إعلان وليس إعلام...
فادي عمر- باحث في مركز الدراسات المعاصرة
إن كنت تبحث عن وسائل إعلام رسمية في الدول العربية فإنك في الواقع وفي المنهج لن تجد وسائل كهذه, بل ستجد وسائل "إعلان" عما يريده الحاكم وتعزيز للنظام السلطوي والمركزية. الإعلام الحقيقي يعد مؤسسة تنشئة اجتماعيه تساهم بشكل مركزي في زرع قيم المجتمع وبذلك تكون سلطة رابعة تحافظ على مفهوم المواطنة الواسع وتعبر عن منظومة القيم والمعايير الجماعية وفي التالي تصبح وسائل الإعلام آلية من آليات الحكم الرشيد. في الدول العربية تجد نقيض ذلك, تجد أن الإعلام جزء من السلطة التنفيذية ولا يمكن الفصل على مستوى الخطاب بين السلطة التنفيذية وبين الإعلام فكما ينعدم الفصل بين السلطات في هذه الدول في الممارسة الواقعية ينعدم أيضا الفصل بين الحاكم وبين الإعلام رغم أن الإعلام لا يعد "سلطة رسمية من سلطات الحكم" إلا أنها العقلية البيروقراطية والمركزية التي تسعى لفرض الفكر الواحد أدت إلى جعل هذه الوسائل بمثابة إعلان وليس إعلام. بالرغم من هذا الأمر فإن افتقاد المواطن في الدول العربية للعديد من الأطر الجماعية السليمة التي تحرص على المجتمع ككل وعلى الشراكة والمشاركة تدفع به للبحث عن أطر بديلة ويحدث ذلك عن طريق أفراد أو جماعات في المجتمع يحملون توجهات مشتركة ومتشابهة ويسعون لتكوين إطار جماعي سليم. فبالرغم من ممارسة قنوات "الإعلان" والذي يظن الحاكم أنها تساهم في ضبط المجتمع لا يمكن إغفال قوة الفرد والأفراد فهم يملكون قوة بإمكانها زعزعة البنية الاجتماعية لا سيما التي تستخدم مؤسسات من بينها "وسائل الإعلان" بغية فرض إرادة دكتاتورية متسلطة تحد وتناقض حاجات الفرد وطالما تناول علماء الاجتماع قضية الديناميكية بين الفرد, البنية والثقافة في التأثير على المجتمع وقد شهدنا في الدول العربية سلوكيات ونشاطات تدلل على قوة الأفراد في التأثير على البنية الاجتماعية القائمة ولكن يبقى الأمر منوط في مدى نجاحهم في تكوين أطر جماعية فعالة...في نهاية الأمر ممارسة وسائل "الإعلان" في الدول العربية تساهم في توسيع الفجوة بين حاجيات الفرد وبين المؤسسات الحاكمة الأمر الذي قد يدفع بالفرد للخروج على هذه الوسائل والبحث عن وسائل تعبر عنه.
فادي عمر- باحث في مركز الدراسات المعاصرة
إن كنت تبحث عن وسائل إعلام رسمية في الدول العربية فإنك في الواقع وفي المنهج لن تجد وسائل كهذه, بل ستجد وسائل "إعلان" عما يريده الحاكم وتعزيز للنظام السلطوي والمركزية. الإعلام الحقيقي يعد مؤسسة تنشئة اجتماعيه تساهم بشكل مركزي في زرع قيم المجتمع وبذلك تكون سلطة رابعة تحافظ على مفهوم المواطنة الواسع وتعبر عن منظومة القيم والمعايير الجماعية وفي التالي تصبح وسائل الإعلام آلية من آليات الحكم الرشيد. في الدول العربية تجد نقيض ذلك, تجد أن الإعلام جزء من السلطة التنفيذية ولا يمكن الفصل على مستوى الخطاب بين السلطة التنفيذية وبين الإعلام فكما ينعدم الفصل بين السلطات في هذه الدول في الممارسة الواقعية ينعدم أيضا الفصل بين الحاكم وبين الإعلام رغم أن الإعلام لا يعد "سلطة رسمية من سلطات الحكم" إلا أنها العقلية البيروقراطية والمركزية التي تسعى لفرض الفكر الواحد أدت إلى جعل هذه الوسائل بمثابة إعلان وليس إعلام. بالرغم من هذا الأمر فإن افتقاد المواطن في الدول العربية للعديد من الأطر الجماعية السليمة التي تحرص على المجتمع ككل وعلى الشراكة والمشاركة تدفع به للبحث عن أطر بديلة ويحدث ذلك عن طريق أفراد أو جماعات في المجتمع يحملون توجهات مشتركة ومتشابهة ويسعون لتكوين إطار جماعي سليم. فبالرغم من ممارسة قنوات "الإعلان" والذي يظن الحاكم أنها تساهم في ضبط المجتمع لا يمكن إغفال قوة الفرد والأفراد فهم يملكون قوة بإمكانها زعزعة البنية الاجتماعية لا سيما التي تستخدم مؤسسات من بينها "وسائل الإعلان" بغية فرض إرادة دكتاتورية متسلطة تحد وتناقض حاجات الفرد وطالما تناول علماء الاجتماع قضية الديناميكية بين الفرد, البنية والثقافة في التأثير على المجتمع وقد شهدنا في الدول العربية سلوكيات ونشاطات تدلل على قوة الأفراد في التأثير على البنية الاجتماعية القائمة ولكن يبقى الأمر منوط في مدى نجاحهم في تكوين أطر جماعية فعالة...في نهاية الأمر ممارسة وسائل "الإعلان" في الدول العربية تساهم في توسيع الفجوة بين حاجيات الفرد وبين المؤسسات الحاكمة الأمر الذي قد يدفع بالفرد للخروج على هذه الوسائل والبحث عن وسائل تعبر عنه.