بقلم : حمدي فراج
فتح الطفل التونسي الذي اقدم على الانتحار قبل بضعة اسابيع ، جرحا غائرا في القلب المفتوح ، على ناحية من ألم مزمن قد لا يبرأ حتى مع وقف النزف ، لتنافي ذلك مع طبيعة الطفولة التي تتسم بالجمال والبراءة وحب الحياة ، التي تقدم في كل يوم شيئا جديدا يقدم عليه الاطفال بتلقف وتلهف وشغف .
لا سبب ، مهما تعدد وتنوع المختصون في ابداء ارائهم وتقديم شروحاتهم ، يبرر اقدام طفل على الانتحار ، بغض النظر عن جنسيته ولونه ودينه وثقافته ، فهذا مناف لقوانين الطبيعة ونواميسها . فلقد عشنا نحن في فلسطين ، طفولة ما بعد النكبة ، التي يحتفل العالم هذه الايام ، بذكرى مرورها السابعة والستين ، طفولة بائسة بكل ما تعني الكلمة ، ولكني أعيد استذكارها على أجمل ما يكون ، كنا حفاة في شوارع غير معبدة ، تغوص اقدامنا في وحل الشتاء ، اشباه عراة ، الا ما جادت به علينا وكالة الغوث من اسمال الملابس المستعملة ، فنقي بها اجسادنا ، وكم كان حظ اسرتنا سيئا ، عندما تكون معظم الملابس التي في حصتنا "البكجة" ، فساتين للبنات ، في اسرة معظم اعضائها من الذكور ، ولم يكن امامنا الا ارتداءها ، ومع ذلك كنا نطير بها فرحا ، لمجرد انها جديدة ، والحقيقة انها ليست بجديدة ابدا . كان كوب شاي في غير موعده يجعلنا سعداء ، قطعة خبز مدنية ، نحشيها ساندويش في خبز البيت ، الافطار على ما تبقى من ارز الامس بعد اضافة بعض السكر عليه ليصبح اشبه ما يكون بالحلويات . كنا نمارس اكثر من عشرين لعبة ، تختلف طبيعتها في الصيف عن الشتاء ، وكنا نتمنى ان يطول النهار اطول فأطول ، ورغم افتقادنا للكهرباء ، كنا لا نعود الى البيت – اي بيت- ، الا بعد حلول الظلام .
أليست الطفولة العربية اليوم ، ونحن على ابواب الاحتفال بيوم الطفولة العالمي الذي اقرته الامم المتحدة في الاول من حزيران ، أليست اكثر بؤسا مما كان عليه حال الطفولة الفلسطينية البائسة قبل ستين حولا ؟ أطفال العراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال وتونس واليمن ، المشردين والميتمين بالملايين ، ولم تعد الاهداف التي وضع زعماء العالم مطلع الالفية نهاية 2015 موعدا لتحقيقها ، بتقليل الفقر وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي الا مجرد أضغاث احلام للطفولة العربية . ليتهم يوقفوا تقتيلهم بالغارات ، ليتهم يوقفوا تيتيمهم ، ليتهم يوقفوا تهجيرهم ، ليتهم يوقفوا سبي امهاتهم واخواتهم ، ليتهم يوقفوا توريطهم في الجهاد غير المقدس وتسليحهم بالبنادق والسيوف ، ليتهم يوقفوا بيعهم ، حينها لربما يوقفوا نحرهم او انتحارهم .
فتح الطفل التونسي الذي اقدم على الانتحار قبل بضعة اسابيع ، جرحا غائرا في القلب المفتوح ، على ناحية من ألم مزمن قد لا يبرأ حتى مع وقف النزف ، لتنافي ذلك مع طبيعة الطفولة التي تتسم بالجمال والبراءة وحب الحياة ، التي تقدم في كل يوم شيئا جديدا يقدم عليه الاطفال بتلقف وتلهف وشغف .
لا سبب ، مهما تعدد وتنوع المختصون في ابداء ارائهم وتقديم شروحاتهم ، يبرر اقدام طفل على الانتحار ، بغض النظر عن جنسيته ولونه ودينه وثقافته ، فهذا مناف لقوانين الطبيعة ونواميسها . فلقد عشنا نحن في فلسطين ، طفولة ما بعد النكبة ، التي يحتفل العالم هذه الايام ، بذكرى مرورها السابعة والستين ، طفولة بائسة بكل ما تعني الكلمة ، ولكني أعيد استذكارها على أجمل ما يكون ، كنا حفاة في شوارع غير معبدة ، تغوص اقدامنا في وحل الشتاء ، اشباه عراة ، الا ما جادت به علينا وكالة الغوث من اسمال الملابس المستعملة ، فنقي بها اجسادنا ، وكم كان حظ اسرتنا سيئا ، عندما تكون معظم الملابس التي في حصتنا "البكجة" ، فساتين للبنات ، في اسرة معظم اعضائها من الذكور ، ولم يكن امامنا الا ارتداءها ، ومع ذلك كنا نطير بها فرحا ، لمجرد انها جديدة ، والحقيقة انها ليست بجديدة ابدا . كان كوب شاي في غير موعده يجعلنا سعداء ، قطعة خبز مدنية ، نحشيها ساندويش في خبز البيت ، الافطار على ما تبقى من ارز الامس بعد اضافة بعض السكر عليه ليصبح اشبه ما يكون بالحلويات . كنا نمارس اكثر من عشرين لعبة ، تختلف طبيعتها في الصيف عن الشتاء ، وكنا نتمنى ان يطول النهار اطول فأطول ، ورغم افتقادنا للكهرباء ، كنا لا نعود الى البيت – اي بيت- ، الا بعد حلول الظلام .
أليست الطفولة العربية اليوم ، ونحن على ابواب الاحتفال بيوم الطفولة العالمي الذي اقرته الامم المتحدة في الاول من حزيران ، أليست اكثر بؤسا مما كان عليه حال الطفولة الفلسطينية البائسة قبل ستين حولا ؟ أطفال العراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال وتونس واليمن ، المشردين والميتمين بالملايين ، ولم تعد الاهداف التي وضع زعماء العالم مطلع الالفية نهاية 2015 موعدا لتحقيقها ، بتقليل الفقر وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي الا مجرد أضغاث احلام للطفولة العربية . ليتهم يوقفوا تقتيلهم بالغارات ، ليتهم يوقفوا تيتيمهم ، ليتهم يوقفوا تهجيرهم ، ليتهم يوقفوا سبي امهاتهم واخواتهم ، ليتهم يوقفوا توريطهم في الجهاد غير المقدس وتسليحهم بالبنادق والسيوف ، ليتهم يوقفوا بيعهم ، حينها لربما يوقفوا نحرهم او انتحارهم .