الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللقاء الوطني الفلسطيني بقلم:د.كمال سلامه

تاريخ النشر : 2015-07-01
اللقاء الوطني الفلسطيني
د.كمال سلامه
أصبح شعبنا يتطلع إلى من يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وبحاجة لمن يتحدث عن دولة فلسطينية واحدة بعاصمة واحدة، شعبنا لم يخل يوما من الوعي والنضج السياسي وكافة فئاته وشرائحه تعي ما تريد ولكن في هذه الظروف الغريبة من انقسام وخلاف وآراء تؤجج الصراع، وتراجع في الأداء وتغييب مقصود لبرنامجنا الوطني وغياب نماذج وطنية كثيرة يتأثر بها الشارع الفلسطيني، دخل مجتمعنا في حالة صمت عميق أمام ضجيج الشعارات والأهازيج، فبدلا من إعادة الالتفاف حول الفكرة الوطنية أصبح التفكير الفطري الذي يجزّئ الأوطان ولا يحررها. نحن نريد أن نلتقي على منظمة التحرير الفلسطينية دون شروط عليها، فهي ليست مجموعة من المناضلين والقادة فحسب بل هي تمثل المواقف التراكمية المشرفة لمراحل تاريخية ووطنية بل هي آلاف الشهداء والجرحى والأسرى وهي طريق العذابات والآلام في طريق النصر والتحرير وهي الهوية الوطنية الفلسطينية وهي من اعترف فيها العالم اجمع، حتى الاحتلال الإسرائيلي .. فلا يجوز الخروج عليها من داخلها أو خارجها، فهي ثورة للتحرير وللإصلاح، ولضمان مبدأ حرية الإنسان وكرامته، ومبدأ حق تقرير المصير، ولم تكن يوما للبحث عن الجاه، والتطلع إلى الحكم والتسلط على رقاب الناس، ولم تكن ملكا لفئة دون أخرى، بل هي ثورة للإنسانيةجمعاء.
نحن نريد أن نلتقي على برنامج وطني واحد والوطن لا يحتمل برامج وأجندات تجريبية داخلية أو خارجية، نحن نريد أن نلتقي على أننا لا نعمل لدى احد، ولكن الكل عليه واجب العمل لدينا من اجل نيل حقوقنا الفلسطينية المشروعة، برنامج وطني كان بالأمس يفرض على جدول أعمال الجميع في المنطقة لأننا طليعة وطنية وليس كما اليوم تفرض علينا نزوات البعض الفكرية، نحن نريد تحقيق أهدافنا الوطنية بمسؤولية وطنية وفلسطينية خالصة ودون أن نستثني أي من فئات شعبنا، نحن نريد أن نلتقي على وحدة وطنية حقيقية وفاعلة تكرس قوة الفعل والاتجاه في طريق الدولة الفلسطينية، نحن نسعى إلى حوار لا عنفي، ولا نسعى لجدلية التشهير والتجريح من على المنصات وفي المزايدات الإعلامية، نحن نريد أن نلتقي على وئام وطني واحترام لإنسانية الفرد الفلسطيني واحترام تطلعاته المشروعة التي لا يختلف عليها احد من الأغلبية الصامتة، نحن نسعى لمواجهة الحقيقة التي يهرب منها البعض.
نحن حركة تحرر تريد الجميع من اجل الجميع والسعي إلى عبور طريق الحرية بمساهمة الكل الفلسطيني وبطاقات الجميع، سياسيون ومثقفون وأدباء وشعراء وأكاديميون ومتقاعد مدني وعسكري ورجال أعمال وفنيون ومناضلون ومزارعون وإمرأة وشيخ وكل صاحب رأي حكيم... هذا الكل يشارك على قاعدة الفعل الواحد والطاقات الموحدة التي تسعى لإنهاء الاحتلال، نحن نريد أن نلتقي بالجميع من اجل وطن واحد للجميع، ولأن المسؤولية الوطنية مسؤولية الجميع.
غايات وأهداف شعبنا نبيلة وإنسانية ووطنية وأخلاقية وفكرة الدولة الفلسطينية هي مسؤولية وطنية واجبة شرعا وقانونا وأخلاقا فهي تستحق من الجميع أن يتوحدوا لأجلها فقال سبحانه وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)
نحن جميعا علينا أن نلتقي على الكرامة الوطنية وأخلاق المناضلين وقانون المحبة, وعلينا أن لا نختلف إلا على الأجندات الغير وطنية والمشاريع الضيقة والفئوية مثل القسمة والدويلة والجزر والدم المحرم والخلاف....... ونحن لا نريد أن يختطف قضيتنا العادلة احد فنحن نريد وطن فلسطيني للجميع مهما كانت ألوان الطيف السياسي الفلسطيني نحن نحرم الخلاف الفلسطيني ونقدم الاتفاق الوطني، نحن نلتقي على صندوق الاقتراع نحن نؤمن جميعا بوجوب الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية دون تأجيل أو إبطاء ودون أعذار فالكل يلتقي اليوم على الاحتكام لصندوق الاقتراع فقط، وهذا ما ينسجم مع دعوة السيد الرئيس أبو مازن ومن شأنه أن يعزز وحدتنا الفلسطينية ويحسم شرعية برنامجنا الوطني الواحد على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي ويحسن الأداء ويوحد الطاقات ويجسد مفهوم الكل يعمل من اجل الكل.
نريد أن نلتقي لنخرج من مرحلة مظلمة إلى عصر الوعي المشرق، نريد الخروج من ليل اسود إلى نهار حرية جديد، نريد أن نلتقي بالجميع من أجل أن نغلق الطريق أمام مجموعات فقدت السيطرة وفقدت الاتجاه، نريد أن نلتقي حول شرعيتنا الفلسطينية ونحرم شرعيات مدعية مصطنعة, فما زالت الفكرة الوطنية موجودة تعيش في ذهننا بالرغم من الفراغ، نحن نريد من الطاقات الفلسطينية بمختلف شرائحها أن تملأ الفراغ فلا ينقصنا الكادر، ولكن ينقصنا احترام هذا الكادر ودوره. ونحن بصراحة، لا نريد أن يملأ الفراغ في الساحة الفلسطينية الدواعش والمتطرفين وأصحاب الأجندات المشبوهة، فالشباب الفلسطيني في حالة فراغ دائم وإهمال مستمر لتطلعاته لا نريد أن يبنى بفكر مشبوه ولكن نريد له بناء فكري سوي ووطني ومبدع قادر على الارتقاء.
نريد أن نلتقي من جديد لنتزود من حلاوة الانتماء الإنساني والوطني ونريد أن نشعر بأننا في حالة احترام حقيقي لأنفسنا ولأبناء شعبنا، نريد أن نتحلى بالصدق والأمانة ونريد أن نعود إلى ضرورة تعريف المفاهيم التي ما زالت تعيش في ذاكرتنا الفلسطينية, وطن، وحدة وطنية , انتماء، كرامة, مناضل, دولة واحدة، القدس, حق العودة ، الكل الفلسطيني في كل مكان، أسرى الحرية...
أصحاب المشروع هم القاعدة الفلسطينية الواسعة والأغلبية الصامتة التي تسعى إلى التحرر الحقيقي، ويجب أن لا نسعى إلى قهرها بالسعي إلى المجهول وبدلا من ذلك علينا أن نسعى للتخلص من القاهرين، فما نريده أن نلتقي على وئام وطني واحترام لشرعية فلسطينية قائمة وموجودة بمؤسساتها المختلفة، حتى ولو احتاجت إلى تصويب المسارات والأداء في بعض منها، فلا يمكن إنكار مشكلاتنا التي تنتظر حلول إبداعية مثل المشكلات السياسية، والمشكلات والأزمات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية التي تهدد النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وغيرها من المشكلات التي تهدد مستقبل شعبنا وشبابنا الفلسطيني.
لا نريد أن نستسهل الخلاف ونسلك دروبه وإنما نريد أن نسير في دروب الاتفاق مهما كان يتطلب من شجاعة وصعوبة، ولا نريد أن نقتدر على تمزيق الدولة لتكون أسرع إلى الخراب لأنها الطريقة الأسهل، وفلسطين لا تريد يوما أن تكون من الدول الأكثر هشاشة في العالم نتاج الخلافات الداخلية والانقسامات المستمرة.
إن الإنسان والمجتمع عموما يتصرف وفق قانون حفظ البقاء لضمان ديمومته في حال فقدنا القواعد والضوابط الأخلاقية، وهذا الوضع يجعله يسعى إلى الاستيلاء على كل شيء بالقوة مما يخلف الفوضى وفقدان الأمن والطمأنينة ويخلق حالة حرب الكل ضد الكل، لغياب سلطة قوية واحدة، لذلك نحن نسعى لنلتقي على تعاقد الكل مع الكل في عقدنا الاجتماعي كبديل لحرب الكل ضد الكل، وكبديل لمذهب الفطرة والتفكير الغرائزي علينا أن نلتقي على مذهب العقل والمنطق والتسامح والتفكير الأخلاقي والتعاون وحسن الأداء كقانون طبيعي يعالج وحدتنا ويعزز قوة الفعل فينا ووصولا إلى الالتزام بسيادة سلطة هي رأس الدولة التي مهماتها الرئيسية تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتجسيد الكرامة الوطنية من خلال الوصول إلى أهدافنا المشروعة، ومن أجل كل ذلك علينا أن نلتقي وطنيا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف