الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

منظمة التحرير الفلسطينية ومحاولات صناعة البديل بقلم:د. جهاد الحرازين

تاريخ النشر : 2015-05-29
منظمة التحرير الفلسطينية ومحاولات صناعة البديل
د جهاد الحرازين
شكلت منظمة التحرير الفلسطينية حالة ثورية جامعة للعمل النضالي الفلسطيني منذ اللحظات الاولى لتأسيسها عام 1964 لتكون متحدثة باسم الشعب الفلسطيني متجهة نحو تحرير فلسطين من خلال تكوين جيش التحرير الفلسطيني ولكن التساؤل المهم في هذا السياق هل استطاعت منظمة التحرير ان تمثل تطلعات الشعب الفلسطيني وان تنأى بنفسها عن التجاذبات والخلافات العربية وان تستقل بقرارها كل هذه الاسئلة تدور في مخيلة أي انسان لذا يجب ان تكون هناك دراية بالتاريخ الفلسطيني والعمل الوطني الذى توج بانطلاقة الثورة الفلسطينية انطلاقة حركة فتح التي شرعت البندقية في وجه الاحتلال بعملياتها البطولية واستقلاليتها بقرار فلسطيني خالص يحمل الهم الفلسطيني ويأخذ على عاتقه تحرير فلسطين اكتسبت من خلالها الاحترام والتقدير الشعبي والرسمي المحلى والعربي والدولي ومن هنا بدأت الحكاية كيف تتحول منظمة التحرير الفلسطينية التي انشئت بقرار عربي الى منظمة جامعة لكل فصائل العمل الثورى والنضالى برؤية فلسطينية خالصة بعيدا عن اية تدخلات خارجية وبعد ان دخلت فتح المنظمة وقادها الشهيد الراحل ابو عمار بدأت حالة الانعطاف التاريخى في كيفية اكتساب الاعتراف الدولى والعربى بهذه المنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطينى في تحد واضح لكل المشاريع التى حاولت سلب القرار الفلسطينى وطرح نفسها ممثلا بديلا للشعب الفلسطينى فدفعت منظمة التحرير الاف الشهداء من خيرة قادتها ومناضليها دفاعا عن استقلالية القرار الفلسطينى ووحدانية التمثيل الوطنى الممثل بمنظمة التحرير الفلسطينية فاستطاعت المنظمة ان تحصل على اعترافا عربيا ودوليا بها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطينى عام 1974 الامر الذى لم يرق للبعض فحاول تبهيت والتشكيك بمثل هذا الاعتراف فارتكبت المجازر وبدات عمليات تضييق الخناق في كل العواصم بعمليات الاغتيال وطرح المشاريع المشبوهة الا ان قيادة منظمة التحرير خرجت في كل مرة منتصرة بالتفاف جماهير الشعب الفلسطينى حولها الامر الذى اقلق مضاجع الاحتلال وقرر ايجاد بديل عن منظمة التحرير يتعاطى مع مخططاته ويكون ندا لها في تمثيل الفلسطينيين فكان مشروع روابط القرى وبدأت الفكرة عام 1976 م حيث طُرحت لأول مرة فكرة إنشاء “الروابط القروية” طرحها الميجر جنرال يغئال كرمون (الحاكم العسكري لمدينة الخليل من (1974-1976) فالتقطها مناحيم ملسون مستشار الشؤون العربية في الحاكمية العسكرية للضفة وبدأ يدرسها إلى أن شرع ينفذه عملياً بعد التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 الا ان الشعب الفلسطينى اسقط هذا المشروع ومن تعاطوا معه ووصفهم بالعملاء ووقف سدا منيعا في مواجهة هذا المشروع وفشلت دولة الاحتلال بتمرير مشروعها فانتقلت الى حرب بيروت عام 1982 في محاولة للقضاء على منظمة التحرير وفصائلها المقاومة في معركة استمرت اكثر من ثمانين يوما سطر خلالها ابطال منظمة التحرير واشبالها وقواتها وقيادتها اسطورة الصمود الوطنى حتى اصبح الاحتلال يعترف بانه غاص في وحل لبنان ولا يستطيع الخروج منه مما ادى الى تدخل العالم لإنقاذ الاحتلال من ورطته وفشل الاحتلال مرة اخرى بالقضاء على منظمة التحرير الا انه عمل على ايجاد ما سمى بالمجمع الاسلامى وقدم له كل ما يلزم من تصاريح وتراخيص ليكون بديلا عن المنظمة ولاستهداف ابناء القوى الوطنية وبقيت قافلة التحدى الوطنى متواصلة لتبوء كل محاولات شطب المنظمة وايجاد قيادة بديلة عنها بالفشل الذريع حتى ادرك الجميع بانه لا يمكن ان يقبل الشعب الفلسطينى بديلا عن منظمته وقيادته ومن هنا كانت بداية التحاور وصولا الى الاتفاقيات واقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على امل انهاء دور منظمة التحرير التى تشكل العمود الفقرى للنضال الفلسطينى الا ان كل محاولات الالتفاف عليها فشلت لأنها الاحرص على قضية الشعب وحقوقه العادلة والحافظة له فلم تتعاطى مع الاحتلال ولم تتنازل عن الثوابت كما يروج المرجفون بل تمسكت بالحق الفلسطينى الامر الذى افقد دولة الاحتلال وحليفتها الرئيسية التوازن في التعامل مع الملف الفلسطينى فكان الانقسام الفلسطينى الذى نتج عن الانقلاب عام 2007 وبدات الدعوات الى اقامة كيان بديل عن منظمة التحرير من قبل حركة حماس وبعض الفصائل المنشقة تحت ما يسمى بحماية الحقوق الفلسطينية وتفشل تلك الدعوة التى لم تجد لها صدى سوى في اذان من اطلقوها والذين اعتقدوا بانه ان الاوان للانقضاض على المنظمة وسلبها او انهاء دورها حسبما اراد الاحتلال وحلفائه ولكن خرجت الجماهير الفلسطينية لتجدد العهد والبيعة لمنظمة التحرير ورئيس لجنتها التنفيذية الرئيس ابو مازن لتتواصل مسيرة التحدى والعطاء وافشال المخططات وتحقق منظمة التحرير الانجاز السياسى الواحد تلو الاخر في الامم المتحدة وتصبح فلسطين عضوا بصفة مراقب ويعترف بها من قبل الدول والبرلمانات العالمية ويعزل الاحتلال ولكن لم يستطع المتخاذلون والمزايدون السكوت والانخراط في هذا الصرح الوطنى الكبير الذى هو بيت لكل الفلسطينيين ويتجهوا نحو مشاريعهم المشبوهة التى سيلفظها شعبنا اجلا ام عاجلا كمشروع دويلة غزة والهدنة وفصل غزة عن الضفة والقدس ولكن اخر التقليعات الجديدة الايعاز لبعض ادواتهم للمطالبة بان يكونوا اعضاء مراقبين بالأمم المتحدة باسم الشعب الفلسطينى من خلال بعض المراكز المحسوبة على بعضهم او بعض القوى لنقل رسالة تشكيك للعالم بان هناك اكثر من ممثل للشعب الفلسطينى واكثر من طرف يمكن المراهنة عليه والعمل معه وقد يتجاوب مع اطروحاتهم بدولة ذات حدود مؤقتة او امارة بغزة او هدنة الى ما لانهاية او منطقة صغيرة بميناء وغيرها من الامور التى تشكل كارثة على مستقبل قضيتنا الوطنية ولكن هل سيقبل شعبنا الفلسطيني تلك البدائل ام سيسقطها كما اسقط من قبل روابط القرى وافشل مخططات التوطين وحروب التدمير للمنظمة وقياداتها وقواتها ولكن يأتي الرد دائما من خلال شعبنا كما اتى في كل مناسبة فستسقط تلك المؤامرات وسيزول البديل وسيدفن أي مشروع يستهدف القيادة الشرعية، قيادة منظمة التحرير، التي ستبقى في خندق المواجهة مع الاحتلال ومن يقف وراءه وستبقى وحدانية التمثيل كما هى ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية التى عبدت دربها بدماء الشهداء واتجهت ببوصلتها صوب الدولة والحرية والقدس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف