لي تشينغ تشونغ
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بينما كنت اقلب بالمحطات الفضائية زوال احد الايام الحارة من هذا الاسبوع لمحت مذيعا صينيا يتكلم العربية بطلاقة تفوق الكثير من انصاف المذيعين العرب وكان هذا الشاب الصيني يجري لقاءا مع آخر يتكلم اللغة العربية الفصحى بلغة عالم ضليع باللغة ولكن لكنته ليست اذاعية كمحدثة . اوقفت محرك البحث واصغيت باهتمام بالغ .
انه البروفيسور لي تشنغ تشونغ وهو طالب صيني مسلم تفوق بالثنوية العامة فوقع عليه الاختيار ضمن آخرين للسفر في بعثة تعليمية الى الاتحاد السوفيتي وبالذات الى جمهورية اوكرانيا ليتخصص في توليد الطاقة الكهربائية .
في تلك الاونة من عام 1955كان قد انعقد مؤتمر باندونغ في اندونيسيا والذي حضرته العديد من الدول في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية تزعمته الجمهورية العربية المتحدة بزعامة جمال عبد الناصر والهند بزعامة جواهر لا نهرو والجنرال جوزيف برويز تيتو زعيم رابطة الشيوعيين اليوغسلاف ورئيس يوغسلافافيا والدكتور احمد سوكارنو رئيس دولة اندونيسيا بالاضافة الى رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية شو ان لاي .
حاولت الولايات المتحدة بكل جهودها ونفوذها وتسخير عملائها لمنع انعقاد المؤتمر او على الاقل منع جمهورية الصين الشعبية من حضوره وقد دبرت المخابرات الامريكية عن طريق جواسيسها لدي تشاي كان تشيك رئيس الصين الوطنية مؤامرة لاسقاط الطائرة التي تقل الوفد الصيني الشعبي وهي طائرة اميرة كشمير التي كان من المفروض ان تقلع من هونغ غونغ الى الندونيسيا وكان من المفروض ان يكون على متنها شو ان لااي رئيس الصين الشعبية فانفجرت الطائرة وقتل من فيها الا ان شو ان لاي كان قد تاخر لالاجتماع برئيس بورما واستطاعت الصين ان تششارك بمؤتمر باندونغ رغما عن ان انف جون فوستر دالاس وزير خارجية امريكا في حينه
على هامش المؤتمر التقى شو ان لاي برئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبدالناصر وبرؤساء عرب آخرين وكانت الصين حريصة ان تقيم جسرا قويا من العلاقات مع الشرق الاوسط وافريقيا وامام مماطلة الولايات المتحدة بمساعدة مصر في برامج التنمية الاقتصادية وضع عبدالناصر كل ثقله مع دول الكتلة الشرقية وقد ساعد شو ان لاي مصر في الحصول على صفقة الاسلحة المشهورة من تشيكوسلوفاكيا .
من ضمن الاتفاقيات التي تم توقيعها بي البلدين اتفاقية ثقافية حيث اتفقا على ترسل مصر طلابا عربا الى الصين لكي يتعلموا اللغة الصينية ويدرسوا في جامعاتها وكذلك تقوم الصين بارسال طلاب صينيين الى مصر ليتعلموا اللغة العربية ويدرسوا بالجامعات المصرية وهكذا كان اختارت وزارة التعليم العالي الصينية سبعة طلاب ليبتعثوا الى مصر وتم عرض الاسماء على شو ان لاي الا انه رفض القائمة لانه لم يكن من ضمنها اي طاليب صيني مسلم حيث يوجد في الصين صينيون مسلمون نتج ان ذلك ان من بين المبعوثين الصينيين الذين يستحوق البعثات الى الخارج الطالب ( لي تشينغ تشاونغ ) وهو مسلم صيني وربما كان المسلم الوحيد فتم شطبه من البعثة المتجهة الى الاتحاد السوفيتي واضافة اسمه الى المبعوثين الى مصر وكانوا سبعة .
وصل لي تشين غالى القاهرة فوجد ان الحضارة والعراقة وعبق التاريخ لا ينحصر في الصين مملكة الالفي عام وانما ابهره ما وجده في مصر من الاهرامات والمسلات والنيل والقلعة والقناطر والمتاحف والحدائق عشق مصر اعتقد كما عشقتها انا والف القصائد التي تتغنى بجمال وروعة وجاذبية ابنيتها وشوارعها ومياهها وغيطانها وعشق الترام والقطار والحنطور وعشق ايام رمضان والموالد والاعياد وشم النسيم واكيد زار دوار العمدة والعزبة اكيد تجول في المنوفيه والشرقية والبحيرة
وبحكم سكنه بالقاهرة لا بد ان قدمية تورمت وهو يتمتع بالتجول في شوارع الالفي وعماد الدين ومحمد علي والسكاكيني وكلوت بيك وشامبليون وسليمان الحلبي والقلعة والسكة الحديد وحلمية الزيتون وشوارع قصر النيل وفؤاد الاول والشريف والجبلاية( ام كلثوم)
ناهيك عن كباري قصر النيل والقبة وابي العلى والزمالك وعباس وامبابة والجلاء والملك الصالح بالاضافة الى حدائق اليوانات بالجيزة وحدائق القناطر الخيرية التي اسسها محمد على باشا وحدائق الميريلانج والقبة وحديقة الاسماك .
لا بد لمن يعيش هذا الجو وسط هذه العراقة والحضارة التي تناجيك وتلاغيق سواء كنت جالسا على كورنيش النيل او في حديقة القناطر او تتتمشى على كوبري سيدي ابو العلى او تتجول في شارع عماد الدين او تجلس على مقهى الفيشاوي او مقهى الريش .
تشينج تشونغ ابهرته هذه الحضارة لكنه لم يكتف بما شاهد وانما ابحر في بطون الكتب العربية القديمة في المكتبات المصرية خاصة وانه لا بد وان يكان يمر يوميا من امام حديقة الازبكية التي تزخر بمئات الالاف من الكتف في مختلف صنوف المعرفة .
ذكر البروفيسور الذي درع على ايدي الاساتذة طه حسين وشوقي ضيف وسهير القلماوي انه قام بتاليف كتاب ايامنا الحلوة تحدث فيه عن حسانه التي قضاها في مصر اثناء دراسسته واللحظات السعيدة الي قضاها هناك ولم ينس ان يذكر مفاتن مصر وجمالها غير ان البروفيسو تشونغ ذكر ان ترجم كتاب مقدمة ابن خلدون وهو كتاب
(العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر)
لكن من المعروف ان مترجم كتاب العبر اللة الصينية هو الرحالة ابن بطوطة اما ما قام به البروفيسور لي فهو ترجمة جزء من المقدمة يتعلقة بالرحة من الهند الى الصين هذا ما توصلت اليه بعد جهد جهيد من البحث عن ترجمات المقدمة
[email protected]
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بينما كنت اقلب بالمحطات الفضائية زوال احد الايام الحارة من هذا الاسبوع لمحت مذيعا صينيا يتكلم العربية بطلاقة تفوق الكثير من انصاف المذيعين العرب وكان هذا الشاب الصيني يجري لقاءا مع آخر يتكلم اللغة العربية الفصحى بلغة عالم ضليع باللغة ولكن لكنته ليست اذاعية كمحدثة . اوقفت محرك البحث واصغيت باهتمام بالغ .
انه البروفيسور لي تشنغ تشونغ وهو طالب صيني مسلم تفوق بالثنوية العامة فوقع عليه الاختيار ضمن آخرين للسفر في بعثة تعليمية الى الاتحاد السوفيتي وبالذات الى جمهورية اوكرانيا ليتخصص في توليد الطاقة الكهربائية .
في تلك الاونة من عام 1955كان قد انعقد مؤتمر باندونغ في اندونيسيا والذي حضرته العديد من الدول في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية تزعمته الجمهورية العربية المتحدة بزعامة جمال عبد الناصر والهند بزعامة جواهر لا نهرو والجنرال جوزيف برويز تيتو زعيم رابطة الشيوعيين اليوغسلاف ورئيس يوغسلافافيا والدكتور احمد سوكارنو رئيس دولة اندونيسيا بالاضافة الى رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية شو ان لاي .
حاولت الولايات المتحدة بكل جهودها ونفوذها وتسخير عملائها لمنع انعقاد المؤتمر او على الاقل منع جمهورية الصين الشعبية من حضوره وقد دبرت المخابرات الامريكية عن طريق جواسيسها لدي تشاي كان تشيك رئيس الصين الوطنية مؤامرة لاسقاط الطائرة التي تقل الوفد الصيني الشعبي وهي طائرة اميرة كشمير التي كان من المفروض ان تقلع من هونغ غونغ الى الندونيسيا وكان من المفروض ان يكون على متنها شو ان لااي رئيس الصين الشعبية فانفجرت الطائرة وقتل من فيها الا ان شو ان لاي كان قد تاخر لالاجتماع برئيس بورما واستطاعت الصين ان تششارك بمؤتمر باندونغ رغما عن ان انف جون فوستر دالاس وزير خارجية امريكا في حينه
على هامش المؤتمر التقى شو ان لاي برئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبدالناصر وبرؤساء عرب آخرين وكانت الصين حريصة ان تقيم جسرا قويا من العلاقات مع الشرق الاوسط وافريقيا وامام مماطلة الولايات المتحدة بمساعدة مصر في برامج التنمية الاقتصادية وضع عبدالناصر كل ثقله مع دول الكتلة الشرقية وقد ساعد شو ان لاي مصر في الحصول على صفقة الاسلحة المشهورة من تشيكوسلوفاكيا .
