الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قابيل والارهاب بقلم:عماد العيسى

تاريخ النشر : 2015-05-27
قابيل والارهاب

منذ ان خلق الله البشرية , سيدنا آدم عليه السلام وابنائه قابيل وهابيل ولدت فكرة الارهاب , فمما لا شك فيه ان ما قام به قابيل من قتل لأخيه هابيل تمثل اللبنه الاساسية الاولى لهذه الفكرة ,, ( الارهاب )  , قابيل و هابيل هما ابناء سيدنا آدم عليه السلام وهما اصحاب اول جريمة قتل حدثت على الارض .

ورد ذكر احداث القصه في القرآن الكريم 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27

لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29 ) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30 ) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) سورة المائده 

فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. فغضب قابيل وهدد أخاه بأن يقتله. فأجاب هابيل بأن الله يتقبل من المتقين وبكل هدوء كان قول هابيل

كما جاء في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم

لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29

انتهى الحوار بينهما وانصرف قابيل وقلبه ملئ بالحقد و الكره و هنا نجد انه تعددت الروايات عن كيف قتل قابيل هابيل

هناك روايه تقول : ان هابيل كان نائما فقام إليه قابيل فقتله بصخرة رماها على رأسه.

و روايه اخرى تقول :  أن هابيل أبطأ في الرعي ذات ليلة، فذهب إليه قابيل وضربه بحديدة كانت معه

وروايه ثالثه : أنه خنقه خنقا شديدا وعضه كما تفعل السبا ع و بعدما قتل قابيل اخيه و تأكد من موته جلس أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هابيل أول إنسان يموت على الأرض ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد وحمل الأخ جثة اخيه وراح يمشي بها , و هنا حدثت احدى معجزات الله عز و جل بأن رأى قابيل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت.

وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب. بعدها طار في الجو وهو يصرخ فحزن قابيل أنه عجز حتى عن معرفه ما يفعل بجثمان أخيه، فكان هذا الغراب أفضل منه

هنا لا بد من الاشارة الى ان هناك فكرة اخرى ولدت ايضآ في تلك الحادثة وهي فكرة الانسانية سبحانه وتعالى وضع , بل اتاح لنا الخيارات التي نريد فأما الارهاب واما الانسانية  ..


في البداية دعونا نٌعرف الإرهاب لغويا:

المعنى اللغوي للإرهاب هو التخويف الشديد، وهذا مشترك بين العربية والإنجليزية، لكن الكلمة أخذت معنى اصطلاحياً خاصاً بعد أحداث 11سبتمبر 1991م!!

قال ابن منظور في كتابه" لسان العرب" رَهِب بالكسر، يُرهب رَهبة ورٌهبا بالضم، ورَهباً بالتحريك، أي خاف، ورَهب الشيء رَهباً ورَهْبة: خافه.

رعب، ذعر، هول ترادف كلمة الإرهاب في الانجليزية:

Terror, Terrorism

ما يوقع الرعب في النفوس.

إن الحديث والمعنى لمفهوم كلمة  الإرهاب اختلط هذه الايام وكل يفسر حسب ما يناسب الدول او الشخص وخاصة هذه الايام وتحديدآ

بعد ال11 سبتمبر يوم ضرب الارهاب الولايات المتحدة الأمريكية من خلال واقعة ضرب البرجين واخواتها فالولايات المتحدة الامريكية اخذتها ذريعة لاحتلال الارض واغتصاب العرض ولأفتعال المجازر ( مليون ونصف في العراق ) اضافة الى تدريس فكرة كراهية الدين الاسلامي كراعي رسمي للارهاب , اضافة الى التشرذم والمجازر  والقتل والفتن الطائفية والمذهبية ( الشرق الاقصى الجديد) وكل ذلك تلك حجة محاربة الارهاب ( فكرة مذهلة ) ..

بدأية نشأة محاربة الإرهاب :

 أكاديمي مختص في حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية وهو "لارس شولتز-Lars Schultz " من جامعة "نورث كارولينا –north Carolina" ويناقش فيها مساعدات الولايات المتحدة لأمريكا اللاتينية وعلاقتها بالتعذيب وانتهاك حقوق الانسان وكتب مقال قبل عشرين سنة بين فيها وجود علاقات وثيقة جدا بين المساعدات الأمريكية والإساءة لحقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية ومما قاله :  تتدفق المساعدات الأمريكية بصورة غير متكافئة على حكومات أمريكا اللاتينية التي تعذب مواطنيها ويصنفهم افضح منتهكي حقوق الإنسان في نصف الكرة الأرضية" وكان ذلك قبل عشرين سنة,وفي الوقت نفسه تقريبا اجري "ادوارد هيرمان-"Edward Herman" وهو مؤلف كتاب( القوة والإرهاب جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) وهو عالم اقتصادي في مدرسة "وارتون-"Wharton التابعة لجامعة "بنسلفانيا" Pennsylvania واعد دراسة موسعة في نفس المسألة وبصورة خاصة في العلاقة القائمة بين مساعدة الولايات المتحدة والتعذيب , وبينت تلك الدراسة وجود علاقة كبيرة مذهلة بين المساعدات الأمريكية والتعذيب, وإذا ما تفحصت سجلات "منظمة العفو الدولية" بشان التعذيب والمساعدات الأمريكية الأجنبية فسوف تجد العلاقة بينهما وثيقة جدا, يضيف Herman من أفضل السبل قتل منظمي الاتحادات واغتيال زعماء والفلاحين, وذبح الفلاحين ونسف البرامج الاجتماعية وما الى ذلك" تلك هي القواعد لتحسين المناخ الاستثماري, وهذا يولد علاقة ثانوية أخرى تلك العلاقة التي اكتشفها لارس شولتز-Lars Schultz وهي العلاقة بين المساعدات الخارجية وانتهاك حقوق الإنسان الفاضحة, بل هناك علاقة طبيعية بين المساعدات وبين موضوع الاهتمام وكيفية تحقيق ذلك, ويقول كان ذلك قبل أكثر من عشرين عام,وعندما تسلمت أدارة "ريغان" مسؤولياتها في الولايات المتحدة متزامنا مع توقيت ظهور تلك الدراسات وقد أعلنت أدارة ريغان وبشكل واضح ومسموع محور السياسة الأمريكية الخارجية بإعلان "الحرب العالمية على الإرهاب" وركزت إدارته بصورة خاصة على ما أطلق عليه وزير الخارجية حينذاك جورج شولتز –George Schultz (بلاء الإرهاب الخبيث) .

وما أشبه اليوم بالأمس عندما أطلق بوش وإدارته نفس الخطاب والعبارات بما يسمى "الحرب العالمية على الإرهاب" عام 2001وخاض حربين ذات منحى ديني راديكالي متشدد ضد أفغانستان والعراق خلفت كوارث إنسانية ودمار طال البلدين  يمكن أن نسميها محرقة بوش وبلير.

 
وهنا يجب التذكير بالحرب على الارهاب !!!! ففي الشرق الأوسط سجل التاريخ  أعمال وحشية كثيرة وجرائم إبادة ضد الفلسطينيون, تدعمها وتغذيها دول وعلى رأس هؤلاء الولايات المتحدة الامريكية , وكان الغزو الإسرائيلي في لبنان عام 1982 والذي أسفر عن مقتل عشرون ألف شخص من اللبنانيين, ويقول تشومسكي كان ذلك "إرهابا عالميا" وتمكن الغزو الإسرائيلي من الاستمرار بفضل الضوء الأخضر الذي أعطته الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل وتزويدها بالسلاح والدعم السياسي مستخدمة الفيتو ضد جميع القرارات في مجلس الأمن, وخلف غزو واحتلال العراق أرقام فلكية بالملايين من القتلى والجرحى والمهجرين وتدمير البنية  التحتية العراقية دون رد فعل ، ومن الضروري النظر الى شرح كاتب مدرسي أمريكي حول الإرهاب الدولي وفي تعريف الحكومة الأمريكية الرسمي للإرهاب ((وهو التهديد أو استخدام العنف لتحقيق غايات سياسية أو دينية أو غير ذلك من خلال تخويف الناس ونشر الخوف في صفوف المدنين وما إلى ذلك)) وعندما نقارن ما تفعله أمريكا عسكريا في العراق وأفغانستان واستخدامها فلسفة "الصدمة والرعب" وكذلك حليفتها إسرائيل ستجد أنهما يمارسان الإرهاب بطاقته القصوى ضد المجتمعات والشعوب في العالم, ولو استفاق العالم من هيكلة العقول بعبارات الخطاب المزدوج التي تروج لها الدعاية السياسية عبر الإعلام المأجور – شبكات ووسائل إعلام –منظمات- أشخاص ستجد أن الإرهاب  وبكافة أشكاله قد مورس بسادية ضد شعوبنا ومجتمعاتنا منتهكين الشرعية الدولية باستخدام اللاشرعي للقوة من قبل أمريكا وإسرائيل.

اخيرا  فإن الإرهاب الإيجابي قد فصله ديننا الإسلامي في القرآن الكريم مما يحث المسلمون على إرهاب أعداء الإسلام كقوله تعالى/ بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)*

وهذه الأية الكريمة تدل على إرهاب العدو ليمنعوا منه المساس أو التفكير في الاعتداء على البلاد الإسلامية والإسلام، وهذا هو أحد الوجهات الإيجابية للإرهاب. بعكس ذلك الإرهاب الذي يحمل في فكره وعقيدته، وأساسه الخاطئ المنتقم والداعي لسلب الحرية وإيذاء العامة والخاصة والنهب والسرقة واغتصاب الحقوق وانتهاك حرمات الدول وسيادتها وشعبها، الإرهاب المرفوض هو الإرهاب ضد الأبرياء والنساء والأطفال والعجز والشيوخ وهو الإرهاب الضارب  بمصالح الأمة وحق حريتها وسيادتها، والنامي من أطماع عنصرية أو شخصية أو ما نشأ على الكره والانتقام والغريزة الحيوانية.

إن الحملة الدولية تحت ذريعة محاربة الإرهاب فكرة جاءت لتنفيذ المخططات الأجنبية المعادية وإعادة المحتل، فهم يتعاملون بمنطق وكأن الإرهاب نمى في بلادنا العربية ونحن العرب إرهابيين وكل هذا ابتغاء امتصاص دماءنا وثرواتنا..

المستشار الدبلوماسي عماد العيسى

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف