الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا أحتضر بقلم بسمة الشوبكي

تاريخ النشر : 2015-06-30
أنا أحتضر بسمة الشوبكي

لأنها من تركتني ، لأنها من خلتني أسبح في مستنقع عذابي ، تركت الأمواج تصفعني بكفها الأشل ، جعلتني أغرق في دوامة القهر و الذل ، لم تسأل علي ، لم تبوح بأن لها ولد شمسه قاربت على الأفول ، ذهبت مع زوجها ، وحبيب قلبها ؛لتعيش حياة سعدها و مرحها ، نست أبي ، ولماذا تتذكره ؟؟ ، وتنغص عيشها بتاريخه الأليم ، نسته ونست ولده ، تركتني لوحدي أعيش في منزل بارد وجاف ، خال من الروح والدفء ، متوقف النبض ، ميت منذ سنين ، تحلل الإحساس فيه وقطع السكون لسانه ، وغادرته شمس الوفاء والحنين ، لوحدي أنا في هذا المنزل المتهتك المشاعر ، أعزف على أوتار ألمي و وجعي ، آكل لوحدي ، أشرب ، أنام ، أقوم ، أضحك ، وأبكي كله لوحدي ، لوحدي ، ليتهم أسموني وحيد .

كنت أعتقد أنها تختزل مشاعرها في قلبها ، تستبطن حبها الفطري بين خلجات روحها ، فأنا أبنها الملتزم  المهذب و تاج وقارها ، كنت أعتقد أنها فخورة بي لأني حفظت كتاب ربي ، رغم بعدها عني ، كنت أعتقد أنها تشتاق أن تسدل علي ثوب قلبها ؛ لتدفء روحي المرتعشة من برد البعاد ، لا أعلم لماذا كنت متأكد من ذلك .

مرت السنوات تلو السنوات ، وأنا أنتظر أن تأتي ؛ لتحتضن فلذة كبدها ، ولكنها لم تأتي ، لربما كان زوجها سببا في منعها وربما لا ، لا أعلم .
حتى وصلني الخبر اليقين بأن زوجها إنسان طيب جداً ، ولم يكن تلك العتبة التي تمنعها من العبور الي حدائق قلبي ، جن جنوني ولم أعد أحتمل ما يحدث ، لم يعد ليلي ليل ولا نهاري نهار ، هل هذه هي أمي؟ ، لا لا أعتقد ذلك .

لا تسأل عني ، ولا تعلم كيف أعيش ، ولم يكن هناك من  مانع يمنعها أن تأتي وتطمئن علي ، حار فكري يمينا ويسارا حتى وقفت في عقلي فكرة أبت أن تنزاح ، وأصرت أن تكون الحد الذي سيجزم لي بأنها أم تستحق الأمومة أم لا ، وكلت جهات خاصة أن  تنقل لها أني أصبحت منحرف و تركت المسجد والصلاة ، وأدمنت التدخين و السكر والعربدة ،و صادقت الساقطين أخلاقيا ودينيا ، علني أسمع نبض قلب الأم التى ولدتني ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، لم تلق  بالا ، وما شلني أنها قالت : هذا ليس بولدي وان كان هو فأنا بريئة منه .

باعتني بجملتين قذرتين ، عرفها بها أحد المتوكلين ، كأنها لا تعلم من يكون ابنها .

مزقت قلبي الممزق ، أراقت عليه من نار الحسرة التي  هيجتني و أوقدت فيه لهيب الألم و القهر ،طواني ألاسى و لم أرى الضياء منذ ذلك اليوم ، ولم أر للأمل من نور ، أصبحت أعيش في غيبوبة تامة ، لا أشعر بشيء ، حتى جاء ذلك الوقت الذي وجدت نفسي في المستشفى وكان بمحاذاتي صديقي ، روحي و مهجتي محمد ، الذي قام بنقلي الي المشفى ، بعد أن أصابتني الغيبوبة ، أخبرني الطبيب أن معي   مرض خطير ومزمن في معدتي يحتاج علاجه الي  مبلغ كبير  من المال ، صرت أدفع من مال رعايتي كوني يتيم ، ولم تدر أمي بشيء ، وكيف تدري وهي تمارس الجفاء و الهجر ، وتعيش وكأنها لم تنجب ، وكأن يحيى مات مع والده ، كيف تهتم وهي تعقني و تقتلني كل يوم ألف مرة ، تشظت أيامي واسودت ساعاتي بعد أن جاء ذلك اليوم الذي  أكب علي كالصاعقة ، بعد أن  سمعت صوت أمي على أحد الإذاعات تشتكيني

قائلة : إن ابني أصبح منحرف سافل عديم أخلاق بعد أن كان ملتزم وحافظ للقرآن الكريم و على دين قويم ، أصبح يغدق جل ماله على المسكرات و التدخين وا اسفاه عليه واا اسفاه .

كانت كلماتها بمثابة السيف القاطع الذي شق قلبي وحوله الي قطع متناثرة ، أم تقول على ابنها وتصدق دون أن ترى ، تشتكي ابنها ولا تعلم عنه شيئا ، ولا تعرف كيف حاله الآن ، اقتربت ساعة احتضاري ، وأمي لا تدري أين أوصلني بعادها ، ليت البعد هو الموت لكان أفضل لي ، ليته بعد الأجساد فقط ، لصبرت نفسي ، لكنه بعد الأرواح والقلوب ، ذلك البعد الذي فتك بجسدي وقلبي وروحي و سيوديني الي الموت قريباً ، فأنا أحتضر :'( 

أحياناً يكون الموت لبعض الناس ، أفضل من بقاءهم أحياءا ، فعيش الفتى  في الضيم قتل والله قتل .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف