الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأزمة والحل لحركة التغيير العربية في كتاب "حوارات" كريم مروة بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2015-06-30
الأزمة والحل لحركة التغيير العربية في كتاب "حوارات" كريم مروة بقلم:رائد الحواري
القسم الثالث الذي تناوله كريم مروة حركة التجديد، التغيير، البديل، فوصف الحالة في المنطقة العربية بهذا الشكل: "الأزمة هي السمة المميزة للأوضاع الراهنة في مجتمعاتنا العربية، وهي أزمة تشمل كل جوانب الحياة فيها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والروحية، فقد عجزت البرجوازية، بكل شرائحها، لأسباب موضوعية وذاتية، عن إيجاد حل لهذه الأزمة، وعجزت البدائل الثورة القائمة، أيضا، عن ذلك، فدخلت الأزمة إلى كل هذه القوى، في السلطة وخارجها، في برامجها وفي فكرها" ص37، بهذا التوصيف يكون الكاتب قد حدد المشكلة تماما، فهي متعلقة بطرفي الصراع، السلطة والبديل، فكلاهما مأزوم، ويعاني، والضحية الوطن والمواطن، والمقصود هنا في الوطن، الإرث الذي تركه لنا القدماء، إن كان تاريخا، أم حضارة، أم ثقافة، أم لغة، فكل ما نحن في متعلق بالماضي الذي نحن امتداد له، استمرار له، فكأن الكاتب بهذا الكلام يشير، يدعو، يطرح إلى وجود شيء من التعاون، التنسيق بين طرفي الأزمة، بما أنهما يعانيان من عين المشكلة، وهما أيضا طرفيها.
الكاتب يؤكد وجود هذه الأزمة، فيطرح بداية الحل لها، وذلك بالاعتراف بها أولا، فالاعتراف، معرفة وجودها لا بد أن يقودنا إلى حلها، لأنه في حالة عدم الاعتراف، وعي وجودها ستبقى الأمور طبيعية عند طرفيها، النظام والبديل، "وما نواجهه ليس سوى أزمة، أزمة حقيقية تشمل كل جوانب الحياة في بلداننا، وتشمل كل القوى، ولا بد للبحث عن حل من أن ينطلق من الإقرار بهذا الواقع" ص38، فالكاتب هنا يمارس مبدأ النقد الذاتي لكي نسير في الاتجاه الصحيح، فبدون هذا النقد، وعي طبيعة المشكلة، لن يكون هناك حلا.
الحل الذي يطرحه "كريم مروة" حل مفتوح، غير مؤطر بطرف محدد، حل يشارك به الكل، "البحث عن اختراق ثوري لهذا الواقع، من داخل هذه القوى، بالاتفاق معها، كتيارات، أو من خارجها، أو بالدمج بين حركة الداخل والخارج، واقترح، كإطار لهذا الاختلاق، وكشعار، تجديد الحركة الثورية العربية، وتجديد فكرها، وجوهر ما يهدف إليه هذا التجديد هو خلق حركة ثورية جديدة، إلا أنه لن يكون بمقدوري، ولا بمقدور احد، أن يحدد سلفا شكل هذا الجديد الذي سيولد، ولكنه بالتأكيد سيكون، ثمرة التجارب السابقة كلها، ومحصلة الانتصارات والإخفاقات، واستمرارا للإنجازات المحققة، ونتيجة من نتائج ما تولده حركة التغيير في عالمنا المعاصر، بتياراتها المختلفة، في العالمين الاشتراكي والرأسمالي، وسيكون بالتأكيد، جزءا من التغيرات التي حصلت وتحصل، بفعل كل ذلك، في تركيب مجتمعاتنا، وفي الطبقات" ص40، اعتقد بان هذا الطرح يتجاوز الأنا التي تعودت عليها التنظيمات والأحزاب في المنطقة العربية، فلا احد منها، منفردا، يملك الحقيقة كاملة، ولا احد، منفردا، يستطيع القيام بالتجديد، فالواقع يدفع بالكل إلى التوحد، إلى العمل المشترك، التعاون لفتح أبواب جديدة للخروج من الأزمة، من ثم تحقيق الهدف العام، سعادة ورخاء وكرامة المواطن والوطن، فبدون تلك الوحدة وتضافر الجهود والخبرات والأفكار لن يحصل أي تغيير حقيقي على ارض الواقع.
فكرة نكران الذات، الفردية، والتي تعتبر احد أهم شروط العمل التنظيمي يطرها الكاتب هنا ليس على صعيد الأفراد وحسب، بل على صعيد التنظيم، الحزب، الحركة، وكأنه يقول بأن الوطن والمواطن، الشعب أهم من التنظيم، ويجب نكران التنظيم من اجلهما، بهذا نستطيع أن نخرج من الأزمة الراهنة.
لكل حركة برنامجها، طرحها، فكرها، فبما تمتاز هذه الحركة الجديدة التي نسعى إليها، والتي نأمل أن تخرجنا من الظلمات إلى النور؟، "... فهي لن تكون، بالطبع، النظرية الثورية لأي من التيارات التي عرفتها الحركة الثورية خلال الحقبة الزمنية السابقة، بل هي ستكون نظرية جديدة، نوعيا، وستأخذ، كمصدر لتكوينها، كل النظريات الثورية الأخرى، بدون استثناء، ستأخذ منها ما هو مشترك من قيم إنسانية، ومن أفكار اجتماعية إصلاحية، ومن أفكار للتغيير ومن شعارات تدعو للعدالة الاجتماعيةـ وترفض القهر والظلم والاستعباد والاستغلال، بكل أشكالها، كما ستأخذ منها ما هو ملائم لتكوين فكر ثوري واحد لحركة ثورية واحدة" ص40و41، بهذا الشكل الجديد، الثوري يقدم لنا الكاتب فكرته عن البديل المنتظر، فهو كائن غير نقي، غير صافي، غير محدد فكريا، لا هو بالشيوعي، ولا بالاشتراكي، ولا بالقومي، ناصري، بعثي، وحدوي، هي حركة تجتمع على المبادئ الأساسية للمواطن والتي تتمثل ب "وترفض القهر والظلم والاستعباد والاستغلال، بكل أشكالها،" فهذه الأفكار يجتمع عليها الكل، ويطرحها كل تنظيم في برنامجه، فلا خلاف عليها، فالبداية تكون بالمواطن، بالإنسان، محور الحركة وأداتها ووسيلتها، وبعدها تنطلق الحركة إلى ما هو ابعد.
الكاتب يرى بقيام هذا الشكل، المولود الجديد، بداية الحل للأزمة التي تعاني منها المنطقة العربية، "فالمفترض بهذه الحركة أن تشكل بقيامها حلا للأزمة في حركة التحرر الوطني العربية، وسيكون عليها، بعد تحررها من الأزمة، أن تتصدى لمواجهة مهمات تاريخية كبرى، تستجيب لمطامح شعوبها في التحرر الوطني والاجتماعي، وفي الوحدة القومية" ص41، بهذا الطرح يكون الكاتب قد قدم ما لديه من أفكار للخروج من المأزق والأزمة التي منها حركة التغيير في المنطقة العربية، فلا احد من الأطراف الحالة يستطيع أن يكون هو الكل في الكل، بل جزء من مجموع، وعليه العمل من خلال المجموع، لكي يعطي بشكل أفضل الوطن والمواطن ما يستحقان.
اعتقد بان البعض الذي ما زال يحمل أفكارا محدودة بإطار فكري ضيق، لن يقبل بمثل هذا الطرح، لكن الواقع يدفعنا وبسرعة لنعمل بما قال الكاتب، لنعمل بهذا الطريق الجديد والثوري، الثوري على الحركة ذاتها قبل أن يكون على النظام الرسمي، وإذا فشلنا، لا سمح الله، فليعود كلا منا إلى مواقعه السابقة، لكن أعتقد بأن الواقع يفرض علينا مثل هذه المغامرة، حتى لو كانت قاسية، وتتجاوز التنظيم، الحزب، الحركة.
رائد الحواري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف