الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشهيد باحاج الذي خسرناه بقلم:أ.د. عبدالعزيز صالح

تاريخ النشر : 2015-05-27
الشهيد باحاج الذي خسرناه بقلم:أ.د. عبدالعزيز صالح
الشهيد باحاج الذي خسرناه

 بقلم/أ.د. عبدالعزيز صالح بن أحمد بن حبتور محافظ عدن رئيس المجلس المحلي -  رئيس جامعة عدن:

توالت علينا  الأحزان وكثرت مآسي الفراق في خلال شهري الحرب الأهلية التي تدور رحاها الان في بلادنا بين الفرقاء السياسيين و قد تضرر منها الجميع ولم يستفيد من هذا الحرب المجنونة سوى القوى الخارجية بجناحيها  الإقليمي والدولي، وشعرت بحزن عميق وألم بالغ وأنا استمع لنبأ وفاة الأخ العزيز/احمد علي باحاج محافظ م/ شبوه وابن سليل أسرة كريمة "آل باحاج"، التي ملئت مساحة واسعة في تاريخ المنطقة كلها  بامتهانها قيم الخير والعلم كتجارة رابحة بين الأهالي والمواطنين في منطقة جغرافية تمتد من منطقتي حبان وعمقين شمالاً وحتى شواطئ البحر العربي جنوباً، ومن خلال ما تقدمه  العائلة الكريمة للناس وحضورها الفاعل في محيط مجتمعها المحلي كسبت ود وتقدير واحترام كل قبائل ومواطني ماكان يسمى سلطنة الواحدي العتيدة بل وشبوه كلها واليمن عامة.

من صلب هذا البيئة الإنسانية ولد ونشاء وترعرع صديقي الشهيد أحمد بن علي باحاج، وكغيرها من الأسر اليمنية التي هجرت موطنها حبان وعدن هرباً من سطوة النظام الشمولي آنذاك في جنوب اليمن واتجهت صوب العاصمة صنعاء وهناك تربى ودرس الى ان اشتد ساعده وأنهى دراسته الجامعية في جامعة صنعاء بتقدير علمي عالي ومن هذا الميراث الاجتماعي انطلق في محراب العمل الإداري والسياسي في بلادنا.

التقيت بصديقي باحاج لأول مرة بعد عودتي من الدراسة بالخارج وكانت مناسبة اللقاء والتعارف فكلانا كانا اعضاء في لجنة أعداد وثائق الملتقى الشعبي لأبناء شبوه عام 1993م، وبعدها تعمقت العلاقة الانسانية مع الزمن وأظهر في كل الاحداث والمواقف والمنعطفات التي اشتركنا فيها معاً انه انسان نقي السريرة وجاد في التعاطي مع الموضوعات ويحمل هموم شبوه بقلق عالٍ رغم هدوئه الظاهر.

مَثّل احمد باحاج الجيل الشاب لأبناء شبوه الذين تحملوا عبء المسؤولية بشكل مُبكر وأظهر براعة في القيادة الإدارية، تعامل مع الجميع بقدرٍ عالٍ من التساوي بحسب منطق الوظيفة العامة خادمة للجميع، وحَرص على خدمة أبنائها المحرومين من ابسط الخدمات بالرغم من وجود الثروات والمنشآت الاستراتيجية فيها ودعَم التعليم العام والجامعي من خلال دعمه لكل المنشآت التعليمية بالمحافظة ودعم كليتي التربية شبوه والنفط والمعادن وتأسيس البنية التحتية للمدينة الجامعية لجامعة شبوه المعلم والصرح العلمي القادم باذن الله،  وكانت له بصمات إنسانية في دعم وتطوير  جمعية غسيل الكُلى في مدينة عزان والعديد من الاعمال الخيرية التي ندعو الله العلي القدير ان تكون في ميزان حسناته.

بقيت إشارة مني للقارئ الكريم ان في لحظات الوداع الانساني والفراق الابدي للأعزاء  في حياتنا ينبغي ان لا تُحكم بضابط  الموقف السياسي الحزبي وان المفردات  المنثورة في زمن الحروب لا تصدر إلا من نفسيات مشحونة بلغة العنف والكراهية ولهذا نجد في منهج الفكر الانساني ان الإنسان بكل كينونته وحياته  وتاريخه هو محور اهتمام الثقافة والتراث العالمي للبشرية دون تمييز او انتقاء، ان اي نفاق سياسي او أخلاقي يحضر في مناسبات الأسى والحزن إنما هو تجريف عبثي لما تبقى من أخلاقيات  المجتمع وثقافته.

قال الله في محكم كتابه العزيز (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)،  "آل عمران".

والله من وراء القصد،،

* أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن أحمد بن حبتور محافظ عدن رئيس المجلس المحلي / رئيس جامعة عدن.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف