الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاستقالة (2)بقلم:حمد طولست

تاريخ النشر : 2015-05-28
الاستقالة  (2)بقلم:حمد طولست
الاستقالة  (2)

"بت هنا ننبت"

في الدول الديمقراطية مثلا ، وفاة رضيع بمستشفى أو حادث قطار أو سقوط طائرة ، أو إخفاق لمنظومة قطاع ما، يتحمله المسؤول الأول على القطاع وغالبا ما يقدم استقالته ، خصوصا إذا مس ذاك الإخفاق مبادئ النزاهة أو خرق القوانين أو عطل بند من بنود الدستور ، لكن الأمر في الدول غير الديمقراطية والتي تسير على رأسها ، هو مخالف عن ذلك تماما ، بل والمستفز ، أو الأشد استفزازا في الأمر ، هو أن المسؤولين الصغار هم دوما من يدفع ثمن أخطاء وتجاوزات رؤسائهم الكبار ، وغاليا .

ورغم أن جل ما تعرفه بلادنا الجميلة من فضائح فساد كبيرة ، لا يقترفها المسؤولوها الكبار، الذين من مفروض فيهم الاستقامة والنزاهة وعزة النفس والحرص على مال الشعب ، وتحت دوافع تندرج أغلبيتها ضمن المصالح الخاصة أو الكتلوية السياسية ، ولم يسمع –إلا لماما- أن أيا من هؤلاء المسؤولين الكبار تحمل تبعات تجاوزاته وخروقاته أو جوزي على فشله بالإقالة من منصبه ، حتى بدا الأمر وكأنه تحد للرأي العام.

ما دفع بالمواطن البسيط قبل المثقف والمتتبع السياسي ، إلى طرح العديد من الأسئلة المحيرة أمثال : لماذا لا يستقيل المسؤولون عندنا ؟ ولماذا لا يستمعون لنداء الضمير حينما يفشلون في أداء مهامهم ، ولا لصوت الشعب الذي يطالبهم بالرحيل عندما يضرون بمصالحه ، ويسيؤون لسمعته ؟ وما هي المعايير التي على أساسها لا يقال أحد من مسؤولي بلادنا ؟ ومتى تترسخ ثقافة الاستقالة عند ساستنا ، وتتجسد الحكمة الخالدة "المسؤولية تكليف وليست تشريف" ؟ بدل تشبث السياسيين بالكراسي إلى آخر لحظة ، وتطبيق مضمون المثل المغربي الدارج "ابت هنا ننبت " رغم ما فيه من إساءة  لسياسة والسياسيين ، وتكريس للعزوف عن العمل السياسي ، وتأجيج للتطاحن على المناصب الوزارية.

ليجيء الجواب سريعا من رئيس الحكومة في قوله : "إن الاستقالة ومغادرة الحكومة شيء عصري، ككل ما هو عصري في زمننا وأن ما جاء به وزيرا حزبه "العدالة والتنمية لهو حدث غير مسبوق في بلادنا ولم تعرف مثله الحكومات السابقة ، لعدم توفر الشجاعة لدى لمسؤوليها السياسيين لتقديم استقالتهم ، رغم الكم المثير من الفضائح التي كانت تطاردهم ..فعلا إن ما حدث داخل حكومة بنكيران لسلوك غير مألوف لدى المغاربة ، لأنه لم يكن من حق المسؤول أنداك أن يستقيل من منصبه إلا بإذن من الجهات العليا ولأسباب معقولة.. كما حدث في زمن المرحوم الحسن الثانيمع اثنين من المسؤولين الحكوميين.. وهما وزير الفلاحة السابق السيد عثمان الدمناتي والسيد وزير حقوق الإنسان محمد زيان اللذان سمح لهما بالاستقالة ، أما ما يسمى باستقالة وزراء حزب الإستقلال من حكومة بن كيران فالجميع يدرك وقتها وأهدافها ومراميها وأسبابها.

وكلنا يتذكر المقولة الشهيرة ""ما تكولوش ليا شكون نعين ، أنا الشيفور ديالي إيلا بغيت نردو وزير يولي وزير"."التي أوقف بها المرحوم الحسن الثاني بعض زعماء الأحزاب السياسية ، عند حدهم ، بعد أن تحفظوا على تعيين بعض الأسماء التي اقترحها الملك خلال مشاورات تشكيل الحكومة . ولم يكن غضب الملك يقتصر على تحفظات التعيين بل أيضا على طلبات الإعفاء من المناصب ، فمرة في سنة 1995 و أثناء محاولة التناوب الأولى التي باءت بالفشل رفض كل من امحمد بوستة(حوب الاستقلال) و محمد اليازغي (الإتحاد الإشتراكي) الاشتراك في حكومة تضم إدريس البصري ، وطُلب من وزير الداخلية أن يتقدم إلى الملك بطلب إعفائه حتى يحل المشكل ، إلا أن الفكرة أرعبته وجعله يصرخ: "شكون أنا لي نقول لسيدنا اعفيني ، راه هو لي كيتصرف ورحم الله من عرف قدر نفس ". ونفس الشيء يردده رئيس الحكومة الحالية عبد الإله بنكيران ، ويؤكد في كل المحافل ، على أن الذي يحكم المغرب بنص الدستور، هو الملك محمد السادس ، بينما تتولى الحكومة بعض الصلاحيات غير المطلقة. ولم يكتفي بنكيران على التصريح بذلك لوسائل الإعلام الوطنية بل يغرد به حتى في الدولية حيث قال في حلقة الأربعاء (13/5/2015) من برنامج "بلا حدود"، إنه عندما تولى مسؤولية الحكومة قبل نحو ثلاثة أعوام ونصف العام اتضحت أمامه بصورة كبيرة الأولويات كمسؤول لديه بعض الصلاحيات.وأوضح أن رئيس الحكومة في المغرب عضو في مجلس الوزراء الذي يترأسه الملك، بينما يرأس هو (رئيس الحكومة) اجتماعات الحكومة.

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف