الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة الحوثيين وجنايتهم على اليمن (1) بقلم د.عمران الكبيسي

تاريخ النشر : 2015-05-26
قصة الحوثيين وجنايتهم على اليمن (1) بقلم  د.عمران الكبيسي
قصة الحوثيين وجنايتهم على اليمن (1)

 بقلم  د.عمران الكبيسي 

استجدت في اليمن خلال تسعينيات القرن الماضي موجة حراك مبهم غير واضح، مناطقي طائفي قبلي سياسي، ولكنه ملموس واقعا في الإعلام وبين الناس، لم يأبه الكثير من المعنيين بشأنه أول الأمر وعد امرأ طبيعيا في ظل اتساع مساحة الحرية بعد وحدة اليمنيين، وحينما نتحرى عن جذور هذا النشاط نجده بدأ عام 1986 بحركة ما يسمى بجماعة الشباب المؤمن بمحافظة صعدة حيث أقام صلاح احمد فليتة، ومجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي اتحاد الشباب لتدريس أبناء الزيدية وتثقيفهم دينيا، واستغلوا اتفاق الوحدة بين الشمال والجنوب والسماح بتعدد الأحزاب وإجراء انتخابات، فدخلوا في تنظيم سياسي تحت لافتة حزب الحق، بعد أن أوعز بدر الدين الحوثي إلى مرجعيات زيدية فقهية محمد عزان وعبدالكريم جدبانو بتعزيز «حركة الشباب المؤمن» بهدف حشد التأييد للحزب في الانتخابات البرلمانية بعد فسح المجال لقيام الأحزاب.

 افتتحت حركة الشباب مراكز لمحاضرات ثقافية دينية استقطبت آلاف الطلبة، وفسحت الدولة لها المجال بنية إحداث توازن يقابل قوة التجمع اليمني للإصلاح الشافعي المذهب، لكنها تحولت إلى حركة سياسية دينية اشتهرت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي الأب الروحي للجماعة، الذي قتل بقصف طائرة حكومية عام 2004  وأصدروا لهم جريد كانت محدودة الانتشار، وفي أول انتخابات بعد الوحدة فازوا بمقعد نيابي وحيد شغله حسين بدر الدين الحوثي، وتقربوا من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، وتعاونوا أحيانا مع الحزب الاشتراكي، ثم انقلبوا على الجميع وأسسوا المنتدى الثقافي ليبدأ صراعهم مع حركة الإصلاح الإسلامية والجماعات السلفية ويهاجمون الوهابية ويتبلور اتجاههم الطائفي.

وفي أواسط التسعينيات سافر بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى إيران، لتبدأ علاقاتهم المشبوهة بطغمة الملالي الطائفية الفارسية الحاكمة وبحزب الله اللبناني بزعامة نصر الله واحتلوا هناك موضع تكريم وتبجيل ورعاية وعناية ودعم مالي منهما، وصاروا فيما بعد يترسمون خطا حزب الله ويحتذون بمنهجيته في العمل السياسي والعسكري.

الحوثيون ليسوا قبيلة ولا فرقة، وإنما أسرة، ادعت الارتباط بالنسب النبوي الشريف وأنهم هاشميون علويون من رحم فاطمة الزهراء البتول وذريتها، فاكتسبوا بحسب دعوتهم شرعية بأحقيتهم بالإمامة دون سواهم، ورفضوا أي سلطة لحاكم غير علوي ولو كان زيديا، مبررين رفضهم لسلطة علي عبد الله صالح. ورفض بعض اليمنيين دعوى الحوثيين وانتسابهم، وأوردوا أدلة وثوابت على كذبهم. وشككوا في نسبهم من هو على صلة بهم، وما زال انتسابهم مثار جدل، ولا يمكن فهم الحوثيين بمعزل عن تاريخ الزيدية في اليمن وتفرعاتها. فالزيدية بقايا أتباع زيد بن علي بن زين العابدين (السجاد) ابن الحسين بن علي ابن أبي طالب المتوفى عام122هـ740م، وأصل الدعوة دينية سياسة معارضة لخلافة الأمويين، وترى أن آل علي أحق من غيرهم بالخلافة والإمامة من الأمويين.

 تجمع حول الإمام زيد 500 ألف تابع، جهز منهم 15 ألف مقاتل وثار في الكوفة ضد الأمويين في خلافة هشام بن عبد الملك، وحينما طلب بعض أتباعه إجازة شتم الشيخين أبي بكر وعمر، وعدم الاعتراف بخلافتهما، رفض، وترحم عليهما، ونهى عن سبهما، وعاقب عليه. وحين قالوا لا نبايعك حتى تتبرأ من الشيخين قال: كيف أتبرأ منهما وهما صهرا جدي وصاحباه ووزيراه؟ وأثنى عليهما، مع الاعتراف بأفضلية على وأحقيته في الخلافة، فرفضوه ولم يبق منهم معه في سوى 500 مقاتل، قاتل بهم حتى أصابه سهم في صدغه وسقط شهيدا، وصف بالعلم والهدى والورع والتقوى والشجاعة، وبالهيبة بين الناس، تأثر بأفكار المعتزلة في أفكاره، وقد أخذ صراحة وجهرا بجواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل في الحكم والسياسة كأهل السنة والجماعة، ولا فرق لديهم بين أبناء الإمام علي الحسن والحسين، ولا بين أولادهما ونسلهما. ولم يحصروا الإمامة في أبناء الحسين، ولا يحددونهم باثني عشر أمام، وهذا يعني ضمنا معارضة مذهب الشيعة ألاثني عشرية ونسفه تماما. والشيعة لا يؤمنون بإمامة زيد ولا يعدونه ضمن أئمتهم ويحصرون الإمامة بأخيه الباقر ثم جعفر الصادق وابنه موسى . ولكن الإيرانيين والمرجعية الصفوية بقصد حشد التأييد العددي وتوسيع مذهبهم اعتبروا الزيدية فرقة او شعبة شيعية لكسب سياسي رغم المخالفة الصريحة لمبادئهم وعقائدهم في الاثني عشرية، وللحديث صلة.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف