الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!بقلم:محمد أبو النواعير

تاريخ النشر : 2015-05-27
الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!بقلم:محمد أبو النواعير
الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!

*محمد أبو النواعير

   مع تطور الأحداث السريع في المنطقة, وتذبذب الولاءات والمواقف بين الدول الإقليمية, وقف تنظيم داعش الإرهابي في منطقة وسط, مستغلا التجاذبات الإقليمية والدولية, ليعيد لنفسه الإستراتيجيات التي فقدها, في سلسلة المعارك الأخيرة في العراق وسوريا.

   قد ينظر كثير من المحللين، الى أن انسحاب الجيش العراقي من الرمادي مؤخرا, كعملية هروب مقصودة أو مدبرة, ولكن واقع الميدان العسكري يثبت خلاف ذلك, فداعش كتنظيم عسكري ارهابي, يستعين بالعقيدة والمذهب، من أجل خلق دافع وزخم, لمواصلة القتال عند أتباعه. هذه الإستمرارية لا يمكن للجيوش النظامية حسمها, إذ أن الإنتصار في المعركة، يحتاج الى قوة تحمل وعقيدة, بمقدار أكبر من حملها للسلاح, الذي يأتي بالدرجة الثانية, بينما العقيدة تمثل زخم الإستمرار الأول.

    تنازعت محافظة الأنبار، كثير من الإرادات الداخلية والإقليمية والدولية, وكان نتيجتها هو رفض كامل من قبل عدد كبير، من السياسيين وشيوخ العشائر الأنبارية, لقدوم قوات الحشد الشعبي، للوقوف بوجه التمدد الجغرافي لعصابات داعش؛ وقد تمترس فريق الممانعة بعدد كبير من الأسباب, جعلها ذريعة قوية لخلط الأوراق.

   حزمة الأهداف, التي كان يريد تحقيقها الفريق السني, قائم على عدة إعتبارات, أهمها هو محاولة خلق نوع من أنواع وحدة الهدف, أو وحدة المشروع, مع ما يسمى بالمشروع العربي، الهادف الى الوقوف بوجه التمدد الإيراني في المنطقة! مرددين شعارات غريبة، كرروها مرارا وتكرارا, وهي تبعية الشيعة في العراق لإيران! أو فقدان العراق لجانبه العروبي!

    إن إفلاس الخطاب السياسي السني في العراق, مع تقادم وتهالك مقولاته، التي كان يحشد بها لجمهوره, إضافة إلى إنكشاف الفضائح والجرائم، التي ورائها كثير من ساسة السنة, وبالمقابل وجود خطاب وحدوي عقلاني مطمئن للنفوس، لدى كثير من القوى السياسية والدينية الفاعلة في الجانب الشيعي, أسقط ورقة التحشيد للنضال ضد الشيعة الصفويين، التي كانوا يتمترسون خلفها!

   لقد قاموا بمحاولة تأجيج النار في الأنبار, في محاولة منهم لإستجداء المساعدة والتدخل، من أمريكا وحلفها الوهمي ضد داعش؛ ومع ان كثير من المحللين يختلفون حول هذه النقطة, إذ أن البعض يرى أن هذه الخطوة قام بها بعض سياسيي السنة, لإفساح المجال أمام عاصفة حزم ثانية، يقوم بها ما يسمى بالحلف السعودي, في تمثيلية تخليص العرب السنة في العراق، من داعش والحشد الشعبي معا, وبعضهم الآخر يرى بأن الهدف؛ كان محاولة مغازلة مشاعر الجمهوريين، المسيطرين على الكونغرس الأمريكي, والمؤيدين لنظرية التمدد الإيراني, والمعادين لأي دعم تقدمه ايران للعراق.

   فشل وإنهيار هذه الرهانات, جعل الأنبار في مهب الرياح الداعشية, وعجل بإنهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة, وبإنهيار المؤسسات الإجتماعية المتمثلة بالعشائر, حيث قامت عصابات داعش بإعدام مئات من أبناء العشائر, رجالا ونساءا وأطفالا, في محاولة منهم لإرسال رسالة إلى المؤسسة العشائرية في المحافظة, تنبههم بأن سلطتهم باتت معدومة!

    لم يكن للأنبار أن تمر بما مرت به، لولا التناحر الإعلامي السياسي التعبوي، الذي استعمله كلا الفريقين, لإيقاف صوت الحكمة والعقل؛ ولمعالجة بعض الأمراض، التي يمكن علاجها بالأدوية المتوفرة العراقية الصنع! ولو تم التعامل يوما مع مشروع (أنبارنا الصامدة) بالطريقة التي أريد لها, لما قدمنا ربع ما قدمناه من تضحيات, بالأرواح والأموال والأرض!

*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآيديولوجيات السياسية المعاصرة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف