الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العرب و عودتهم لعصر الجاهلية بقلم جلال قاعود

تاريخ النشر : 2015-05-26
العرب و عودتهم لعصر الجاهلية بقلم جلال قاعود
العرب و عودتهم لعصر الجاهلية جلال قاعود

بقلم /جلال قاعود

يعرف عصر الجاهلية بفترة امتدت ما بين مئة و خمسون الى مئتان سنة قبل بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام , وسمي بعصر الجاهلية لما انتشر فيه من جهل الناس بعقيدة سيدنا ابراهيم عليه السلام , و ليس المقصود بجهلهم الذي هو ضد العلم بل المقصود بما هو ضد الحلم .

و اقصد بالحلم هنا هو ما تتوارسه الاجيال من روابط روحية و سلوكيات تعبدية لعبادة الله تعالى , و كان لهذه الفترة ما
يميزها و ما يعيبها من سلوكيات القبائل العربية لهذه الفترة , و من مميزاتها ان العرب كانوا يتمتعون بصفة الشجاعة و التسابق احيانا للحصول على اكثرهم شجاعة , والكرم , و اغاثة الملهوف , و نصرة الحق , و صلة الرحم .

كلها كانت صفات جميلة تميز العرب وقتها و عندما ظهر الاسلام رسخ هذه الصفات الرائعة , لقوله صلى الله عليه وسلم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق أي انه كان هنالك اخلاق حميدة و تم كسوتها بثوب الاسلام .

و ما كان يعيب هذه الفترة الزمنية من سلوكيات و عادات سيئة هي , العصبية القبلية , التفاخر باصول القبيلة , و انتشار الجواري و العبيد , و الخمور , و لعب القمار والميسر , و كانت حياتهم غير مستقرة و كثيرة التنقل للبحث عن الماء و الكلاء و
انتشرت بينهم الحروب القبلية مثل حرب داحس و الغبراء التي استمرت مئة سنة و قطع الطريق ,

والمرأة عندهم منزوعة الحقوق و ليس لها ميراث و كانت تورث و كأنها شيء مادي و كان ايضا ينتشر لمن يرزق بمولوده يقوم على الفور بوأدها ( دفنها حية) و اذا ما قارنا بين عصر الجاهلية قبل الاسلام نجده مطابقا لما هو الان لعصر الجاهلية بعد الاسلام
و التشابه الاكبر موجود في العادات السيئة
.

فقد تحولت غالبية المجتمعات العربية الى مجتمعات رديئة صعبة المزاج و ان قل وجود مجتمعات محافظة على عادتها و اصولها
الجميلة العريقة و مع اختلاف الصورة القديمة عن الحديثة الا ان الجوهر لا يختلف كثيرا .

فتحولت كثيرا من المناطق الى مناطق نزاعات و معارك و قتل و تدمير و سرقة و نهب و في نهاية المطاف لا نجد من هذا سببا الا الحصول على السلطة و الكراسي و يقع كل ذلك باسم التغيير و الاصلاح , أي اصلاح ياتي بقتل طفل بريء او شيخ مريض او قصف هنا و هناك ,ناهيك عن التشرد الجماعي التي تشهده كثير من المناطق , أي انه يشبه حرب داحس والغبراء , وظهور قطاع الطرق لبعض المناطق التي يغيب عنها سيطرة الدولة او تقل
الامكانيات للحيلوله من هذه الظاهرة

و قديما كان انتشار الجواري و العبيد امر طبيعي في عصر لا ملة له , اما ما نراه الان في وسائل الاعلان و التلفزة و الانترنت هو ايضا شكل من اشكال الجواري و العبيد لعرض و نشر العراية و ظهور شباب و فتيات في اشكال شتى من برامج المسابقات الغنائية و مسابقات الرقص و غيره و غيره من
البرامج و يظهر شباب بعمر الزهور لا تعرف ان كانوا ذكور ام اناث , اليس بمن يقبل على ابنته ان تخرج ليشاهدها
الملايين و هي ترقص الا يشبه قتل المولوده و هي في المهد الفرق ان الاول قتلها بعد ولادتها اما الثاني فقد رباها و كبرها و قد تكون افضل تربية كما يدعون لكنه قتلها عندما رضي لتكون بهذا الشكل , فاين العفة و اين الرحمة بهذه الطفلة و سلوكيات الشباب و الفتيات التي لا تمت باصولنا العربية باي صلة بحجة الموضى و الصيحات العالمية

و الان ما نشاهده في كثيرا من المجتمعات العربية ظهور الاحتفالات و الترف الزائد عن المعقول الذي يكلف الملايين من الدولارات و كم من جائع ينتظر كسرة خبز تسري بامعائه كما يحدث الان بمخيم اليرموك , اليس ذلك يشبه لعب الميسر بان نلقي اموال طائلة لمجرد المتعة و التفاخر باحتفالات المدينة و ظهور المدينة الفلانية بنشرات الاخبار اليس هذه عصبية كما كان في الماضي العصبية القبلية .

فالعروبة اعتقد انها سوف تكون من الماضي اذا استمر حالنا كيومنا , الا ان يشاء الله لنا الخير فيغيرنا بعد ان نغير انفسنا .

انا لست هنا لطرح حلول او بدائل و ما بيدي حيلة , لكن وجب على الحكام ان ينظروا الى الامر ليس من باب التقدم الحضاري و الظروف الاقتصادية و الاقليمية بل ينظروا للامر من باب الكرامة التي اقتربت من التلاشي .

و انا لا اريد الا ان اذكرهم بقوله تعالى

( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا
عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون )

فتذكر يا حاكم يا وزير يا مسئول يا مدير يا من ارسلك الله برسالة لخدمة الناس و تسهيل حياتهم

اننا سنعرض على الله و لا نعرف كم من الوقت سنقف بين يدي الله كم يوم كم شهر او حتى كم سنة و لكننا نعرف ان اليوم عند الله بالف سنة منما نعد و نحصي .


[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف