الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عملية القدس البحرية تاريخ مجد وصفحة بطولات بقلم عباس الجمعه

تاريخ النشر : 2015-05-30
عملية القدس البحرية تاريخ مجد وصفحة بطولات بقلم عباس الجمعه
عملية القدس البحرية تاريخ مجد وصفحة بطولات

بقلم / عباس الجمعه

اليوم أستذكر تاريخ مجد وصفحة بطولات وذكريات بلا حدود تلتف لتعانق قلب فلسطين النابض ، فكانت عملية القدس البحرية والتي أشرف شخصيا على التخطيط والتنفيذ لها القائد الكبير الشهيد ابو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ثابتة الخطوات من اجل ان تبقى مسيرة نضال رغم المسافات البعيدة هي العنوان لدعم انتفاضة الحجر والمقلاع ،من البحر الذي لا حدود له ، كان ابطالها على متن السفينة التي حملت القوارب لتزرع الرعب في قلب كيان العدو المصطنع ، حيث تعود الذاكرة لاسطورة النضال في حضرة غياب قائدا كرس حياته النضالية من اجل فلسطين.

في 30 أيار / من عام 1990 انطلقت مجموعات من المناضلين باتجاه شواطئ فلسطين ألمحلته في زوارق بحرية عسكرية مجهزة براجمات الصواريخ و مضادات الطائرات وأسلحة أخرى منوعة، كان صباحا مختلفا ، ذلك الصباح الذي تمخض عنه ليل الكآبة العربي الطويل ، وامواج البحر الابيض المتوسط ، المفاجأة تجتاح اشجار الشواطئ واجهزة الرادار المتطور ، وكان لا بد ان ترتفع الشمس الى السماء ، لتتوضح الصورة ويكتمل المشهد ، لقد جاء الابطال مرة اخرى ، بعد الخالصة وام العقارب ونهاريا والزيب ونابلس والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي واكيلي لاورو ، على امواج البحر التي يتواطأ مع الابطال مرة اخرى يحتضن في امواجه الداكنة ابناءه العائدين بجعبهم المكتنزة بالرصاص وقلوبهم التي تتوق الى لحظة توحد بالتراب الفلسطيني.

لقد شكلت عملية القدس البحرية البطولية ثمرة جهد وطني بعد اعداد واشراف من قبل الشهيد القائد الامين العام ابو العباس ورفيق دربه القائد العسكري ابو العز استغرق فترة طويلة ، وتم تحديد التنفيذ والتوقيت استجابة لدموع الامهات وصرخات الاطفال وآلام الجرحى والاسرى والمعتقلين ، وردا على مجزرة عين قارة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق العمال ، وثأرا لدماء الضحايا ، واستمرارا لخطى القائد العسكري للجبهة سعيد اليوسف الذي فقد وهو يقاوم العدو في جبل لبنان الأشم في عام 1982 اثناء الغزو الصهيوني للبنان ، حيث لقن ابطال الجبهة العدو درسا فريدا من دروس المنازلة على الساحل الفلسطيني ، ورسمت عملية القدس معالم مرحلة نضالية جديدة من مراحل الكفاح ضد العدو الصهيوني على طريق تحرير الارض والانسان وتحقيق الحرية للشعب الفلسطيني .

ان عملية الاختراق كما اراد الشهيد القائد ابو العباس تسميتها كان هدفها اختراق المؤسسة العسكرية المتبجحة بغرورها الأمني و عظمة قوتها العسكرية كما تدعي ، حيث نجح ابطال جبهة التحرير الفلسطينية من تحقيق حق العودة على طريقتهم الخاصة باستشهاد اربعة من المناضلين على ارض فلسطين واسر اثنى عشرة  من ابطال العملية، وكان أغلبية ابطال العملية هم من فلسطينيي الشتات حيث ضمت المجموعات مناضلين فلسطينيين وعرب من العراق و لبنان و سوريا و الأردن وليبيا و مقاتلين من داخل فلسطين ، وحملت العملية اسماء على زوارقها السريعة حطين والقسطل وبورسعيد، واطلق على مجموعاتها صلاح الدين الايوبي ، وعبد القادر الحسيني ، وسليمان الخاطر ، وعدنان خيرالله ، وعمر المختار ، ويوسف العظمة .

ونحن اليوم نقف امام ذكرى مجيدة سطرها ابطال جبهة التحرير الفلسطينية نتوجه بتحية اجلال واكبار لشهداء العملية واسراها المناضلين المحررين وللقادةالشهداء الامين العام ابو العباس ورفاق دربه سعيد اليوسف و ابو العز اعضاء المكتب السياسي للجبهة ولكل المناضلين الذين كانوا لهم تجربة النضال والكفاح والاشراف على العمليات البطولية للجبهة من مدربين ومشرفين ، ولنؤكد لهم ان عملية القدس شكلت علامة بارزة من علامات النضال الواضح ، كما اعطت اسلوبا مبدعا لتحقيق متطلبات دعم الانتفاضة الاولى الباسلة ، ومن حق الشعب الفلسطيني التغني بامجاد المناضلين ، والتمسك بخيار المقاومة واخذ التجارب بعين الاعتبار وتطوير العمل ليكون هناك تناغم بين الماضي والحاضر والمستقبل في ظل الظروف الدقيقة التي تجتازها القضية الفلسطينية وفي ظل المؤامرات الهادفة لتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني تحت يافطات ابرزها السلام الاقتصادي ودويلة مقطوعة الاوصال او امارة في غزة والاعتراف بيهودية الدولة ، وكلها مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

نعم لقد قاتل ابطال عملية القدس البحرية على تراب الوطن فلسطين كما ينبغي ان يكون قتال الرجال واستشهد بعضهم ليمنحوا الشهادة قداستها وقاتل رفاقهم الاخرين حتى الطلقة الاخيرة ليجددوا عهد فلسطين القتال حتى النصر والشهادة .

وعلى هذه الارضية شكل الثلاثين من ايار يوما زلزل اركان الاحتلال ومؤسساته المختلفة وعلى كافة مستوياتها ، وهو يوم ليس ككل الايام في قاموس النضال الوطني الفلسطيني ، وقاموس المقاومة ، ولهذا نؤكد بان جبهة التحرير الفلسطينية التي صقلت التجربة مناضليها وقيادتها شكلت رافعة أساسية هامة للنضال الوطني الفلسطيني ، ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، واستطاعت بتميزها الفكري والسياسي والعسكري أن تسطر لنفسها ولشعبها وقضاياه العادلة تاريخاً مشرقاً ، حافلاً بالعطاء المتميز والمواقف البطولية والعمليات البطولية النوعية.

ونحن اليوم نفخر بابطال عملية القدس البحرية وبكافة ابطال العمليات البطولية لجبهة التحرير الفلسطينية ولفصائل الثورة الفلسطينية ، نؤكد ان هذه الجبهة التي قدمت خلال مسيرتها العريقة الاف من الشهداء والجرحى والاسرى ، وفي مقدمتهم الشهداء القادة الامناء العامين فارس فلسطين ابو العباس وطلعت يعقوب وابو احمد حلب والقادة سعيد اليوسف وحفظي قاسم وابو العمرين وابو العز ومروان باكير وجهاد حمو وابو عيسى حجير وابو كفاح فهد وحسين دبوق "جهاد منصور" ، ولم تتخاذل او تتنازل ، بل كانت السباقة دوما في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن منظمة التحرير الفلسطينية ، وهي اليوم تلعب الدور الكفاحي والنضالي على ارض الوطن كما تلعب دورا رئيسيا في تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وغني عن القول نؤكد ان مناضلي جبهة التحرير الفلسطينية وخاصة اسراها الابطال وفي الذبن تعرضوا للإعتقال وذاقوا مرارة السجن وقسوة السجان الإسرائيلي ، وتميزوا بعطائهم داخل الأسر حتى اليوم ، وشاركوا بفاعلية مع إخوانهم في فتح والفصائل الأخرى في التصدي لممارسات إدارة السجون ، والنضال من أجل صون كرامة الأسير الفلسطيني والإرتقاء بمستواه الفكري والثقافي والسياسي والنضالي وهم اليوم يحملون أوسمة العز والفخار من أكاديمية الصمود الأسطوري.

أن جبهة التحرير الفلسطينية التي شكل تاريخها النضالي فخر كبير لكل المناضلين من خلال عملياتها النوعية والتي كان اخرها عملية القدس الاستشهادية وعمليات كتائب الفارس العربي وطلائع التحرير الفلسطينية وكتائب الشهيد ابو العباس، حيث زرع مناضليها بدمائهم في كل شارع ومنحنى وهضبة ومنخفض ومرتفع وشجرة زيتون وحجر ورابية شهيد من شهدائها الابطال في مقاومة الاحتلال الصهيوني والتصدي له بكل الوسائل المتاحة برا وجوا وبحرا حيث كتبت امجاد هذه الامة بارادة صلبة وايمان لا يتزعزع بتحرير الارض والانسان .

وامام هذا الدور العظيم لجبهة التحرير الفلسطينية جاء اعتقال واغتيال الشهيد القائد الامين العام ابو العباس في معتقلات الاحتلال الامريكي في العراق بعد تصفيته من قبل اجهزة الموساد ليشكل ضربة موجعة للجبهة ، ولكن رغم ذلك استطاعت الجبهة ان تستنهض اوضاعها وان تعيد الاعتبار لمشروعها النضالي من خلال كتائب الشهيد ابو العباس وهي اليوم لا زالت تمتلك روح النضال على الاستمرار بدورها والتمسك بنهج الشهيد القائد ابو العباس وكل رفاقه القادة والمناضلين ، حيث نالت الجبهة احترام شرفاء وأحرار العالم أجمع كون مسيرتها الطويلة وتاريخها الساطع ، وارثها النضالي والكفاحي العريق ، ومؤسسوها وقادتها ، كانت دائما في ساحة النضال الأرحب ضد الإحتلال والظلم والإضطهاد ، وفي عالم الصمود والكفاح ، فهذا  التاريخ الرائع  بحاجة الى صياعة وتوثيق لمسيرتها المظفرة النضالية والكفاحية

ونحن اليوم نقول  فهذه الجبهة التي تربى اعضائها ومناضليها على هوية فكرية ونضاليه وناضل في صفوفها  احرار وشرفاء من المناضلين العرب واحرار العالم ومنهم استشهدوا تحت لوائها ، من اجل  تقدمها ورقيها ، نخشى عليها ممن يكبلون دورها، من اجل دفاعهم عن المكاسب والامتيازات، لان المطلوب من الجميع الحفاظ على الإرث والتراث النضالي والكفاحي على كل الصعد سياسياً وتنظيماً وفكريا ، من اجل استكمال مسيرة النضال  التي تكللت بشهدائها وأسراها القابعين في سجون الإحتلال الإسرائيلي وقيادتها وكوادرها وأعضائها وأنصارها ، لاننا نريد ان تبقى جبهة التحرير الفلسطينية، فاعلة ومؤثرة ، ناشطة وقوية وأن تساهم مع باقي الفصائل الفلسطينية بفاعلية أكثر لإستعادة وحدة الشعب الفلسطيني ، وفي الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل  مؤسساتها ، وفي صون المشروع الوطني الفلسطيني على طريق تحقيق أهداف شعبنا المشروعة ، لاننا نتطلع الى استنهاض دور الجبهة بمستواها وحضورها وتأثيرها ، وأن نراها يوما كما أرادها الشهداء القادة الامناء العامون طلعت وابو العباس وابو احمد و تمناها سعيد اليوسف وأن يكون مستقبلها كما رسمه ابطال عملياتها  ، وكما حلم به الشهيد القائد ابو العز، وكما يسعى لتجسيده قيادتها وكوادرها ومناضليها .

علمتنا دروس المقاومة، أنه من المهم جدا ، وضع النقاط على الحروف ، منعا للإلتباس أو التأويل ، ما اجل المحافظة  على المكتسبات التي حققها شعبنا الفلسطيني ، وعمدها بدماء شهدائه وأنات جرحاه وعذابات أسراه وحصاره وجوعه ، في الوقت الذي كانت فيه جبهة التحرير ، وبشهادة القاصي والداني  ، وفي كل مراحل ومحطات النضال الفلسطيني ، وفيه لأهدافها ومبادئها وأخلاقها ، ولم تبيع موقف لهذا النظام العربي أو ذاك ، وبقيت أمينه ومدافعه عن الموقف والقرار الوطني الفلسطيني وإستقلاليته ، ودفعت ثمن ذلك دم وحصار وملاحقه وإعتقال وطرد ، ولكنها ظلت قابضه على مبادئها ، كالقابضين على الجمر ، ولم تهن أو تضعف عزيمتها ، أو تتنكر لأهدافها ومبادئها ، وما زالت تدعو الى وحده وطنيه حقيقيه ، وشراكه سياسيه في القياده والقرار ، على قاعدة شركاء في الدم والنضال ، شركاء في القيادة والقرار ، وغلبت المصالح الوطنيه العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الفئويه ، ورغم تشكيل الحكومات الفلسطينية رحبت بها واعتذرت عن المشاركه في الحكومه الفلسطينيه لان ما يهمها في الحكومة ان تركز على الهموم المباشرة للمواطن، الهموم الاقتصادية والاجتماعية وكسر جسر الهوة بين القول والفعل، وبين الشعار والممارسة

ما تشهده وتعيشه الساحة الفلسطينية من انقسام كارثي رغم سد الأبواب من قبل طرف في وجه كل المبادرات الإنقاذية والوحدوية التي أطلقتها الكثير من القوى ومجتمعة وغيرها، تدلل وتبرهن على دور الجبهة وقيادتها وامينها العام الدكتور واصل ابو يوسف ونائب الامين العام الرفيق ناظم اليوسف ومعهم كل القوى الحية التي تنتصب أمامها مهام كبرى، وعليها أن لا تكتفي بالشعارات والمبادرات للجم وصد عنجهية وغطرسة من يريد فصل غزة عن الضفة التي لا تفكر إلا في ذاتها ومصالحها، وتلبسها ثوب المصالح العليا للشعب الفلسطيني، بهدف الوصول الى تدمير  المشروع الوطني، لهذا لا بد من دعوة كافة فصائل منظمة التحرير من تفعيل وتطوير مؤسسات المنظمة والوصول إلى قواسم مشتركة تؤكد على الثوابت وتحفظ حق المقاومة بكافة اشكالها .

إن معركتنا مع الاحتلال طويلة وقاسية ، وإن كل إنسان عربي مطالب اليوم بتقديم دعمه وتأييده الكامل لمسيرة النضال الذي يخوضها الشعب الفلسطيني فوق الأراضي المحتلة هو جزء فاعل من مسيرة قوى حركة التحرر العربية ضد الإمبريالية ومشاريعها الاستعمارية ، وهذا بحاجة إلى إرتباط عضوي بين كفاح شعبنا الفلسطيني وكفاح الشعوب العربية في مواجهتها نفس الخطر ونفس الخصم ونفس المخططات التي هدفها تعميم الفوضى من بوابة الفتنة الطائفية والأثنية المذهبية والعرقية بهدف الوصول لتقسيم العالم العربي الى دويلات متصارعة على أسس طائفية تفسح في المجال أمام سرقة ما تختزنه الأرض العربية من ثروات لتمكين الرأسمالية من الخروج عن أزمتها، وتصفية القضية الفلسطينية وبناء الكيان الاسرائيلي على أساس تحويله الى ما يسمى "دولة اليهود في العالم" مما يستدعي استنهاض دور الاحزاب والقوى العربية في مواجهة كل أشكال وأقنعة الاستعمار الإمبريالي الصهيوني الجديد ومحاولاته الحثيثة لتصفية الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني، ولذا فإن العمل الفلسطيني يحدد موقفه عربياً مع من يقف إلى جانب نضاله ضد من يعاديه ، كما أن كفاح الشعب الفلسطيني مرتبط مع كفاح قوى الثورة والتقدم في العالم ، و مع هذا كله فانني أرى نوراً في نهاية النفق المظلم ، ولا بد ان ينتصر الخير على الشر والباطل ، المنطقة كلها تغلي وعلى فوهة بركان ، فلن يطول ابدا صمت وهدوء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس  ، فالانفجار قادم لا محاله بانتفاضة الحرية والاستقلال والعودة .

وفي ذكرى عملية القدس البحرية نتوقف امام ما يجري في المنطقة حيث استطاعت القوى الامبريالية والاستعمارية والرجعيه بقيادة الادارة الامريكية ومن وراء الستار الكيان الصهيوني وبقايا الحركات الدينية الممولة من كل هؤلاء من تصعيد هجمتها الاستعمارية تحت يافظات عدة ومنها الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد وصولا لاستغال ما جرى تحت ما يسمى الربيع العربي في الدول العربية ، من اجل تنفيذ مشاريع التقسيم وخلق الدويلات الدينية المتصارعة والمكرسة للصراع المذهبي بديلاً عن الصراع مع العدو من أجل فلسطين  وحقوق شعبها.

وامام خطورة ما يجري نقول ان المطلوب اليوم من كافة القوى العربيه باحزابها وقواها وشعوبها استنهاض المشروع القومي  التقدمي في مواجهة المشروع المعادي من اجل تقسيم المنطقة وإعادة تشكيلها على اسس مذهبية وطائفية وعرقية، والتصدي مع قوى المقاومة  في للقوى الارهابية  التي تشكل خطر حقيقي يوازي الخطر الصهيوني ويخدم المشروع الأميركي نفسه.

ختاما : طريق النضال قاسية .. لكن العزيمة قادرة على المضي رغم المصاعب فداءً لدماء شهداء عملية القدس البحرية وشهداء فلسطين ، وعلى جبهة التحرير أن تخط نهجها ورؤيتها من خلال إقامة وإشاعة العلاقات الديمقراطية مع الجماهير، وضرورة التعلم منها، والاستفادة من طاقاتها وخبراتها، وأيضاً على الجبهة العمل على جسر الهوة بين القول والفعل، وبين الشعار والممارسة،  حفاظا على فكرها وتاريخها وتراثها وتضحياتها ونضالاتها، ونحن على ثقة بأنها قادرة على الإبداع واستدخال واستنباط أشكال وطرائق عمل جديدة، تتماشى وتواكب التطورات الحاصلة، لأن تاريخ جبهة التحرير الفلسطينية تاريخ ساطع وإرث عريق حمل في ثناياه تجارب عميقة يجب الحفاظ عليها ودعمها ومساندتها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، وعملياتها شكلت نموذجا فريدا على مستوى النضال التحرري.

كاتب سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف