الموظف المضغوط
وأنا في انتظار الطعام في أحد المراكز المزدحمة لفت انتباهي سعادة العاملين خلف «كاونترات» الطعام، وهم يبتسمون للزبائن ويضحكون مع زملائهم ولا تفارق الابتسامة شفاههم. وكل فرد يعلم ما دوره ويؤديه من دون ملل أو كلل. وحتى إساءات الزبائن يردون عليها بكل احترام مبتسمين. وانتقلت بذاكرتي إلى بعض موظفي الجهات الحكومية الذين لا يبتسمون ولا يتكلمون وترى في وجوههم التعب والإرهاق. وبخبرتي أستشف من النظرة الأولى أنهم مضغوطون من الناحية النفسية وإن كانوا يفتعلون الابتسامات أحياناً. السؤال: لماذا هذا الفرق الشاسع بين الفريقين؟
إن الاهتمام بالجانب النفسي للموظفين لم يكن أبداً من أولويات المؤسسات الحكومية ولا الإدارات التي تتعامل مع المراجعين. فكلنا يذكر أول أيام عمله حين كان مفعماً بالنشاط والحيوية، يحضر في الصباح بابتسامته العريضة وطاقته الإيجابية إلا أنه مع إرهاق العمل والمواصلات والمشاغل العائلية يتحول الموظف تدريجياً إلى إنسان مرهق يتميز بالسواد حول عينيه حتى أصبح لبس النظارات الغامقة سبيلاً لإخفاء الإرهاق. فكم من موظف ينام الليل يقلق من «الدوام» ليصارع النوم حتى يستفيق على صوت المنبه المزعج. إن الموظف المنهك نفسياً وجسدياً سيعكس ذلك سلباً على الإدارة والمؤسسة عاجلاً أم آجلاً، وهنا يأتي دور المؤسسات في الوقاية من ضغوط العمل وحماية موظفيها.
وقد أظهرت دراسات حديثة أن تدهور الإنتاجية تقاس في الغيابات المتكررة للموظفين، إضافة إلى تدني الإنتاجية في الموظف المضغوط الحاضر خلف مكتبه. ولا ننسى أن هناك وظائف تزداد فيها الضغوط النفسية ومنها التدريس والتمريض والتطبيب والوظائف التي في واجهة التعامل مع المراجعين. وتزداد نسبة التقاعد بين هذه الفئات أو الاستقالات ومعظمها بسبب الضغوط التي أثرت سلباً في نفسية الموظف خلال السنين والعقود. وأشير إلى أن العاملين في الدرجات الأعلى هم الأكثر إصابة بالاضطرابات النفسية الناتجة عن ضغوط العمل.
إنه من الضروري .. وأقول من واجب الإدارات والمؤسسات الاهتمام بموظفيهم من الجانب النفسي. وحمايتهم من الوقوع في براثن الأمراض النفسية التي ستلحق الأذى بالمؤسسة قبل الفرد، وهناك برامج عدة نمنحها لمساعدة المؤسسات على وقاية وحماية موظفيهم. فالاستثمار في الموظف الكفؤ يعدّ من أسباب نجاح المؤسسة.
وأنا في انتظار الطعام في أحد المراكز المزدحمة لفت انتباهي سعادة العاملين خلف «كاونترات» الطعام، وهم يبتسمون للزبائن ويضحكون مع زملائهم ولا تفارق الابتسامة شفاههم. وكل فرد يعلم ما دوره ويؤديه من دون ملل أو كلل. وحتى إساءات الزبائن يردون عليها بكل احترام مبتسمين. وانتقلت بذاكرتي إلى بعض موظفي الجهات الحكومية الذين لا يبتسمون ولا يتكلمون وترى في وجوههم التعب والإرهاق. وبخبرتي أستشف من النظرة الأولى أنهم مضغوطون من الناحية النفسية وإن كانوا يفتعلون الابتسامات أحياناً. السؤال: لماذا هذا الفرق الشاسع بين الفريقين؟
إن الاهتمام بالجانب النفسي للموظفين لم يكن أبداً من أولويات المؤسسات الحكومية ولا الإدارات التي تتعامل مع المراجعين. فكلنا يذكر أول أيام عمله حين كان مفعماً بالنشاط والحيوية، يحضر في الصباح بابتسامته العريضة وطاقته الإيجابية إلا أنه مع إرهاق العمل والمواصلات والمشاغل العائلية يتحول الموظف تدريجياً إلى إنسان مرهق يتميز بالسواد حول عينيه حتى أصبح لبس النظارات الغامقة سبيلاً لإخفاء الإرهاق. فكم من موظف ينام الليل يقلق من «الدوام» ليصارع النوم حتى يستفيق على صوت المنبه المزعج. إن الموظف المنهك نفسياً وجسدياً سيعكس ذلك سلباً على الإدارة والمؤسسة عاجلاً أم آجلاً، وهنا يأتي دور المؤسسات في الوقاية من ضغوط العمل وحماية موظفيها.
وقد أظهرت دراسات حديثة أن تدهور الإنتاجية تقاس في الغيابات المتكررة للموظفين، إضافة إلى تدني الإنتاجية في الموظف المضغوط الحاضر خلف مكتبه. ولا ننسى أن هناك وظائف تزداد فيها الضغوط النفسية ومنها التدريس والتمريض والتطبيب والوظائف التي في واجهة التعامل مع المراجعين. وتزداد نسبة التقاعد بين هذه الفئات أو الاستقالات ومعظمها بسبب الضغوط التي أثرت سلباً في نفسية الموظف خلال السنين والعقود. وأشير إلى أن العاملين في الدرجات الأعلى هم الأكثر إصابة بالاضطرابات النفسية الناتجة عن ضغوط العمل.
إنه من الضروري .. وأقول من واجب الإدارات والمؤسسات الاهتمام بموظفيهم من الجانب النفسي. وحمايتهم من الوقوع في براثن الأمراض النفسية التي ستلحق الأذى بالمؤسسة قبل الفرد، وهناك برامج عدة نمنحها لمساعدة المؤسسات على وقاية وحماية موظفيهم. فالاستثمار في الموظف الكفؤ يعدّ من أسباب نجاح المؤسسة.