من ضمن الاتفاقيات التي تم توقيعها بي البلدين اتفاقية ثقافية حيث اتفقا على ترسل مصر طلابا عربا الى الصين لكي يتعلموا اللغة الصينية ويدرسوا في جامعاتها وكذلك تقوم الصين بارسال طلاب صينيين الى مصر ليتعلموا اللغة العربية ويدرسوا بالجامعات المصرية وهكذا كان اختارت وزارة التعليم العالي الصينية سبعة طلاب ليبتعثوا الى مصر وتم عرض الاسماء على شو ان لاي الا انه رفض القائمة لانه لم يكن من ضمنها اي طاليب صيني مسلم حيث يوجد في الصين صينيون مسلمون نتج ان ذلك ان من بين المبعوثين الصينيين الذين يستحوق البعثات الى الخارج الطالب ( لي تشينغ تشاونغ ) وهو مسلم صيني وربما كان المسلم الوحيد فتم شطبه من البعثة المتجهة الى الاتحاد السوفيتي واضافة اسمه الى المبعوثين الى مصر وكانوا سبعة .
وصل لي تشين غالى القاهرة فوجد ان الحضارة والعراقة وعبق التاريخ لا ينحصر في الصين مملكة الالفي عام وانما ابهره ما وجده في مصر من الاهرامات والمسلات والنيل والقلعة والقناطر والمتاحف والحدائق عشق مصر اعتقد كما عشقتها انا والف القصائد التي تتغنى بجمال وروعة وجاذبية ابنيتها وشوارعها ومياهها وغيطانها وعشق الترام والقطار والحنطور وعشق ايام رمضان والموالد والاعياد وشم النسيم واكيد زار دوار العمدة والعزبة اكيد تجول في المنوفيه والشرقية والبحيرة
وبحكم سكنه بالقاهرة لا بد ان قدمية تورمت وهو يتمتع بالتجول في شوارع الالفي وعماد الدين ومحمد علي والسكاكيني وكلوت بيك وشامبليون وسليمان الحلبي والقلعة والسكة الحديد وحلمية الزيتون وشوارع قصر النيل وفؤاد الاول والشريف والجبلاية( ام كلثوم)
ناهيك عن كباري قصر النيل والقبة وابي العلى والزمالك وعباس وامبابة والجلاء والملك الصالح بالاضافة الى حدائق اليوانات بالجيزة وحدائق القناطر الخيرية التي اسسها محمد على باشا وحدائق الميريلانج والقبة وحديقة الاسماك .
لا بد لمن يعيش هذا الجو وسط هذه العراقة والحضارة التي تناجيك وتلاغيق سواء كنت جالسا على كورنيش النيل او في حديقة القناطر او تتتمشى على كوبري سيدي ابو العلى او تتجول في شارع عماد الدين او تجلس على مقهى الفيشاوي او مقهى الريش .
تشينج تشونغ ابهرته هذه الحضارة لكنه لم يكتف بما شاهد وانما ابحر في بطون الكتب العربية القديمة في المكتبات المصرية خاصة وانه لا بد وان يكان يمر يوميا من امام حديقة الازبكية التي تزخر بمئات الالاف من الكتف في مختلف صنوف المعرفة .
ذكر البروفيسور الذي درع على ايدي الاساتذة طه حسين وشوقي ضيف وسهير القلماوي انه قام بتاليف كتاب ايامنا الحلوة تحدث فيه عن حسانه التي قضاها في مصر اثناء دراسسته واللحظات السعيدة الي قضاها هناك ولم ينس ان يذكر مفاتن مصر وجمالها غير ان البروفيسو تشونغ ذكر ان ترجم كتاب مقدمة ابن خلدون وهو كتاب
(العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر)
لكن من المعروف ان مترجم كتاب العبر اللة الصينية هو الرحالة ابن بطوطة اما ما قام به البروفيسور لي فهو ترجمة جزء من المقدمة يتعلقة بالرحة من الهند الى الصين هذا ما توصلت اليه بعد جهد جهيد من البحث عن ترجمات المقدمة
[email protected]
