقلم: هبة الوعري
لم يقرب النوم جفنا عينيّ في تلك الليلة أكثر من أي ليلة مضت، فذهني كان شاردا في التفكير بتلك المشاهد المؤلمة والبشعة التي تدمع لها الأعين وتدمي لها القلوب والتي رأيتها عبر التلفاز قبل الخلود للنوم.
فالإنسان عندما يضع رأسه على الوسادة آخر النهار خلوداً للنوم يستذكر تلقائياً ما فعله طيلة يومه من أحداث، مواقف، أعمال سواء داخل المنزل أو خارجه، ولكني عندما وضعت رأسي على الوسادة في تلك الليلة وأنا أحاول إغماض عينيّ راود ذهني مشهد مؤلم ومبكي بمعنى الكلمة رأيته عبر التلفاز وهو مشهد لأم وأبنائها الثلاثة تم قتلهم ثم فحموا أجسادهم تماماً وألقوهم على الأرض بجانب بعضهم البعض، في صورة بشعة جداً تقشعر لها الأبدان.
سوريا.. سوريا التي تنزف كل ثانية آلاف من قطرات الدماء والأمة العربية خارج نطاق التغطية حالياً، بل هي دوماً مغلقة آذانها وأبصارها وقلوبها عن تلك المشاهد المحزنة، فنحن نستيقظ يومياً على حادثة أو مجزرة جديدة تبكي قلوبنا من شدة الألم، كون أخبار الثورة السورية تتصدر أهم عناوين وأخبار شاشات التلفزة عاماً، حيث أن هناك قنوات تبث تلك المشاهد والصور المؤسفة، ولكن البعض يعتذر عن بثها لبشاعتها!
من المؤلم جداً أن تراود أي إنسان منا تلك الصور المؤثرة قبل الخلود لنوم هادئ، لنريح به أعصابنا، أجسادنا، وفكرنا، ولكني قضيت ليلة قلقة غاب النوم فيها عن عينيّ وكاد عقلي أن يشل من شدة التفكير في تلك العجوز وفلذات كبدها الذين فحمت أجسادهم الطاهرة والبريئة دون شفقة ولا رحمة، أيضاً من بعض المشاهد التي رأيتها عبر إحدى المواقع الإخبارية طفل كبل رأسه بغطاء أسود ثم دفن حياً تحت التراب، تلك المشهد المصور الذي اقشعر له جسدي وبكى عليه قلبي بحرقة على تلك الطفولة المسلوبة حقها في الحياة.
ومن منا لم تهتز مشاعره عندما رأينا جميعاً صورة تلك الطفلة المبتور رأسها، فقد هزت تلك الصورة العالم بأكمله ولكن وأسفاه يا عرب، فقد ماتت الضمائر، فإلى جنات الخلد أيها الفتاة...
أين أنتم يا عرب.. نساء سوريا تغتصب.. أطفال سوريا يذبحون وتقطع رؤوسهم، الشعب يدفن حياً تحت التراب، كهول سوريا يناجون النخوة العربية...
النخوة! كنت دائماً أبحث عن النخوة العربية، ولكني أدركت أنها قد شيعت جنازتها منذ زمن..
عندما كنت طفلة صغيرة كان يؤثر فيّ أوبريت (الحلم العربي) كثيراً تلك الحلم الذي كنت أتمنى أن يصبح حقيقة في يوم ما، ولكنه أصبح الآن (الصمت العربي!).
كون الحكام العرب يأخذون غفوة ثم يصحون على قمم تستمر لساعات قصيرة وتنتهي مع غروب الشمس، عارٌ على تلك الرجولة العربية المخزية، وهم يقفون موقف المتفرج الأعمى والأصم عما يرون ويسمعون من مجازر أعظم من مجزرة صبرا وشاتيلا،،
صبرا وشاتيلا تلك المجزرة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، ولكن في سوريا كل يوم صبرا وشاتيلا فبعد أربعة أعوام من أحداث الثورة السورية فإن نفس المشاهد والصور تتكرر ولكن الفرق بينهما أن سوريا تذبح على يد سفاح عربي يقتل المئات يوميا ويذبح الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمه ولا إنسانية، وحتى بيوت الله لم تسلم من دنسه.
لقد لفت انتباهي على إحدى المواقع رسم كاريكاتير يحاكي آلام الشعبين السوري والفلسطيني في رسم معبر جداً، وهو صورة لسيدة صغيرة في العمر مكتوب بجانب صورتها في الرسم (سوريا) حيث كانت تبحث تلك السيدة عن المعتصم وفي طريقها وجدت عجوز سبعينية تجلس علي الأرض وكتب بجانب صورتها (فلسطين)، فعندما سألت سوريا فلسطين أبحث عن المعتصم هل رأيته، ردت عليها العجوز (لا) فإني أبحث عنه منذ سبعة وستون عاماً تعالي اجلسي بجاني...
حيث أن القضية الفلسطينية تأخذ الحيز الأبرز والأهم عبر العصور وفي كافة بقاع العالم كون القدس هي محور الارتكاز لكافة القضايا العربية والإقليمية.
في النهاية أتساءل: متى سيصدح صوت الحق في سوريا، وتعلو رايات الانتصار، وترفع أصوات المآذن في كل مكان، فكلنا أمل بالله تعالى أن يمن على هذا الشعب العظيم الصامد الحرية قريباً، ليس على يد العرب ولكن نصر وفرج من الله..
فعذراً أيها الشعب السوري،، لأن العرب خارج نطاق التغطية!
بقلم: هبة الوعري
لم يقرب النوم جفنا عينيّ في تلك الليلة أكثر من أي ليلة مضت، فذهني كان شاردا في التفكير بتلك المشاهد المؤلمة والبشعة التي تدمع لها الأعين وتدمي لها القلوب والتي رأيتها عبر التلفاز قبل الخلود للنوم.
فالإنسان عندما يضع رأسه على الوسادة آخر النهار خلوداً للنوم يستذكر تلقائياً ما فعله طيلة يومه من أحداث، مواقف، أعمال سواء داخل المنزل أو خارجه، ولكني عندما وضعت رأسي على الوسادة في تلك الليلة وأنا أحاول إغماض عينيّ راود ذهني مشهد مؤلم ومبكي بمعنى الكلمة رأيته عبر التلفاز وهو مشهد لأم وأبنائها الثلاثة تم قتلهم ثم فحموا أجسادهم تماماً وألقوهم على الأرض بجانب بعضهم البعض، في صورة بشعة جداً تقشعر لها الأبدان.
سوريا.. سوريا التي تنزف كل ثانية آلاف من قطرات الدماء والأمة العربية خارج نطاق التغطية حالياً، بل هي دوماً مغلقة آذانها وأبصارها وقلوبها عن تلك المشاهد المحزنة، فنحن نستيقظ يومياً على حادثة أو مجزرة جديدة تبكي قلوبنا من شدة الألم، كون أخبار الثورة السورية تتصدر أهم عناوين وأخبار شاشات التلفزة عاماً، حيث أن هناك قنوات تبث تلك المشاهد والصور المؤسفة، ولكن البعض يعتذر عن بثها لبشاعتها!
من المؤلم جداً أن تراود أي إنسان منا تلك الصور المؤثرة قبل الخلود لنوم هادئ، لنريح به أعصابنا، أجسادنا، وفكرنا، ولكني قضيت ليلة قلقة غاب النوم فيها عن عينيّ وكاد عقلي أن يشل من شدة التفكير في تلك العجوز وفلذات كبدها الذين فحمت أجسادهم الطاهرة والبريئة دون شفقة ولا رحمة، أيضاً من بعض المشاهد التي رأيتها عبر إحدى المواقع الإخبارية طفل كبل رأسه بغطاء أسود ثم دفن حياً تحت التراب، تلك المشهد المصور الذي اقشعر له جسدي وبكى عليه قلبي بحرقة على تلك الطفولة المسلوبة حقها في الحياة.
ومن منا لم تهتز مشاعره عندما رأينا جميعاً صورة تلك الطفلة المبتور رأسها، فقد هزت تلك الصورة العالم بأكمله ولكن وأسفاه يا عرب، فقد ماتت الضمائر، فإلى جنات الخلد أيها الفتاة...
أين أنتم يا عرب.. نساء سوريا تغتصب.. أطفال سوريا يذبحون وتقطع رؤوسهم، الشعب يدفن حياً تحت التراب، كهول سوريا يناجون النخوة العربية...
النخوة! كنت دائماً أبحث عن النخوة العربية، ولكني أدركت أنها قد شيعت جنازتها منذ زمن..
عندما كنت طفلة صغيرة كان يؤثر فيّ أوبريت (الحلم العربي) كثيراً تلك الحلم الذي كنت أتمنى أن يصبح حقيقة في يوم ما، ولكنه أصبح الآن (الصمت العربي!).
كون الحكام العرب يأخذون غفوة ثم يصحون على قمم تستمر لساعات قصيرة وتنتهي مع غروب الشمس، عارٌ على تلك الرجولة العربية المخزية، وهم يقفون موقف المتفرج الأعمى والأصم عما يرون ويسمعون من مجازر أعظم من مجزرة صبرا وشاتيلا،،
صبرا وشاتيلا تلك المجزرة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، ولكن في سوريا كل يوم صبرا وشاتيلا فبعد أربعة أعوام من أحداث الثورة السورية فإن نفس المشاهد والصور تتكرر ولكن الفرق بينهما أن سوريا تذبح على يد سفاح عربي يقتل المئات يوميا ويذبح الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمه ولا إنسانية، وحتى بيوت الله لم تسلم من دنسه.
لقد لفت انتباهي على إحدى المواقع رسم كاريكاتير يحاكي آلام الشعبين السوري والفلسطيني في رسم معبر جداً، وهو صورة لسيدة صغيرة في العمر مكتوب بجانب صورتها في الرسم (سوريا) حيث كانت تبحث تلك السيدة عن المعتصم وفي طريقها وجدت عجوز سبعينية تجلس علي الأرض وكتب بجانب صورتها (فلسطين)، فعندما سألت سوريا فلسطين أبحث عن المعتصم هل رأيته، ردت عليها العجوز (لا) فإني أبحث عنه منذ سبعة وستون عاماً تعالي اجلسي بجاني...
حيث أن القضية الفلسطينية تأخذ الحيز الأبرز والأهم عبر العصور وفي كافة بقاع العالم كون القدس هي محور الارتكاز لكافة القضايا العربية والإقليمية.
في النهاية أتساءل: متى سيصدح صوت الحق في سوريا، وتعلو رايات الانتصار، وترفع أصوات المآذن في كل مكان، فكلنا أمل بالله تعالى أن يمن على هذا الشعب العظيم الصامد الحرية قريباً، ليس على يد العرب ولكن نصر وفرج من الله..
فعذراً أيها الشعب السوري،، لأن العرب خارج نطاق التغطية!