تابعت ككل التونسين ،من خلال شاشات التلفزيون كثيرا من الاحيان وعبر الاتصالات ببعض الاصدقاء المنشغلين بالشان العام فى البعض الاخر، ما حدث فى المدينة الجوهرة سوسة .تجولت بينهم جميعا عسانى اجد ما يشفى غليلى ويجيب على سؤال ارقنى كثيرا ،كيف يتسنى لشاب وحيد بعد لم يتجاوز سن الحداثة الا لابالنزر القليل ان يمتلك سلاحا ويدخل به الى “روح السياحة التونسية “وامنعها “مرسى القنطاوى “وتحديدا الى ساحل احد فنادقها الفخمة ويتولى قتل ما يناهز الاربعين سائحا ويجرح مثلهم ،ثم يقال انه كان فردا وحيدا ؟
لم استوعب كل ذلك الا ان يكون الامن التونسى فى حالة اصطياف تام وتراخى وترهل ليس قادرا على الاستجابة السريعة لكل طارئ
لم استوعب ان يكون الجانى واحدا وان لا يكون مسنودا من شبكة كبيرة مولت وخططت ونفذت واشرفت وصورت العملية.
لم استوعب كيف يمكن لهذا الشاب المنفرد ان يجمع هذه الرمزيات لديه ونحن عنه غافلون
يتوجه الى مدينة سوسة المنيعة البعيدة عن الارهاب و يذهب الى نزل بمرسي القنطاوى يوم “جمعة” فى شهر رمضان الذى يعج باعمال الارهابين فى كل سنة فى تونس وغيرها ويعتبرونه يومهم المفضل فى شهرهم المفضل للقيام بالاعمال الارهابية
لم ترصده اجهزة الامن الداخلى لا هو ولا سلاحه وهو قادم الى سوسة ولم تلحظه فرق التفتيش المتواصلة على كامل الخط الساحلى الذى يؤدى الى مسرح الجريمة ولم تتفطن له خيل امن الشواطئ ولا الشرطة السياحية السريعة المجهزة بالدرجات الرباعية الدفع ثم لم يتعاملو معه بسرعة لمنع هذه المجزرة ،روى الشهود كيف كان مطمئن البال وكيف جذب سلاحه وتولى تركيبه وتشغيله وجرب زخاته فى الارض ونبه التونسين والمسلمين الى ضرورة الابتعاد عنه وقام بقنص ضحاياه الاجانب الامنين المصطافين .
كنت قبل شهر رمضان العظيم بالقاهرة وهنالك شاهدت كيف يتعاطى الامن السياحى مع الزائرين وكيف يخضعهم للرقابة الدقيقة لاجل حمايتهم والتوقى من كل الشرور المترتبة عن وجودهم ،لا تكاد اعينهم تبتعد عنك مشعرة لك بالامان التام وانت تتجول فى الهرم او فى خان الخليلى او بشارع المعز،وعندما حاول احد الارهابين الفتك بالسياح الاجانب فى مدينة الاقصر السياحية عاجلته الفرق الامنية وقضت عليه قبل ان يصيب ضحاياه ويحقق مبتغاه .
لماذا كان هذا التوقى من الارهاب غائبا فى تونس ؟
ما زاد الطين بلة ان ردود الافعال بعد الحادثة بدت ضعيفة وكاننا فى دولة مفككة لا حول لها ولا قوة .
رئيس الدولة العتيد ذهب زائرا الى سوسة مرفوقا بابنه وصهره عوضا عن الجنارات والقيادات الامنية وكانه تماما فى زيارة عائلية لاحد المرضى ولم يعطى انطباعا انه فى زيارة طوارئ لموقع كارثة وطنية ،يدا خارجا من لمة عائلية باغته خبر المجزرة فيها فهرع مع افرادها الى المكان تماما كما يتصرف عموم الناس فافقد زيارته قيمتها وهيبتها .
اما الوزير الاول رئيس الحكومة، طويل القامة التى يذكرنى كثيرا بسماحة وطيبة الوزير الاول الاسبق محمد مزالى وبطوله ايضا ،حضر الى سوسة مرفوقا ببعض وزرائه واجرى اجتماعا طارئا فى وقت قياسى غير ان قرارته لم تكن فى المستوى المامول منها ،ولم تكن بحجم التحدى فغلق ثمانين مسجدا خارجين عن سلطة الدولة لايمكن ان تقضى على الارهاب.
الدولة مدعوةاليوم الى القيام بكامل واجبها ازاء رعاياها وزائريها على السواء ولا يمكن ان يكون للموقف المائع فيها مكان .
لا يمكن القبول بالتحالف مع من يمكن ان يجد عذرا للارهابين او يبرر افعالهم قولا او فعلا .
لا يمكن ان نكون مع الارهاب فى سوريا وليبيا وضده فى تونس فالارهاب واحد فى كل مكان ومن احتفل بعملية سوسة كانوا فى طرابلس وفى الرقة ظاهرين للعيان فى تاكيد صارخ على وحدتهم ضد مشروع الدولة
لا يمكن ان نسمح للجمعيات المشبوهة والى تتحالف مع احزاب حاكمة ان توزع المال كيفما اتفق فى تونس ونكون ضد الارهاب ،فهذه الجمعيات افسدت بالمال المشبوه المشهد السياسى والحقوقى والخيرى على حد السواء .
لا يمكن لاحزاب لا تؤمن بالدولة ولا بمقوماتها ولا بالدمقراطية واسسها ان تكون جزءا من المشهد وهى توفر غطاء وحاضنة للارهاب والارهاين .
لا يمكن لاحزاب يتجول امناءها العامون وقياداتها بين السفارات وعواصم دول راعية للارهاب ان يكون معنا فى المجهود الوطنى لمقاومته .
على الدولة ان تتخلى عن الموقف المائع الرخو وان تحزم امورها فى الاتجاه الصحيح ،اتجاه الوقوف بكل صلابة ازاء ما يهدد امن الوطن والمواطن ،فالايادى المرتعشة نتيجة الخوف او الشيخوخة او الضعف لن تقوى على مقاومة السواعد الارهابية المفتولة .
لم استوعب كل ذلك الا ان يكون الامن التونسى فى حالة اصطياف تام وتراخى وترهل ليس قادرا على الاستجابة السريعة لكل طارئ
لم استوعب ان يكون الجانى واحدا وان لا يكون مسنودا من شبكة كبيرة مولت وخططت ونفذت واشرفت وصورت العملية.
لم استوعب كيف يمكن لهذا الشاب المنفرد ان يجمع هذه الرمزيات لديه ونحن عنه غافلون
يتوجه الى مدينة سوسة المنيعة البعيدة عن الارهاب و يذهب الى نزل بمرسي القنطاوى يوم “جمعة” فى شهر رمضان الذى يعج باعمال الارهابين فى كل سنة فى تونس وغيرها ويعتبرونه يومهم المفضل فى شهرهم المفضل للقيام بالاعمال الارهابية
لم ترصده اجهزة الامن الداخلى لا هو ولا سلاحه وهو قادم الى سوسة ولم تلحظه فرق التفتيش المتواصلة على كامل الخط الساحلى الذى يؤدى الى مسرح الجريمة ولم تتفطن له خيل امن الشواطئ ولا الشرطة السياحية السريعة المجهزة بالدرجات الرباعية الدفع ثم لم يتعاملو معه بسرعة لمنع هذه المجزرة ،روى الشهود كيف كان مطمئن البال وكيف جذب سلاحه وتولى تركيبه وتشغيله وجرب زخاته فى الارض ونبه التونسين والمسلمين الى ضرورة الابتعاد عنه وقام بقنص ضحاياه الاجانب الامنين المصطافين .
كنت قبل شهر رمضان العظيم بالقاهرة وهنالك شاهدت كيف يتعاطى الامن السياحى مع الزائرين وكيف يخضعهم للرقابة الدقيقة لاجل حمايتهم والتوقى من كل الشرور المترتبة عن وجودهم ،لا تكاد اعينهم تبتعد عنك مشعرة لك بالامان التام وانت تتجول فى الهرم او فى خان الخليلى او بشارع المعز،وعندما حاول احد الارهابين الفتك بالسياح الاجانب فى مدينة الاقصر السياحية عاجلته الفرق الامنية وقضت عليه قبل ان يصيب ضحاياه ويحقق مبتغاه .
لماذا كان هذا التوقى من الارهاب غائبا فى تونس ؟
ما زاد الطين بلة ان ردود الافعال بعد الحادثة بدت ضعيفة وكاننا فى دولة مفككة لا حول لها ولا قوة .
رئيس الدولة العتيد ذهب زائرا الى سوسة مرفوقا بابنه وصهره عوضا عن الجنارات والقيادات الامنية وكانه تماما فى زيارة عائلية لاحد المرضى ولم يعطى انطباعا انه فى زيارة طوارئ لموقع كارثة وطنية ،يدا خارجا من لمة عائلية باغته خبر المجزرة فيها فهرع مع افرادها الى المكان تماما كما يتصرف عموم الناس فافقد زيارته قيمتها وهيبتها .
اما الوزير الاول رئيس الحكومة، طويل القامة التى يذكرنى كثيرا بسماحة وطيبة الوزير الاول الاسبق محمد مزالى وبطوله ايضا ،حضر الى سوسة مرفوقا ببعض وزرائه واجرى اجتماعا طارئا فى وقت قياسى غير ان قرارته لم تكن فى المستوى المامول منها ،ولم تكن بحجم التحدى فغلق ثمانين مسجدا خارجين عن سلطة الدولة لايمكن ان تقضى على الارهاب.
الدولة مدعوةاليوم الى القيام بكامل واجبها ازاء رعاياها وزائريها على السواء ولا يمكن ان يكون للموقف المائع فيها مكان .
لا يمكن القبول بالتحالف مع من يمكن ان يجد عذرا للارهابين او يبرر افعالهم قولا او فعلا .
لا يمكن ان نكون مع الارهاب فى سوريا وليبيا وضده فى تونس فالارهاب واحد فى كل مكان ومن احتفل بعملية سوسة كانوا فى طرابلس وفى الرقة ظاهرين للعيان فى تاكيد صارخ على وحدتهم ضد مشروع الدولة
لا يمكن ان نسمح للجمعيات المشبوهة والى تتحالف مع احزاب حاكمة ان توزع المال كيفما اتفق فى تونس ونكون ضد الارهاب ،فهذه الجمعيات افسدت بالمال المشبوه المشهد السياسى والحقوقى والخيرى على حد السواء .
لا يمكن لاحزاب لا تؤمن بالدولة ولا بمقوماتها ولا بالدمقراطية واسسها ان تكون جزءا من المشهد وهى توفر غطاء وحاضنة للارهاب والارهاين .
لا يمكن لاحزاب يتجول امناءها العامون وقياداتها بين السفارات وعواصم دول راعية للارهاب ان يكون معنا فى المجهود الوطنى لمقاومته .
على الدولة ان تتخلى عن الموقف المائع الرخو وان تحزم امورها فى الاتجاه الصحيح ،اتجاه الوقوف بكل صلابة ازاء ما يهدد امن الوطن والمواطن ،فالايادى المرتعشة نتيجة الخوف او الشيخوخة او الضعف لن تقوى على مقاومة السواعد الارهابية المفتولة .