الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشيخ أحمد رضوان جليس عبد الناصر وناصحه الأمين ساحته تتسع لعشرة آلاف ومائدتها بقلم احمد سيد محمود

تاريخ النشر : 2015-05-27

الشيخ أحمد رضوان جليس عبد الناصر وناصحه الأمين ساحته تتسع لعشرة آلاف ومائدتها تكفى ألفا ويقصدها العلماء والساسة والعامة
بقلم احمد سيد محمود

جاءوا من السودان واستقبلهم المصريون بحفاوة وأغلب أبنائهم يدرسون فى الأزهر ... «آل رضوان» يكتسبون شهرتهم من العارف بالله الشيخ أحمد رضوان، الذى ذاع صيته فى أرجاء العالم الإسلامى، وحسبما ورد فى كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر «العارف بالله الشيخ أحمد رضوان-حياته وآثاره- عن نسب الشيخ أحمد رضوان-رحمه الله- فإن آل رضوان ينتهى نسبهم إلى الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب (رضى الله عنهم أجمعين)، أما أم الشيخ أحمد رضوان، فهى فاطمة القرشية من قبيلة مشهورة فى دراو وكوم امبو بأسوان.
آل رضوان فى قرية البغدادي التابعة إداريا لمركز البياضية بالأقصر مثلهم مثل الكثير من آل البيت، قدموا من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد المغرب ثم إلى السودان ثم استقر عدد كبير منهم فى مصر. وعندما جاء آل رضوان إلى مصر، التف الناس حولهم، وزادوهم توقيراً وتشريفا -فالمصريون يحبون آل البيت وكل من يتصل نسبه بهم- إلا أن جدهم الأكبر «يونس» قرر عودتهم إلى السودان لأنها مسقط رأس أبنائه، لكن الأبناء تعلقوا بالناس فى مصر وتوطدت علاقتهم بهم، ورفض المصريون عودتهم إلى السودان، تبركا بهم، فزوجوهم بناتهم، فلما اطمأن «يونس» على أبنائه عاد وحده إلى السودان. رضوان وسلطان يونس «شقيقان»، أنجبا فرعى العائلة الكبيرين، والفرعان مازالا مترابطين حتى الآن، وتوجد عزبة الشيخ سلطان بمدينة الطود وهم أبناء عمومة آل رضوان، ويقدر عددهم جميعا بما يقرب من أربعة آلاف فرد، يجتمع أغلبهم فى الاحتفالات والمناسبات الدينية. آل رضوان بحسب كلام الحاج عبد الله صالح أحمد رضوان - اكتشفوا فرعا آخر لهم بالجمالية، فى محافظة الدقهلية، وذلك عندما التقى الشيخ محمد أحمد رضوان، موظفا بكهرباء مطار الأقصر، حيث كان موظف الكهرباء قاصدا الساحة الرضوانية مثل كثير من الناس فلما تعرف عليه وجد اسمه ينتهى برضوان، وعائلته تسمى «آل رضوان»أيضا، فقال له الشيخ محمد: «أنت من العائلة». الشيخ محمد أحمد رضوان هو أقرب الأبناء إلى العارف بالله «أحمد رضوان» وكاتم أسراره، وهو أيضا أكثر رجال آل رضوان دراية ومعرفة بتشعبها وأماكن تواجدها، وهو الرجل الذى ظل نموذجا وقدوة للرضوانية وحمل لواء ساحتهم بعد وفاة «أحمد رضوان» حتى وافته المنية سنة 1998. أبناء آل رضوان يتفقون على أن نسبهم الشريف يمثل مسئولية كبيرة فى أعناقهم، لأن خطواتهم مرصودة،وتصرفاتهم محسوب عليهم،فالناس يعتبرونهم قدوة ويقصدون ساحتهم عند الفرح والحزن وكل ما يتعرضون له فى حياتهم، لذا فهم يربون أولادهم على القرآن ومكارم الأخلاق، للحفاظ على التراث الدينى والروحى الذى ورثوه عن آبائهم وأجدادهم.
الدكتور فؤاد شاكر ذكر فى كتابه قصة إنشاء الساحة الرضوانية، وهو ما يتفق مع رأى أفراد العائلة والقصة هى أن: مقر العائلة كان فى نجع العرب فى أسوان، ورأى أحمد رضوان جد العارف بالله أحمد رضوان فى منامه أن يهاجر إلى البغدادي فى الأقصر، فأقام بيتاً فقيراً فى بيئة صحراوية، ومضيفة لإستقبال الضيوف، واستخدمت بعد ذلك فى تحفيظ القرآن الكريم لأهل هذه المنطقة، حتى جاء الشيخ أحمد رضوان فبنى بجوار داره ساحة لتسع الناس فى الجلوس لتحصيل العلم، وبنيت من الطوب اللبن وسقّفت بالبوص، واستمرت كثيراً حتى ضاقت بزوارها فوسعها وزاد عدد حجراتها، وقامت وزارة الأوقاف على توسعة الساحة وتم إلحاق المسجد والمقام بها، ووسّع أبناء الشيخ الساحة حتى أصبحت تسع أكثر من عشرة آلاف فرد، ومائدة طعام تسع لإطعام ألف شخص فى وقت واحد.
الشيخ أحمد رضوان منذ صغره يعمل بالزراعة ثم بالتجارة، لأنه كان يؤمن منذ صغره بأن التصوف الحقيقى كد وتعب وبذل وعطاء، وفى الوقت نفسه كان الناس يقصدونه لفض النزاعات والتبرك به وبآرائه. ذاع صيت العارف بالله «أحمد رضوان»، ولم يقتصر مريدوه على العامة فقط، بل إن كبار القوم ورجال السياسة سعوا إليه وترددوا عليه، ومنهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والرواية التالية لأحد وزرائه السابقين، حسن عباس زكى: «عندما خرجت من الوزارة لم تنقطع علاقتى بالرئيس جمال عبد الناصر، وكثيرا ما كان يطلبنى للمقابلة والمناقشة، وفى إحدى المرات ذهبت إليه، كان فى حالة عميقة من الإحباط والضيق، طيبت خاطره وقلت له: عندما أكون فى مثل هذه الحالة أتوضأ وأصلى وأدعو الله. إن هموم الشعب ومشاكله التى تحملها فوق كتفيك، تكفى لتكون الجنة مثواك، ربما يحتاج الأمر إلى جلسة روحية مع أحد الأولياء والصالحين، لن تندم يا سيدى الرئيس لو جربت.
سألنى بتلقائية: عايزنى اعمل إيه يعنى؟ قلت: أنصحك باستضافة العارف بالله الشيخ أحمد رضوان، هذا الولى يقيم فى قنا، اجلس معه واكشف له عن مواجعك، قال لى عبد الناصر: «طيب ياسى حسن، كيف نأتى بالشيخ أحمد رضوان؟» قلت: اترك الأمر لى، سافرت إلى الشيخ وطلبت منه زيارة الرئيس، فأقبل الرجل على الزيارة مستبشراً، وتم اللقاء، وعند الوداع وقع الالتباس، كان عبد الناصر يقول لى: يا حسن شىء ما أغضب الرجل منى، سألته ماذا حدث؟ قال: قدمت له علبة صدفية بها بعض النقود رفضها وغضب، قلت للرئيس: لا عليك، دعنى أصلح الأمر، ذهبت إلى الشيخ رضوان وسألته ماذا حدث؟ فامتنع الرجل عن الحديث، قلت له: الرئيس يدعوك لزيارته مرة أخرى، فرحب الرجل مستبشراً، وكأن شيئا لم يحدث، وقبل الزيارة، قلت للرئيس أعطه مسبحة أو مصحفا بعد الجلسة ومن بعدها سارت العلاقة بينهما وطيدة، ولم أتدخل فى الأمر بعد ذلك.
الشيخ صار جليساً للرئيس، يقدم له الإرشادات والنصائح، ويدعو له بالنصر، ولما سمع بعض أحبابه برفضه المال الذى قدمه له الرئيس، مع أن عبد الناصر أقسم للشيخ مراراً أن هذا المال من جيبه الخاص، قالوا للشيخ لماذا لم تأخذه، ثم توزعه على الفقراء والمحتاجين؟ فقال لهم: رفضته لأعلمكم العفة، وقد سئل الشيخ بعد عودته من زيارة الرئيس: كيف كان الرئيس فى بيته؟ قال: رأيت رجلاً، «يقصد الرجولة والشهامة».
الشيخ رضوان كان ولا يزال يحظى بمكانة عالية لدى علماء الدين والساسة والمفكرين، فقد أقامت جامعة الأزهر-حفل تكريم فاخر لإمام صوفى عارف بالله بمناسبة زيارته للقاهرة، ودعت الجامعة إلى هذا الحفل صفوة مختارة من الوزراء، وكبار ضباط الجيش والبوليس، وكبار الموظفين، والعلماء، وهيئات التدريس بالجامعات والمثقفين، وغيرهم ممن ينتسبون نسباً إلى التصوف الحر الطاهر، وذلك يوم الاثنين الثانى والعشرين من رمضان 1384 هجرية ، وقد قسّم سرادق الحفل إلى 3 أقسام: قسم انتظمت فيه موائد الإفطار، وقسم للصلاة، وقسم للتكريم. جلس على المائدة الرئيسية الشيخ المكرم «أحمد رضوان»، وعن يمينه شيخ الأزهر، وعن شماله وزير الأوقاف وأمامه الشيخ أحمد حسن الباقورى مدير جامعة الأزهر-وقتها- وصاحب الدعوة إلى الحفل. الكثير من الحكايات عن الشيخ أحمد رضوان، يتذكرها أحفاده، فيروون مثلا أن أحد علماء الأزهر يسمى الشيخ القط كان مبعوثا إلى أندونيسيا، وعند سفره للعودة إلى مصر تأخر عن ميعاد الطائرة ففاته السفر، وتركه زملاؤه فجاءه أحد المشايخ وسأله عن سبب حزنه فأخبره عما حدث، فساعده فى العودة إلى مصر ولم يعرف الشيخ القط شيئا عن هذا الشيخ الصالح إلا أنه قبل أن يفارقه حمّله أمانة، قال له: أبلغ سلامى إلى الشيخ أحمد رضوان فى مصر، ومرت السنون ونسى الرجل ما أوصاه به الشيخ فى أندونيسيا، وبعد خمس سنوات زار الشيخ القط الساحة الرضوانية، وعندما دخل على الشيخ أحمد رضوان، نظر الشيخ إليه وسأله: أليس لنا أمانة عندك؟ فتعجب القط، وفكر كثيرا ثم أجابه متسائلا أى أمانة؟ فقال الشيخ رضوان: السلام الذى أوصاك الشيخ عثمان أن توصله إلىَّ، وهو الأمر الذى تعجب منه القط، وأقر بصلاح الرجل، وهذا يثبت أن الشيخ القط ربما تأخر فى توصيل السلام للشيخ «رضوان» لعدم ثقته فى كرامات الأولياء ..«زعلوك» عائلة لها أصولها فى محافظتى كفر الشيخ والغربية، ويقال إن نسبها يصل إلى موسى شقيق العارف بالله «إبراهيم الدسوقى» وهم متعلقون بحب الصالحين والأولياء واحترام أهل العلم، وفى سنة 1964 طلب أحمد عبده الشرباص، وزير الأوقاف من صديقه فريد باشا زعلوك (عمل وزيرا للتجارة والصناعة فى آخر وزارة ملكية وكان قبلها وزيرا للدولة) أن يصحبه ليريه أحد الأولياء فى فندق رضوان بالحسين، فتواعدا وذهبا أولا لزيارة الإمام الحسين، ثم اتجها إلى فندق رضوان، أثناء السير خطرت لفريد باشا خاطرة فقال فى نفسه: أنا سأذهب إلى أحد المشايخ وقد يقدم لى يده فأقبلها، لا لن أقبلها (فى عهد الملك فاروق طلب الهلالى، رئيس الحكومة من فريد باشا زعلوك أن يقبل يد الملك، فلما أصر الهلالى، هدده زعلوك بالاستقالة، فسكت)، فلما دخلا الفندق، قابلهما الشيخ أحمد رضوان على باب غرفته قائلا: أهلا يا باشا. أهلا يا باشا، ولم يكن قد رأى فريد باشا من قبل، فهم الشيخ بالقيام ليسلم على فريد فتقدم فريد إليه ومد يده إلى الشيخ فأمسك بها الشيخ ليقبلها، فقبل فريد يده وقبل الشيخ يد فريد ثم ابتسم، فتعلق فريد باشا بالشيخ ودعاه للضيافة فى بيته، فرحب الشيخ وقال له متى؟ فقال فريد: غدا، فقال منظمو برنامج الشيخ: غدا عند فلان، فقال الشيخ بل غدا، وبالفعل ذهب الشيخ ومعه العشرات إلى منزل فريد باشا بمصر الجديدة، ومنذ ذلك الوقت توطدت علاقة آل زعلوك بآل رضوان. عندما اشتد المرض على الشيخ أحمد رضوان، أرسل الرئيس جمال عبد الناصر طائرته الخاصة، لنقل الشيخ إلى القاهرة للعلاج فى المستشفى العسكرى، وصحبه فى هذه الرحلة فريد باشا زعلوك، وكانت رغبة الشيخ ألا يذهب إلى المستشفى، لكن الطيار «سعد الدين الشريف» أصر على ذهاب الشيخ إلى المستشفى العسكرى بأمر الرئيس. وكان فريد باشا يريد أن يقيم الشيخ فى بيته، لكن الطيار والمرافقين للشيخ، رفضوا فاقترح فريد باشا أن ينزل الشيخ عنده فى بيته للراحة ثم بعد ذلك يذهب إلى المستشفى، فوافقوا، ولما دخل الشيخ بيت فريد باشا زعلوك بمصر الجديدة، رفض الذهاب إلى المستشفى، وظل يعالج فى البيت، وكانت الحاجة زينب شقيقة الباشا هى التى تقوم على تمريضه والعناية به، وتقديم الطعام له، وانتقل فى هذه الفترة مجلس الشيخ الذى كان يحضره الشيوخ «عبد الحليم محمود والشرباص والباقورى وأبوالعيون» بالإضافة إلى كوكبة من علماء الأزهر وغيرهم إلى بيت آل زعلوك، حتى انتقل الشيخ أحمد رضوان إلى جوار ربه فى العاشر من يونيو سنة 1967، وقد أمر القصر الجمهورى بتغسيله وتجهيزه وتكفينه والصلاة عليه فى القاهرة، فى مشهد مهيب، وأذن القصر بإعداد عربة مكيفة من الدرجة الأولى لنقل المعزين من القاهرة إلى الأقصر بالسكة الحديد، وذلك لتوقف حركة الطيران بعد الاعتداء الإسرائيلى فى الخامس من يونيو 1967، وهناك تمت الصلاة عليه مرة أخرى ودفن فى مقامه بمسجد ساحته بالبغدادي.

لمعلوماتك..
◄ 40 فدانا أو يزيد يملكها آل رضوان مخصصة للإنفاق على الساحة
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف