الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاهد على ثغرات أمنية..بقلم:السيد إبراهيم أحمد

تاريخ النشر : 2015-07-01
شاهد على ثغرات أمنية..بقلم:السيد إبراهيم أحمد
    لا تستطيع أن تتجنى على عمل جهاز الشرطة المصرية وتتهمه عند حدوث كل كارثة بكامل المسئولية، فالواقع يشهد أن هؤلاء الرجال يعملون تحت ظروف صعبة وضغط نفسي وإجتماعي ومادي، عاينته عن قرب، وأنهم هم خط الدفاع الأول في التعامل مع الإرهاب وأول من يقدم القرابين من الشهداء من خيرة أبناء الوطن، وإذا كان لهذا الجهاز تجاوزات وسقطات فهيٍّ محسوبة على القيادة السياسية التي تعطي الأمر بإطلاق يد الإرهاب والتخويف بين الشعب، وهذه الأوامر لا تكون مكتوبة أو مسموعة ولكن تتم بالاتفاق الشفاهي، أو ما يفهم منه وزير الداخلية أن بصنيعه هذا يحوز الثقة.

     ولكن دائمًا ما تكون هناك ثغرات يلاحظها المواطن العادي وتفوت على رجل الشرطة ربما بدافع الثقة المفرطة أو الغرور أو الإهمال، ذلك مثل حديث جارة النائب العام المستشار هشام بركات رحمة الله عليه في المنزل الدكتورة عزيزة عبد الرازق أستاذ الإقتصاد بمعهد التخطيط القومي، والتي أكدت فيه: (أن التأمين من قبل وزارة الداخلية غاية في السذاجة؛ فقد كانت السيارات والمارة يمرون أمام منزل النائب العام بشكل عادي دون توقيفهم للتفتيش من قبل الأمن)، وهذه سيدة أكاديمية  شهادتها جديرة بالاهتمام، وكيف ننسى كم كان يصرخ المذيع جابر القرموطي عبر برنامجه بأن مدينة الإنتاج الإعلامي بعد تفجير أبراج الكهرباء بها مازالت غير مؤمنة وأن الأدوات المستخدمة في تفتيش الأفراد والسيارات ساذجة، وهذا في نفس اليوم الذي كان يجتمع فيه السيد وزير الداخلية مع كبار رجال الشرطة لمناقشة الأحداث ووضع استراتيجية جديدة، ولكن هذا كان شو إعلامي، وتهدئة لخواطر الشعب، وأن كل الأمور عادت لنصابها وأحسن.

   وهذا عين ما عاينته بعد ضربة شرم الشيخ وانفجار ثلاث قنابل متتابعة من شرم الميه إلى خليج نعمة، وظننا أن الدنيا ستقوم وتقعد، وإذا بالأمور تسير بشكل طبيعي، حتى أن صديقًا لي خرج بثلاجات منزلية متوجهًا إلى القاهرة، وكان يحمل هم التفتيش طول الطريق من الأكمنة الأمنية التي سيقابلها، وإذا به يفاجئني في اتصاله بأن شيئًا من هذا لم يحدث!

 الشرطة المصرية تكتفي فقط بتأمين الواجهة ولا تهتم بالجوانب والخلفيات، وهذا ما شاهدته وعاينته قديمًا وحديثًا؛ فأما قديمًا فكانت في إحدى زيارات رئيس الوزراء الراحل الدكتور عاطف صدقي لمدينة السويس لمشاركتها الاحتفال بعيدها القومي وبصحبته عدد من الوزراء، واستشارني زميل لي ونحن نعمل بكبرى الشركات القومية في السياحة بضرورة المشاركة، فأخرجنا أحدث أتوبيس قادم من الخارج مزود بسماعات خارجية، واشترينا شرائط للأغاني الوطنية، وذهبنا لمكان الحفل وكان قريبًا من مبنى المحافظة، وأخذنا دورنا في طابور سيارات الشركات المشاركة، وانتظرت أن يعترض أحد أو نأخذ موافقة أحد أو يفتشنا أحد، ولم يحدث من كل هذا شيء!

   مر أتوبيسنا أمام المحتفلين من كبار الدولة ولو كان معنا إرهابي واحد برشاش واحد لحصد الجمع عن بكرة أبيهم، ذلك أن السادة الضباط اكتفوا بالوقوف في دائرة الاحتفال ليس إلا ليُري كل منهم نفسه لرئيسه، وتمثيل مشرف ليس إلا، ولقد أصابنا الذهول طوال ذلك اليوم والأيام التالية ونحن نناقش الأمر، وما اكتشفناه من غياب الاستراتيجية الأمنية التي صدعونا بها ولكنهم خدعونا.

   تمر السنوات وأنزل لتأدية واجب العزاء في الشهيد المستشار عبد المنعم مصطفى عثمان الذي اغتالته يد الغدر في شمال سيناء ، لأجد نفس التكتيك الأمني من الاهتمام بالواجهة أمام دار المناسبات وإغلاق المقاهي حولها، ولكن ولا جندي واحد يراقب الموقف بجدية خلف الدار أو جوانبها.

   وأثناء مروري بالسيارة داخل شوارع الزمالك متجهًا إلى اتحاد الكتاب لمحت عددًا من جنود الحراسة جالسين أمام بعض الأبنية وأعتقد أنها سفارة، وهم في منتهى الاسترخاء وكان أحدهم نائمًا على كرسيه، ولم يعيروا اهتمامًا لما يحدث حولهم، أو من يمر بجوارهم.

   وأثار سخرية من كان معي وقوف صف من الجنود أمام مقر مبني المحامين العام بشارع رمسيس بالقاهرة، كان أحدهم معلقًا على صدره بندقية مقلوبة لأعلى وفوهتها عكس اتجاه زملائه. مما يدل على نوعية التدريب، وأننا نقدم أولادنا صيدًا سهلاً لمحترفين من الإرهابيين المدربين.

   لقد أشار وزير الداخلية الراحل حسن أبو باشا إلى أن العامل الأكبر في نجاح العمليات الإرهابية هو توافر حسن النية، وهذا ما تعول عليه جماعات الإرهاب من تلك المقولات بعد كل عملية لهم: أنهم اكتفوا، ولن يعودوا ثانية الآن. نعم لن يعودوا لنفس المكان ولكنهم سيتوجهون إلى غيره.

   إن تكرار العمليات الإرهابية مع الجيش أيضًا لا الشرطة وحدها، ليؤكد أن الاستراتيجية في الجهازين تحتاج إلى تغيير شامل، وإلا لما نجح الإرهابيون في إسقاط كل هذا العدد من جنودنا وضباطنا، مع أنهم لم يغيروا وتيرة هجومهم، بل قصفوا نفس الأماكن أكثر من مرة بنفس النجاح في القصف والهروب، مثل كمين "الريسة"- الموجود على الحدود المصرية بشمال سيناء-  الذي دخل موسوعة جينيس، حيث استُهدِف بالأسلحة النارية أكثر من خمسين مرة، وتم تفجيره أكتر من مرتين. وهذا ما يدلل على وجود ثغرات أمنية ليست خافية على من يحاربوننا، ولكنها خافية علينا، وهذا ما يسبب إزعاجًا للشعب، ويفقده الثقة تدريجيًا في قياداته التي تثبت مع الأيام عجزها عن كف يد العدوان، وعن حمايته في النهاية، على الرغم من التضحيات المهولة التي يقوم بها أولئك الأبطال، والتي قد تخفى على الشعب لدواعٍ أمنية..فاللهم احفظ مصر وشعبها وشرطتها وجيشها، وسائر بلاد الأمة العربية، وأعن قادتها على ما فيه الخير والأمن والصلاح للبلاد والعباد.  

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف