أنا أحتضر بسمة الشوبكي
لأنها من تركتني ، لأنها من خلتني أسبح في مستنقع عذابي ، تركت الأمواج تصفعني بكفها الأشل ، جعلتني أغرق في دوامة القهر و الذل ، لم تسأل علي ، لم تبوح بأن لها ولد شمسه قاربت على الأفول ، ذهبت مع زوجها ، وحبيب قلبها ؛لتعيش حياة سعدها و مرحها ، نست أبي ، ولماذا تتذكره ؟؟ ، وتنغص عيشها بتاريخه الأليم ، نسته ونست ولده ، تركتني لوحدي أعيش في منزل بارد وجاف ، خال من الروح والدفء ، متوقف النبض ، ميت منذ سنين ، تحلل الإحساس فيه وقطع السكون لسانه ، وغادرته شمس الوفاء والحنين ، لوحدي أنا في هذا المنزل المتهتك المشاعر ، أعزف على أوتار ألمي و وجعي ، آكل لوحدي ، أشرب ، أنام ، أقوم ، أضحك ، وأبكي كله لوحدي ، لوحدي ، ليتهم أسموني وحيد .
كنت أعتقد أنها تختزل مشاعرها في قلبها ، تستبطن حبها الفطري بين خلجات روحها ، فأنا أبنها الملتزم المهذب و تاج وقارها ، كنت أعتقد أنها فخورة بي لأني حفظت كتاب ربي ، رغم بعدها عني ، كنت أعتقد أنها تشتاق أن تسدل علي ثوب قلبها ؛ لتدفء روحي المرتعشة من برد البعاد ، لا أعلم لماذا كنت متأكد من ذلك .
مرت السنوات تلو السنوات ، وأنا أنتظر أن تأتي ؛ لتحتضن فلذة كبدها ، ولكنها لم تأتي ، لربما كان زوجها سببا في منعها وربما لا ، لا أعلم .
حتى وصلني الخبر اليقين بأن زوجها إنسان طيب جداً ، ولم يكن تلك العتبة التي تمنعها من العبور الي حدائق قلبي ، جن جنوني ولم أعد أحتمل ما يحدث ، لم يعد ليلي ليل ولا نهاري نهار ، هل هذه هي أمي؟ ، لا لا أعتقد ذلك .
لا تسأل عني ، ولا تعلم كيف أعيش ، ولم يكن هناك من مانع يمنعها أن تأتي وتطمئن علي ، حار فكري يمينا ويسارا حتى وقفت في عقلي فكرة أبت أن تنزاح ، وأصرت أن تكون الحد الذي سيجزم لي بأنها أم تستحق الأمومة أم لا ، وكلت جهات خاصة أن تنقل لها أني أصبحت منحرف و تركت المسجد والصلاة ، وأدمنت التدخين و السكر والعربدة ،و صادقت الساقطين أخلاقيا ودينيا ، علني أسمع نبض قلب الأم التى ولدتني ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، لم تلق بالا ، وما شلني أنها قالت : هذا ليس بولدي وان كان هو فأنا بريئة منه .
باعتني بجملتين قذرتين ، عرفها بها أحد المتوكلين ، كأنها لا تعلم من يكون ابنها .
مزقت قلبي الممزق ، أراقت عليه من نار الحسرة التي هيجتني و أوقدت فيه لهيب الألم و القهر ،طواني ألاسى و لم أرى الضياء منذ ذلك اليوم ، ولم أر للأمل من نور ، أصبحت أعيش في غيبوبة تامة ، لا أشعر بشيء ، حتى جاء ذلك الوقت الذي وجدت نفسي في المستشفى وكان بمحاذاتي صديقي ، روحي و مهجتي محمد ، الذي قام بنقلي الي المشفى ، بعد أن أصابتني الغيبوبة ، أخبرني الطبيب أن معي مرض خطير ومزمن في معدتي يحتاج علاجه الي مبلغ كبير من المال ، صرت أدفع من مال رعايتي كوني يتيم ، ولم تدر أمي بشيء ، وكيف تدري وهي تمارس الجفاء و الهجر ، وتعيش وكأنها لم تنجب ، وكأن يحيى مات مع والده ، كيف تهتم وهي تعقني و تقتلني كل يوم ألف مرة ، تشظت أيامي واسودت ساعاتي بعد أن جاء ذلك اليوم الذي أكب علي كالصاعقة ، بعد أن سمعت صوت أمي على أحد الإذاعات تشتكيني
قائلة : إن ابني أصبح منحرف سافل عديم أخلاق بعد أن كان ملتزم وحافظ للقرآن الكريم و على دين قويم ، أصبح يغدق جل ماله على المسكرات و التدخين وا اسفاه عليه واا اسفاه .
كانت كلماتها بمثابة السيف القاطع الذي شق قلبي وحوله الي قطع متناثرة ، أم تقول على ابنها وتصدق دون أن ترى ، تشتكي ابنها ولا تعلم عنه شيئا ، ولا تعرف كيف حاله الآن ، اقتربت ساعة احتضاري ، وأمي لا تدري أين أوصلني بعادها ، ليت البعد هو الموت لكان أفضل لي ، ليته بعد الأجساد فقط ، لصبرت نفسي ، لكنه بعد الأرواح والقلوب ، ذلك البعد الذي فتك بجسدي وقلبي وروحي و سيوديني الي الموت قريباً ، فأنا أحتضر :'(
أحياناً يكون الموت لبعض الناس ، أفضل من بقاءهم أحياءا ، فعيش الفتى في الضيم قتل والله قتل .
لأنها من تركتني ، لأنها من خلتني أسبح في مستنقع عذابي ، تركت الأمواج تصفعني بكفها الأشل ، جعلتني أغرق في دوامة القهر و الذل ، لم تسأل علي ، لم تبوح بأن لها ولد شمسه قاربت على الأفول ، ذهبت مع زوجها ، وحبيب قلبها ؛لتعيش حياة سعدها و مرحها ، نست أبي ، ولماذا تتذكره ؟؟ ، وتنغص عيشها بتاريخه الأليم ، نسته ونست ولده ، تركتني لوحدي أعيش في منزل بارد وجاف ، خال من الروح والدفء ، متوقف النبض ، ميت منذ سنين ، تحلل الإحساس فيه وقطع السكون لسانه ، وغادرته شمس الوفاء والحنين ، لوحدي أنا في هذا المنزل المتهتك المشاعر ، أعزف على أوتار ألمي و وجعي ، آكل لوحدي ، أشرب ، أنام ، أقوم ، أضحك ، وأبكي كله لوحدي ، لوحدي ، ليتهم أسموني وحيد .
كنت أعتقد أنها تختزل مشاعرها في قلبها ، تستبطن حبها الفطري بين خلجات روحها ، فأنا أبنها الملتزم المهذب و تاج وقارها ، كنت أعتقد أنها فخورة بي لأني حفظت كتاب ربي ، رغم بعدها عني ، كنت أعتقد أنها تشتاق أن تسدل علي ثوب قلبها ؛ لتدفء روحي المرتعشة من برد البعاد ، لا أعلم لماذا كنت متأكد من ذلك .
مرت السنوات تلو السنوات ، وأنا أنتظر أن تأتي ؛ لتحتضن فلذة كبدها ، ولكنها لم تأتي ، لربما كان زوجها سببا في منعها وربما لا ، لا أعلم .
حتى وصلني الخبر اليقين بأن زوجها إنسان طيب جداً ، ولم يكن تلك العتبة التي تمنعها من العبور الي حدائق قلبي ، جن جنوني ولم أعد أحتمل ما يحدث ، لم يعد ليلي ليل ولا نهاري نهار ، هل هذه هي أمي؟ ، لا لا أعتقد ذلك .
لا تسأل عني ، ولا تعلم كيف أعيش ، ولم يكن هناك من مانع يمنعها أن تأتي وتطمئن علي ، حار فكري يمينا ويسارا حتى وقفت في عقلي فكرة أبت أن تنزاح ، وأصرت أن تكون الحد الذي سيجزم لي بأنها أم تستحق الأمومة أم لا ، وكلت جهات خاصة أن تنقل لها أني أصبحت منحرف و تركت المسجد والصلاة ، وأدمنت التدخين و السكر والعربدة ،و صادقت الساقطين أخلاقيا ودينيا ، علني أسمع نبض قلب الأم التى ولدتني ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، لم تلق بالا ، وما شلني أنها قالت : هذا ليس بولدي وان كان هو فأنا بريئة منه .
باعتني بجملتين قذرتين ، عرفها بها أحد المتوكلين ، كأنها لا تعلم من يكون ابنها .
مزقت قلبي الممزق ، أراقت عليه من نار الحسرة التي هيجتني و أوقدت فيه لهيب الألم و القهر ،طواني ألاسى و لم أرى الضياء منذ ذلك اليوم ، ولم أر للأمل من نور ، أصبحت أعيش في غيبوبة تامة ، لا أشعر بشيء ، حتى جاء ذلك الوقت الذي وجدت نفسي في المستشفى وكان بمحاذاتي صديقي ، روحي و مهجتي محمد ، الذي قام بنقلي الي المشفى ، بعد أن أصابتني الغيبوبة ، أخبرني الطبيب أن معي مرض خطير ومزمن في معدتي يحتاج علاجه الي مبلغ كبير من المال ، صرت أدفع من مال رعايتي كوني يتيم ، ولم تدر أمي بشيء ، وكيف تدري وهي تمارس الجفاء و الهجر ، وتعيش وكأنها لم تنجب ، وكأن يحيى مات مع والده ، كيف تهتم وهي تعقني و تقتلني كل يوم ألف مرة ، تشظت أيامي واسودت ساعاتي بعد أن جاء ذلك اليوم الذي أكب علي كالصاعقة ، بعد أن سمعت صوت أمي على أحد الإذاعات تشتكيني
قائلة : إن ابني أصبح منحرف سافل عديم أخلاق بعد أن كان ملتزم وحافظ للقرآن الكريم و على دين قويم ، أصبح يغدق جل ماله على المسكرات و التدخين وا اسفاه عليه واا اسفاه .
كانت كلماتها بمثابة السيف القاطع الذي شق قلبي وحوله الي قطع متناثرة ، أم تقول على ابنها وتصدق دون أن ترى ، تشتكي ابنها ولا تعلم عنه شيئا ، ولا تعرف كيف حاله الآن ، اقتربت ساعة احتضاري ، وأمي لا تدري أين أوصلني بعادها ، ليت البعد هو الموت لكان أفضل لي ، ليته بعد الأجساد فقط ، لصبرت نفسي ، لكنه بعد الأرواح والقلوب ، ذلك البعد الذي فتك بجسدي وقلبي وروحي و سيوديني الي الموت قريباً ، فأنا أحتضر :'(
أحياناً يكون الموت لبعض الناس ، أفضل من بقاءهم أحياءا ، فعيش الفتى في الضيم قتل والله قتل .