الأخبار
جمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإرهاب: دم.. وأشياء أخرى بقلم:عبد الكريم بن حميدة

تاريخ النشر : 2015-06-30
الإرهاب: دم.. وأشياء أخرى بقلم:عبد الكريم بن حميدة
الإرهاب: دم.. وأشياء أخرى

عبد الكريم بن حميدة

(كاتب من تونس)

ماذا يمكن أن يقال عن زلزال سوسة بعد كلّ ما قيل؟

تحدّث الخبراء والمحلّلون والاستراتيجيّون والمتخصّصون والأكاديميّون والسياسيّون والإعلاميّون والناشطون والاقتصاديّون.. وما أكثرهم في تونس بعد 14 جانفي. تحدّث الجميع، وكلٌّ أدلى بما يعرف وبما لا يعرف وحلّل وفق معطيات ثابتة أو تلفيقات كاذبة كدأب محطّاتنا التلفزيّة وإذاعاتنا العموميّة والخاصّة في مثل هذه الكوارث. تحدّث الحداثيّون والعلمانيّون والإسلاميّون.. اليسار واليمين ... في نفس الوقت الذي كانت فيه إحدى ضيفات "سامي الفهري" في أحد برامجه (التي يقول عنها دائما إنّها من بنات أفكاره!!!) تتحدث باللهجة اللبنانيّة في غنج واضح متسائلة عن وقع حديثها وتثنّيها وتمايلها " شو رأيك سامي؟ مو سكسي؟" وسط صراخ الجمهور المتابع وهتافه.

في الشارع.. في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس وعلى بعد خطوات من تمثال "ابن خلدون" تتجمّع فتيات ونساء من شرائح اجتماعيّة مختلفة، ومن بيئات ثقافيّة متفاوتة لينظّمن شيئا ما يمكن أن نطلق عليه تظاهرة أو مهرجانا  أو مظاهرة أو مسيرة أو وقفة أو احتفاليّة  تقودها رابطة الدفاع عن العلمانيّة والحرّيّات في تونس. كان الهدف "مساندة المرأة الجزائريّة والتعبير للعالم أنّ المرأة التونسيّة حرّة". وكان الأسلوب ارتداء التنّورة القصيرة "ميني جوب" باعتباره الأسلوب الأمثل "لمواجهة النقاب ودعاوي التكفير والحقد الأسود"!!! ولم يُخْفِ المنظّمون آمالهم في أن تتحوّل هذه التظاهرة إلى احتفال سنويّ لارتداء التنّورة القصيرة!!!

في مكتب ما، في طابق ما من طوابق أحد مقرّات السيادة تمنح السلطات التونسيّة ترخيصا قانونيّا لجمعيّة تُدعى "شمس" يقول مديرها التنفيذيّ إنّ المهمّة الأساسيّة لها هي الدفاع عن حقوق المثليّين جنسيّا في البلاد، وإنّ عددا من الوجوه السياسيّة والبرلمانيّة تُساند جمعيّته. وهذا الترخيص سيمكّن الجمعيّة من تنظيم أنشطتها بشكل قانونيّ، وخاصّة مرافعاتها الرامية إلى مراجعة الفصل 230 من القانون الجنائيّ التونسيّ الذي يجرّم اللواط والسحاق ويعاقب عليهما بثلاث سنوات سجنًا.

هذه حداثة معطوبة مغشوشة.. وهي أيضا مسؤولة عن الإرهاب..

في بلدي اليوم إرهاب يتّخذ أشكالا شتّى لا يدان منه عادة سوى ما نحا منحى الدّم. ومن الطبيعيّ أن ندين بكلّ الطرق الممكنة هذا الإرهاب الذي تسلّل إلى ديارنا وبدأ يثخننا آلاما ودموعا وجراحا. ومن حقّنا أيضا أن نطالب بالتحقيق والمساءلة والمحاسبة والمحاكمة. لكنّ من واجبنا أيضا أن ندين بنفس الشدّة الأشكال الأخرى للإرهاب التي تقتلنا على مهل وبالتقسيط.

في بلدي إرهاب تبثّه قنوات فضائيّة ومحطّات إذاعيّة وصحف ومواقع إلكترونيّة لا تكفّ عن المتاجرة بكلّ شيء، بالعلم والدين والقيم والأخلاق والمُثُل، ولا تتوقّف عن قصفنا بشتّى أنواع الأسلحة دعارة وشذوذا وسخفا وابتذالا وعنفا وترهيبا وإرهابا.

في بلدي إرهاب اقتصاديّ يشنّه كثير من أصحاب المال والمضاربين والمحتكرين والجشعين، فينهشون لحم المواطن المفلس أصلا، وينهكون ميزانية الدولة المنهَكة أصلا، فلا يجد المسؤولون حلاّ سوى الدعوة إلى مصالحة عاجلة على قياس: "لِنَطْوِ الصفحة ولنبدأ من جديد".   

في بلدي إرهاب وترهيب يرتدي قناع الوطنيّة غالبا ولا سيّما بعد جريمة سوسة النكراء.. إرهاب ناعم يمثّله بالأساس حزبا آفاق تونس والاتّحاد الوطنيّ الحرّ اللّذان استغلاّ شلاّل الدم في شاطئ القنطاوي ليطالبا مجدّدا بوقف كلّ أشكال الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات والتحرّكات الاجتماعيّة.

في بلدي إرهاب هدفه حماية الأثرياء وتسخير موارد الدولة لفائدتهم استغلّ هو الآخر زلزال سوسة الدامي ليدعو الحكومة إلى مساعدة أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين في القطاع السياحيّ على تجاوز الصعوبات الحاليّة والمنتظرة، ولن يكون ذلك إلاّ بالتخلّي أو إعادة جدولة ديونهم ولم لا ضخّ أموال جديدة قد لا تسترجعها الدولة أبدا.

لا يهمّ.. ليذهب العمّال والأجراء والمعطّلون والعاطلون والمشرّدون والفقراء والبؤساء إلى الجحيم.. أو ليأكلوا "البيتزا"... المهمّ أن ننقذ أصحاب الفنادق!!!

الآن علينا أن نتذكّر ونعي جيّدا ما حصل لأنّ كثيرا ممّا نحن فيه وممّا سيحصل لاحقا نتيجة منطقيّة له..

وعلينا ألاّ ننسى أنّنا هدمنا البيت (رغم كلّ نقائصه) قبل أن نجهّز خيمة للجوء.. فبتنا في العراء..

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف