العرب و عودتهم لعصر الجاهلية جلال قاعود
بقلم /جلال قاعود
يعرف عصر الجاهلية بفترة امتدت ما بين مئة و خمسون الى مئتان سنة قبل بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام , وسمي بعصر الجاهلية لما انتشر فيه من جهل الناس بعقيدة سيدنا ابراهيم عليه السلام , و ليس المقصود بجهلهم الذي هو ضد العلم بل المقصود بما هو ضد الحلم .
و اقصد بالحلم هنا هو ما تتوارسه الاجيال من روابط روحية و سلوكيات تعبدية لعبادة الله تعالى , و كان لهذه الفترة ما
يميزها و ما يعيبها من سلوكيات القبائل العربية لهذه الفترة , و من مميزاتها ان العرب كانوا يتمتعون بصفة الشجاعة و التسابق احيانا للحصول على اكثرهم شجاعة , والكرم , و اغاثة الملهوف , و نصرة الحق , و صلة الرحم .
كلها كانت صفات جميلة تميز العرب وقتها و عندما ظهر الاسلام رسخ هذه الصفات الرائعة , لقوله صلى الله عليه وسلم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق أي انه كان هنالك اخلاق حميدة و تم كسوتها بثوب الاسلام .
و ما كان يعيب هذه الفترة الزمنية من سلوكيات و عادات سيئة هي , العصبية القبلية , التفاخر باصول القبيلة , و انتشار الجواري و العبيد , و الخمور , و لعب القمار والميسر , و كانت حياتهم غير مستقرة و كثيرة التنقل للبحث عن الماء و الكلاء و
انتشرت بينهم الحروب القبلية مثل حرب داحس و الغبراء التي استمرت مئة سنة و قطع الطريق ,
والمرأة عندهم منزوعة الحقوق و ليس لها ميراث و كانت تورث و كأنها شيء مادي و كان ايضا ينتشر لمن يرزق بمولوده يقوم على الفور بوأدها ( دفنها حية) و اذا ما قارنا بين عصر الجاهلية قبل الاسلام نجده مطابقا لما هو الان لعصر الجاهلية بعد الاسلام
و التشابه الاكبر موجود في العادات السيئة
.
فقد تحولت غالبية المجتمعات العربية الى مجتمعات رديئة صعبة المزاج و ان قل وجود مجتمعات محافظة على عادتها و اصولها
الجميلة العريقة و مع اختلاف الصورة القديمة عن الحديثة الا ان الجوهر لا يختلف كثيرا .
فتحولت كثيرا من المناطق الى مناطق نزاعات و معارك و قتل و تدمير و سرقة و نهب و في نهاية المطاف لا نجد من هذا سببا الا الحصول على السلطة و الكراسي و يقع كل ذلك باسم التغيير و الاصلاح , أي اصلاح ياتي بقتل طفل بريء او شيخ مريض او قصف هنا و هناك ,ناهيك عن التشرد الجماعي التي تشهده كثير من المناطق , أي انه يشبه حرب داحس والغبراء , وظهور قطاع الطرق لبعض المناطق التي يغيب عنها سيطرة الدولة او تقل
الامكانيات للحيلوله من هذه الظاهرة
و قديما كان انتشار الجواري و العبيد امر طبيعي في عصر لا ملة له , اما ما نراه الان في وسائل الاعلان و التلفزة و الانترنت هو ايضا شكل من اشكال الجواري و العبيد لعرض و نشر العراية و ظهور شباب و فتيات في اشكال شتى من برامج المسابقات الغنائية و مسابقات الرقص و غيره و غيره من
البرامج و يظهر شباب بعمر الزهور لا تعرف ان كانوا ذكور ام اناث , اليس بمن يقبل على ابنته ان تخرج ليشاهدها
الملايين و هي ترقص الا يشبه قتل المولوده و هي في المهد الفرق ان الاول قتلها بعد ولادتها اما الثاني فقد رباها و كبرها و قد تكون افضل تربية كما يدعون لكنه قتلها عندما رضي لتكون بهذا الشكل , فاين العفة و اين الرحمة بهذه الطفلة و سلوكيات الشباب و الفتيات التي لا تمت باصولنا العربية باي صلة بحجة الموضى و الصيحات العالمية
و الان ما نشاهده في كثيرا من المجتمعات العربية ظهور الاحتفالات و الترف الزائد عن المعقول الذي يكلف الملايين من الدولارات و كم من جائع ينتظر كسرة خبز تسري بامعائه كما يحدث الان بمخيم اليرموك , اليس ذلك يشبه لعب الميسر بان نلقي اموال طائلة لمجرد المتعة و التفاخر باحتفالات المدينة و ظهور المدينة الفلانية بنشرات الاخبار اليس هذه عصبية كما كان في الماضي العصبية القبلية .
فالعروبة اعتقد انها سوف تكون من الماضي اذا استمر حالنا كيومنا , الا ان يشاء الله لنا الخير فيغيرنا بعد ان نغير انفسنا .
انا لست هنا لطرح حلول او بدائل و ما بيدي حيلة , لكن وجب على الحكام ان ينظروا الى الامر ليس من باب التقدم الحضاري و الظروف الاقتصادية و الاقليمية بل ينظروا للامر من باب الكرامة التي اقتربت من التلاشي .
و انا لا اريد الا ان اذكرهم بقوله تعالى
( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا
عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون )
فتذكر يا حاكم يا وزير يا مسئول يا مدير يا من ارسلك الله برسالة لخدمة الناس و تسهيل حياتهم
اننا سنعرض على الله و لا نعرف كم من الوقت سنقف بين يدي الله كم يوم كم شهر او حتى كم سنة و لكننا نعرف ان اليوم عند الله بالف سنة منما نعد و نحصي .
[email protected]
بقلم /جلال قاعود
يعرف عصر الجاهلية بفترة امتدت ما بين مئة و خمسون الى مئتان سنة قبل بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام , وسمي بعصر الجاهلية لما انتشر فيه من جهل الناس بعقيدة سيدنا ابراهيم عليه السلام , و ليس المقصود بجهلهم الذي هو ضد العلم بل المقصود بما هو ضد الحلم .
و اقصد بالحلم هنا هو ما تتوارسه الاجيال من روابط روحية و سلوكيات تعبدية لعبادة الله تعالى , و كان لهذه الفترة ما
يميزها و ما يعيبها من سلوكيات القبائل العربية لهذه الفترة , و من مميزاتها ان العرب كانوا يتمتعون بصفة الشجاعة و التسابق احيانا للحصول على اكثرهم شجاعة , والكرم , و اغاثة الملهوف , و نصرة الحق , و صلة الرحم .
كلها كانت صفات جميلة تميز العرب وقتها و عندما ظهر الاسلام رسخ هذه الصفات الرائعة , لقوله صلى الله عليه وسلم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق أي انه كان هنالك اخلاق حميدة و تم كسوتها بثوب الاسلام .
و ما كان يعيب هذه الفترة الزمنية من سلوكيات و عادات سيئة هي , العصبية القبلية , التفاخر باصول القبيلة , و انتشار الجواري و العبيد , و الخمور , و لعب القمار والميسر , و كانت حياتهم غير مستقرة و كثيرة التنقل للبحث عن الماء و الكلاء و
انتشرت بينهم الحروب القبلية مثل حرب داحس و الغبراء التي استمرت مئة سنة و قطع الطريق ,
والمرأة عندهم منزوعة الحقوق و ليس لها ميراث و كانت تورث و كأنها شيء مادي و كان ايضا ينتشر لمن يرزق بمولوده يقوم على الفور بوأدها ( دفنها حية) و اذا ما قارنا بين عصر الجاهلية قبل الاسلام نجده مطابقا لما هو الان لعصر الجاهلية بعد الاسلام
و التشابه الاكبر موجود في العادات السيئة
.
فقد تحولت غالبية المجتمعات العربية الى مجتمعات رديئة صعبة المزاج و ان قل وجود مجتمعات محافظة على عادتها و اصولها
الجميلة العريقة و مع اختلاف الصورة القديمة عن الحديثة الا ان الجوهر لا يختلف كثيرا .
فتحولت كثيرا من المناطق الى مناطق نزاعات و معارك و قتل و تدمير و سرقة و نهب و في نهاية المطاف لا نجد من هذا سببا الا الحصول على السلطة و الكراسي و يقع كل ذلك باسم التغيير و الاصلاح , أي اصلاح ياتي بقتل طفل بريء او شيخ مريض او قصف هنا و هناك ,ناهيك عن التشرد الجماعي التي تشهده كثير من المناطق , أي انه يشبه حرب داحس والغبراء , وظهور قطاع الطرق لبعض المناطق التي يغيب عنها سيطرة الدولة او تقل
الامكانيات للحيلوله من هذه الظاهرة
و قديما كان انتشار الجواري و العبيد امر طبيعي في عصر لا ملة له , اما ما نراه الان في وسائل الاعلان و التلفزة و الانترنت هو ايضا شكل من اشكال الجواري و العبيد لعرض و نشر العراية و ظهور شباب و فتيات في اشكال شتى من برامج المسابقات الغنائية و مسابقات الرقص و غيره و غيره من
البرامج و يظهر شباب بعمر الزهور لا تعرف ان كانوا ذكور ام اناث , اليس بمن يقبل على ابنته ان تخرج ليشاهدها
الملايين و هي ترقص الا يشبه قتل المولوده و هي في المهد الفرق ان الاول قتلها بعد ولادتها اما الثاني فقد رباها و كبرها و قد تكون افضل تربية كما يدعون لكنه قتلها عندما رضي لتكون بهذا الشكل , فاين العفة و اين الرحمة بهذه الطفلة و سلوكيات الشباب و الفتيات التي لا تمت باصولنا العربية باي صلة بحجة الموضى و الصيحات العالمية
و الان ما نشاهده في كثيرا من المجتمعات العربية ظهور الاحتفالات و الترف الزائد عن المعقول الذي يكلف الملايين من الدولارات و كم من جائع ينتظر كسرة خبز تسري بامعائه كما يحدث الان بمخيم اليرموك , اليس ذلك يشبه لعب الميسر بان نلقي اموال طائلة لمجرد المتعة و التفاخر باحتفالات المدينة و ظهور المدينة الفلانية بنشرات الاخبار اليس هذه عصبية كما كان في الماضي العصبية القبلية .
فالعروبة اعتقد انها سوف تكون من الماضي اذا استمر حالنا كيومنا , الا ان يشاء الله لنا الخير فيغيرنا بعد ان نغير انفسنا .
انا لست هنا لطرح حلول او بدائل و ما بيدي حيلة , لكن وجب على الحكام ان ينظروا الى الامر ليس من باب التقدم الحضاري و الظروف الاقتصادية و الاقليمية بل ينظروا للامر من باب الكرامة التي اقتربت من التلاشي .
و انا لا اريد الا ان اذكرهم بقوله تعالى
( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا
عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون )
فتذكر يا حاكم يا وزير يا مسئول يا مدير يا من ارسلك الله برسالة لخدمة الناس و تسهيل حياتهم
اننا سنعرض على الله و لا نعرف كم من الوقت سنقف بين يدي الله كم يوم كم شهر او حتى كم سنة و لكننا نعرف ان اليوم عند الله بالف سنة منما نعد و نحصي .
[email protected]