بسم الله الرجمن الرحيمفي الذكرى الحادية عشرة لوفاة لملك الديبلوماسية الفلسطينية في أفريقيا سعيد عباسي أبو الفهدليست أدري من أين أبدء والى أي حد سأنتهي عندما تستفيض بنا ذكرى المناضلين ،ويجول بخاطرنا تضحيات العظماء، الذين كرسوا حياتهم من أجل فلسطين ولفلسطين، ففي مدينة سلوان المقدسية شهدت مولد رجل ليس ككل الرجال ، عرف عنه حب الوطن وصدق الانتماء ، مهندس الديبلوماسية الفلسطينية أو ملك الديبلوماسية كما يحلو لرفاق دربه تسميته، إنه المناضل سعيد عباسي المعروف بأبي الفهد ، غادر الولايات المتحدة الأمريكية ليلتحق بالعمل النضالي في الجزائر حيث أكمل دراسته وألتقى أنداك بالرئيس عبدالعزيز بو تفليقة ، وتوجه بعد ذلك الى المملكة المغربية ليعمل مدرساً ، وانتقل بعدها الى موريتانيا ليؤسس أول أذاعه لتغرد بصوت فلسطين عالياً في سماء أفريقيا وذلك عام 1968، كان له الفضل في حشد الرأي العام الأفريقي لصالح القضية الفلسطينية، وفي العام 1978 كلفه الرئيس ياسر عرفات بالتوجه الى اميركا اللاتينية لفتح مكاتب لـ م.ت.ف في فنزويلا والبيرو والتشيلي،وفي العام 1989 نقل الى السنغال التي كانت الدولة الافريقية الاولى التي اعترفت بالدولة الفلسطينيه بعد اعلانها في المجلس الوطني في الجزائر فلعب دوراً مهماً في حسم الخلاف بين السنغال وموريتانيا إلى أن أصبح عميداً للسلك الدبلوماسي ، بطولات وتضحيات أبو الفهد لا تحصى ، فهو الأب والأخ والقائد ، تتجلى في شخصيته أجمل معاني وعبارات الاخلاص والوفاء لفلسطين ، في الذكرى الحادية عشرة للمناضل أبو الفهد ، نتذكر كل الرجال والقادة العظماء الذي ضحوا من أجل فلسطين، فكانت فلسطين عنوانهم وهدفهم وحبهم الذي يسكن بين الضلوع ، توفي سعيد عباسي في 27 ايار 2004 اثر مرض عضال قاومه حتى النهاية بشجاعة وايمان، عاش مناضلاً ومات مناضلاً تاركاً خلفه المحبين على حب فلسطين الأرض والوطن والحلم، له منا السلام ولروحه الطاهرة الرحمةأبو العبد الفلسطيني / تونس27 مايو 2015