الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أيا طنطورة..كيف ننساكِ؟!!بقلم:د٠محمد طرزان العيق

تاريخ النشر : 2015-05-28
أيا طنطورة..كيف ننساكِ؟!!بقلم:د٠محمد طرزان العيق
أيا طنطورة ٠٠٠كيف ننساكِ؟!!!٠٠
(على هامش حملة العودة والإحتفال بذكرى مجزرة الطنطورة*)
********************************

أكادُ أسمعُ مع كلِّ مدٍّ وجزرٍ على شطِّ بحر الطنطورة صوتَ قريتي الوادعة وهي تئِنُّ ، تناجِينا وتنادينَا ; أنْ عودوا إليَّ أحبَّتي ، فلقد ذبتُ شوقاً وحنيناً إليكُم٠٠٠٠مقابرُ الشهداءِ الجماعيّة ، هنا تحتَّجُ على موْقف السيَّارات ، الذي شيَّدَه وأقَامهُ الإحتلال البغيض ، كي تغطِّي على جريمتها النكراء وإخفاءِ معالمها٠٠٠ والشهداء عاتبون على أهاليهم وأحفادهم ، كما تتساءلُ المقابرُ العزيزة ; ألا تستحقُ قبورنا وروداً نديّة منكم٠٠٠أرواحُنا ، لمْ تبرَح المكانْ قَطْ ، وهي تحومُ في سماء الطنطورة وتَجولُ في حاراتها وحواكِيرها ، تباركُها ، تطمئنُ عليها وتحميها٠٠٠
تقولُ الطنطورةُ ; أغضُّ الطرْفَ -من حينٍ إلى آخر- عن اللحمِ الأشقر والعيون الزرقاء ، التي تتمتع وتعبَثُ بمياه بحري النقيَّة وتدوس رمالِ شطِّي تحتَ شمسيَ الصافيَة ، لكنَّني الحقَّ أقولْ إنِّي قد سئمتُ الغرباءَ وإشتقتُ لِأُناسٍ أشبَهَهُم ويُشبِهوني٠٠٠أديمُهُم من أَديمِ هذه الأرض الطاهرة ، ولا أُخفِي بأنِّي أَتوقُ إليهم وأدعُوهم أنْ يُقبِلوا كي يرتَعُوا وأنْ يغسلوا أجسادهم الطيِّبة في مياه بحري الجميل٠٠٠
أسمعُ - تستطردُ الطنطورةُ قائلةً - كلَّ اللغات واللهجات وهي ترطنُ بها ، فلا تستسيغُ أُذناي سوى لغة واحدة ، تتردَّدُ نغماتها على إستحياءٍ وبشكلِ همهماتٍ أو همساتٍ خجلاً أو وجَلاً ، فتُطرِبْني وتوقِظُ موجاتٍ من الحنينِ الكامنِ إلى أهلي وأحبَّتي المهجَّرين في كلِّ أصقاعِ المعمورة٠٠٠قد طالَ بيَ الإنتظار وقد تمَلْملَ الصَّبرُ ويكادُ ينفذْ لولا دفَقَاتٍ من الأملِ ،الذي لا يستَكين، ولولا ثقة وإيمان صلبٍ ومتينْ بحتميّة العودة!٠٠
إشتقتُ إلى الأعراسِ الطنطوريِّة المتميِّزة وإلى دبكاتِ شبابها مع صبَاياها وهي تدكُ بأقدامِها الأرضَ دكَّاً على نغمات اليرغول ودقات الطبول ومهاهاة الطنطوريَّات ، لقد إشتقتُ إلى التعليلة الفلسطينية ،بلياليها العديدة وسهرات الحنَّاء٠٠٠إشتقتُ إلى صمدَة العروس وإلى زفَّة العريس وسدر القش الذي صُفَّتْ فيه ثيابَ العريس ، وهو يتمايلُ على رأس شقيقةٍ أو قريبةٍ للعريس ، ترقصُ برشاقةٍ ومهارةٍ في مقدِّمة الزَّفة٠٠٠٠
إشتقتُ إلى موكب ''الفَارْدة'' وهو ذاهبٌ لأخذِ العروسِ من بيت أهلها وفي مقدِّمتهم أخوالُ وأعمامُ العروس٠٠٠وإشتقتُ إلى سباقات الخيل المزركشة والى المبارزات الإحتفالية الرائعة٠٠٠إشتقتُ إلى صوت اليرغول والمُجوِزْ والعتابا ،الميجانا والدلعونا٠٠٠
إنتظرتكُم طوال سبعٍ وستينَ عاماً ، أفلا تأتون؟!!٠٠٠إنتظرتكم وسأنتظركم ما دامتْ الأرضُ في هذا الكون ولن أملُّ الإنتظار على أملِ اللقاء٠
إشتاقت رمالي المنتقاة كحبَّات السكر اللؤلؤيِّ إليكم ، فرفقاً بي وببحري وبِسَمَائِي ٠٠٠٠٠ آنَ للغائبِ أنْ يَعودْ وللأسيرةِ الحزينةِ أنْ تفرَحْ٠
أبشِري يا قريتي الجميلة والوادعة٠٠٠قرِّي عيناً يا طنطورة ٠٠٠نعم سيعود أهلُها الغائبون إليكِ وسيعودُ الفرَح إليكِ ويغمركِ!٠٠
هذا هو العهْدُ وهذا هو القَسَمْ وعنه لنْ نَحيدْ ٠٠٠وإنَّا إليكِ لابدَّ عائدون٠
نعم هذا هو يقيني ومسيرة العودة بالفعلِ قد بدأت مع حملة العودة والإحتفال بذكرى مجزرة الطنطورة وتكريم شهدائها ، ليس في أيِّ مكان وإنَّما على أرض الطنطورة بالذات!٠٠٠لقد رفرفرت الأعلامُ الفلسطينية وبكثافة غير مسبوقة وربَّما لأول مرّة ، عالياً في سماء الطنطورة٠
إطمئنِّي أيتها الأسيرة فأهلوكِ ،الذين هُجِّروا قسراً وكانوا لا يتجاوزون الألفَ إلَّا قليلاً ، قد أصبحوا يعدُّون آلافاً مؤلَّفة وكلُّهم على أتمِّ الإسعداد لبذل الغالي ، قبل الرخيص ، في سبيلِ عودةٍ محتومة٠
تحيَّاتنا إلى كلِّ أهالينا الطناطرة في الشتات وفي الفرديس وأم الفحم وزمارين وفي طولكرم وأينما كانوا ، ولا بدَّ أنْ يأتي يومٌ نلتقي فيه جميعاَ على ثرى قريتنا الجميلة٠
عشتِ يا طنطورة ، يا عروسُ حيفا وجنَّة الله على الأرض٠٠٠المجدُ والخلود لشهدائك الأبرار وإنَّا إليكِ لعائدون٠

===============================

*في ليلة 22-23 أيار/مايو من عام 1948 هاجمت عصابات الصهاينة قرية الطنطورة ،التي رفضت الإستسلام بعد سقوط حيفا والقرى المجاورة لها ٠٠٠قاوم الشباب والرجال بما لديهم من سلاح خفيف ومحدود وأُستشهد عدد منهم وصمدوا عدَّة ساعات ، وبعد إحتلالها إقترف الجنودُ مجزرةً رهيبة ، حيث تم تنفيذ عمليات إعدام وتصفية لمعظم شباب ورجال القرية[حوالي 230] بدمٍ بارد ، وأُجبِرَ الأحياءُ على دفن الشهداء في مقابر جماعية٠أٍقتيد الرجالُ إلى الأسر ، بينما جرى طرد النساء والأطفال والشيوخ ،بعد سلب ما كان معهم من ممتلكات، إلى القرى المجاورة وجرى تدمير القرية بالكامل !٠٠

د٠محمد طرزان العيق
صوفيا/24.05.2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف