الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتاب التاريخ الهولندي يتحدى العالقون في المعبر بقلم:شوقية عروق منصور

تاريخ النشر : 2015-05-28
العالقين وما أدراك ما العالقين قصة مصلوبة على أبواب المعبر المصري ، لا يوجد مرآة مفزعة ، مخيفة ، مخجلة ، مثيرة لشهية غدر الأخوة ، مثل قصة المعبر الذي يوصل قطاع غزة مع الجانب المصري ، لقد تحول من بوابة وحرس ومكاتب عادية للخروج والدخول ،  الى أداة انتقام ومساحة لشنق الفلسطينيين ، حيث تتسع الساحة وتعلق المشانق للناس الذين كل ذنبهم أنهم من قطاع غزة ، يحملون هوية الشقاء والبطالة والحروب والجوع والهجمات والدماء وارقام القتلى والبيوت المهدومة التي ضاعت عناوينها تحت الانقاض وتنتظر شفقة الذين تاجروا بها وحملوا شعار العمران ،  عدا عن نظرات العالم المتحضر الذي  أصيب بالعمى ..يتصنع البكاء و في داخله مصانع لتصدير بطاقات التشفي والمطالبة بالمزيد من الضغط والقتل والتدمير ، فلا يشفي غليلهم الا رؤية سكان قطاع غزة في طوابير الركوع .  

تحول قطاع غزة الى امتحان لضمير العالم والانظمة العربية وضمير النظام المصري خاصة،   الذي توهم ان اغلاقه وعدم السماح للمواطنين بالعبور سيساعد في عملية الاذلال وحقن المواطن الغزاوي بمحلول العقاب الجماعي .

على مر التاريخ كانت هناك عشرات الصور التي تظهر مدى المعاناة التي تمر بها الشعوب من الحصار الى الجوع الى القتل ، وقد مر قطاع غزة بكافة الصور ، لكن أن يُغلق المنفذ الوحيد ، الرئة التي يتنفسون بواسطتها ، بأوامر لا انسانية ، فهذا يحدث لأول مرة .

مئات العالقين الفلسطينيين في الجانب المصري ، مرضى ، طلاب ، عجزة ،  زوجات ، أزواج ، ابناء ، جميعهم من هذا الخليط الذي كان في الانتظار ... ليس انتظار العودة الى فلسطين الأم ، كل واحد الى بلدته وقريته ومدينته التي هُجر منها ، لا... فقط يريد الرجوع الى قطاع غزة الى مخيماته وبقايا بيوته وبقايا بؤسه وامراضه وفقره .

 أيام وليال وهؤلاء العالقين  ينامون على الأرصفة لأنهم لا يملكون المال لدفع ايجار سكن  ، فقط ينتظرون أوامر النظام المصري الذي أغلق بوابة المعبر دون مراعاة مشاعر العالقين  .. لا يهم حياة المرضى .. لا يهم عودة الزوجات اللواتي كن في زيارة عائلاتهن في مصر ولكن علقن في طريق العودة .. والازواج والطلاب والعجزة .. الآن هم رهائن فقط في قبضة النظام المصري  ،الذي  يتفنن في عمليات التنكيل بهم ، كأنهم يتحملون أخطاء القيادات ، وعليهم دفع فواتير حركة حماس وغيرها .

بعد اكثر من خمسين يوما فتح المعبر ، لكن بعد دخول البعض وقف الموظف وأعلن ان الحاسوب متعطل الآن وعليهم الانتظار في الأجواء الملتهبة ، كأنهم منحوا العالقين مرة أخرى محلول الذعر والخوف وساعات الانتظار ..والأدهى  فتح بوابة المعبر فقط باتجاه واحد  ، فالجهة التي ينتظر فتحها الجانب الغزي كي يخرج المرضى والطلاب الذين يتعلمون في مصر ما زالت مغلقة .

نعرف أن حصار قطاع غزة من الحصارات التي سيكتب عنها التاريخ ويدين الصمت العالمي والعربي ، ولا يوجد حتى اليوم شعب من الشعوب عانى من هذا الأغلاق المجنون السادي ، واسرائيل فرضت الحصار ومراقبة القطاع بتحركاته هو جزء من استراتيجية الاحتلال والقمع وقد يمنحها شرعية التوحش ما دامت تجد الصمت ، والصمت يدفع للتمادي – عملت فرعون وما حدا ردني -  لأن في أجندة الاحتلال والاستعمار لا بد أن تكون بنودا لها علاقة بالمخالب والانياب ، حيث تقضم الأرض وتنشب المخالب بحرية البشر وتحد من حركاتهم ووجودهم وتقيدهم بقيود لا فكاك منها  ، لكن عندما نرى النظام المصري يغلق ابواب المعبر بحجج واهية ويتصرف بحياة البشر كأنهم في حظائر - حتى الحيوانات تأخذ حقها في التحرك – ويحيك الموت البطيء لهم ، أنه يغلق المعبر عن سبق الاصرار والترصد ، يعرف هذا النظام أن المنافذ مغلقة ، فيقوم بإغلاق منفذ الأخوة ويمارس لعبة المنع بقسوة السجان الذي نزع الرحمة من قلبه .

المضحك في الوقت الذي يمارسون على الشعب الفلسطيني عملية القهر والقمع والاغلاق والتهميش وفرض العقاب الجماعي الاسرائيلي العربي ، في الوقت الذي تقوم الانظمة العربية في تمزيق  الصفحات من مناهجها التدريسية التي قد تؤذي مشاعر الاسرائيليين وتعمل هذه الانظمة على ترميم حبال الحب والصفاء والتعاون ، الآن المناهج الدراسية العربية خالية من دسم المقاومة زاحفة على بطنها اتجاه الرضى الصهيوني .. نجد  في هولندا الدولة التي لا تمت لنا بصلة تاريخية وقومية ودينية تقوم وزارة التعليم الهولندية بتوزيع كتاب تاريخ تقول فيه ( قيام ميلشيات يهودية بطرد سكان فلسطين خلال احتلال اسرائيل لقرى فلسطينية ، وشردت مئات الآف الفلسطينيين الذين فروا الى معسكرات اللاجئين على الحدود ) كما كتبوا عن مناحم بيغن أنه من كبار الارهابيين ووضعوا في الداخل عدة صور منها صورة الصبي فارس عودة وهو يقذف الدبابة الاسرائيلية بحجر عام 2000وكتب تحت الصورة الاطفال يقاومون  الاحتلال الاسرائيلي .

السفارة الاسرائيلية في هولندا تحتج على نشر الكتاب وتوزيعه .. قد يسحبوه تحت تأثير الاحتجاج الصهيوني .. ولكن  تثبت المحن والسنوات والحصار .. ان لا شيء باق ، كل شيء الى زوال ، لكن يبقى التاريخ حين يذكر أن مصر قامت بإغلاق المعبر وبهذا الاغلاق تمت عملية الخنق الذي فرضه الاحتلال على قطاع غزة  ، لقد كانت مصر العظيمة خادمة في قصر الفساد العربي الصهيوني .  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف