الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وثيقة شرف وكرامة للسوريين بقلم: د. الطيب تيزيني

تاريخ النشر : 2015-06-30
وثيقة شرف وكرامة للسوريين

  د. الطيب تيزيني

مع تصاعد الصراع في سوريا باستخدام كل ما يدخل في إطار السلاح، عدا السلاح النووي، وسواء كان ذلك باستشارات وبتحفيز من كل من يفقدون من المصالح الجبروتية، في الحقل العسكري والحقل الاقتصادي والطائفي والآخر الديني المذهبي وغيره، مع ذلك كله، راحت المكنونات العميقة في حياة أولئك وغيرهم تُفصح عن مزيد من المشاريع المناسبة لتدمير سوريا قبل تقسيمها فيما بينهم. أما ما يمكن أن يمثل قاسماً مشتركاً بين هؤلاء وغيرهم في الداخل كما في الخارج، فيتجسد دونما شك في مشروع تقسيمي للوطن السوري، بالاعتبار الجغرافي والديموغرافي خصوصاً.

ولعل كثيراً من السوريين ومن غيرهم في الخارج يجتمعون على ذلك. وهم -في هذا- يحرصون على اقتسام «الكعكة الثمينة»، بطريقة أو بطرق ما «تعطي كل ذي حق حقه»، ونحن نعلم مسبقاً أن حَمَلة الاستعمار الفرنسي قبل عقود كثيرة، كانوا يطمحون إلى تحقيق ذلك الهدف «المشترك» بين الخارج الفرنسي والداخل السوري. ولكنهم أخفقوا في تحقيقه، مع أن حوافز كثيرة كانت تصب في هذا الهدف، الذي لو تحقق في ذلك الحين، لجاء امتداداً لمشروع التقسيم الذي تجسَّد حينه في معاهدة «سايكس- بيكو» التقسيمية الاستعمارية.

لقد حدث ما حدث، وأخذت إسرائيل تتعملق طفلاً مدللاً في أيدي حُماة الظلامية (لنفكر الآن فقط فيما سبق نشأة «داعش» وفيما يجسده الآن كدعوة للقتل، من رموز للظلم واستباحة للكرامة وبصفته رداً ظلامياً على «داعش» نفسه و«الداعشية»). نعم، كانت نشأة إسرائيل واحدة من المظالم بحق العرب وبما لحق بهم لاحقاً والآن من مظالم فظيعة، ومع تلك المظلمة بحق الشرف والكرامة البشرية الدولية، أصبح مشروع استباحة أولئك حتى الثمالة، مشروعاً تحقق في معظم جيوبه، وينتظر أن يتحقق كلياً. وقد فتح ذلك الحال الأبواب أمام المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني! ولعل الفرصة العظمى جاءت في وقتها، حيث التقى ذلك، ويلتقي الآن بواحدة من أخطر الاستراتيجيات التفكيكية، التي وجد الحالمون بنشوء شرق أوسط جديد فرصة ضخمة فيها لتحقيق حلم طالما جعلوه ديْدنهم، متحالفين مع ثلة ممن يدعون الآن للثلاثية الجديدة، تقسيم سوريا جغرافياً، وجعل الطوائف فيها مدخلاً لذلك التقسيم، و«الرد»، على ذلك كله بروح ثأرية يُراد لها أن تنتقم لِمن فقدوا أطفالاً ونساء ورجالاً، ولمن أصبحوا في وطن مفكك ممزّق، دون أن يدرك الجميع أن ذلك كله قد يؤسس لما هو أعظم: الفوضى الأميركية «الخلاقة» المفتوحة.

من هنا ومن غيره، راحت تتصاعد كرامات السوريين ومواقع شرفهم الوطني والسياسي والقومي، لتُجمع على ما يجمعهم، في إطار تلك الثلاثية وعلى أساس نقدها ونقضها. إن ذلك قاد هؤلاء إلى ثلاثية مضادة لتلك المذكورة، وبالصيغة التالية، لا لتقسيم سوريا جغرافياً، ولا لِمن يحلمون بوطن مُفكك على أساس الطائفية، ولا للثأرية بصفة كونها استعادة لحقوق المظلومين والمهجّرين والمُستباحين والمجوّعين وغيرهم ممن يدخل في خانتهم، بل نعم لعدالة حقيقية تعيد أو تعوض لكلِّ منهم حقه. ذلك لأن شيئاً من غير هذا القبيل، لعله أن يُفضي إلى إدخال للوطن فيما يقود إلى الأعظم.

إن ما تقدم هنا يعلن عن هويته الوطنية التاريخية والتنويرية الديمقراطية، ممثلاً ذلك في هذا الذي قدّمناه هنا، وهو ميثاق شرف لكل السوريين يحتمون به ويدافعون عنه، بحيث يتجاوزون المأساة غير المسبوقة، وينطلقون باتجاه إعادة بناء قد لا تُضاهى!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف