الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطفولة العربية إغراق في البؤس بقلم : حمدي فراج

تاريخ النشر : 2015-05-29
الطفولة العربية إغراق في البؤس بقلم : حمدي فراج
بقلم : حمدي فراج

فتح الطفل التونسي الذي اقدم على الانتحار قبل بضعة اسابيع ، جرحا غائرا في القلب المفتوح ، على ناحية من ألم مزمن قد لا يبرأ حتى مع وقف النزف ، لتنافي ذلك مع طبيعة الطفولة التي تتسم بالجمال والبراءة وحب الحياة ، التي تقدم في كل يوم شيئا جديدا يقدم عليه الاطفال بتلقف وتلهف وشغف .

لا سبب ، مهما تعدد وتنوع المختصون في ابداء ارائهم وتقديم شروحاتهم ، يبرر اقدام طفل على الانتحار ، بغض النظر عن جنسيته ولونه ودينه وثقافته ، فهذا مناف لقوانين الطبيعة ونواميسها . فلقد عشنا نحن في فلسطين ، طفولة ما بعد النكبة ، التي يحتفل العالم هذه الايام ، بذكرى مرورها السابعة والستين ، طفولة بائسة بكل ما تعني الكلمة ، ولكني أعيد استذكارها على أجمل ما يكون ، كنا حفاة في شوارع غير معبدة ، تغوص اقدامنا في وحل الشتاء ، اشباه عراة ، الا ما جادت به علينا وكالة الغوث من اسمال الملابس المستعملة ، فنقي بها اجسادنا ، وكم كان حظ اسرتنا سيئا ، عندما تكون معظم الملابس التي في حصتنا "البكجة" ، فساتين للبنات ، في اسرة معظم اعضائها من الذكور ، ولم يكن امامنا الا ارتداءها ، ومع ذلك كنا نطير بها فرحا ، لمجرد انها جديدة ، والحقيقة انها ليست بجديدة ابدا . كان كوب شاي في غير موعده يجعلنا سعداء ، قطعة خبز مدنية ، نحشيها ساندويش في خبز البيت ، الافطار على ما تبقى من ارز الامس بعد اضافة بعض السكر عليه ليصبح اشبه ما يكون بالحلويات . كنا نمارس اكثر من عشرين لعبة ، تختلف طبيعتها في الصيف عن الشتاء ، وكنا نتمنى ان يطول النهار اطول فأطول ، ورغم افتقادنا للكهرباء ، كنا لا نعود الى البيت – اي بيت- ، الا بعد حلول الظلام .

أليست الطفولة العربية اليوم ، ونحن على ابواب الاحتفال بيوم الطفولة العالمي الذي اقرته الامم المتحدة في الاول من حزيران ، أليست اكثر بؤسا مما كان عليه حال الطفولة الفلسطينية البائسة قبل ستين حولا ؟ أطفال العراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال وتونس واليمن ، المشردين والميتمين بالملايين ، ولم تعد الاهداف التي وضع زعماء العالم مطلع الالفية نهاية 2015 موعدا لتحقيقها ، بتقليل الفقر وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي الا مجرد أضغاث احلام للطفولة العربية . ليتهم يوقفوا تقتيلهم بالغارات ، ليتهم يوقفوا تيتيمهم ، ليتهم يوقفوا تهجيرهم ، ليتهم يوقفوا سبي امهاتهم واخواتهم ، ليتهم يوقفوا توريطهم في الجهاد غير المقدس وتسليحهم بالبنادق والسيوف ، ليتهم يوقفوا بيعهم ، حينها لربما يوقفوا نحرهم او انتحارهم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف