الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دويلات العراق ..بين الواقع و المجهول !بقلم:عبدالزهرة الركابي

تاريخ النشر : 2015-06-29
دويلات العراق ..
بين الواقع و المجهول !

 عبدالزهرة الركابي

أكدت عملية إختطاف جثة طارق عزيز وزير الخارجية في النظام العراقي السابق من مطار بغداد ، و هي في طريقها الى العاصمة الأردنية عمان ، كي توارى الثرى هناك ، أن العراق كدولة ليس له واقع حقيقي على صُعد الأمن و السيادة  و الهيبة ، ما عدا رسمه المطبوع على الخريطة .

و كان إعلاميون عراقيون متواجدين في المطار يوم الخميس 11 / 6 /   2015 ذكروا ، إن مجموعة مسلحة اختطفت جثمان نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز قبيل نقله الخميس على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية الأردنية إلى عمان ، و أضافوا أن سيارات رباعية الدفع كان يستقلها مسلحون مجهولو الهوية وصلت إلى مطار بغداد الدولي ، و تحفظت على الجثمان ، قبيل دقائق من وضعه داخل الطائرة التي أقلعت من المطار بدون جثمان عزيز .

و من أعلاه ، بماذا نُفسر قيام ( عناصر مجهولة ) بإختطاف الجثة قبل أن تعيدها الى المطار ، و ما دام الخاطفون عناصر مجهولة .. كيف تم إسترجاع الجثة من الخاطفين المجهولين ، و كيف تسنى لهذه العناصر المجهولة دخول المطار و قبل ذلك مرورهم عبر حواجز التفتيش و المراقبة على الطريق المؤدي الى المطار ؟

هذه الأسئلة الكثيرة و المتداخلة ، هي صورة مختزلة عن الواقع السائد في العراق حاليا" ، و هو واقع يثير الشجون بقدر ما هو يعكس صورة متردية و تمثل في نفس الوقت كيانات أو دويلات قائمة بشكل أو بآخر ، حيث أن هذه الدويلات لها وجود على صعيد البنى و المؤسسات و النفوذ و السطوة ، و قبل ذلك لها قاعدة جغرافية و لوجستية على الأرض ، كما هو حاصل للدويلة الكردية في شمال العراق ، و كذلك دويلة ( داعش ) في الشمال العربي و منطقة الوسط .

ناهيك عن دويلة الميليشيات الشيعية ( الحشد الشعبي ) ، و هذه الدويلة متحركة النفوذ و الجغرافيا ، بل هي إختطفت نفوذ و هيبة الحكومة ، بيد أن مشكلة هذه الدويلة التي تهيمن عليها عشرات الميليشيات المتوالدة من التبني و الدعم الإيرانيين ، تتمثل في تعدد زعمائها الأساسيين و الثانويين ، مع إختلاف أمزجتهم الشخصية و حساباتهم الطائفية في هذا الجانب أو ذاك ، كما حصل في عملية إختطاف جثة طارق عزيز من مطار بغداد ، و من ثم إعادتها للمطار ، حيث أن زعيما" ثانويا" لإحدى الميليشيات هو من أوعز بعملية الإختطاف قبل أن يقوم زعيم هذه الميليشيا بإعادتها ، بعدما إتصلت به أوساط حكومية ، طالبة منه التدخل و ( إطلاق سراح ) الجثة ! .

و تأتي في هذا الإطار ( ميليشيات العشائر ) التي باتت لكل ميليشيا دويلة في جنوب العراق ، و قد أحدث تناحر الميليشيات العشائرية في البصرة في الفترة الأخيرة ، الى إحداث أضرار مؤثرة في منشآت نفطية و كهربائية ، حتى إن إحدى الميليشيات العشائرية في البصرة ، إستولت على محطة كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية ، كما أعاد هذا التناحر العشائري الى الواجهة ( سبي النساء ) عندما طلبت إحدى العشائر من عشيرة أخرى ، تعويضا" يتكوّن من 40 إمرأة ، في مقابل إنهاء الخصومة بينهما ! .  

هذا و قد اثارت تصريحات قاسم الأعرجي رئيس كتلة بدر ( فيلق بدر ) النيابية ، ضجة في مواقع التواصل الإجتماعي ، عندما طالب الأعرجي من خلال برنامج تلفازي ، إقامة تمثال في العراق للجنرال قاسم سليماني قائد فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني للعمليات الخارجية ، زاعما" إنه ( رجل يقدم الكثير للعراقيين ) ، الأمر الذي أدى الى مطالبة الكثيرين من مستخدمي هذه المواقع ، الى إقامة تمثال للشاب الشهيد عثمان العبيدي ، الذي قام بإنقاذ الكثيرين من زوار الإمام الكاظم عندما سقطوا أو رموا أنفسهم من ( جسر الأئمة ) الى نهر دجلة في عام 2005 ، على أثر ترويج إشاعة من أن هناك من يحمل حزاما" ناسفا" و سيقوم بتفجيره في وسطهم ، و قد إتضح زيف و كذب هذه الإشاعة التي جعلت الشاب عثمان العبيدي يهرع الى النهر محاولا" إنقاذ الغرقى ، حيث أفلح في إنقاذ الكثيرين ، لكنه دفع حياته ثمنا" لهذا العمل البطولي و الإنساني ، عندما أُجهد في عمله هذا ، كما أن الكثيرين من الغرقى تشبثوا به و أغرقوه معهم ! .

المراقبون و المحللون في المشهد العراقي ، راحوا  يستغربون من تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي في هذا الوقت ، و هي تصريحات متوترة و متشنجة لا تلامس الحقائق و الوقائع ، بل إنها بدت إستفزازية للجمهور العراقي ، حتى أن المحللين أخذوا يقاربون بينها و بين تصريحات سلفه نوري المالكي التي سبقت عزله عن منصبه ، و هم في هذا الجانب عادوا الى تصريحه الشهير الذي أدلى به قبل يوم واحد من سقوط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار .

في ذلك اليوم كان ( داعش ) يسيطر على بعض من أجزاء مدينة الرمادي ، و قد خرج العبادي من على محطات التلفزة العراقية في تصريح ( كرنفالي ) قال فيه ، ( أن الساعات القادمة ستشهد بشرى تطهير مدينة الرمادي من عصابات داعش ) ، بيد أن هذه الساعات الموعودة ، جرت رياحها على عكس ما تشتهي ( سفن العبادي ) ، عندما شهدت سقوط هذه المدينة بأكملها بيد هذا التنظيم الإرهابي .  

يوم السيت المنصرم و المصادف 12 / 6 / 2015 ، خرج العبادي بتصريحات مليئة بالتشنج و الخيال و التهديد من على شاكلة ، ( بدأنا بالتخطيط لمرحلة ما بعد طرد داعش من العراق .. العراق سيحسم المعركة قريبا" إذا تلقينا دعما" دوليا" .. من يصف الحشد الشعبي بالشيعي مخطىء و ظالم .. لا يقاتل على أرض العراق غير العراقي ) ! .

و كي نفّند بما ورد في تصريحات العبادي الآنفة ، نحيله الى إعلان لجنة الأمن و الدفاع النيابية بخصوص ( لا يقاتل على أرض العراق غير العراقي ) ، الذي صرح به مقرر اللجنة شاخوان عبدالله الذي قال في الفترة الأخيرة ، أن لدى اللجنة العديد من الوثائق التي تؤكد وجود 30 ألف عسكري إيراني في العراق ، و أضاف هؤلاء موجودون بشكل غير قانوني في العراق .

علما" أن مصادر حكومة العبادي قالت في وقت سابق ، أن الموجودين متطوعون إيرانيون و ليسوا عسكريين نظاميين !

و هذا يعني ان العبادي بتصريحه الأخير ، ناقض حتى ما ذكرته مصادر حكومته ، و أن تسميته ( الجيش الفضائي ) التي أطلقها على الجيش العراقي ، راحت أيضا" تنطبق على تصريحاته هو الآخر ، بعدما أصبحت : تصريحات فضائية ! . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف