فئة البِدونْ .....
بقلم أ. قاسم عباس سلحب.
فئة البدون مصطلح يطلق على من خلا الزمان به، فوجد نفسه في أرض أو بلد لا يمنحه ما يمنح المواطن العادي في نفس البلد. فهو حالة فريدة من نوعها له حق العيش والحياة وفي نفس الوقت له حدود قانونية خاصة لا يتحرك إلا في إطارها، لكن بدون هوية تثبت نَسبَته للوطن.
وفئة البدون التي أنوي الحديث عنها هي فئة تحاكي الفئة سالفة الذكر بفارق ان لها وطن ولها هوية ولها كيان، لكن "بدون" أن يدافع عنهم أحد أو يسمع لهم صوتا.
فئة البدون تعيش بيننا وتتحرك في محيطنا كاعداد تزيد من إحصائية السكان وكأفراد لا يمكن لهم ان يتأطروا في نقابة أو في كيان نقابي أو في مجموعات ضغط على المؤسسات العامة والخاصة نظرا لأوضاعهم التي نشؤوا عليها، أو تمركزهم في الخارطة السكانية البعيدة عن مركز التأثير. لذا من الطبيعي ان تجدهم دائما في الظل لا يصلهم ضوءٌ ينتفعون به ولا صوتٌ يؤنس وحشتهم ولا يدٌ تحنو عليهم.
لربما من قبيل الصدفة أو تداول الأيام أو الاحداث الجسام التي مرت بشعبنا المنكوب المضيع والمكبل أو التخطيط الإداري غير السليم ان نجد بيننا هذه الفئة "فئة البدون" التي لا تمتلك اليات مجتمعية أو معرفية لايصال صوتها وانينها المتواصل، نتيجة قسوة الحياة التي لا ترحم أحدا، وقلة الفرص التشغيلية، وقطار المصروفات الذي لا ينفذ وقوده ،واستمرار المتطلبات الحياتية العادية وغير العادية.
من تقادير الله سبحانه وتعالى ان جعل هذا الشعب ينبض بالحركة لا يعرف السكون والجمود، مبتكر مجدد ومبادر في مجال صناعة الحياة. دائما يبحث عن سبل تكييف الحياة بما يتناسب مع وضعه المعيشي، وهو ما فتئ يبتكر الوسائل الخلاقة التي تجلب له أفضل الفوائد ،أو يحاكي تجارب الاخرين من شعوب العالم الحر في التموضع في اطر نقابية مقصدها الأساس ان تحافظ كل فئة على مكتسابها أو جلب المزيد من المكتسبات التي تعود بالفائدة حصريا على تلك الفئة.
من هنا تعود "فئة البدون" تُستحضر بالذهن والتي لا تسطيع محاكاة الفئات السابقة الذكر، التي لها المقدرة والتكيف في بيئات نقابية وتجمعات ذات أطر مطلبية من كافة الاشكال. لتأتي فئة البدون تلقي بثقلها مرة أخرى بالمقارنة مع فئات المجتمع النشطة الفعالة التي تخطط لنفسها لتخلق الواقع الأفضل، بينما فئة البدون لا تملك ذات الاليات والفعاليات التي من خلالها يمكن ان تحسن ظروف معيشتها ضمن المجتمع الكلي، النابض بالحيوية والحياة.
فمثلا الأطر النقابية لمصنعي الادوية ووكلائه والصيادلة يشترطون على الصيدليات تسعيرة موحدة ذات مردود مادي مجزي، من خالفها فقد وقع في المحذور ونال الجزاء والغرامة ، وهذا من اساسيات عمل النفابة.
ونقابة المهندسين ضمن نقابتهم القوية فائقة التأثير، تسعى لتحسين شروط وظروف المهندسين في شتى مواقع تواجدهم ، وتتدخل لدى الحكومة لتحسين علاوات المهندسين في القطاع العام، وتسعى جاهدة لتحسين شروط المهندسين في القطاع الخاص لدى البلديات وإصدار الترخيص، فهي تشترط على مقدمي رخص البناء وجود توقيع لمتخصص العمارة والمدني والكهربائي من المهندسين ضمن ما يعرف "بالكوتا" ، حتى اصبح هذا الاجراء قانون من قوانين البلديات.
ونقابة الأطباء تسعى الى وضع تسعيرة لأطباء الأسنان والأطباء العامون والمتخصصون حفاظا على حقوقهم نتيجة الاستثمار في التعليم طيلة سنيّ دراستهم. حتى ان بعض أطباء الاسنان يصبح تاجر عقارات وتاجر سيارات نتيجة التسعيرة الفاحشة لمعالجة الاسنان.حتى ان النقابة تخوض اضرابا للتغطية على خطأً طبي لزميل المهنة.
وتأتي نقابة المحامين في تيسير امور المحامين لدى المحاكم وإجراءات التقاض، ورفع القضايا الجزائية والحقوقية وما شاكلها، وذلك من اجل تنظيم المهنة وجلب المنفعة لخصوص المحامين.
ونقابة السائقين تخوض اضرابا علن العمل لو ان التسعيرة لم تكن في صالح السائقين، ونقابة المعلمين على ذات النهج في استجلاب المنفعة لفئة المعلمين. حتى ان نقابة الحلاقين لها تسعيرة خاصة لكل بند من بنود خدمات الحلاقة.
وهكذا بقية الفئات المؤطرة في نقابات لها إجراءات إدارية ومطلبية لتحسين ظروف العمل شرحها يطول في هذا المقام.
و بعد ان رأينا كيف أصبحت فئات المجتمع الذكية تتقوقع في غلاف نقابي يهمّها بالدرجة الأولى المنخرطين والمنتسبين لها من جنس الفئة، وهكذا كل فئة منهم يفعلون.
يأتي التساؤل المشروع من لفئة البدون ان ييسر أمور حياتها، من لها حتى يرفع من سوية معيشتها وتحسين ظروفها. حجتها ضعيفة ويدها مغلولة وحيلتها قليلة تهيم في الأرض لتستخرج رزقها ذو الطعم المرّ، علقم المذاق.
***من ذلك الفدائي البطل الذي سينشأ "نقابة البدون"***
بقلم أ. قاسم عباس سلحب.
فئة البدون مصطلح يطلق على من خلا الزمان به، فوجد نفسه في أرض أو بلد لا يمنحه ما يمنح المواطن العادي في نفس البلد. فهو حالة فريدة من نوعها له حق العيش والحياة وفي نفس الوقت له حدود قانونية خاصة لا يتحرك إلا في إطارها، لكن بدون هوية تثبت نَسبَته للوطن.
وفئة البدون التي أنوي الحديث عنها هي فئة تحاكي الفئة سالفة الذكر بفارق ان لها وطن ولها هوية ولها كيان، لكن "بدون" أن يدافع عنهم أحد أو يسمع لهم صوتا.
فئة البدون تعيش بيننا وتتحرك في محيطنا كاعداد تزيد من إحصائية السكان وكأفراد لا يمكن لهم ان يتأطروا في نقابة أو في كيان نقابي أو في مجموعات ضغط على المؤسسات العامة والخاصة نظرا لأوضاعهم التي نشؤوا عليها، أو تمركزهم في الخارطة السكانية البعيدة عن مركز التأثير. لذا من الطبيعي ان تجدهم دائما في الظل لا يصلهم ضوءٌ ينتفعون به ولا صوتٌ يؤنس وحشتهم ولا يدٌ تحنو عليهم.
لربما من قبيل الصدفة أو تداول الأيام أو الاحداث الجسام التي مرت بشعبنا المنكوب المضيع والمكبل أو التخطيط الإداري غير السليم ان نجد بيننا هذه الفئة "فئة البدون" التي لا تمتلك اليات مجتمعية أو معرفية لايصال صوتها وانينها المتواصل، نتيجة قسوة الحياة التي لا ترحم أحدا، وقلة الفرص التشغيلية، وقطار المصروفات الذي لا ينفذ وقوده ،واستمرار المتطلبات الحياتية العادية وغير العادية.
من تقادير الله سبحانه وتعالى ان جعل هذا الشعب ينبض بالحركة لا يعرف السكون والجمود، مبتكر مجدد ومبادر في مجال صناعة الحياة. دائما يبحث عن سبل تكييف الحياة بما يتناسب مع وضعه المعيشي، وهو ما فتئ يبتكر الوسائل الخلاقة التي تجلب له أفضل الفوائد ،أو يحاكي تجارب الاخرين من شعوب العالم الحر في التموضع في اطر نقابية مقصدها الأساس ان تحافظ كل فئة على مكتسابها أو جلب المزيد من المكتسبات التي تعود بالفائدة حصريا على تلك الفئة.
من هنا تعود "فئة البدون" تُستحضر بالذهن والتي لا تسطيع محاكاة الفئات السابقة الذكر، التي لها المقدرة والتكيف في بيئات نقابية وتجمعات ذات أطر مطلبية من كافة الاشكال. لتأتي فئة البدون تلقي بثقلها مرة أخرى بالمقارنة مع فئات المجتمع النشطة الفعالة التي تخطط لنفسها لتخلق الواقع الأفضل، بينما فئة البدون لا تملك ذات الاليات والفعاليات التي من خلالها يمكن ان تحسن ظروف معيشتها ضمن المجتمع الكلي، النابض بالحيوية والحياة.
فمثلا الأطر النقابية لمصنعي الادوية ووكلائه والصيادلة يشترطون على الصيدليات تسعيرة موحدة ذات مردود مادي مجزي، من خالفها فقد وقع في المحذور ونال الجزاء والغرامة ، وهذا من اساسيات عمل النفابة.
ونقابة المهندسين ضمن نقابتهم القوية فائقة التأثير، تسعى لتحسين شروط وظروف المهندسين في شتى مواقع تواجدهم ، وتتدخل لدى الحكومة لتحسين علاوات المهندسين في القطاع العام، وتسعى جاهدة لتحسين شروط المهندسين في القطاع الخاص لدى البلديات وإصدار الترخيص، فهي تشترط على مقدمي رخص البناء وجود توقيع لمتخصص العمارة والمدني والكهربائي من المهندسين ضمن ما يعرف "بالكوتا" ، حتى اصبح هذا الاجراء قانون من قوانين البلديات.
ونقابة الأطباء تسعى الى وضع تسعيرة لأطباء الأسنان والأطباء العامون والمتخصصون حفاظا على حقوقهم نتيجة الاستثمار في التعليم طيلة سنيّ دراستهم. حتى ان بعض أطباء الاسنان يصبح تاجر عقارات وتاجر سيارات نتيجة التسعيرة الفاحشة لمعالجة الاسنان.حتى ان النقابة تخوض اضرابا للتغطية على خطأً طبي لزميل المهنة.
وتأتي نقابة المحامين في تيسير امور المحامين لدى المحاكم وإجراءات التقاض، ورفع القضايا الجزائية والحقوقية وما شاكلها، وذلك من اجل تنظيم المهنة وجلب المنفعة لخصوص المحامين.
ونقابة السائقين تخوض اضرابا علن العمل لو ان التسعيرة لم تكن في صالح السائقين، ونقابة المعلمين على ذات النهج في استجلاب المنفعة لفئة المعلمين. حتى ان نقابة الحلاقين لها تسعيرة خاصة لكل بند من بنود خدمات الحلاقة.
وهكذا بقية الفئات المؤطرة في نقابات لها إجراءات إدارية ومطلبية لتحسين ظروف العمل شرحها يطول في هذا المقام.
و بعد ان رأينا كيف أصبحت فئات المجتمع الذكية تتقوقع في غلاف نقابي يهمّها بالدرجة الأولى المنخرطين والمنتسبين لها من جنس الفئة، وهكذا كل فئة منهم يفعلون.
يأتي التساؤل المشروع من لفئة البدون ان ييسر أمور حياتها، من لها حتى يرفع من سوية معيشتها وتحسين ظروفها. حجتها ضعيفة ويدها مغلولة وحيلتها قليلة تهيم في الأرض لتستخرج رزقها ذو الطعم المرّ، علقم المذاق.
***من ذلك الفدائي البطل الذي سينشأ "نقابة البدون"***
