الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2015-06-28
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بقلم : حماد صبح
ثقافة / معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بقلم : حماد صبح 

المعاجم كنوز اللغة وخزائنها ، لا يستغني عنها كل من له علاقة بالعلم والمعرفة في أي مستوى من مستوياتهما ، ولذلك تتنوع المعاجم بتنوع العلوم والمعارف ، وتتطور بتطورها . ومن النادر أن تجد أديبا أو كاتبا أو إعلاميا أو باحثا أو مترجما أو معلما أو حتى طالبا مستغنيا عن استعمال المعجم . ولك أن تحكم على مستواه اللغوي حتى قبل أن تطلع علي تجلياته إذا أخبرت أنه ليس لديه معجم أو أكثر . ويشيع بين كثير من الإعلاميين العرب خاصة الشبان إغفال الاستعانة بالمعاجم في نشاطهم الإعلامي ، وفي إغفالهم لها ابتعاد عن الوعي لحقيقة أولية تتعلق بعملهم ، وهي أنه عمل لغوي في صميمه .لذلك تعم الأخطاء اللغوية والكتابية في تلك الأعمال من كل الأنواع وفي أبسط مبادىء اللغة. طبعا هناك أسباب أخرى لتلك الأخطاء سوى عدم اقتناء المعاجم والإفادة منها إلا أن اقتناءها تعبير عن وعي الإعلامي بعلاقة عمله باللغة ، وفتح لباب الإفادة منها بطرق متعددة . وتدل كثرة المعاجم وتنوعها ومسايرتها لتطور اللغة في مجتمع ما على اهتمام ذلك المجتمع بلغته، وعلى حيوية واقعه المعرفي والثقافي والأدبي والفني . وتأتي اللغة الإنجليزية في الطليعة بين لغات العالم في هذا الميدان لحيوية وفاعلية الناطقين بها في الحضارة البشرية المعاصرة . ولم يقصر أسلافنا في هذا المجال ، وإنما قصر الأحفاد ؛ فبقي " لسان العرب " حتى اليوم أكبر وأهم معجم للغة العربية ، وكل ما صنع من المعاجم العربية بعد ذلك لم يتقدم عليه . 
ويبدو أن الله_ تبارك تعالى _ وهب أخيرا لغة كتابه الكريم عصبة من محبيها الغيورين عليها ،العارفين لجلال شأنها . قرأت في مقال لغادة السمان في " القدس العربي " أن " المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات " في الدوحة الذي يشرف عليه عزمي بشارة قد بدأ منذ مايو / أيار 2013 في العمل لإصدار " معجم الدوحة التاريخي للغة العربية " ، وأن المشروع ثمرة فكرة للدكتور رمزي بعلبكي ؛ ابن المرحوم منير بعلبكي واضع معجم " المورد " أكبر وأحسن معجم إنجليزي _ عربي . وعين الدكتور رمزي رئيسا للمجلس العلمي الذي يشرف على إعداد مواد المعجم ، ويضم المجلس 25عضوا من كبار علماء العربية من جملة بلدان عربية . والمقدر أن ينجز المعجم بعد 15 عاما ، وتموله دولة قطر . ونتوقف عند صفة " التاريخي " لاستجلاء ما تعنيه. هل تعني أن المعجم سيشمل كل كلمات اللغة العربية من أول نصوصها المعروفة في العصر الجاهلي والمقدرة ب150 عاما قبل ظهور الإسلام ؟ وهل تعني أن المعجم سيعنى بالتطور الدلالي للكلمات عبر الأزمنة ؟ مثلا في أميركا أصدرت مؤسسة وبستر التي تشرف على "معجم وبستر" في تسعينات القرن الماضي معجما شمل ألفاظ الإنجليزية ابتداء من القرن الثامن عشر ، وابتداؤه بهذا القرن يعني أنه ركز على الإنجليزية الحديثة ، وأهمل القديمة والوسطى ، وأضيق من ذلك ، وهذا بعد سياسي لا لغوي ، ابتدأ من القرن الذي ظهرت فيه أميركا كأمة على مسرح التاريخ ( 4 يوليو / تموز 1776) .هذا التأطير الزمني المحدود لا يصلح مثاله للغة العربية نظرا لنضجها المبكر الذي تسبق فيه اللغة الإنجليزية بعدة قرون ، ولدى العربية فوق ذلك القرآن الذي يمتد وجوده لأكثر من 1436 عاما بما أضافه من ألفاظ جديدة لمعجم العربية ، وبما أعطاه من دلات جديدة لألفاظ موجودة قبله لتتوافق مع مضامين العقيدة الإسلامية . وعني " معجم وبستر" الذي سمي المعجم الخارطة لضخامته التي تجسدت في 22مجلدا؛ بالتطور الدلالي للألفاظ استجابة لتطور حياة المجتمع في كل جوانبها . وهنا يبدو أن المعجم العربي الجديد سيتوافق مع "معجم وبستر " . تقول غادة : " فهو يدرس كل مفردة عربية من تاريخ ظهورها حتى يومنا هذا مع تعزيزه بالشواهد المؤرخة وبلغة عصرية مستقبلية " . ومن فائدة الشواهد أنها تغني المنتفعين بالمعجم بمصادر صحيحة لفنون الأساليب الكتابية الدقيقة لغويا مما يمكنهم من فهم دلالة اللفظة فهما أجود ، ويوسع قدرتهم على الاستعمال الصحيح للغة في أريحية تخلصهم مما في أساليبهم من عشوائية وقصور في الأداء التعبيري . وقد عرفت المعاجم العربية أسلوب الشواهد لتوضيح معاني الألفاظ ، ونجد هذا بكثرة في " لسان العرب " . وفي اللغات الأوروبية معاجم تضع كل لفظة من ألفاظها في جملة، وتسمى لذلك معاجم الجملة ، وهناك معاجم تضع الكلمة في جملة بعد أن تشرح كل ما تدل عليه من المعاني مثلما يفعل معجما " أكسفورد " و " كولينز " . قد يكون " معجم الدوحة التاريخي للغة العربية " كنزا كبيرا جديدا لها ، وإنصافا للغة يخذلها أهلها على جلالها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف