الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من يحررني من عقدتي.. !؟ بقلم : محسن حكيم

تاريخ النشر : 2015-05-29
من يحررني من عقدتي.. !؟ بقلم : محسن حكيم
ـ كذلك الإبداع : ،، كوميديا ،، أدبية اجتماعية هزلية من زمن الأبيض والأسود ..

ـ عنوانها : يوم نكبتي وسر عقدتي أو : حكاية دولاب بيتنا ...!!!

ـ أما وإن حضور الدولاب بالبيت ليعد منقبة كبيرة ترفع شأن الأسرة وتحل أهلها مراتب ذوي النباهة والحزم وحسن التدبير حتى ولو كان البيت برمته عبارة عن غرفة واحدة ٠ أما وإن أصحابه ليعتبرون من ذوي الحظوة العظيمة متى وجدت في إحدى الجنبات كوة تسمح لقليل من أشعة الشمس بالدخول متيحة لذرات جد ضئيلة أن تتقلب كيفما تشاء وهي تدنو من زجاج مرآة ذلك المصنوع العجيب٠ إن عدم وجوده ليشكل في كثير من الأحيان عقدة نقص لدى الجيران الذين لم تساعدهم بعد ظروفهم المادية من اقتنائه ولو أن الغاية من شرائه في الغالب تكون للمظهر لا أقل ولا أكثر٠ إن مرآته العجيبة وحدها لتلعب لعبة السحر حين تظهر للرائي مداخل البيت الصغير فسيحة ومترامية ، ناهيك عن كونها تبرز كامل أعضاء الجسم لصاحبة البيت حين تقف طويلا أمامها وهي تعدل خصلات شعرها ٠ أما وإن هذه الأخيرة هي الأخرى لا تظهر لأحد حتى الزوج نفسه إلا في فترات قصيرة ومتقطعة حين تشرع ربة البيت في وضع الحناء فوق رأسها استعدادا للذهاب إلى الحمام الشعبي٠ لكن لن يفوتنا أيضا ذكر عنصر بالغ الأهمية وهو عبارة عن عصا مصقولة يعلق عليها المسجب الخشبي الذي تتوسطه قطعة سلك قوية معقوفة تكون الغاية منها الإبقاء على القفاطين والقمصان وجلباب الصلاة مستقيمة حتى لا تحتاج إلى مكواة تستنزف بدورها وقود الوابور القديم ٠ وحان دورنا نحن أيضا وذلك بعد لأي ومعارضة وخصومات متكررة وحل بيننا الدولاب ..ذلك الضيف الراقي ذو السمعة والصيت اللذين يسبقان حضوره بأشهر عديدة ؛ لكن النجار الذي قدم من مركز المدينة إلى بلدتنا لتركيبه دون أن يمس زجاج مرآته بسوء نسي أن يحمل معه تلك العصا المصقولة والعجيبة٠ هكذا وبغيابها انحبست بسمة الأهل بين الشفاه وسارعت أيادي النسوة جاراتنا في غياب رب البيت ففتحن أبوابه على مصراعيها وأبدين نظرة امتعاض وحسرة مصطنعة وكأن الدولاب الجديد بثقله وبريق طلائه هو عبارة عن جسد يفتقد إلى الروح٠ وحان آخر أسبوع لحلول ذكرى إحياء المولد النبوي الشريف وهي مناسبة تتيح لربات البيوت الذهاب إلى مركز المدينة بعد أن يتكفل أزواجهن بحجز تذكرة لركوب الحافلة ؛ ويشار بأنه كان من حقهن في ذلك الزمان أن يصطحبن من أبنائهن إلى حدود ثلاثة رؤوس مهما بلغت أعمارهم ودون أن يؤدين عنهم فلسا واحدا٠ كنت أوسط إخوتي ومكنني طول قامتي وقدرة تحملي لثقل بعض الأغراض من مرافقة والدتي ؛ وودعنا والدي وهو يلح علينا بالمرور إلى محل النجار الذي اشترينا منه دولابنا الجديد وهو شخص له شهرة كبيرة بحكم تواجده قريبا من محطة الحافلات ٠ وحللنا أخيرا بمركز المدينة وأوصتني والدتي بدورها أن أذكرها بما همس إلينا به والدي قبل السفر ؛ كانت المدينة تحفل بكثير من الحركة وكانت المعروضات المختلفة توجد في كل ناصية من الشوارع الطويلة وفي الأزقة الصغيرة والدروب الضيقة وكان الناس مبتهجون فرحون كل يجري إلى مستقره وإلى غايته٠ واقتصرت جولتنا على اقتناء بعض مستلزمات هنا وهناك وكان الوقت يمر سريعا ويستحثنا على أخذ الأمور على محمل الجد حتى نتمكن من الوصول في نهاية جولتنا عند صاحبنا النجار٠ واستقبلنا الرجل الطيب بابتسامته المعهودة وهو يمسح جبينه بمنديل كبير وهنأنا بحلول الذكرى المباركة ، ثم استلمت منه والدتي تلك العصا المصقولة التي تنقص دولاب بيتنا وتنفست الصعداء وكأنها تستلم وسام شرف من درجة كبيرة ٠ وقبل أن نترك محل النجار ناولتني أمي بدورها تلك الأداة وكأنها عصا سحرية أو شعلة أولمبية ثم تحركنا ؛ وعلى مقربة من النافورة الكبيرة المحادية للمحطة تخلفت قليلا لأصلح جانبا من حذاء أخي الأصغر لأنه كان ضيقا فآلمني وحينما رفعت رأسي تراءت لي قطعة حديدية مستديرة يتوسطها ثقب واسع بعض الشيء وهي غطاء حفرة مجاري المياه٠ لم أدر كيف أدخلت تلك العصا المصقولة في وسطها فتوارت فجأة عن الأنظار ولا تسألونني عما جرى بعدها فأنتم أهل نباهة وتقدير٠ يا لخيبة أمل والدتي.. !! غدا سيحل العيد السعيد وستقبل النسوة مرة أخرى لتقديم التبريكات وسيسارعن من جديد إلى فتح دولابنا لتفقد محل العصا المصقولة والعجيبة والتي أضعتها بتهوري وحمقي ؛ ستغرق والدتي في حمام بارد من الخجل وسيتملكها الإرتباك أمام تعليقات جاراتنا وسأكون محل انتقاد شديد ..ألا تعسا لي وتعسا لحافلة ذلك اليوم المشهود وللسفر..ولرحلة البدو والحضر ..ولمن أمسكوا بي من النفر..كانوا تسعة رهط ولربما إحدى عشر ..فنلت ما نلته من عقاب معتبر..إذ تلقفوني وعادوا بي إلى أمي وما أشفق علي أحد منهم أو رق قلبه أوتفطر.. واستحالت الحلوى التي كانت بحلقي إلى علقم مر..وما حن فؤاد أمي ولا تخلت عن إيلامي متى كفكفت الدمع وهدأ في طرف البصر ..ثم تعسا لذلك النجار صاحب البسمة والمنديل ..واللسان المعسول والمطرقة والإزميل.. وتعسا لتلك العصا المصقولة المنحوسة.. وللمرايا الكبيرة اللامعة ..وللدولاب المشؤوم نفسه.. ولنظرات الفضول الزائغة التي لا تنتهي..وويل لي ثم ويل لي..ثم آه ثم آه.. كم ضقت ذرعا بالدولاب القابع في ركن بيتنا.. وبدولاب جميع الأحباب.. وكل الغرباء والأصحاب..هل هناك أكثر من ذلك العذاب.. فمن يحررني من عقدتي.. !!؟؟؟ ههههههه..!!!

ـ إنتهى ـ

ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف