الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في حيِّنا بقلم:رامي مهداوي

تاريخ النشر : 2015-05-30
في حيِّنا بقلم:رامي مهداوي
في حيِّنا

رامي مهداوي

30 أيار 2015

أرسلت لي هذا النص لقراءته وإبداء رأيي، هي من ذوي الاحتياجات الخاصة شاهدت لها عروضا مختلفة وهي ترقص كفراشة على المسرح، واليوم سأجعلها ترقص في مساحة المقال من خلال هذا النص لتصل مساحات مختلفة لم تصلها بعد كجسد. لن أذكر اسم الكاتبة لأني سأقوم بإعداد أمسية خاصة لها حتى تقرأ لنا ما كتبته وما تصفه بأنها خربشات، لكنها لا تعلم بأن هذه الخربشات أفضل بكثير من كتابات من يعتبرون ذاتهم بأنهم "نخبة مثقفة"، ومن جانب آخر لأن المحيط الخاص بها ربما لا يعلم بأنها كاتبة!! هذا أول نص كتبته أضعه بين يديكم.

في حينا
فراشة باردة الألوان ضعيفة الحيلة، ضائعة البصيرة، تلعب بكبرياء مغموس بسم الحقيقة، تطير مسجونة بمستقبل لا تعلم إلى أين سيهبط. نسوة كثر لا يجدن سوى الحزن وصلب الخيبات على جذع الدمع، يحترفن الشقاء مشققات القدم سقيمات الفؤاد. كنَّ جميلات بعطائهن وصبرهن وكبريائهن المشنوق على أعتاب كرامة ضائعة باسم زوج لا يتقن سوى الشتائم ..

في حينا .. 
عجوز وابنتها المطلقة تسكنان في بيت حجري من الداخل والخارج، وكنة تلقي لهما صحن الأرز مع طفل لا يتقن سوى كلمة "خُذن". كرامة العجوز مهدروة بعدد ما تناولت من حبات أرز باردة، والمطلقة تكتفي بتبليل الأرز بدمعها ..

في حينا ..
بيت كبير مهدم، وعجوز على بابه تبكي أولادها. 

في حينا ..    
رجل بلا رجولة ماهر في إخفاء دمعه مقعد العينين بصير القدم .. دوماً كان يبكي أغاني .. "وياك وياك يلي ربيت أنا وياك إن عشنا عشنا سوى وان مت أنا وياك " هو كان وحيداً للغاية .. لم أشاهد أحداً تربى معه حتى يموت معه .. أعتقد أنه خرف من الوجع ..

في حينا ..
عجوز أرمل دوماً يحمل إبريق الوضوء يسلي وحدته بالصلاة. كان أطفال الحي يخافون منه لأنه يعيش مع الأشباح .. كنت أراقبه من بعيد يتوضأ بدمعه ويصلي لرجعة أبنائه ..

في حينا ..
امرأة ترعى بقرات وقطيع غنم، تسابق الشمس في الصحو وتطفئ القمر تعباً. كانت سمراء الوجه بيضاء الوجع، تزرع الأرض وتطعم الأغنام وترعى الصغار، تشتمنا إن اقتربنا من مملكتها المزروعة بروث البقر ..

في حينا .. 
شجر تين وزيتون يملكها رجل طويل أبيض الذقن أصلع الشعر. كان يرعى الشجر كل يوم بوجه عابس مخيف. في موسم نضوج زرعه يوزع الثمار على الأطفال ليبتسم مرة في العام.

في حينا ..
عجوز فقيرة تصنع اللبن الطازج وتغرقه بزيت الزيتون البلدي .. وتخبز على الحطب خبزا برائحة الجنة تدعو أبناء جارتها الحافية ليأكلوا وتتفرج.

في حينا .. 
رجل متسلط تزوج على زوجته القصيرة، امرأه مطلقة وشم على جسدها ظلم زوجها الأول .. حلفت أن تثأر من القصيرة! 

في حينا ..
عجوز مريضة بالنظافة كلما لعبنا بالقرب منها لحقتنا بمقشتها لتنظف الشارع من شقاوتنا ..

في حينا .. 
أرملة كانت تعيش في قعر غرفة ينفتح بابها على درج طويل يقفز إلى النور، اشتهت الكنافة وبعدها ماتت.

في حينا .. 
رجل له كرش، غزير اللحية، معقود الحاجبين، كان يضرب زوجته، وأولاده بقلب من رصاص كل يوم، يبكون ونحن نسمع ..

في حينا .. 
امرأة يتيمة لديها أربع بنات بلهاوات. كانت نحيلة الجسد جاحظة العينين كل يوم تعمل من الصباح إلى المساء، تضرب بناتها المزعجات لتنام .. ولا تنام.. 

في حينا ..
امرأة تزوجت بالإكراه. كانت جميلة جداً وحزينة جداً جداً .. كل ليلة نسمعها ترجوه بأن يتركها ... وتغتصب ..

في حينا .. 
رجل مسافر يتصل بأولاده بالهاتف. كان ثرثاراً وكانوا صامتين ..

في حينا .. 
ثلاثينية شقراء أصيبت بالسرطان. ماتت خوفاً ..

في حينا .. 
طفلة بلغت، كانت تلعب معنا خلسة، والدها طعنها بحبل على يديها كي لا تلعب وزوجها.

 في حينا .. 
عانس بشعة كانت كل صباح تحيك قميصَ نوم ضاحك .. لتمزقه دمعاً في الليل ..

في حينا ..
وجوه مشوهة ودمع غزير..

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف