الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشاعر المحامي غسان البسطامي:الفن الشعري بالنسبة لي ليس مجرد هواية فهي هبة من الله

الشاعر المحامي غسان البسطامي:الفن الشعري بالنسبة لي ليس مجرد هواية فهي هبة من الله
تاريخ النشر : 2015-06-04
من قلب العاصمة الاردنية "عمان" ، دنيا الوطن تحاور الشاعر المحامي "غسان البسطامي" في حوار أدبي شامل

دنيا الوطن -   عمان

لقاء مع الشاعر المحامي غسان البسطامي

كان لنا لقاء مع الشاعر المبدع والأديب والروائي الشهير المحامي الاستاذ غسان منير البسطامي. وبوصفه من أبرز شعراء دنيا الوطن أجرينا معه الحوار التالي مشكوراً في العاصمة الأردنية عمان.

س1: أستاذ غسان اتحفتنا وقراءك ومتابعوك الأفاضل في كافة أنحاء الوطن العربي والعالم ولا سيما الشباب العربي في لندن ومنذ ما يقارب العام بأشعارك ومقالاتك المتعددة الأغراض ، الوطنية منها والغزلية المتعلقة بأعمال القلب ومكنوناته وإنشاءاته فضلاً عن القصائد الوصفية، وأبرزها قصيدة ( فصل الربيع ).

فما سر هذا الإبداع والحالة الشعرية المواتية ( ما شاء الله ) أقولها بين هلالين لا سيما أن معظم قرائك ومتابعوك يرددون عبارة ( ما شاء الله) ضمن تعليقاتهم ؟

جـ: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

إبتداءاً أشكر تفضلك على هذه المقدمه آملاً من الله أن أستحقها والحمد لله على نعمه وآلاءه ، إن هذه الحالة الموصوفة حسبما تفضلت إنما كانت ولا زالت حسبما أشعر تفاعلاً مع أحداث معينة واقصد الأشعار الوطنية ، فاحداث غزة على سبيل المثال لا الحصر استحوذت على الانشغال التام بها وان كانت الاحداث الأخرى لا سيما الازمة السورية على جانب كبير من الأهمية ، فسوريا خط احمر والقضية الفلسطينية قضية مركزية ، فضلا عن أحداث ليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية ، بالتالي فإنني أشير في هذا السياق الى قصيدة  (جريمة العصر المستمرة ) ، وكذلك ( كلمة الفصل ) وغيرها من القصائد المتعلقة بفلسطين فضلا عن مقالات تتضمن شعراً كمقالة ( بين التأمل والتألم ) .

وفيما يتعلق بسوريا ومصر اشير الى قصيدة ( امجاد رمضان في تشرين ) .

س2: اتساءل عن سر عناوين قصائدك وكأني بها ان طبيعتها شعرية ، لكن السؤال هل هذه العناوين هي العناوين الاصلية عند تأليف تلك القصائد اذ انني اشعر بأنها ليست ذات العناوين بل هي عناوين جديدة كما في ( من اوراقي القديمة) و ( من الماضي المنقضي ) و ( آهات كانت حاره ) وغيرها .

جـ : إن ما ذهبت اليه صحيح الى حد كبير فهي ليست ذات العناوين ، ذلك ان ما مضى من عمري سابقاً هو ملكي بداهةً وهو جزء من حياتي فلا يمكن نسيانه او اهماله او طرحه جانباً وبالتالي فهو ينتمي الى عهدٍ معين وبما أن الفن الشعري بالنسبة لي ليس مجرد هواية فهي هبة من الله احافظ عليها محافظتي على حياتي وما املك ، وبالتالي فهو فن احترافي وبوصفة موهبة من الله فإنني لا اصطنع شعراً او أفتعل فالحوافز لا زالت حاضره لدي وهي عديدة ومتنوعة .

س3: طالما انك تقول أن الماضي منقضي فكيف نوفق بين توفر الحافز أو الملهم وبين انقضاء تلك المشاعر؟

جـ: لا ، لا أبداً الحافز والملهم متوفران ، فإذا كانت الأغراض الشعرية متعددة وليست منحصرة بغرض واحد كما في الوطنيات والوصف والحب بكافة صوره وأشكاله ، ولا زلت اتمثل تلك الصور والاشكال ، ذلك أن الحب لا ينتهي من حياة الانسان مشيراً بذلك الى قصيدة ( يسألوني عن ) ، وسؤالهم لي ما هو الحب ، فاجبتهم :

...... الحبُ ما الحبُ هذا ما يحيّرني *** فلقد اضعتُ بدنيا الحبِ ما الحبُ

..... أشعلةُ نورٍ ام هدية ُ خالــــــــقٍ *** لمن يسير على الارضِ ومن يثبُ.

وهناك حب الزوجة :

..... بكِ لا بغيركِ قد أتممتُ دينـــي *** وعلى يديكِ وافاني يقينــــــــــــي

..... قدري تخيّر لي ما حلالــــــي *** فتلاقت الروحانِ فكنتِ حلالــــــي

س4: أستاذ غسان هل هناك قصائد غير مكتملة  ولم تتم بعد . فماذا تفعل بها ؟

جـ : إن أية قصيدة لم تتم حتى وإن كانت مكونة من بيت شعر واحد وصالح للنشر لا أهمله . ولا أحتفظ به مجرد احتفاظ بل سيأتي يوماً ادرجه ضمن قصيدة اسميها مثلاً ( مقتطفات) أو ( ومضات) أو قصيدة لها اسم خاص كما في قصيدة ( الفدائي) ، حيث أوردت أول بيت من هذه القصيدة في مقدمتها :

..... لو خيروني البعد عنكَ مغترباً *** بالقتلِ قلتُ كذاك البعدُ يقتلني

فمثل هذا البيت الشعري لا يمكن التفريط به أو اهماله.

س5: متى بدأت بنظم الشعر ؟

جـ : في سن مبكرة وتقريباً ما بين عمر 16 -17 عاماً .

س6: هل تذكر أول بيت شعري الفته او قصيدة ؟

جـ : إن اول بيت شعري اذكره تماماً من خلال الموقف إذ كنت أتمشى بشارع الزيتونة بمحاذاة البحر في مدينة بيروت وكان البيت الشعري هو :

...... على شواطئ بيروت ومضةٌ *** لمعتَ بصفحة فكري وخافقي .

أما عن القصيدة فهي طويلة ومن عدة قوافي ولا يتسع المجال لذكرها كلها:

.... قلبي اتئد فالذكريات الى الدوام ولن تفوت

.... ذكرى هواك صباحه ومسائه في ربى بيروت

س6: وآخر ما نظمته ؟

جـ : من قصيدة (عفة ) حيث نُشِرت مؤخراً فقد اضفت عليها ابيات وابرز ما جاءفيها:

.... هيهات ان تغزو الرذيلة عفتي *** فوقار حدود الله محفوظة بكياني

.... لمعان اخلاقي تلوح بافعالـــــي *** هذي الحقيقة غير خافية المعاني

.... وأشرف الناس من كانت سريرته *** عفيفة الأصل شعارها الإيمانِ

س7: ما أغلى وأعز قصيدة على نفسك ؟

جـ : اذا كان الأصل كل قصائدي كأولادي مع فارق بالقياس وكلهم اعزاء علي . غير ان هناك قصيدتان لا انساهما ابداً بسبب الموقف والمتمثل باستشهاد والدي على يد الصهاينة بصورة غير مباشرة في الكرامة عام 68 .

قصيدة ( أسفاً لأنباء المساء )

و قصيدة ( ايها الراقد تحت الرغام )  هذه القصيدة  الأخيرة  كم أرددها ما بيني وبين نفسي :

.... يا راقداً تحت الرغام الى المدى *** وعادياً نحو الحمامِ وشـــــاردا

.... إن قد رايتك في السرير ممــدداً *** ما زلت في سفرِ الزمان مُخلدا

.... هل انت غادرت الحياة مؤقتــــاً *** أم أنت غادرت الحياة مؤبـــداً

س8: بالنسبة الى قصيدة المساء ماذا تقول بها ؟

جـ : ... أسفاً لأنباء المســـا *** فيها التعاسة والأســـى

........ فيها الكآبة والبكــى *** منها دموعاً تحتســـــى

......... نقلوا إليّ فراقـــــه *** ورحيله تحت الثـــــرى

......... وسألت ربي جاحداً *** حقاً جرى ما قد دجرى

......... نقلوا إليّ مصابنــا *** ومصابنا لا ينتســــــى

................... أسفاً لأنباء المساء

س9: السؤال التقليدي عن تأثر الشاعر غسان البسطامي ، لا سيما انك شاعر قبل ان تكون محامٍ ، بمن تأثرت ؟

جـ : كل شعر جميل وعميق ويتضمن عناصره الشعرية بالمستوى اللازم والمطلوب أتأثر به لكنني لا أقلده ، وكل شاعر مبدع وقد اكون قد تأثرت به وباسلوبه دون أن أدري او احس منهم الشاعر الكبير المرحوم حسني فريز ضمن ديوانه ( هياكل الحب ) والشاعر الكبير  عمر ابو ريشه وشعراء المهجر والشاعر الكبير سعيد عقل رحمهم الله جميعاً. وشعراء من فلسطين أمثال ابراهيم طوقان ومن تونس أبو القاسم الشابي .

وأبرز الشعراء العملاق المتنبي. فضلاً عما تلقيناه ضمن الكتب الدراسية كشعراء المعلقات.

س 10 : أحد القراء وفي قصيدة ( من الماضي المنقضي -1 ) شبه شعرك بالعمودي القديم ويُذكّره بالشعر الذي تلقاه على مقاعد الدراسة . فما هو رأيك بهذا التعليق؟

جـ : نعم أذكر هذا التعليق وقد تمنيت ان ابلغ هذه المرتبة .

س11: هل يضايقك التعليق الذي يرد تصحيحاً لأخطاء نحوية او لغوية او املائية او شعرية ؟

جـ : لا . لا ابداً على وجه الاطلاق بل اشكره ان كان لتعليقه سند من الواقع .

اذ ان جل همنا وإهتمامنا هو الارتقاء بمستوى الشعر العربي  والنهوض به وتنقيته من أي ما يشوبه. وأذكر أنني قد علقت على ما جاء في قصيدة الشاعر الجزائري الكبير حسين الأقرع وطلبت مستفسراً فيما جاء ضمن قصيدته مخالب الظل بناءً على تعليقي ولا زلت انتظر الجواب. وكذلك تعليقي على قصيدة الشاعرة حنين عمرو ( لن ابالي).

س12: بالمناسبة ذكرتني بإبنه لك تدعى ( آلاء بسطامي حموده ) وذلك من خلال تعليقها على قصيدة ( خفيفة الظل) ، هل هي الأبنة الوحيدة ؟ وما رأيك بتعليقاتها؟

جـ : نعم إبنتي ( آلاء) ذات ميول ادبية جلية منذ نعومة اظفارها وربما في قابل الأيام أو الأعوام سوف تكون احدى الشاعرات او الروائيات او الأديبات ضمن دنيا الرأي الغراء ، حيث تكتفي الآن بسبب انشغالها واشغالها بكتابة الخواطر والومضات .

وهي ليست الابنة الوحيدة ، فهناك ابنتي الكبرى (يارا) والثالثة ( شهيره) وابني (محمد).

أما عن التعليقات فإنني بالمجال الموضوعي اعامل اولادي معاملة اي انسان آخر وفعلاً فقد علقت ابنتي آلاء على احدى قصائدي بقولها ( أين نحن من قضية اللجوء والمشردين من سوريا ) فكانت اجابتي لها ضمن تعقيبي ( بأن الاردن بقيادته الهاشمية الحكيمة  قد قام بواجبه على أكمل وجه ولا يزال حتى هذا الوقت في كل مكان من محافظاته، فضلاً عن توفير فرص العمل للاخوة السوريين وكان شأن الأردن كذلك كما نعهده مع الأخوة العراقيين ) .

س13: اذا كان معلوماً بأنك خريج كلية الحقوق  فهل هناك دراسات اخرى خلاف القانون ؟

جـ : نعم .فقد حصلت ومن خلال بعثة على حساب جامعة الدول العربية على بكالوريوس في العلوم الادارية وشؤون الأفراد لحساب وزارة المواصلات الأردنية ضمن اتحاد البريد العربي .

س14: أحد قراءك ومتابعوك اورد تعليقاً على هامش احدى قصائدك متوقعاً ان تبلغ العالمية فما هو ردك ؟

جـ : ( ان شاء الله يا سيدي ) .

س15: بوصفك حسبما اجمع قرائك ومتابعوك انفرادك وتميزك الشعري مشيراً بذلك الى تعليقات القراء كما في قصيدة ( ألحان الطبيعة)  و قصيدة ( آهات كانت حارة ) و قصيدة ( الفدائي) وقصيدة ( فصل الربيع ) و ( مفارقات غروره) . فمعظم قصائدك تدلل وبقوة على بلاغتك الشعرية ، فقولك :

... كنت امشي نحو وجه الشمس رمشي *** حازماً أمري وروحي تحت إبطي

وكذلك ضمن قصيدة (آهات كانت حارة ) :

... يحاربني قلبي واجزائي تسانــده *** وأنا اُحارِبُها كوني أَحارُ بِها

وكذلك فيما جاء في نهايات هذه القصيدة :

... إن فاتَكَ الحُسنُ كان حسنُ مبسمهِ *** وأيُّ فاتِكٍ من حُسنِهِ حَسُنــا

... تتلذذ الأبصارُ بأيُها نَظـــَــــــرَت *** من موضعٍ فيها تاه َ وافتُتِنا

... يصبو الفؤاد  لها وهي سارحـــةٌ *** سكنت به ِ وهو ما سكنــــا

هذه البلاغة لا تتوفر في شعر هذا الزمان وكأني بالأدوات الشعرية طوع يديك . فما هو سر ذلك ؟

جـ : واقع الحال أن هذا السؤال المتعلق بالبلاغة الشعرية هي مسألة خصيصة شعرية مؤداها الممارسة والمثابرة والثقافة بأدوات الشعر وما ينسجم مع البلاغة الشعرية من كنايات واستعارات ومجاز ، وهي بنفس الوقت هبة من الله ونفحات روحية .

س16: هناك سؤال يلح في ذهني للاستفسار عن ماهية البيت الشعري الوارد في قصيدة ( اطلال ) اذ كم حاولت أن أتبين حقيقة ما جاء به ولم اتمكن من ذلك وهو البيت الذي نصه:

...  يا قلب لا ترضي وانشر هواك بأسرِها *** حتى يفح على الملا ويسيلا

فما هو تفسير هذا البيت ؟

جـ : أولا : فيما يتعلق بالبيت الشعري فهناك خطأ مطبعي في صدر البيت وفي عجزه إذ  أن الصحيح :

...  يا قلب لا تَرضى وانشر هواكَ بأسرِها *** حتى يَفوحَ علَى المَلا ويَسيلا

أما عن تفسيره : عطفاً على البيت السابق من البيت أعلاه والمتعلق بتعنيف المحبوب فيا قلبُ عانده وانشر حبّك على الدنيا كلها ، حتى يفوح هذا الحب كالورد على الناس ويسيل كالمطر.

واعتقد ان هذه الأجابة كافية ولا اعقب .

** وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الوافر للأديب الكبير الشاعر المحامي الاستاذغسان منير البسطامي وعلى حسن استقباله لنا وحسن وداعه.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف