الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غَريبٌ فِي قَريَتِي !!بقلم:صلاح أبو غالي

تاريخ النشر : 2015-06-28
غَريبٌ فِي قَريَتِي !!بقلم:صلاح أبو غالي
قصَّة بعنوان :

غَريبٌ فِي قَريَتِي … !!

بقلم الكاتب / صلاح أبو غالي

هاجرَ مع من هاجرَ وافداً من العراق بداية الخمسينيات إلى الكيان الجديد ..
تلقَّى تدريباته وأصبح متميِّزاً من بين أقرانه ، علَّموه فنَّ الخِداع والتخفِّي ..
ثم أرسلوه ليقتحم عالم غير العالم الذي عاش فيه ، ليغوص في المحيط ..
كان شاباً هادئاً ، خلوقاً ، يساعد المحتاج ، ويبتسم ما أمكن في وجه من يلاقيه أو يحدِّثه ، مرحاً بين الأصدقاء ..
أُعجِب الحاج عبدالله بهذا الشَاب وأخذ يهتم بالتقرُّب منه ، وكانت الفرصة التي طالما انتظرها أحمد ، كيف لا والحاج عبدالله هو مُختار القرية وكبير أعيانها أغناهم مالاً وأكثرهم تملُّكاً للأرض ..
وما هي إلا أيَّام ، حتى قام الحاج عبدالله بدعوة هذا الشاب إلى بيته ليتناول طعام الغداء برفقته ، لم يرفض أحمد ولبَّى الدعوة بلا تردُّد ..
لحظات بعد تناول الغداء ، فإذا قمراً يسير في الرُدهة المقابلة لغرفة الضيوف “الديوان” ويقترب شيئاً فشيئاً ، وقد تسمَّر أحمد في مكانه .. فلم يرى بهذا الجمال فتاةً قبل ، تتمايل بقوامها الممشوق وعيناها الواسعتان بلون سواد الليل وعمق البحر .. ردَّت التحية باستحياء وقدَّمت الشاي ..
تناول أحمد كأس الشاي ويداه ترتعش من شِدَّة وقع المُفاجأة .. فهو لم يتوقَّع أن يرى فتاة عربية فلسطينية بهذا القدر من الجمال ، وتحمل في تفاصيلها أنوثة طاغية ، تنهار أمامها الجبال ..
إبتسم الحاج عبدالله بدهاء وقال قاطعاً على أحمد حبل أفكاره ، أهلاً بك يا أحمد ، نوَّرت بيتنا ، ثم عاجله بالقول : هذه ابنتي الوحيدة ليلى ، وهي من سَيَرِثُنِي بعد عمرٍ طويل ..
الحاج المُسِن خطَّط لذلك الموقف وبشكل متعمَّد ليوقع الشاب في حب ابنته ويطلبها للزواج ، فقد أعجبه أحمد وقرَّر في نفسه أن يُزوِّجه وحيدته التي سَتَرِثُوه ..
ما هي إلا أيام قليلة وتزوَّج أحمد وليلى ، وأعدَّ لهم كبير أعيان القرية “والدها” عرساً كبيراً تحدَّث به الكبير والصغير من أهل القرية وقرى القضاء المجاورة …
مرض الحاج عبدالله ، ولم ينفع معه أي علاج ، وما هي إلا شهور قليلة حتى فارق الحياة ، وترك ما يملك لابنته الوحيدة ليلى وزوجها أحمد ..
لقد حانت الفرصة الكبرى لأحمد .. وبدأ يبيع الأرض قطعةً قطعة لأُناس غرباء لا يعرفهم أحد ، ولم يتبقَّى إلا الدار التي يعيش فيها مع زوجته والقطعة التي بُنِيَ عليها ومساحتها دونم واحد فقط ، ولم تدرك حينها ليلى ما يدور حولها .. فهي متيَّمة بأحمد وأنجبت منه ولداً وبنت ، وتركت له حرِّيَّة التصرُّف في أملاكها ورعايتها …
وفي يومٍ ليس كأيِّ يوم ، خرج أحمد قاصداً المدينة كما أخبر زوجته ، ومرَّت ساعات وساعات ، وأيام وشهور وأعوام ، ولم يعد أحمد ولم يسمع به أحد مرَّةً أخرى …
ظنَّتهُ قد مات أو قتلته العصابات الصهيونية التي بدأت تعيثُ في القرى الفلسطينية الفساد ، وتقتل وتحرق وتنهب بقدر ما تشاء ودون مُساءلة من أحد ..
عملت ليلى في فلاحة الأرض التي تبقَّت لها لتربِّي صغارها ، ومرَّت الأعوام تترى ، وكبر الأولاد وأصبحوا في ريعان الشباب ..
كبر خالد وأصبح موظّفاً لدى وكالة الغوث الدولية ، وأخته علياء أصبحت معلِّمة في مدرسة القرية وبدا حالهم في أحسن حال ، وفي عِداد الأغنياء بعد فقرٍ وعناء ، وكانوا قد بنواْ بيتهم على طراز حديث من معالم المدنيَّة ..
وذات ليلة رنَّ هاتف المنزل ، وكانت السيِّدة ليلى تجلس في صالة البيت بجانب الهاتف ، فرفعت السمَّاعة لترد على المتصل ..
فإذا بصوت عهدته قد انقطع منذ زمنٍ طويل ، لم تتمالك نفسها ليلى ، ولكنها لم تتأكد بعد ، فربما هو تشابه أصوات لا أكثر ، ثم قالت من المتصل ؟؟
قال لها أنا زوجك .. ألا تذكرينني ؟؟؟!!!
ارتبكت ليلى وبدت غيرُ متماسكة من وقع المفاجأة الممزوجة بالفرح ، وقالت أنت أحمد .. أحمد ؟؟!!
ردَّ المتصل قائلاً ، تعم .. أنا من كان زوجك .. ولكن !!
إسمعي .. إسمعي ولا تقاطعيني ..
سيِّدة ليلى : كل شيئ كان كذباً …
أنا لست أنا .. لقد خدعتك ..
أنا لست زوجك أحمد .. أنا يوسي من “الشاباك” ..
صمتت ليلى من وقع الصَّدمة .. كانت كمن تلقَّى قنبلةً فوق رأسه ..
ثم تمتمت قائلة .. لست أحمد ، لست الزوج الذي أنجبت منه أولادي ..؟؟!!!
من أنت إذاً ؟؟ قال لها مقاطعاً ، بلى أنا هو ذاك الزوج الذي تقصدين ..
لقد غادرت بأوامر عليا من مسؤولي الشاباك ، فقد انتهت مُهِمَّتي في قريتكم …
والآن وبعد هذا الزَّمن سمحوا لنا بالكشف عن أنفسنا لمن أراد أن يستمر في الحياة مع العائلة التي كوَّنها خلال مهمته المكلَّف بها …
في وضعك الحالي من عير الممكن أن نستمر .. يتحدَّث لها وعندهً أمل بأن توافق على طلبه ..
ولكن !! انتظري ، عندي حل قد يساعدنا ، وبإمكانك العيش معي بقيَّة حياتك ولكن بشرط ..
فقالت له ليلى مُستغربة ما يقول : وما هو ذاك ؟؟
قال أن تُصبحي يهوديَّةً مثلي ، فعندها أستطيع العيش معك والاستمرار في الحياة دون معارضة المسؤولين ..
ضحكت ليلى بشكل هستيري ، ثم قطعت ضحكتها وصرخت في وجهه :
خَدَعْتَني وغَدَرتَ بي والآن تريدني أن أخون وطني وديني وأهلي وأصبح يهوديَّة ؟؟؟!!!
لعنك الله أيها الخِنزير .. والله لولا أن قتل النفس حرام ، لقتلت أولادي الذين أنجبتهم منك ..
ولكن !! عزائي الوحيد أنني ربَّيتهم على الدِّين والأخلاقِ وحُبُّ الوطن .. حُبُّ فلسطين .. فقد أكلوا من زرعها وشربوا من مائها والتحفوا سماءها وأصبحوا جزءاً منها ..
الآن فَهِمَت ليلى لغز اختفائه المفاجئ ، وسِرُّ بيع أرضها التي ورثتها وكيف أصبحت ملكاً للمستوطنين ..
بدأت تعي سبب وجود المستوطنات من حولها وكيف باتت الأرض ملكاً للغُرَباء !!
أخذت ليلى تتمالك نفسها ، ثم قالت بصوت متحشرج : يا سيِّد أحمد أنا لا أريد منك شيء ، فأنت الآن في نظري ميِّت ، والأموات لا يُبعثون من الرُّقاد في هذه الحياة ..
إسمع : ألم تندم على ما فعلت يا أحمد ..
ردَّ بغضب وقال ، قلت لك أنا لست أحمد ، إسمي يوسي .. إسمي يوسي .. ألم تُدركي ما أقول !!
قالت بلا أدركت من أنت .. وليكن ، يا سيِّد يوسي ..
أجب عن سؤالي ؟
فقال معتزَّاً بنفسه وبما فعل لصالح دولته : ولِمَ أندم ؟؟!!
أمنُ الدولةِ فوقَ كلِّ شيء …!!
غضبت ليلى ، وبدأت قواها تنهار ، ومشاعرها لم تقوَ على الإحتمال أكثر ..
وبصوت خافت قالت له : تعوَّدت الحياة دونك ، وأنت في نظر الأولاد ميِّت منذ كانوا صغار ..
ولسنا بحاجة لك ولدولتك يا إبن اليهوديَّة …
حاول مقاطعتها ، ولكنَّها لم تُمهله وأقفلت في وجهه سمَّاعة الهاتف …
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف