الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شيعي ضد حسن نصرالله!بقلم:منى علي المطوع

تاريخ النشر : 2015-05-30
شيعي ضد حسن نصرالله!بقلم:منى علي المطوع
*شيعي ضد حسن نصرالله!*



*منى علي المطوع يحتاج الشيعة العرب اليوم في دول الخليج إلى قامة دينية معتدلة مثل اللبناني السيد محمد الحسيني، والذي يجيد تعرية الأطراف التأزيمية من الشيعة التي تعمل على تأليب الناس ضد أصحاب المذاهب الأخرى؛ بل وكشف أقنعتهم، خاصة المدعو حسن نصرالله، والتصدي لمخططاتهم ومؤامراتهم، بل قد يبدو المشهد السياسي اليوم أن هناك حاجة لأكثر من نسخة للحسيني في كل دولة عربية تعاني من الحروب الطائفية والفتن، كما أن هناك حاجة إلى قائد شيعي يرفض التعدي على أهل السنة ويكشف كمية الحقد الدفين من قبل تجار الطائفية الإيرانيين في استهداف الأراضي العربية وهدر الدم العربي الشيعي قبل السني.

المشاهد السياسية الحاصلة في السعودية والبحرين بحاجة إلى قائد شيعي مثل الحسيني يعلق على الأحداث الإرهابية والسياسية بوضع النقاط على الحروف، والقول بكل صراحة وجرأة؛ إن ما حصل من تفجيرات صحيح أنها وقعت على يد «داعش»، لكن الذي خطط ونفذ وحرض ويهدف إلى تقسيم الدول العربية هو النظام الإيراني.
هذا الرجل الذي خرج عبر وسائل الإعلام يدعو المواطنين في السعودية إلى التعاون مع وزارة الداخلية ويدعو الشيعة إلى التعقل والانتباه إلى المخطط الجاري، يحمل عقلية خطيرة تكشف عن كم كبير من الفهم والتعقل قلما نجدها في مشايخ الشيعة، الذين لم نجد من بين صفوفهم لدينا من يتكلم بجرأة ويظهر عبر وسائل الإعلام للرد على الخطابات التحريضية لحسن نصرالله دون خطابات ملونة تلعب على أكثر من حبل ولها أكثر من معنى بالباطن، هذا الصوت الشيعي العقلاني من المفترض ألا يكون وحيداً في ميدان الخطابات الشيعية المعتدلة التي تدعو إلى الوحدة ولملمة الصفوف والابتعاد عن الفتن وهدر الدماء.

ما هو أخطر من التفجير هو التحريض، هو التمرير لأهداف وأجندة يراد بها غل الصدور وشحن الأنفس نحو همجية القتل، نحو محو العروبة و»صفونة الأراضي العربية»، نحو التكسب من وراء الأعمال الإجرامية والمتاجرة بالدماء لإشعال الانقسامات الطائفية، تفجير القديج لم يكن فاجعة تقتصر على أهالي المصلين في مسجد الإمام علي بن إبي طالب رضي الله عنه بمحافظة القطيف ولا أصحاب الطائفة الشيعية؛ إنما هو قضية إنسانية بالدرجة الأولى استنكرها القاصي والداني من كلا المذهبين السني والشيعي، ويقف عندها العاقل للتأمل وإدراك الأبعاد المترتبة على هذا الإرهاب.
كما كان لأهل السنة موقف استنكر بشدة هذا الإجرام؛ بل وتضامن مع القتلى لدرجة اصطفافهم في طوابير عند المستشفى للتبرع بالدم لأجل جرحى التفجير، وكما كان لأهل السنة خالص تعازيهم ومواساتهم لأهالي الضحايا، كما تناقلوا صور الطفل حيدر المقيلي، وكما قام «سني» برسم لوحة معبرة شعارها «لا للطائفية» في مقبرة قتلى التفجير لإيصال رسالة إنسانية، مما يعكس أنهم يحملون منهجية حسن النوايا والأسف ضد مثل هذه الممارسات التي لا تمت لهم بصلة ولا تمثلهم، بالمقابل هناك حاجة اليوم تفرض نفسها للإجابة على تساؤلات من نوع؛ لماذا لا يتوفر شيعي واحد يقف كما هو الحسيني بكل جرأة ويعلن التمرد على أنصار المخططات الإيرانية ليأسف على أطفال سوريا والعراق ولبنان والأحواز ولبنان من أهل السنة؟ لماذا لا نجد شيعة عرباً يعلنون «الربيع الشيعي» ويقفون وقفة جادة لإبداء رفضهم القاطع سرقة عروبتهم وتاريخهم وهويتهم الدينية التي ترفض القتل والتعدي على أهل السنة الذين تربطهم بهم علاقات وأواصر محبة ونسب ومصاهرة واختلاط منذ سنين طويلة في البحرين والسعودية؟ لماذا لا نجد منهم من ينشر ما جاء في كتبهم ومراجعهم المتقدمة التي لا يوجد بها ما يؤيد ما تقوم به الدولة الصفوية من طمس لهويتهم ومرجعياتهم المتسامحة التي يتبعونها؟ 

هناك حاجة ملحة اليوم من قبل أصحاب الطائفة الشيعية للعودة عن مسلسل التحريف الجاري الذي أوجد الكثير من سموم الأفكار في معتقداتهم للإعلان عن موقفهم الرافض تجاه الإرهاب الطائفي من خلال إبداء نفس التضامن والمواقف ضد الجرائم الطائفية الجارية في العراق ولبنان وسوريا واليمن والأحواز وإيران، كما يفعل السيد الحسيني.
انسلخ الشيعة العرب من هويتهم العربية عندما أخذت إيران تتآمر على تحريف خطاباتهم الدينية من فوق المنابر، وعندما أخذ بعض علمائهم يتآمرون ويقدمون خطاباتهم الدينية «بتصرف»، فلا يخطبون إلا عما يؤجج ويرفع «ترمومتر» الغل والكراهية تجاه الأطراف الأخرى، والتركيز على أحداث تاريخية مقابل إهمال أحداث تاريخية أخرى. الخطاب الديني الشيعي اليوم يحتاج إلى أن يكون متوازناً ومراقباً ومعرضاً للانتقاد من قبل أصحابه الشيعة أنفسهم، كما يفعل أهل السنة مع أصحاب الخطب الدينية عندهم. 

نقول هذا دائماً ونحن نتناقش مع بعض الأطراف في ما يخص مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة؛ طالما ميزان الخطاب الديني أعوج فلن يصلح الحال، فمقابل إسكات أي متطرف سني لا يتم التعامل بنفس القوة والحزم بل والاستنكار وتعرية أهداف أي متطرف شيعي يستغل مواقف تاريخية حصلت لأجل إسقاطها على الواقع، لم نجد إلى اليوم أي موقف شجاع من أهل شيعة العرب في إسكات متطرفيهم الشيعة وإنزالهم من على المنابر ومحاربتهم، مقابل كل الحروب التي شنت لأجل إيقاف أي متطرف سني يستغل منبره الديني في تأجيج الطائفية، لم نجد منهم من يعلن بكل صراحة ويظهر في وسائل الإعلام دون خوف ودون أسماء مستعارة ليقول بأن ما حدث جاء بسبب إيران ومخططاتها وفتنها، إن إيران لا تحب علماء شيعة العرب إنما علماء مخططها الطائفي.

الشيعة العرب فقدوا هويتهم وأصبح هناك من لا يفرق بينهم وبين من يتبع الولي الفقيه في إيران، رغم أن من يبحث بينهم يكتشف أن هناك مراجع دينية لهم ليسوا مع أصحاب الولي الفقيه ولا المخططات الإيرانية بالمنطقة، وهناك شرائح منهم لديها فكر متقدم جداً، بحيث يحملون أفكاراً من قبيل أن بعض الحوادث التاريخية التي حصلت من مئات السنين لا يمكن جعلها كمسمار جحا في محاربة الآخرين خاصة أهل السنة.
السيد محمد الحسيني اللبناني ظهر في تصريح على وسائل الإعلام يستنكر تصريحات المدعو حسن نصرالله الذي اتهم المملكة العربية السعودية بتدبير تفجير القديح، حيث قال: «نحن كشيعة عرب لا نسمح لك يا حسن نصرالله بالتدخل السلبي في شؤون الدول العربية، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.. شرفاء شيعة العرب لم ينسلخوا من عروبتهم وحقهم عدم التعميم ضدهم!». 

البيان الصادر من علماء شيعة البحرين عندما أورد كلمة إرهاب كان ناقصاً لأنه عرف ما حصل في القطيف بالإرهاب لكنه لم يورد يوماً الجرائم التي حصلت أيضاً على يد «داعش» ضد مسيحيي مصر وكسابسة الأردن، وهو بيان يفتقر إلى حيادية المواقف تجاه جرائم «داعش» ومن يقف وراءهم ويمولهم، ونطمح اليوم أن نرى خطابات وبيانات إدانة واستنكار تتكلم باسم شيعة العرب وتعبر عن موقفهم الحقيقي مثل ما يفعل الحسيني.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف