الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما يصبح الفقير سلعة لنشطاء التسول..بقلم:ابتسام اسكافي

تاريخ النشر : 2015-06-29
عندما يصبح الفقير سلعة لنشطاء التسول..

ابتسام اسكافي

استغلال الناس مسالة موجودة في كل المجتمعات، ويكثر الانغماس بها في المواسم الدينية والمناسبات ولا يقتصر الامر على اخذ مال الاغنياء الذي ياتي للفقراء بل يتم استغلال طلبهم على الاحتياجات الاساسية في شهر رمضان تحديدا، حيث تتطلب مائدة الصائم تحسينا معينا في جودة الطعام الذي يحصل عليه الفقير.

بعض من يمثلون الجمعيات والمؤسسات بكافة نشاطاتها التجارية والسياسية والاعلامية نشيطون جدا، فالجمعيات مثلا تتنقل في المناطق الفلسطينية بحثا عن متبرع للفقراء منهم من يحصل على المال او مساعدات عينية، البعض يوصل هذه الامانات إلى اصحابها وهم قلة ومنهم من يقتص جزءا من المساعدات بحجة تكاليف سفر وجهد في العمل ورسوم ترخيص ومتابعة وغير ذلك من الحجج التي يروجونها هنا وهناك. ومنهم من يختلق مؤسسات وهمية دون عنوان حقيقي او مبرر حقيقي لوجود جمعية "ويبلع" المبالغ المالية والمساعدات حتى بما في ذلك الطرود الغذائية التي تذهب في معظمها إلى من ليس بحاجة لها.. اما الفقراء فهم المتعففون، عنها وهم كثر؛ تجدهم بين الموظفين، والعمال، والمزارعين بكافة مجالات عملهم فمنهم، المعلم، وموظف التنظيفات، والسائق، والجندي، والشرطي، وبعض الموظفين الذين يعملون في وظائف لا يمكن ان تشك للحظة انفهم يبتاعون العدس كوجبة رئيسية معظم ايام الشهر خاصة اذا ما كان لديهم طلبة جامعيين مما يعني ان المصاريف تكون بالف حساب وحساب.

الاستغلال يتم باسم الاطفال الفقراء وباسم ذوي الاحتياجات الخاصة وباسم الطلبة وباسم المراة والعامل والمزارع والفقير بشكل عام أي كان موقعه واي كان وضعه والمحسنون هم تجار المرحلة بكافة الوانهم وتخصصاتهم الاقتصادية والسياسية، وهنا ياتي السؤال للذين سينكرون وجود هذه الزمرة الملتفة على قوت الفقراء وحقهم في مال الاغنياء. "لماذا تطلعنا محطات التلفزة المحلية على احوال الاف الفقراء في برامج باتت مخصصة لعرض احوال الفقراء والمعوزين من ابناء شعبنا في شقي الوطن المشتت الضفة وغزة؟ ليظهر هؤلاء عبر الشاشات في اوضاع تدمي القلب ويندى لها الجبين حيث يضطر الفقير للرضوخ لرغبات وسائل الاعلام من اجل الحصول على بعض احتياجاته؛ محرجا، قلقا، مكسور القلب في مشهدية تراجيدية لا يقبلها حر على نفسه.. لكنها الحاجة!!

حرج اجتماعي قاهر يطال افراد الاسرة خاصة الاطفال حين يظهرون عبر الشاشات، فمن المسؤول؟

المسؤولون كثر، والاساليب حدث ولا حرج، والحلول تشبه الفلول، فتلك الفضائيات التي تستعرض احوال الفقراء تتناقض مع مفهوم الدين حيث لا يجب احراج الفقير عبر شاشات التلفزة كما لايجب التباهي لمن يقدم المساعدة واستعراض عضلات الكرم على حساب احراج الفقير وافراد اسرته، حيث تلك المسؤولية هي مسؤولية رسمية واجتماعية، مسؤولية من يطلقون التصريحات بان احوال البلد في احسن حال والاقتصاد في ابهى فتراته والتنمية في اجمل حللها والوظائف تقف على الباب وتحتاج لمن يفتح لها، هي مسؤولية الاحزاب والفصائل التي اضاعت الصورة المشرقة لها بعد ان كان شغلها الشاغل قضايا الناس وتوفير ما يحتاجون خاصة في ايام الاضرابات ومنع التجوال، حيث توفير الطعام والدواء دون كشف هوية احد.. والامثلة كثيرة.

اليوم، باتت المسالة تجارة؛ واقول تجارة لانها لا تقيم وزنا للانسان وحرية خصوصيته وكرامته التي يتم انتهاكها امام المشاهدين حيث على نفس الشاشات التي تتبع الدول العربية والمحطات  الفلسطينية، تتنوع المبرامج فيكون في جانب منه على حساب النوع وهنا يكون الضيف الفقير والمشاهد الفقير هو الضحية سواء من ظهر على الشاشة ومن لم يظهر حيث ينفق من الوقت الكثير وهو يتابع الفضائيات ذاتها، وهي متناقضة مع ذاتها حين تعرض الفقراء وحالهم وحين تقدم الذ وأشهى الأطباق من الطعام قبل عرض الفقير او بعض عرضه على المحطة التي تحتوي استوديوهات مجهزة بطواقم او برامج فيها كل ما يحتاجه الطبق من معدات ومواد غذائية لايتم الطبق من دونها, أو يكون الطبق من أغلى انواع الأطعمة التي لايستطيع الفقراء وأصحاب الدخل المحدود والمتوسط توفيرها.

وعليه، على هذه المحطات ان تحدد موقفها، فاما ان تكون لسان حال الفقراء واما ان تكون لسان حال الاغنياء والا فهي اداة دعاية لأصحاب شركات بيع الأجهزة الكهربائية والادوات المنزلية والصحية والمفروشات والمواط الغذائية.. التي شهد كل بيت في فلسطين على تضامنها مع الفقراء منذ بداية رمضان حين رفعت سقف الاسعار الى اعلى مستوياته حيث تمت تسميتهم بحيتان السوق والمال.

فهل للحيتان من وظيفة غير "البلع"؟ هذا ما يجب ان يجيب عليه الكثيرون من مسؤولين وتجار ومتنفذين سياسيين واقتصاديين، أما المحطات  فعليها ان تبتعد عن جعل هذه البرامج للدعاية الرخيصة لبعض المنتجات وهداف التكسب عبر الإعلانات والإتصالات التلفزيونية، وعبر عناوين تطرح تساؤلات كثيرة وتقدم هدايا ذات قيمة متدنية من أجل الدعاية لاصحاب الدعاية وتوجهاتهم السياسية والأيدلوجية!! وهنا تكمن المعاني الحقيقية للانتهازية والاستغلال. حيث تلك القنوات والمحطات تحمل في مضمونها الحقيقي رسالة اعلامية اساسها ان تكون لسان حال الفقير لكن دون ان تنصب نفسها كجمعيات خيرية تفتح أبوابها للفقراء والمساكين ولمساعدة الناس وهدر ماء وجه اطفالهم الذين في معظمهم سيمتهنون وظائف مختلفة في مجتمعهم مستقبلا وسيتعرضون للحرج, وفي المقابل تروج لكل ما يطرح في سوق الاغنياء، وهذه البرامج ان لم تكن بهدف تنفيذ اجندات بعينها؟ فهل هي لمساعدة الناس حقيقة؟ ام لتقول ان حالها وحال المسؤولين كمن يداوي الناس وهو عليل بالصمت الا من اهانة الفقير؟ لكنها مسؤولية اصحاب المسؤولية عن كل فقير ومحتاج في الوطن، وان لم تكن لا هذا ولا ذاك  فتلك المساعدات يمكن أن تكون بشكل خفي حفاظا ًعلى ماء وجه أولئك الفقراء.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف