الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البقية بحياتك يا وطني.. أنا سافرت بقلم: احمد لطفي شاهين

تاريخ النشر : 2015-06-29
البقية بحياتك يا وطني.. أنا سافرت بقلم: احمد لطفي شاهين
البقية بحياتك يا وطني ... أنا سافرت

المدرب / احمد لطفي شاهين

فلسطين المحتلة

ابتلاني الله بالتهابات في عيوني واضطررت بناء على تعليمات الأطباء أن أتجنب الشمس والحرارة وقال لي الطبيب لو أن المعبر مفتوح وتعمل فيزا لأوروبا تقضي فترة الصيف هناك فالجو البارد مناسب لعيونك...طبعا لا يوجد سفر ولا معابر      ولا فيزا أساسا فاعتكفت في البيت منذ حوالي شهرين تقريبا خصوصا في ظل موجات الحر المتلاحقة والغير مألوفة واتصل بي احد الأصدقاء ليطمئن  وقال لي انه يريد أن يعرف أخباري و هل أنا بالبلد ام مسافر وانه يعتقد جازما أنني كنت مسافرا فقلت له كنت بالبيت فلم يصدقني وقال لي أنت كنت مسافر وصمم على تحليله الشخصي وإحساسه الصادق  فضحكت وقلت له  اعتبرني كنت مسافر

أغلقت الهاتف وجلست وسرحت

فعلا... كنت مسافرا ..غادرت من بيتي بدون حجز مسبق أبدا .. ولا تنسيق أبدا ولا طابور تسجيل ولا سبب أبدا سافرت لمجرد السفر كحق طبيعي في التنزه السنوي حيث لنا حكومة رائعة ذات سيادة حكومة كفاءات وطنية من كل الفصائل الفلسطينية ولنا سيادة واحترام وتقدير على كل المعابر ولا يوجد أي معيقات ابدا ابدا

ليس مطلوبا منك ان تسجل للسفر ولا مطلوب منك ان تبحث عن جهة للتنسيق  ولا مطلوب منك ان تعمل أي إجراءات او واسطات  لضمان مرورك من المعبر... انت فقط إعقد النية للسفر واحزم حقيبتك  وتحرك وستجد نفسك محمولا على كفوف الراحة  وستجد الكل بخدمتك

فالأمور كلها مسهلة للفلسطيني بالذات .. لانه استطاع ان يحرر ارضه المحتلة بعد سنوات طويلة من الصراع مع العدو الصهيوني و الكل في العالم يقدم التسهيلات لنا تكريما واجلالا لانتصاراتنا العظيمة المتلاحقة

غادرت بيتي متجها الى القبلة الوحيدة للسفر وهي معبر رفح

طبعا دخلت بسيارتي ((الخاصة )) عبر الحاجز اوقفني شرطي فلسطيني متعلم و راقي وأنيق .. تفقد جواز السفر الخاص بي ولم يسألني ابدا لماذا تسافر ولا اين تذهب ولم يطلب مني مقابلة الأمن اثناء المغادرة ولم انتظر ولااااااااااااااا لحظة ابدا  بل بمنتهى السرعة وخلال دقائق كنت انهيت اجرائاتي  في الجانب الفلسطيني ومن شدة الاحترام لي لم انزل من السيارة فكل هذا الاحترام كان وانا جالس في سيارتي المكيفة فالشرطي اقسم ان لا اكلف نفسي بالنزول من السيارة...

 لان الشرطة في خدمة الشعب

وصلت الى الجانب المصري – وما أدراك ما الجانب المصري – احترام غير طبيعي لمجرد انك فلسطيني – يا سلام – استقبال بحفاوة وبشاشة وترحيب واحترام ولا يوجد امن دولة ولا مخابرات حربية ولا امن وطني ولا امن مركزي  ولا جيش  ولا حتى دفاع مدني... كلهم موظفين جوازات مهمتهم فقط تسهيل وتيسير مرورنا وخدمتنا بتفاني وسرعة احتراما وتقديرا لانتصاراتنا المتلاحقة  حتى ان هناك شباك مكتوب عليه الفلسطينيون .. لنا فقط ..  وذلك التخصيص لتعزيز التعامل المحترم ولتمييزنا حتى لا نتزاحم مع باقي الشعوب فلا يجب ان يختلط بنا الناس لاننا بشر فوق العادة ويجب ان يكون لنا شباك خاص بنا وهذا من حسن الحظ فنحن الدولة الوحيدة في العالم التي لمواطنيها شبابيك خاصة بهم فقط في كل المعابر والمطارات خصوصا العربية لكي يهتموا بنا ويحترمونا ويسهلوا مهمة سفرنا بسرررررررعة بالغة وفعلا خلال عشر دقائق فقط عشر دقائق - وحتى ما اكون كزاب -  11 دقيقة ونص بالضبط  كان جواز سفري معي مختوم بالدخول و إقامة مفتوحة وموافقة لدخول سيارتي بدون تفتيش ولا عرقلة ولم يتم تغيير اللوحات للسيارة بل بقيت اللوحة الجميلة المكتوب عليها دولة فلسطين بالعلم الفلسطيني الرائع  ولم يشترطوا ان يكون معي هوية ولا شهادة قيد ولا تقرير طبي معتمد كم خمس اطباء أبدا      إنه تعامل راقي جدا معنا تماما كالتعامل مع الاجانب والسعوديين بل افضل منهم والحمد لله رب العالمين وخلال تلك الدقائق في ذلك الجو السياحي الترفيهي الجميل تعرفت على ثلاثة شباب مسافرين و اصطحبتهم معي في طريقي الى القاهرة حيث انه لا يوجد ترحيل أبدا للفلسطيني وتم شطب كلمة ترحيل وسيارة ترحيلات  من قاموس الامن فالترحيل للمشبوهين ونحن - معاذ الله -  لسنا مشبوهين ابدا

انطلقنا ومررنا بالطريق الواصل بين رفح والقاهرة ولم يستوقفنا ابدا أي حاجز من حواجز الامن بل بالعكس كانوا يؤدون لنا التحية كلما مررنا عليهم ويرحبون بنا ويقولون لنا تفضلوا اهلا وسهلا نورتم مصر يا فندم والفلسطينية اجدع ناس و و و

جلسنا في القاهرة مستمتعين جدا ولا نخشى أي ملاحقة فنحن معنا اقامة مفتوحة    أما مجمع التحرير؟؟؟ فقد تم تحويله الى مول تجاري فخم جدا فلم يعد هناك حاجة له ابدا حيث لا روتين ولا انتظار ولا تجديد اقامات ولا داعي ابدا لكل تلك المرمطة

وقررت بعد ايام  ان اغادر القاهرة الى عاصمة عربية اخرى

ووصلنا مطار القاهرة – وما ادراك ما مطار القاهرة ؟؟؟؟

بصراحة ... خايف احسد نفسي .. كان استقبال رائع لا ينقصه الا ان يفرشوا لنا على الأرض سجادة حمراء ... استقبال بحفاوة اكثر من تلك الحفاوة بمعبر رفح وتسهيلات اكثر..  وتمييز عنصري ( لمصلحتنا )... فالفلسطيني هو اول شخص يختموا جوازه ويسهلوا معاملاته قبل الأجانب وقبل العرب                               

اكثر شي عجبني في رحلتي انني واثناء مروري على الغرفة السوداء في مطار القاهرة وجدت فيها بعض اليهود والامريكان محجوزين عقابا لهم على احتلال اسرائيل سابقا لأرضنا  وفرحت بهذا التعامل مع اولئك الاوغاد  وفرحت ان لنا احتراما وتقديرا في كل العواصم العربية وفرحت ان الدول العربية تعاملنا بشكل افضل من الاجانب وتعامل المواطنين العرب الاشقاء افضل من الاجانب فهذا شيء رائع ومفرح ان نعتز ببعضنا ونحترم بعضنا كعرب ومسلمين وان لا نتقاتل ابدا على مناصب ولا كراسي ولا مصالح فالتسامح هو الصفة السائدة بيننا كعرب ومسلمين بل نحن نموذج رائع في التفاهم وعدم وجود صراعات بيننا              نحن امة عربية اسلامية موحدة فكريا ومادمنا موحدين فكريا ولا اختلاف او خلاف بين علماؤنا ومشايخنا وفلاسفتنا وقادتنا فنحن بخير ولا داعي اساسا للوحدة السياسية الجغرافية فهي ضمنيا متوفرة اذا كنا متفقين في الفكر

طارت بنا الطائرة وأقلعت ووصلنا الى مطار أوروبي

اخذ الموظف جواز سفري ليختم لي الدخول

وفجأة سألني ما الفرق بين فلسطين و  أوروبا؟؟؟
فقلت له ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﻴﻦ فلسطين و أوروبا ﻛﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ أمي وزوجتي ....
ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﺧﺘﺎﺭﻫﺎ وقد ..ﺃﺭﻏﺐ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ .. قد ..ﺃﺣﺒﻬﺎ .. 
ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ لها أبدا ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻴﻨﻲ ﺃﻣﻲ ..
ﺍﻷﻡ مهما كانت ... ﻻ ﺃﺧﺘﺎﺭﻫﺎ أبدا ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ تلقائيا ﻣﻠﻜﻬﺎ ..
ﻻ ﺃﺭﺗﺎﺡ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ..ﻭﻻ ﺃﺑﻜﻲ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ..وأحرص على إرضائها
روحي فداها ... ﻭ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃن ﻻ ﺃﻣﻮﺕ ﺇﻻ تحت  ﺗﺮﺍﺏ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ..

أغلق الموظف ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﻧﻈﺮ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍب شديد
ﻭﻗﺎل : ﻧﺴﻤﻊُ ﻋﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ….فكيف تحبها؟
قلت له هل ﺗﻘﺼﺪ ﺃﻣﻲ؟ وطني ؟؟
ﻗﺪ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺃﻣﻲ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﻻ ﺃﺟﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ .

ﻟﻜﻦ ﺣﻨﺎﻥ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻤﻨﻲ ...ﻭﻟﻬﻔﺔ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﺸﻔﻴﻨﻲ .....
نعم ... ﺳﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ولم ينقذها احد  ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺒﺘﺴﻢ !!..
فلسطين باقية ﻟﻼﺑﺪ ... ﻭأما ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ فهم ﻟﻤﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ 
فقال لي ذلك الموظف أنا أتابع أخباركم واعتقد ان فلسطين ليست كما قلت

فقلت له أنت تتحدث فلسطين كما تراها أنت ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ...
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ فأﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ فلسطين كما اعشقها أنا ..تلك التي ﺗﻘﻊ ﻓﻲ أعماق القلب والروح

انتهى الحوار وختم لي جواز السفر بدون فحص امني ولا تدقيق

وانطلقت إلى أجواء أوروبا الباردة المناسبة لحالة عيوني وفقا لتوصية الطبيب

وبدأت أتجول واستمتع .... وفجأة....

إذا بصفعة  قوية على وجهي من ابنتي الصغيرة .. انتبهت مفزوعا

واكتشفت أنني كنت نائم... وأنني كنت احلم                                     

وتذكرت ان جواز سفري منتهي أصلا منذ أكثر من عام

ليت أحلام هذه الأمة النائمة ... تتحقق

البقية في حياتكم ... ويسلم خاطرك يا وطني

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف