الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نساء رياديات من بلدي رامين - شهيره المصطفى بقلم أ.رشيد مصطفى الراميني

تاريخ النشر : 2015-07-01
نساء من بلدي رامين               

الحاجة شهيرة محمود مصطفى ظافر / الرئيس الأسبق لجمعية رامين النسائية الخيرية

{  شخصية نسوية رائدة / مثابرة ومضيئة / كرست نفسها لعمل الخير }

بقلم أ.رشيد مصطفى الراميني / مدير دائرة الدراسات والتنمية المجتمعية / جامعة فلسطين التقنية خضوري

* هناك من النساء الرياديات في المجتمع الفلسطيني من سبقن الرجال أشواطاً في العمل المجتمعي ...  الخيري ؛ والوطني والإنساني ... فكن في المقدمة دائما ؛ وكن الخطوة الأولى في تلك المجالات والميادين ؛ ملأن الأرض ؛ والأهل؛  والوطن ؛ حباً وخيراً وعطاءً وتضحيةً وإنسانية  .

* ونحن في رامين ، لنا وقفة عز وفخر مع سيدة رامينية فاضلة ومكافحة ، أثبتت جدارة ونجاحاً في تحمل المسؤولية المجتمعية والوطنية ؛  فكانت نموذجاً للمرأة الفلسطينية المثابرة والشجاعة ، أنها الحاجة / شهيرة محمود مصطفى ظافر / ذات التاريخ الحافل بالتفاني وبالعطاء والإنجازات ، تركت بصمات مميزة في العمل المجتمعي والتطوعي ؛ لن تمحى مع الأيام ، وستبقى للتاريخ وللأجيال .. خير شاهد على حضورها وعطاءها وتفانيها ؛ من أجل غيرها والمجتمع من حولها؛ ويطيب للبعض في رامين وما حولها أن يطلق عليها " المرأة الحديدية " الخيرة ؛  والمثابرة ؛ والمكافحة .

*نشأت الحاجة شهيرة المصطفى في بيئة محافظة ؛ وفي ظل أسرة عريقة ؛  تربى أبنائها على حب الخير والوطن ؛ هي مواليد قرية رامين طولكرم ، في العام   1947 ؛ والدها الحاج المرحوم " أبو يوسف الراميني " المشهور بالنخوة والشهامة ؛ وبالكرم العربي الأصيل ؛ ذو شخصية بارزة ونادرة ومميزة ،  وهو معروف في رامين وما حولها ؛ وأشهر من نار على جبل كما يقولون ؛ وهي حفيدة المجاهدة المرحومة " صبحه اليعقوب / ام الراجح " من حمولة سلمان في رامين ـ  وحسب من عاصرها والمراجع التاريخية ـ كانت ممن حملن السلاح إبان الانتداب البريطاني على فلسطين ؛ وإبان الثورة الفلسطينية الكبرى 36/39 ؛ حيث كان لرامين وأهلها الخيرون الطيبون دور طليعي وريادي  ومميز في تلك الثورة  .

*واجهت الحاجة شهيرة المصطفى ـ كباقي النساء الريفيات في فلسطين ـ بعض العقبات والمصاعب ـ وهي في سن الصبا والشباب ـ  بداية طريقها وخوضها معترك العمل المجتمعي التطوعي ..  الخيري الإنساني  والوطني .. بحكم العادات والتقاليد ؛ التي تحكم المجتمع القروي المحافظ ؛ ما قد يشكل أحيانا ؛ عائقا وسببا لحالة من اليأس و إلاحباط ؛ لدى تلك الشابة وغيرها من الفتيات والنساء في الريف الفلسطيني ... ولكن الحاجة شهيرة ،  استطاعت أن تتغلب على كل تلك الصعاب ... بأن أحرقت اليأس والإحباط بلهيب العطاء والكفاح ... رغم بساطتها وإمكاناتها المتواضعة .

*أظهرت الحاجة شهيرة المصطفى ، منذ طفولتها تفوقا وتميزا في قوة شخصيتها ؛ كان لافتا الأنظار لكل من حولها ؛  تعلمت من والدها المرحوم " الحاج أبو يوسف " حب الخير والعطاء والكرم والشهامة ... واستلهمت من روح جدها المجاهد المرحوم / الحاج مصطفى ألمحمد " أبو الراجح " الاستعداد للتضحية وحب الخير والتفاني من أجل رامين والأهل والوطن ...  حيث كان جدها المرحوم ؛ من رواد الجهاد والكفاح في فلسطين ... إبان الثورة الفلسطينية ألكبري 36/39 م .

*تمتعت الحاجة شهيرة المصطفى بشخصية نادرة ومتميزة ... لأن إيمانها كان عظيماً ؛ وشجاعتها كانت فائقة ؛          حيث شكلت بانتمائها الصادق ؛ فيضاً لا ينضب من التفاني والعطاء .. واستطاعت باهتمامها وبجهودها الخيرة ؛  أن تبلور طريقاً وترسم خطة ومنهج عمل خاصا بها .. استطاعت من خلاله أن تنجز نجاحاًت كثيرة وعديدة تحققت ؛ لخدمة المجتمع المحلي والوطني .. تلك الأعمال التي كانت لها في الحياة الدنيا شرفا ومفخرة ؛ وستكون لها في الآخرة شفيعا بإذن الله تعالى .

*الحاجة شهيرة المصطفى إنسانة طيبة وخيرة وخلوقة ؛  وسيدة ريفية بسيطة ومتواضعة ، سخية النفس كريمة الطباع ، بهية وأبية شامخة ؛ صابرة ومثابرة ومكافحة ؛  كرست نفسها وحياتها لخدمة بلدها وأهلها ووطنها ؛ وشعارها في كل ذلك الآية الكريمة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) لها ثلاثة أخوات وثلاث إخوة ؛ توفيت زوجه أحدهم بعد أن تركت ثلاثة أطفال أعمارهم أقل من خمس سنوات ، كان لها فضل الإسهام برعايتهم وتربيتهم ؛ فشبوا رجالا مخلصين ؛ وهي بما قدمت من خير وعطاء جزيل ؛ أصبحت  قدوة للفتيات وللنساء وأيضا قدوة للرجال في أعمالها .. ولكل ذلك وأكثر ؛ أصبحت محل ثقة واحترام لدى كل من عرفها  ، وأصبحت محل واهتمام واحترم كل الناس في رامين ؛ وحيثما تواجدوا.

*تجاوزت الحاجة الشهيرة دورها الأنثوي ؛ وهي تؤدي أعمالها في المتابعة الميدانية لمشاريعها الخيرية .. ابتداء بتأسيس وترخيص " جمعية رامين النسائية الخيرية " ذات الأهداف السامية والنبيلة ؛ وبسعيها الحثيث والمخلص لتوفير التمويل اللازم لإقامة مبنى خاص بالجمعية وروضة الأطفال التابعة لها ؛  وما يستتبع ذلك من دعم للبرامج و للمشاريع التطويرية ؛ وقد كللت جهودها وزميلاتها في الجمعية ـ بالنجاح في تجسيد ذلك ـ بحيث أصبحت حقيقة واقعة تبهر المتابعين والمهتمين .

*جمعية رامين النسائية الخيرية التي عملت الحاجة شهيرة المصطفى وغيرها من نساء رامين على تأسيسها ؛ تهدف الى رفع مستوى المرأة ؛ ومساعدتها في الاعتماد على النفس ؛ وتأسيس العديد من المشاريع التنموية التطويرية للنساء في رامين ؛ ونجحت الجمعية في تحقيق وتنفيذ الكثير والعديد من البرامج والانجازات .. ومن أهمها ( تأسيس روضة أطفال تابعة للجمعية ؛ تنفيذ مشاريع توعية وتثقيفية للنساء في رامين ؛ دورات تقوية للطلبة المدارس ؛ دورات في الخياطة والتطريز ؛ مشروع تربية النحل ؛ دعم الأنشطة المجتمعية بالتعاون مع مختلف المؤسسات في رامين وما حولها ؛ زيارات للمرضى ولذوي الشهداء والأسرى ؛ تكريم طلبة الثانوية العامة من أبناء وبنات رامين ؛ تنظيم المخيمات الصيفية أثناء عطلة المدارس ـ للذكور والإناث وبالشراكة مع مؤسسات ذات اهتمام واختصاص .. إحياء المناسبات الوطنية .. وغير ذلك من النشاطات وفق رؤية ورسالة وأهداف الجمعية ) .

 

*أصبحت الحاجة شهيرة المصطفى ؛ من مشاهير النساء الفلسطينيات ؛ المتميزات بالتفاني والعطاء بلا حدود  ؛ وأصبحت بعطائها وبتفانيها وبسيرتها العطرة ؛ أن تكون قدوة ونموذجا يحتذي للفتيات وللنساء في رامين وما حولها ؛ كرست نفسها لتحمل المسؤولية الكبرى حين نجحت في تأسيس جمعية نسوية في رامين ؛ وحازت على الأصوات في أكثر من دورة انتخابية تمت تحت إشراف مسئول ، ما أهلها لأن تكون رئيسه لتلك الجمعية الخيرية ؛ ولفترة زمنية طويلة ؛ واستمرت في عطائها عبر هذه الجمعية الخيرية وغيرها من الأطر المجتمعية ذات الاهتمام بالشأن النسوي والوطني بشكل عام ؛ واستمرت حتى أعياها  المرض ؛ وسلمت الراية من بعدها لجيل آخر جديد ؛ قدن الجمعية إلى ما فيه خير النساء الأهل في رامين .

*الحاجة شهيرة المصطفى؛ ستذكرها الأجيال من أبناء رامين ؛ سيتذكرها أطفال رامين ؛ ومؤسسات رامين ، والأسر المعوزة والمحتاجة من أهالي رامين .. وسيذكرها كل من كان يقدم الدعم والتبرعات الخيرية لجمعية رامين ومؤسسات رامين وما حولها ـ من خلال هذه الإنسانة الخيرة والمعطاءة .. ستبقى الحاجة شهيرة في تاريخ رامين نقطة مضيئة وعلامة فارقة ؛ وستبقى للتاريخ وللأجيال مفخرة ؛ ومصدر الهام لكل ساع إلى مدارج العلا ومسالك المجد والعز والفخار.

* وفي هذا المقام ؛ يطيب لنا أن نتوجه بالتحية والاحترام والتقدير لهذه السيدة المكافحة الحاجة شهيرة المصطفى ، على دورها المتميز في خدمة المجتمع .. كما غيرها من نجوم النساء المكافحات في الوطن الحبيب والغالي فلسطين ؛ فتاريخ نساء فلسطين حافل بالبطولات التي تتمتع  بها نساء فلسطين الماجدات ، ممن ضربن أروع الأمثلة في الكفاح والنضال .. فهي الشهيدة والجريحة والمربية ؛  أخت الرجال ، ومربية الأبناء والأجيال ؛ واستطاعت  النساء في فلسطين أن يدخلن التاريخ من أوسع أبوابه كيف لا والمرأة الفلسطينية ؛هي من سطر آيات الصمود الأسطوري في سجون الاحتلال الغاشم .

*والحاجة شهيرة المصطفى هي الآن .. صابرة محتسبة ؛ تصارع المرض ؛ وتتلقى العلاج في الأردن الشقيق للوطن الغالي فلسطين  نسـأن الله لها الشفـاء والمعافـاة ؛ وحسن الختـام ؛واللـه ولي التوفيق والهـادي إلى سـواء الصـراط. .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف